الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوطنية والحس الامني

عباس ساجت الغزي

2015 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


الوطنية والحس الامني
عُرف ابناء الجنوب العراقي بتضحياتهم وولائهم المطلق للوطن, وتجسد الولاء بالعمل الدؤوب على تقديم الغالي والنفيس للحفاظ على هيبة الوطن, وسلامة الارض المقدسة التي تعبر عن الانتماء الوجودي والتاريخ العريق والاصالة.
ملكَ ابن الجنوب الصفات الحميدة بمجملها, فطرز عنوان التضحية في جبهته العريضة بالشجاعة وبذل النفس, ورسم الكرم والسخاء بابتسامته الحزينة واللقاء العذب, ورفض كل اشكال الظلم, بالدفاع عن المظلومية والتشمير عن السواعد السمر بقوة أهازيج الرفض والحسجة المملوحة.
ترجم ابن الجنوب مفردة الانتماء بأيمان عميق توارثه عن الاجداد, فمزج بين الولاء المطلق والحب العذري والسخاء والكرم في تقديم الواجب على المستحب, فجعل الوطن والمصلحة العامة نصب العين, وتناسى حب النفس التي يبحث عنها كثير من اصحاب الروابط المشتركة بالأرض في مناطق الوطن المتفرقة.
ذاك الافراط الفطري في الولاء, وتظافر عوامل التهميش والاقصاء التي تعرض لها ابناء الجنوب العراقي, والتي تسببت في غياب الوعي الثقافي وانتشار الفقر والجهل في بعض اوساط الطبقات المهملة من المجتمع, افرز شواذاً بالفِّعال ارادوا تقديم الخدمة الجليلة, فكانت عواقب الامور ظلم ابناء جلدتهم وزَّجهم في الطوابير الظلماء للنظام الدكتاتوري البائد, وتعليق المختلفين بالرأي مع النظام الدكتاتوري على المشانق.
في اعماق الجنوب كان يسمى "وكيل الاجهزة الامنية" (بالشمشوم) لما لهذه الحاسة من اسبقية في العثور على الاثر من بين الحواس الاخر, وكان ذاك الجرذ سبب الويلات والابتلاءات التي حلت بأبناء المناطق, لتخلف من وراء ذلك الالاف من الشهداء والثكلى والارامل والايتام, تعتبر الاجهزة الامنية عمل "الوكيل" عملاً وطنياً يسهم في سهولة الوصول الى المعلومة التي تتعلق بالأمن الوطني, فكانت تمنح الشخص حصانة وامتيازات تدعم الاستمرار بالعمل والحرص على مراقبة كل شاردة وواردة في حياة المواطن.
عمل الاجهزة الامنية المهني لا يختلف كثيراً من نظام الى اخر, الا بالسلوك القويم وتنفيذ القانون دون تحريف في الانظمة الديمقراطية, وخلاف ذلك في الانظمة الدكتاتورية التي تحاول قمع وارغام مواطنيها على القبول بالسياسات, عادلة كانت او باطلة, ومن ذلك لابد من وجود (الشمشوم) في العمل الامني, فكان " المخبر السري" عنوان للمواطن المتعاون مع الاجهزة الامنية.
المخبر السري من العناصر الاستخباراتية الاستباقية المهمة في الكشف عن الجرائم التي تهدد الامن الوطني قبل حدوثها, لقابلية التوغل بين صفوف المجرمين دون معرفة هويته, وتتحمل الجهة الامنية وطنية وعدالة ومصداقية واهلية "المخبر السري" في نقل المعلومات المهمة التي تعتبر بتماس مع حياة المواطن الراغب بالعيش في وطن امن يمارس دوره فيه بحرية وفق قوانين الدستور التي تتيح له حرية الحركة والتنقل وطرح الآراء والتعبير عن الرأي.
القضاء العادل الرقيب العتيد على مجريات عمل الاجهزة الامنية والمخبرين وانتهاكات المواطن للحقوق الممنوحة, وقد اثبت القضاء عدالة كبيرة في مدينتي, حين حكم بالحق والفصل بقضية اتهام بعض ابناء مدينتي بالنية للقيام بأعمال ارهابية تهدد امن وسلامة المواطن, وافرج عنهم لعدم وجود ادلة تثبت تورطهم في هكذا اعمال, فكان صوت "يحيى العدل" شاهداً.
تحية للقضاء العادل, ووقفة اجلال وتقدير للأجهزة الامنية الحريصة على حماية المواطن وتحقيق الامن وفق العدالة القانونية, وتوصية للمواطن المختار " المخبر السري" في ضرورة وضع الله والوطن والمواطن والعدالة نصب العين في تناول المواضيع المهمة التي تعبر عن الحس الامني والوطني.

عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على