الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاربة مختزلة لإشكالية عدم التدوين في التاريخ العربي القديم - الإنباط نموذجا

عيسى بن ضيف الله حداد

2015 / 12 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


وقفة مختزلة مع إشكالية عدم التدوين في التاريخ العربي القديم - الأنباط نموذجا
-----------------------------------------------------------------------------
مشكلتنا مع الأنباط أو بالأحرى مشكلتهم معنا، في أنهم لم يكتبوا عن أنفسهم، من حيث أن نقوشهم قد انصرفت لشؤون شخصية بحته، لا تنير الطريق للتعرف على التاريخ الخاص بهم،
ربما توحي بومضات، قد تكون ذات فائدة، إذا ربطت بسرد ما.. وهو ما لم يحققوه هم بذاتهم عنهم، إنما قد حققه لهم غيرهم..
بيد أنه من الصعب الركون الكلي.. لما أتى من هؤلاء..
في هذا الصدد، لقد أصاب إحسان عباس، حينما قال (ص 9) :
ليس من السهل أن نتصوّر أمّة من الأمم لم تخلف لنفسها تاريخا مدوّنا، على نحو إخباري أو سردي أو تحليلي، أو لا يكون لها رواة أو قُصّاص يتناقلون تاريخها في شكله الواقعي أو الأسطوري،
ويتزيدون فيه، أو ينقصون منه كيفما شاءوا، أما حين تكون هذه ذات حضارة متميزة فإن الأمر يصبح أغرب، أمّة كان لديها رسامون ونحاتون ومغنون ومغنّيات،
فبأي لغة تُراهم كانوا يتغنّون؟! وهو يتساءل عن أشعارهم أين ذهبت، وأين الشاعر الذي كان يمجّد بطولات أمته، وينظم الملاحم والقصائد في أربابها وملوكها؟! -
يكاد يكون هذا هو حال الأنباط.. إلا إذا اعتقدنا أنهم كانوا يَعُدون النقوش في الصخور والمعابد والرموز الدينية وغير الدينية من تماثيل وصور ومسكوكات، معالمَ تغني عن كتابة التاريخ أو روايته،
إذ لولا العلاقات الخارجية التي دخلوا فيها مع جيرانهم لم عرفنا من أخبارهم شيئا مكتوبا..
في نظري، أن ألأمر يعود لكونهم لم يتخلصوا من بداوتهم، حتى في عهد تمدنهم، ذالك أن أبناء الصحراء قد اعتمدوا على الثقافة الشفوية، كحال عرب الجاهلية،
أما ما يخص ما ظهر عنهم من نقوش، فله صلة بكيفية أو بأخرى، بالمأثورات الدينية.. – وسنرى دلائل أخرى تجري على مذهب هذه الواقعة..

من حيث كونهم قد حملوا بدواتهم معهم، كيفما وأينما كانوا عليه.. فهل تكون الصحراء (المحيط ) والإبل (التجارة)، قد شغلتهم عن التدوين.. !!
لا يخامرني الشك، أن عدم التدوين قد سهل على كل من هب ودب، أن يذهب مذهب التواطؤ على التاريخ القديم للعرب.. وما أكثرهم، عدداً وتنوعاً..
على وقع هذه الظاهرة، نتحرى كيف قلب الإسلام موازين الواقع العربي، بنقله من عالم اللاتدوين.. إلى عالم التدوين..
( من المؤكد، أن عظمة الإسلام- كتاريخ لنا.. لا تظهر فقط هنا.. - حتى لمن لا يرغب أن ينحو تديناً.. كحالتي أنا..)-
--------------------
المرجع المشار أليه، إحسان عباس – أبحاث في تاريخ بلاد الشام – تاريخ دولة الأنباط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس