الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل إندثر الكلدان ولم يبقَ لهم أثر !؟.

الحكيم البابلي

2015 / 12 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


هل إندثرالكلدان حقاً ولم يبقَ لهم أثر !؟.

قبل أيام قمنا، مجموعة من الأصدقاء وأنا، بالعبور إلى مدينة ( وندزور) الكندية التي تقع على الجانب الآخر من (نهر ديترويت - مشيكان) الفاصل بينها وبين ولاية مشيكان الأميركية حيث نعيش، وذلك تلبية لدعوة من (الصالون الثقافي الكلداني) في وندزور، للمشاركة في حضور أُمسية المحاضرة القيمة التي القاها صديقنا -من مشيكان- المؤرخ الكلداني السيد (حبيب حنونا)، والتي كانت محاضرة ناجحة حضرها عدد كبير من نساء ورجال الجالية االعراقية الكلدانية في وندزور- كندا، ودارت بعد المحاضرة الكثير من الأسئلة والتوضيحات والمُداخلات والأفكار المفيدة التي عززت طروحات المحاضرة وأغنَت الأمسية الثقافية الجميلة.
أدناه مُختصر (لبعض) الأفكار التي طرحها السيد المحاضرعن موضوع الأمسية، علماً بأنه سيُشاركني في الرد على الأسئلة والتعليقات التي ممكن أن ترد على الأفكار المطروحة هنا، شرط عدم الخروج بالموضوع إلى متاهات لا تخدم أحد. وشكراً للجميع.

عنوان المحاضرة:
((هل حقاً أن الكلدان قد إندثروا ولم يبقَ لهم أثر !؟ )).
المكان: الصالون الثقافي الكلداني-وندزور-أونتاريو-كندا.
التاريخ: December - 10 - 2016  الساعة السابعة مساءً. 
 
الهدف: تأكيد التواصل الكلداني في بلاد ما بين النهرين تأريخيا، إستنادا إلى المصادر التاريخية. دحض وتفنيد الفكرة المغلوطة التي يُروجها البعض من أن كلدان العراق قد إندثروا بإندثار مملكتهم ؟.  
 
قام الباحث بطرح خلاصة تبين الأراء والخلاف بين الأشوريين والكلدان حول (المسألة القومية) التي تدور تشابكاتها بينهم منذ زمن طويل.
*************************** 
* ملخص المحاضرة:  
يرى الأخوة الأشوريون أن الكلدان قد إندثروا، ولم يبق منهم أثر، وما تسميتهم الحالية (كلدان) إلا تسمية مذهبية، بينما هُم في الحقيقة آشوريون أقحاح لكنهم إنتموا قبل فترة زمنية -بين القرنين 15 و 16- إلى الكنيسة الكاثوليكية، وذلك حين سماهم البابا الفاتيكان "كلداناً" تمييزاً لهم عن أخوتهم أبناء كنسية المشرق الذين ظلوا على معتقدهم الشرقي التقليدي.  
بعدها تناول الباحث تعريف معنى القومية وأواصرها، وطرح السؤال التالي: هل يمكن إعتبار الكلدان قوماً لهم هوية قومية كبقية الأقوام التي ظهرت على مسرح التاريخ ؟.
  ومن خلال بحثه ذكر مقومات القومية الكلدانية، وهي: [ الوطن – كلديا في جنوب بابل على ضفاف الخليج العربي أو الفارسي والذي كان إسمه التأريخي السابق (الخليج الكلداني)، التاريخ المشترك، اللغة، الرابطة البيولوجية - رابطة الدم والأنساب، الرابطة السيوسيولوجية - العادات والتقاليد الإجتماعية والأساطير، العقيدة الدينية المشتركة ].
 
 قام الباحث بدحض نظرية أن التسمية الكلدانية هي تسمية مذهبية كما يزعم الأخوة الآشوريين، وأكد أن الكلدان قوم كبقية الأقوام، وتسميتهم هي تسمية قومية وليست مذهبية، وتأتي من إسم (كلدو) أو (كلدايا) وهُم أقوام تأريخية موغة في القدم وعريقة أصلها من جنوب العراق، لهذا فهي تسمية ليست مذهبية بل قومية، حيث لم يكن في تلك الآزمنة القديمة مذاهب كما هو الحال اليوم!. 
 
 كذلك دحض الباحث نظرية أن الكلدان أراميون !! كما يُشيِعُ ويُروج بعض المُغرضين أو الذين يجهلون التأريخ أو من يكتبون تحت ضغوط ومصالح مُختلفة!، وقال نصاً: "حيث كان الملوك الأشوريون يميزون تمييزاً تاما ما بين الكلدان والأراميين". وتأكيدا على ذلك أورَدَ الباحث نَصَين من حوليات الملك الأشوري سنحاريب (705-681 ق م)، حيث يسجلُ سنحاريب: "إن ملك عيلام جمع حوله العديد من الحلفاء من جميع الممالك الكلدانية والأراميين … الخ". وفي مقطع أخر يقول سنحاريب: "أنا سنحاريب، ملك أشور، ركزت اهتمامي وكل تفكيري لإنجازعملي العظيم بأوامر الألهة، أن الكلدان والأراميين والمانيين –سكان كوي وهيلاكو– الذين لم يستسلموا لنيري وسطوتي، قد رَحَلتُهم جميعا الى البلاد الآشورية ليعملوا في البناء وصناعة الطابوق النيء، وسَخَرتُ أعداداً منهم كي يقطعوا البردي لغرض استخدامه في بناء مدينتي .... الخ"
وهنا نرى أن ملوك آشور قد فرقوا وميزوا تماماً وبكل وضوح بين الكلدان والآراميين وكونهما شعبين وقوميتين مُختلفتين في كل شيء!.
 
 كذلك قدم الباحث نبذة موجزة عن تاريخ الكلدان وحضارتهم، وأكد أن الكلدان من أقدم شعوب المنطقة، وانه تم ذكرهم في كتاب العهد القديم عدة مرات مما يؤكد وجودهم عميقاً في تأريخ العراق، "حتى رغم كوننا لا نستطيع أن نضع سقفاً زمنياً لظهورهم في جنوب ما بين النهرين، حيث كانت هناك العديد من الممالك الكلدانية منها مملكة (بيث ياقين) القوية ألتي إستطاع أحد قادتها (نبوبلاصر) السيطرة على بابل عام 626 ق. م، مؤسساً الدولة الكلدانية الحديثة". 
كذلك كان الكلدان من أقدم وأشهر رواد الحضارة الإنسانية (علم الفلك، الري، النظام الستيني، الرياضيات ... الخ ) من قائمة طويلة لما قدمه الكلدان للبشرية والتي جعلتهم من أشهر الشعوب عبر التأريخ القديم.
 
 اللغة: تكلم الكلدان اللغة الأكدية، وإستعملوا الخط المسماري في كتابتهم، أيام كانت ممالكهم ودولتهم قائمة، وإستمروا بالتعامل بهما لغاية زمن ظهورالمسيحية، حين بدأت اللغة الآرامية تأخذ دورها المُدهش في حياة الناس في كل بلاد ما بين النهرين وما تعداها، لسهولة تلك اللغة ولإعتمادها على الأبجدية الفينيقية التي تبنتها معظم بلدان وشعوب الشرق الأوسط لدرجة أنها -الآرامية- كانت لغة السيد المسيح العبري. 
وكان الكلدان قد تبنوا اللغة الآرامية بعد سقوط دولتهم عام (539 ق. م) على أيدي الفرس وزعيمهم قورش، وترسخت الآرامية تماماً في حياتهم مع ظهور المسيحية، وتم تطويرها لكتابة الإنجيل، ومنها خط الأسطرنجيلي (سطرا إنجيلايا).
 
*  قدم الباحث أهم أسباب الصراع بين الكلدان والملوك الأشوريين، وبَيَنَ أن السبب الرئيسي كان في المحاولات العديدة لملوك آشور لكسر شوكة الكلدان الذين كانوا المُنافس القوي لهم للسيطرة على مدينة بابل.
 
*   ( تهجير الكلدان قسرا من الممالك الكلدانية ):
ما الذي جاء بالكلدان وهُم سكان وسط وجنوب الرافدين الى البلاد الأشورية التي هي في شمال الرافدين !!؟. وهذا سؤال ومحاولة باهتة لاهثة كيدية وعقيمة يتعكز عليها الكثير من المُغرضين لإثبات أن الكلدان هم آشوريون بسبب تواجدهم في الشمال، ولكن .. أدناه يُقدم الباحث أسباب وجود الكلدان بغزارة في شمال العراق:
كان المجتمع الأشوري الى جانب كونه مجتمعاً عسكرياً بالدرجة الأولى، مجتمعاً دينياً ايضاً، متعلقاً بأهداب الدين الى درجة كبيرة، وكان يؤمن بأن الحكم مصدره الإله أو بتعبير آخر "الله"، ولهذا كان الأشوريون والبابليون يؤمنون أن الملك هو ممثل الإله على الأرض، وكانوا يعتبرون الإله البابلي (مردوخ) أعظم آلهة بلاد ما بين النهرين الفائقي العدد، وكان مركزعبادته مدينة بابل المقدسة التي كانت تسمى ( بيث-أيل ) بمعنى ( بيت الإله )، ومن أجل أن يكتسب أي ملك بابلي شرعية حكمه من الإله وأن يكون ممثلا له، فكان يتحتم عليه أن يتلمس يد الإله مردوخ -التمثال طبعاً- حين يتم تتويجه كملك، وبهذا يكتسب حق وشرعية حكمه وتمثيله للإله والبلاد والشعب. وقد حاول الكثير من الملوك الآشوريين تقليد الملوك البابليين في الأخذ بيد الإله مردوخ البابلي حين كان يتم تتويجهم، وهذه واحدة من الأسباب التي دعتهم للسيطرة العسكرية شبه الدائمية على بابل كي يكونوا قريبين من الإله مردوخ حين تتويجهم!.
لهذا السبب، ولأسباب أخرى أهمها أن مدينة بابل كانت تتفرد بكونها مركزاً حضاريا وثقافياً ودينياً عظيماً ومُهماً لكل شعوب بلاد ما بين النهرين لم تصل له الممالك الآشورية أبداً، كانت أنظارالأشوريين دائما متجهة نحو مدينة بابل، تريد إخضاعها وإحتوائها وضمها الى مملكة آشور، كي يُضيفوا زخماً حضارياً وعلمياً ودينياً كقاعدة أوسع لدولتهم، وهذا إضطرهم عبر واحدة من غزواتهم لمدينة بابل إلى سرقة تمثال الإله البابلي (مردوخ) وتمثال زوجته (صربانيتم) من البابليين بغية توجيه أنظار كل سكان بلاد الرافدين طولاً وعرضاً إلى أهمية الأمبراطورية الآشورية، ومن ضمنها الأهمية الدينية بعد حيازتهم على تمثال الإله مردوخ !!!. 
كذلك كان الأمر بالضبط بالنسبة للكلدان، فقد كانت الممالك والقبائل الكلدانية هي الأخرى تطمح -مثل الأشوريين- إلى السيطرة على مدينة بابل التي كانت مركز الثقافة والعلم والدين دائماً. ولكل هذه الأسباب كانت الدولة البابلية والممالك الكلدانية المتاخمة لها عرضة للحملات العسكرية الأشورية العنيفة يوم كانت الإمبراطورية الآشورية في أوج قوتها وعظمتها. وكانت الممالك الكلدانية بنظر الأشوريين هي العقبة والمنافس الوحيد لهم فيما يتعلق بالسيطرة على مدينة بابل بصورة خاصة، والدولة البابلية بكامل رقعتها بصورة عامة، ولهذا كانت سياسة الأشوريين تتمحور أساسا في اخضاع الممالك الكلدانية إلى السيادة الأشورية، أو القضاء عليها نهائياً إن أمكن، أو تشتيتها على كأضعف الإيمان، وبذلك سيسهل على الأشوريين السيطرة والإستحواذ كلياً على الدولة البابلية في غياب المنافس الكلداني من على الساحة. ولهذا راحوا يستعملون سياسة تهجير الكلدان من أراضيهم وتسكينهم البلاد الآشورية تخلصاً منهم. وإضعافاً لقوتهم في الوسط والجنوب الرافدي يومذاك.
 
*  الأسرى الكلدان المُرَحَلين من كلديا إلى آشور بالأرقام بموجب حوليات الملوك الأشوريين:
.  في زمن الملك الآشوري ( شلمانصر الثالث .. 850 ق. م ): تم تهجير 22.000 كلداني من مملكة (بيث دكوري)، وتم إسكانهم في مدينة آشور.
.  في زمن الملك الآشوري ( تغلث بلاسر ) تم تهجير 155.000 كلداني من الممالك الكلدانية خلال ثلاث حملات للفترة (731 – 728 ق. م)، وتم  إسكانهم في إقليم أرابخا (عرفة) كركوك وإقليم أشورغربي نهر دجلة.  
. في زمن الملك الآشوري ( سرجون الثاني ) تم تهجير 90.580 كلداني من مملكة (بيث ياقين) عام 709 ق.م، إضافة إلى 16.400 من (دور أثارا) عاصمة كمبولو. 
.  في زمن الملك ( سنحاريب .. 705 – 681 ق. م ) تم تهجير 208.000 مواطن كلداني من 75 مدينة و420 قرية كلدانية.
 
 مجموع المُهَجَرين 491.980، منهم 470.000 كلدانياً تم تهجيرهم خلال فترة خمسين عاما (731 - 681 ق. م). بعض المؤرخين يُقدِرون عدد الكلدان المهجرين بما يزيد على المليون!. كل هذه الإحصائيات إستندت الى ما ورد في المدونات الأثرية ل (53) حملة من الحملات العسكرية للملوك الآشوريين التي إستهدفت بلاد الكلدان ومدينة بابل. 
إضافة إلى أنه حتى الملك الآشوري الكبير (آشور بانيبال) قام بعد تخريب بابل وحرقها ونهب مكتباتها، بِسَوق آلاف مؤلفة من الكلدان إلى نينوى وما حولها وكان تركيزه على تهجير فئة (الكَتَبة والفنانين والحرفيين) بالدرجة الأولى. 
 
* أين تم توطين المُهَجَرين الكلدان ؟.
أن التهجير الجماعي للكلدان الذي قام به الملوك الأشوريون في العهد الأشوري الوسيط وعهد الأمبراطورية الحديثة وبالأخص عهد السلالة السرجونية (721 – 609 ق م) ليست نظرية جديدة يجتهد بها الباحثون، بقدر كونها حقيقة تدعمها المدونات الآثارية للأشوريين أنفسهم، وجل اولئك تم توطينهم في المدن الأشورية الرئيسية الكبرى وهي: أشور، نينوى، كالح (نمرود)، دور- شاروكين (خورساباد) وغيرها من المدن الأشورية القائمة آنذاك، وكذلك في مناطق أخرى، وقد تم توطين الكثير منهم في محيط جبل سنجار، و حوض نهر الخابور (من روافد نهر الفرات)، ومنطقة (الرصافة) في  البادية السورية أو في مستوطنات أو قرى تم إعمارها وتهيئتها لأيواء الأسرى والمُرَحَلين، وعلى سبيل المثال، فقد ورد في  مسلة  للملك (أدد - نيراري الثالث 810-783 ق. م) التي عُثِرعليها في تل الرماح (80 كم غربي الموصل 12 كم جنوب تلعفر)، تشير تلك المسلة أنه كان هناك 331 قرية أو مجمعات سكنية لتوطين المُهَجَرين وأسرى الحرب، وكانت مسؤولية هذه المعسكرات قد عهدت الى الحاكم (نركال-إيريش 803-775 ق. م) حاكم إقليم الرصافة، ومن الجدير بالذكر إنه كان في سهل نينوى مستوطنات أو معسكرات عدة خُصِصَت للمهَجَرين الكلدان، من بينها معسكر "بيث شبيتا" أي بيت الأسر، وموقعه حيث تقع حاليا بلدة باشبيتا غربي بلدة كرمليس .
 
 *  ( الأهداف و الغايات من عملية التهجير الشمولية):
 معاقبة المناطق المتمردة التي كانت ملحقة بالدولة الأشورية، وعملية التهجير هي محاولة جادة لتقليل نسبة حدوث أي تمرد مستقبلي ضد الإمبراطورية الآشورية. 
التجنيد الإجباري والطوعي في الخدمة العسكرية لزيادة عدد القوات العسكرية الآشورية، بعد أن يتم تطبيع الأسرى والمُهَجَرين في داخل المجتمع الأشوري.
المهجرون مصدر جيد لا ينظب للأيدي العاملة في البناء والتعمير، كذلك للحصول على المُبدعين والفنيين والحرفيين الذين سيكونون ظهيراً وسنداً للدولة الآشورية في زمن الحرب والسلم معاً. 
وقد أشار الباحث إلى أن الملك (سرجون) إستخدم العديد من المُهَجَرين الكلدان في بناء مشاريعه، حيث يذكرُ في واحدة من حولياته -الحولية هي ملخص أعمال و إنجازات الملك في سنة واحدة- التي وُجِدَت منقوشة على احد جدران قصره في خورساباد، يذكر إنه إستخدم الأسرى الكلدان في بناء عاصمته الجديدة  (دور-شاروكين (خورساباد) فيقول: "بيث أموكاني، بيث دكوري، بيث شيلاني، بيث شعالا في بلاد الكلدان بما فيها مملكة بيث ياقين، إستَخدَمتُ الأسرى الذين جلبتُهُم من هذه الممالك في بناء مدينتي التي أسميتها بإسمي – دور شاروكين ... الخ".
ملاحظة: كلمة شاروكين هي نفس إسم: سرجون أو ساركون .
ويستطرد سرجون قائلاً: "وجعلت هؤلاء الأسرى يعملون في الطين لبناء مدينتي".
 ولا يَستبعد الباحث السيد (حبيب حنونا) من أن أجداد سكان بَلدَتي باطنايا (بيث طينايي) أي بيت الطين، وباقوفا (بيث قوبا) أي بيت الأخشاب، القريبتان من دور- شاروكين (خورساباد) قد ساهموا في بناء مدينة دور- شاروكين.
 
 لم تكن الغاية الرئيسية من التهجير والأسر جلب العبيد او المتاجرة بهم!، فالملوك الأشوريون قلما إعتبروا هؤلاء الأسرى عبيداً، بل كانت الغاية الرئيسية منهم هي تقليل نسبة تمردهم، مع زيادة القدرة البشرية والإستفادة منها في كل من: بناء المدن وتحصيناتها، تقوية الجيش، جلب الأيدي العاملة والحرفيين وتطبيعهم في المجتمع الأشوري وإغناءه من تراث و ثقافات الشعوب المحتلة بما يدر بالفائدة العميمة على الدولة الأشورية على كل الصعد حاضراً ومُستقبلاً. 
 
كذلك نجد أنه كان (الأسر) في غالب الحملات أسراً شموليا جماعياً، ولا يقتصر على الرجال فقط، بل كانوا يأخذون العائلة بأسرها، الصغار والكبار وحتى الشيوخ، ويسمحون للجميع بأخذ مقتنياتهم وحيواناتهم وحتى آلهتهم!، كي يؤسسوا حياة جديدة لهم في البلاد الأشورية، وتلك كانت ايضا بادرة جيدة حتى لا يشعر الأسير بالإغتراب عن عائلته وقومه. وكان يتم تجميع المُهَجَرين الوافدين من منطقة معينة في قرية واحدة بحيث يشعرون أنهم لا زالوا معاً رغم تغييرالأرض التي يسكنونها، وعلى سبيل المثال وإستنادا إلى إحدى المدونات، فكان قد تم إنشاء قرية جديدة بالقرب من مدينة حاران (على الفرات جنوب تركيا)، سموها (كمبولايا)، وفيها تم إسكان أسرى ومُهَجَرين من قبائل (كمبولو) الكلدانية.
 
 * ( التهجير وتأثيره على الخارطة الديموغرافية للدولة الأشورية ): 
وقد نتج عن سياسة الترحيل والتهجيرالتي اتبعها الملوك الأشوريون ظهور نوع فريد وجديد من المجتمعات، كان مزيجاً وخليطاً (لملوم) من الجماعات القومية،
وكان ملوك آشور يعرفون أن (النقاء العرقي) أمر غير وارد وغير معقول بالنسبة لشعبهم، حيث منذ العصورالأولى لتواجدهم كان لهم تأريخ عرقي خليط وهجين، وزاد الطين بلة، خطة التهجيرالجديدة المتعمدة التي إتبعوها، والتي أدت إلى زيادة نسبة الخليط العرقي واللغوي وبصورة واضحة جداً.
وكمثال على ذلك كان الجيش الآشوري يتكون من أكثر من عشرة أقوام وأجناس وشعوب وقوميات مختلفة تماماً ومن جغرافيات وبلدان ومدن ولغات مختلفة، وهكذا كان الشعب الآشوري أيضاً، خليطاً ممكن تفرقته بسهولة لولا شراسة وقوة وقسوة الملوك والحكام والمتنفذين في ظبط وتسيير تلك الجيوش الجرارة والشعوب المأسورة!.    
إن التواجد الكلداني المكثف في شمال أرض الرافدين في عهد الأمبراطورية الآشورية غيَرَ الخارطة الديموغرافية للمنطقة الأشورية بأسرها نتيجة التهجيرات القسرية للكلدان وغيرهم من مواطنهم الأصلية. وأصبح العنصر الكلداني داخل الدولة الآشورية نداً للعنصر الأشوري، بل -ومع بقية الشعوب المأسورة- زاد عليه كما يقول البروفيسور (بارابولا): "أن العنصر الأشوري أصبح أقلية في بلاده يومذاك" !.
 
* (حملات التهجير لم تكن حصراً على الكلدان):
لم تقتصر الحملات العسكرية للملوك الآشوريين على الكلدان و الدولة البابلية فقط، بل شملت معظم الممالك والدول المحيطة بالدولة الآشورية ذات إثنيات و شعوب مختلفة، فمثلا قام الملك (سرجون الثاني) بغزو اليهود والأرمن والفينيقيين والعيلاميين وغيرهم من الأقوام، وإستنادا إلى ثلاث لوحات جدارية ضخمة عثر عليها في قصره الفخم في مدينته دور- شاروكين (خورسباد) تبين أن سرجون الثاني أغارعلى مملكة السامرة اليهودية سنة (721 ق. م)، ورحل من سكانها 27.290 يهودياً، وأسكنهم البلاد الأشورية. ويعتقد الكثير من المؤرخين أن سكان بلدة (صندور) شمال مدينة دهوك العراقية ترجع أصول سكانها إلى أولئك اليهود الذين رحلهم سرجون الثاني من السامرة الى الدولة الأشورية. علماً أن بلدة صندور إختفت من الوجود بعد أن غمرتها مياه بحيرة سد دهوك الذي أنشىء عام 1988.
وفي السنة الثانية (720 ق. م) أغار سرجون على حماة، كركر ودمشق وأبادَ 9033 من سكانها، وفي السنة الثالثة والسادسة والسابعة أغارعلى أرمينيا، وأسر من اورسا الأرمنية 4200 أرمنياً وجلبهم الى آشور، وأسر من دلتا الأنهار العليا الألاف من سكانها.  
 
*  أما في الفترة المسيحية، فأغلب الإضطهادات التي وقعت على الكلدان كانت بسبب إنتماءاتهم الدينية بعد أن دخلوا جميعاً في حضيرة الدين المسيحي. وأدناه مُختصرصغير جداً عن هجرة الكلدان عن أراضيهم كنتيجة حتمية للإضطهادات الدينية التي لاقوها بعد دخولهم في الدين المسيحي:
•   مرحلة حكم الفرس:
  في عهد شابور (379-339 م)، أردشير الأول، بهرام الرابع، بيروز وخسروا (531 – 579 م).
 يقول (أوبري فاين) في كتابه (الكنيسة النسطورية): "وقد اضطر الكثير من سكان السهول -غالبيتهم من الكلدان- الهرب الى الجبال النائية والى مناطق غربي الفرات في سوريا ولبنان وجزيرة قبرص التي كانت تحت حكم الأمبراطورية الرومانية".
 ونقرأ في كل الكتب أن المسيحيين عانوا من إضطهاد الفرس لهم مدة قرنين من الزمان، تخللتها فترات متقطعة من حسن المعاملة على عهد بعض الأكاسرة، وخاصة منتصف القرن الخامس الى بدايات القرن السادس الميلادي، وخلال تلك السنوات استطاعت كنيسة المشرق إسترداد انفاسها وبعض عافيتها بحيث إتسع إنتشارها شرقاً حتى وصلت أقاصي الصين !. 
. مرحلة الحكم الإسلامي:
•   في عهد الخليفة الأموي (عبد الملك بن مروان .. 686 ـ701 م) تم فرض الجزية وقوانين الذمة وتحويل الكنائس إلى جوامع. كذلك ولى الحجاج بن يوسف الثقفي على رقاب العراقيين، وكانت واحدة من مظالمه التي لا تُحصى ضد المسيحيين الكلدان هي منعه إستخدام اللغة الكلدانية قراءةً وكتابة في العراق، مما أدى إلى نزوح الكثير من االكلدان عن أراضيهم هرباً إلى شمال العراق.
•   في عهد الخليفة العباسي (المأمون .. 813 - 833 م) حدثت هجرة جماعية كبرى لمسيحيي مدينة بغداد، استقرت في منطقة سنوب (Senope) على البحر الأسود.
•   في زمن الخليفة العباسي (المتوكل .. 847 - 861 م) الذي سام المسيحيين أنواع العذاب والإضطهاد والتنكيل كما لم يفعل أحد من قبل، نراه قد أعاد وعَممَ وطَبقَ فقرات (العهدة العمرية) وبصورة تجاوزت المعهود!، مما أدى إلى هرب المسيحيين ومنهم الكلدان الى المناطق التي كانت خاضعة للروم في سوريا وتركيا، مثل مناطق (دياربكر وماردين ونصيبين والرها وحران.. الخ )، ونقرأ أن (إبن النديم) يُسمي سُكان هذه المناطق بالكلدانيين !.
•   في زمن الطاغية (تيمورلنك .. 1400 م) وعلى يديه كانت كارثة الكوارث، فيوم إحتل  تيمورلنك مدينة بغداد عام 1400م أعمل السيف في رقاب اهلها دون تمييز، ومن تبقى من نصارى بغداد يومذاك هربوا لاجئين الى القرى والجبال الشمالية النائية خوفا من القتل والذبح والإستئصال. 
وقد جاء في كتاب (نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق) ليوسف غنيمة ص 151-152: "هَجَرَ النساطرة بغداد والبصرة وكل مدن العراق ما عدا الموصل وتوابعها، والتجأوا الى قمم كردستان وبلاد فارس".
 وجاء في كتاب (تقويم قديم للكنيسة الكلدانية النسطورية) نشره المطران (بطرس عزيز) عام 1917م: "قبل الهجرة الكبرى في القرن الخامس عشر، كان في بغداد وضواحيها ستة عشر ألف بيت مسيحي !!، يدير شؤونها (مطرابوليط) واحد، وسبعة أساقفة ، وخمسمائة كاهن!، أما في نهاية القرن السابع عشر فقد خَلَت بغداد من المسيحيين الا من نزر قليل"!!.
 نستخلص من نتائج البحث:
أن الكلدان التأريخيين لم يندثروا ولم تنقطع مسيرتهم وديمومتهم على مسرح التاريخ ولحد اليوم، بل إستقرت خلاصتهم -للأسباب واردة الذكر- في (شمال العراق، شمال شرق سوريا، شمال غرب إيران، ومناطق هكاري والطور في جنوب شرق تركيا)، وبسبب عدد الكلدان الكثيف في المنطقة الأشورية الشمالية، لم تعد البلاد الأشورية احادية الإثنية، بل ثنائية الإثنية، من الكلدان والأشوريين معاً، فإختلط الشعبان وتجانسا على كل الصعد، ثقافيا ولغويا وإجتماعيا، وإمتزجوا وإنصهروا من خلال العيش المشترك والتصاهر فيما بينهم. وعند ظهور المسيحية وإعتناقهم لها جميعاً قويت آصرتهم معاً حتى رغم بعض خصوصياتهم المتوارثة، وإتحدوا تحت راية كنيسة واحدة هي (كنيسة ساليق) والتي سُمِيَت لاحقا (عيدتا د مذنحا - كنيسة المشرق).

* في نهاية المحاضرة أو البحث يقول السيد حبيب حنونا: "لا العقل ولا المنطق يقبلان بفكرة أن الأعداد الضخمة للكلدان الذين إستوطنوا آشور، وتحديداً شمال بلاد ما بين النهرين، ونتيجة للتهجيرالقسري منذ قرون عديدة، قبل المسيحية وبعدها، والذين جاوز عددهم النصف مليون إنسان وربما المليون بموجب مصادر أخرى قد إندثرت ومحي أثرها!!، بينما بقي حياً (العنصر الآشوري) فقط كما يدعي بعض المُغرِضين الإنتقائيين" !!!.
هل تبخر هؤلاء الكلدان من على وجه الأرض، أم تم نفيهم إلى المريخ، أم هاجروا دفعة واحدة بحيث خَلَت منهم أرض أجدادهم، أم ماذا ؟"، وهل كل هذا التنوع في عادات وتقاليد وممارسات وأزياء ولهجات القرى المتناثرة في شمال العراق وجنوب شرق تركيا لا يعني شيئاً للدارس الباحث عن الحقيقة ؟، وإن لم تكن الأصول التأريخية لسكان عشرات القرى الشمالية من جذور ومواقع وممالك كلدانية قديمة مختلفة، فجذور من هي إذن؟.
الحقيقة التي لا يُريد أن يعترف بها الأخوة الآشوريون هي أن موجات البشر من الكلدان النازحين تأريخياً إلى شمال العراق -طوعاً أو قسراً- قد إندمجت وتعايشت معهم جنباً الى جنب، مختلطين معاً في مدن أو قرى وبلدات بُنيت أصلا كمجمعات للأسرى والمرَحَلين إلى المناطق والجغرافيات التي كانت من ضمن الإمبراطورية الآشورية. 
كذلك يجهل أو يتجاهل البعض حقيقة أن حياة  ودماء الكلدان إختلطت عبر مئات السنين مع دماء إخوتهم الأشوريين من خلال العيش المُشترك والمصير الواحد، فتطبعوا وتزاوجوا وإنصهروا معاً في بودقة اللغة و التراث والحضارة والعقيدة الدينية والتقاليد وأحياناً حتى في نوع وحجم الإضطهاد الديني والقومي الذي لاقوه على أيدي جلاديهم ومن حاول إستئصالهم عرقياً أو حاول غصبهم على ترك ديانتهم المسيحية. 
أن التعايش المشترك للمُهَجَرين الكلدان قسراً نتيجة الحملات العسكرية في عهد السلالة السرجونية والرحيل بشكل أو بآخر نتيجة الإضطهادات الدينية منذ عهد (شابور .. 379 – 339 م) مروراً بإضطهادات خلفاء الدولة الإسلامية بكل تسمياتها، زائداً مهالك تيمورلنك وما تلاه من طُغاة وحكام قتلة وسفاكي دماء، جعلت من الكلدان و الأشوريين أمة واحدة، ومن هذا المزيج ولدت وإنبثقت كنيسة (ساليق أو كنيسة كوخي)، والتي تَسَمَت بكنيسة (المشرق) لاحقا"!.
        
•  يقول المؤرخ والباحث السيد حبيب حنونا أيضاً في نهاية محاضرته: "لي عقيدة راسخة لا تتزعزع إن في عروق كل من يعتبر نفسه آشوريا دماءً كلدانية، وفي عروق كل من يظن نفسه كلدانيا دماءً أشورية، أن النقاء العرقي غير وارد إطلاقا، لا بالنسبة للكلدان ولا بالنسبة للأشوريين ولا إلى أي قوم آخرين في العالم، ولكن وبنفس الوقت من حق الجميع إعتبار أنفسهم عائدين لهذه القومية أو تلك، فمتى يعي البشر هذه الحقيقة التي لا تقبل النقاش" !؟".         
ويُضيف قائلاً: "شخصياً .. أقدر مشاعر كل من يعتز بتسميته القومية، سواءً تصور أنه كلداني أو أشوري أو سرياني أو أو. وأعرف يقيناً أن من حق كل إنسان أن يعتبر نفسه ما يظن أنه هو، وهذه واحدة من حقوق الإنسان المُعاصر
اليوم، وهي حق الإختيار. ومن خِلال كل ما تقدم أقول بأن فكرة أن الكلدان قد إندثروا وإنقرضوا ما هي إلا إدعاء باطل كيدي وإنتقائي، ما دام هناك من يعتبر نفسه كلدانياً، وهو حق لا يُنتَهَك، ولا يقبل الغلط".

المجد للإنسان.
December-19-2015
طلعت ميشو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكاتب القدير الحكيم البابلي تحية
مريم نجمه ( 2015 / 12 / 19 - 12:16 )
يسعد صباحك التاريخي أستاذ طلعت ميشو ..

موضوع مهم وجديد المعلومات والطرح . لقد نقلته إلى صفحتي لكي أقرأه بتمعن وهدوء ويطلع عليه الآخرون لأنه يستحق القراءة والتقدير . الشكر الجزيل والتحايا لجهوكم صديقنا العزيز وجهود المحاضر والباحث الكريم حبيب حنونا ,,

صديقنا العزيز , في هذه الأيام الميلادية المجيدة كل عام وأنتم بألف خير وهمة ونشاط وفير بالمعرفة والثقافة لخدمة شعوبنا المشرقية والبشرية جمعاء ..
.
تقبل إعتزازي ومودتي


2 - البحث
Almousawi A.S ( 2015 / 12 / 19 - 13:49 )
استاذنا طلعت ميشو العزيز
موضوع في غايه الجديه والتكامل ويشمل باهميته الكثير من الناس
ولا ريب من امكانيه الانصهار غير ان اللمسات الحضاريه تبقى للاوصلاء من القوم اخص بالذكر الفن والعماره حيث لازال القصب والطين من اسس البناء لمهره الحرفيين من سكان الجنوب
لك ولصاحب البحث اجمل الامنيات
http://www.algardenia.com/alachbar/qosqsah/9696-2014-03-28-12-59-51.html


3 - تحية لقلم البابلي الحكيم الكاميــــرة
كنعان شـــماس ( 2015 / 12 / 19 - 16:36 )
كاميرة البابلي الحكيم امينة كما تصور ذكريات بغداد تصور بامانة مادار في هذا التجمع لمسيحي العراق المضطهديــــن في كل العصور اي كانت مسمياتهم القوميـــة واظن اضطهادهم اليوم فاق كل ماذكر ونسب للعصور الغابــرة ... اذكر في احدى لقاء جاليتنا المسيحية هنا في المانيا مع عالم الاشوريات المرحوم جورج دوني سالته سوال مماثل عن احتمالية اختفاء اقوام بالكامل مثل الفراعنة اوالاشوريين اوالكلدان فكان جوابه ضبابيا لم اقتنع به في حينه وبالختام اظن المسالة القومية تبقى مسالة شعور شخصي وميل وانتماء كما في الامثلة التي عشناها طارق عزيز وطه الجزراوي وغيرهم كثير تحية وواصل التالق ايها البابلي الحكيم


4 - ومعظم سكان الجنوب أسلموا
عراقي ( 2015 / 12 / 19 - 17:44 )
وآثار عشرات أديرتهم وكنائسهم باقية ولذا فالشيعة أحتفظوا بغنوصيتهم عن المسيح الفادي أي المهدي المنتظر أيضا كدليل لأصولهم السريانية الآرامية وأن الخط الكوفي هو متطور من الخط الأسترنجيلي الذي كتب به سور القرآن والتأثير السرياني وتعديلها بعد التنقيط من قبل عبدالملك بن مروان الأبيوني الأصل (قبل أن يتخذ الأسلام كدين جديد بعد أحتلاله مكة , لذا الأسلام الجديد بدا من بلاد الشام وأنتقل الى مكة ويثرب , فمثلا :- حور العين = عنب أبيض بالسريانية (وهذا ما سيحصل عليه الأنتحاريون بأوهامهم وعقلياتهم المريضة
محمد = ممجد كما كتب على كنيسة قبة الصخرة
راجع:- صندوق الأسلام لحامد عبد الصمد , عدد: 25,26,27, والتالية منها


5 - عراقاً بدون كلداناً لن يكون عراقاً
عبد الحسين سلمان ( 2015 / 12 / 19 - 19:51 )
عزيزي ميشو

أنا الآن في حال لن يسمح لي بالبحث العميق

لكن الكلدان هم من ملح العراق القديم والجديد

وأن عراقاً بدون كلداناً لن يكون عراقاً


6 - اندثار الكلدان ام المسيحيين ؟
بيتر حنا ( 2015 / 12 / 19 - 20:03 )

الصديق العزيز طلعت
اولا بمناسبة عيد ميلاد المسيح ورأس السنة الجديدة أحب ان اقدم لك وللعائلة والاصدقاء والقراء الكرام تمنياتي الصادقة والقلبية بالصحة والنجاح والعيش بمحبة وسعادة.
محاضرة السيد حبيب حنونا تنحصر في موضوع الكلدان وكما أسميته في مقالتك - المؤرخ الكلداني -
ولكن مع الأسف نحن في زمن اصبح المسيحيون لاجئون ومشردون وتم وصفهم بالجاليات في اوطانهم الأصلية.
الموضوع الأهم في نظري هو الاندثار الممنهج للمسيحيين ككل في الشرق وليس الكلدان.
ان من المجدي والاهم ان تكون جهودنا ووقتنا وطاقاتنا مركزة على الدفاع عن هوية المسيحي - بغض النظر عن قوميته وهويته - وكيفية مواجهة حملات التهجير والقتل والتشديد على نداءات توحيد الصف المسيحي في مواجهة هذه التحديات وانقاذ ما تبقى من تاريخ وحضارة ووجود للمسيحيين .
محبتي للجميع
بيتر حنا


7 - جذور أوطاننا الشرقية المنكوبة
الحكيم البابلي ( 2015 / 12 / 19 - 20:51 )
السيدة والأخت العزيزة الفاضلة مريم نجمة .. تحية وسلام
شكراً على مرورك الكريم عبر الحديقة البابلية، أعرف يقيناً مدى حبك وشغفك بكل الأمور التأريخية والتراثية التي تبحث في جذور أصولنا الأصيلة وجذورنا العميقة في منطقة الهلال الخصيب، هو أمر من المفروض بكل إنسان أصيل الإطلاع عليه ومعرفته حيث اؤمن بأن من لا يعرف جذره يكون عادةً سهل الإقتلاع والتهميش

صديقي المؤرخ الكلداني السيد ( حبيب حنونا ) له عدة كتب منشورة وقَيِمَة، لإنه إنسان صادق ونزيه ولا يرتضي بالنشر من أجل النشر فقط ، والحق حين أقرأ مؤلفاته يزداد إعجابي به حيث تُعطينا تلك المؤلفات فكرة عن حجم الأتعاب التي يبذلها الرجل في حقل التأليف والنشر
شكراً على كل تعليقاتك الجميلة، لك وللعائلة الكريمة أتمنى أعياد ميلاد سعيدة وسنة مُباركة عساها تكون لخير أوطاننا الشرقية المنكوبة والمجروحة في كل شبر من جسدها التأريخي الذي كان منارة علم ومعرفة لكل أقوام وشعوب العالم
كل الود
طلعت ميشو


8 - لا عراق بدون تنوعه
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 12 / 19 - 21:07 )
ميلاد مجيد
المحبة لكل البشر و على الارض السلام
انتم اصل الباسق و ساقه
حميتم اللغة و التراث في ماكلكم و مشربكم و لباسكم و سماحتكم و صدقكم و طيبتكم
سلاماً للصليب
و من عليه انصلب
و النواقيس و من لها ضرب
كل عام و انتم و الجميع بخير و هناء و تمام العافية
نتمنى ان يكون العام الذي سنذهب اليه بعد ايام افضل و اجمل و احن و اطيب من الذي
سنتركه
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=311137


9 - الصديق عبد الصاحب الموسوي .. شكراً
الحكيم البابلي ( 2015 / 12 / 19 - 21:12 )
عزيزي الأخ والصديق عبد الصاحب الموسوي .. تحية
شكراً على المرور وتثمين موضوع المقال، كذلك أشكرك على الرابط الجميل حول التحقيق الذي أجراه صديقي وزميلي كمال يلدو مع المؤرخ السيد حبيب حنونا والذي تم نشره سنة 2014، والحق كان تحقيقاً يستحق النشر ويستحق القراءة للتعرف على شخصية السيد حبيب حنونا الذي يُزيدني سعادةً أنه من أعز أصدقائي في ولاية مشيكان الأميركية
لك وللعائلة الكريمة أتمنى أعياد ميلاد سعيدة وسنة مُباركة جديدة وللوطن العزيز أتمنى كل الخير والأمان والحرية بعد كل هذه السنين العِجاف
محبتي … طلعت ميشو


10 - الشعوب لا تتبخر، بل يتم صبغها قسراً بلون آخر
الحكيم البابلي ( 2015 / 12 / 19 - 21:57 )
صديقي العزيز كنعان شماس .. تحية
نعم .. إحساس الإنسان بأي إنتماء من أي شكل هو مسألة شخصية تحكمها قناعات الشخص نفسه، مثال .. هناك الكثير من أبناء دول العالم من اللاجئين لأميركا يقولون دائماً وبكل إصرار أنهم أميركان، بعد أن قطعوا كل إتصال وصلة بأوطانهم الأم !!!، وأرى أنهم مصيبين في إختيارهم، ببساطة .. لأنهم أحرار وكما قلنا: أنتَ من تعتقد بأنه أنتَ ولن يُجدي في إقناعك أي جذر أو رابطة دم أو ثقافة معينة أو عرق تأريخي، هي مسألة قناعة شخصية وخلص
أما عن سؤالك لعالِم الآشوريات الذي إغتاله المسوخ غدراً (جان داني) عن إختفاء أقوام قديمة بكاملها كالآشوريين والبابليين والفراعنة، فجوابي أن تلك الأقوام لم تتبخر ولم تهاجر إلى المريخ، بل لا تزال موجودة ولكن بتسميات جديدة ربما فُرِضَت عليها، لهذا فنحنُ الكلدان ولآشوريين والسريان نعتز ونحافظ على تسمياتنا التأريخية وبإصرار، وإلا فسيتم إبتلاعنا بكل الطرق الخبيثة من قبل العرب وألأكراد والتركمان والفرس وكل القوميات التي تكاثرت على حسابنا ولمجرد أنهم أسلموا ونحن رفضنا
أعياد ميلاد سعيدة وسنة مباركة لك وللعائلة الكريمة
طلعت ميشو


11 - شكراً على تثمين المقال وموضوع المحاضرة عن الكلدان
الحكيم البابلي ( 2015 / 12 / 19 - 22:05 )
السيد أمني مُحسن المحترم .. تحية
المعذرة لو كنتُ أكتب إسمك بالعربي بطريقة مغلوطة، حيث هو مُسجل بالإنكليزي في تعليقك على فيسبوك الموقع، ولا أعرف هل هو أمني أو أمين وهل هو لرجل أم إمرأة !!؟ يا حبذا لو تم الإيضاح
المهم … شكراً للتعليق والمؤازرة، وسعيدٌ جداً أن المقال وموضوع محاضرة السيد حبيب حنونا قد راقا لك. إبق على تواصل دائم معنا عبر الحديقة البابلية
تحيات وتمنيات طيبة بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة
كل الود .. طلعت ميشو


12 - ماذا حل بتسعة مليون عراقي مسيحي بعد الغزو الإسلامي
الحكيم البابلي ( 2015 / 12 / 19 - 22:37 )
الأخ ( عراقي ) المحترم .. تحية
معلوماتك صحيحة من أن غالبية مسيحيي العراق أسلموا بعد الغزو الإسلامي لبلاد ما بين النهرين !، حيث لم يكن لهم سوى 3 خيارات، الدخول القسري في الإسلام، دفع الجزية وتحمل كل أنواع القمع والإضطهاد والإرهاب، أو الهجرة والتشرد، والغالبية إختاروا الحل الأسهل وهو الإسلام
كذلك أقول نعم لمعلومة أن جذور غالبية الأخوة الشيعة في العراق هي جذور كلدانية وبابلية وسومرية، حيث كان تعداد العراق يوم دخول الإسلام سبعة ملايين، ويُقال تسعة، ولهذا فأغلبهم لم يندثروا كما يتهيأ لبعض الغُشمة والجاهلين بتأريخ العراق
كذلك لاحظ أن غالبية معتقدات شيعة العراق هي في جذورها وأصلها معتقدات وعادات وتقاليد كان يُمارسها مسيحيو العراق وبقوا يُمارسونها ويعتقدون بها بعد إسلامهم وبعد أن أعطوها صورة وشكل وثوب ولون وتسميات إسلامية جديد!!، ولهذا لا تجدها مثلاً في مصر أو المغرب أو الجزائر، لإنها في الأصل كانت تابعة لممارسات وعتقدات وحتى أساطير مسيحيي الشرق الأوسط أو الهلال الخصيب

أعياد سعيدة وسنة مباركة علينا جميعاً وعلى عراقنا الجريح الحبيب
طلعت ميشو


13 - لم يعد للعراق أناقته بعد أن فقد شكله الموزائيكي
الحكيم البابلي ( 2015 / 12 / 19 - 22:53 )
الأخ العزيز عبد الحسين سلمان .. تحية
شكراً على التعليق والتثمين، وعساك تجد الوقت الكافي لتنوير المقال بالضروريات التي في جعبتك
تقول أن العراق ليس عراقاً بدون الأخوة الكلدان، وأقول لك بدون أي رسميات أو مجاملات بأنني كنتُ أعشق التنوع الموزائيكي العراقي، ولا أعرف أية صدفة سعيدة كانت قد حلت على محلتنا في مدينة المأمون، حيث كان فيها وبالصدفة المليونية : ( مسلمين شيعة وسنة، مسيحيين كلدان، تركمان، أكراد، صابئة مندائيين ) !، وكُنا أكثر من سعداء بكل هذا التنوع، كُنا نحتفل في أعياد كل منهم الدينية والوطنية، وصدقني كُنا لحمة واحدة وعائة واحدة، ولكن … جائت أسراب الجراد، وهاجر الغالبية، ولم يتبق من ال 12 عائلة الأصلية غير بعضها لحد اليوم، الله يجازي إللي كان السبب
ولهذا … فالعراق الذي عشقنا ليس عراقاً بعد أن فقد تنوع الورود في حديقته التأريخية!!، ومهما طال الزمن .. فعلى الباغي ستدور الدوائر، ومن زرع الريح لن يحصد غير الزوابع
محبتي سيدي العزيز، عيد سعيد وسنة مُباركة
طلعت ميشو


14 - علينا الخروج أحياناً من دوامة إجترار نفس المواضيع
الحكيم البابلي ( 2015 / 12 / 19 - 23:18 )
صديق الأيام الجميلة بيتر حنا .. تحية
شكراً على التهنئة بأعياد الميلاد والسنة الجديدة، لك ولعائلتك أسعد منها
أنا سميتُ السيد المحاضر ب (المؤرخ الكلداني) ليس لإنه مُختص بتأريخ الكلدان فقط كما تهيأ لك!، بل لإنه كلداني القومية، وكما نقول مثلاً: السيد المؤرخ الإنكليزي .. ولا نعني هنا أنه مختص بالتأريخ الإنكليزي، بل تم تعريفنا له بأنه إنكليزي الأصل
إضافة إلى أن محاضرة السيد حنونا كانت تخص التسمية القومية للكلدان تحديداً وبالضبط، ولم تكن حول موضوع (الإندثار المُمنهج للمسيحية والمسيحيين في الشرق الأوسط) كما تقترح، ولكل حادث حديث يا بيتر، ولم يكن المحاضر بنية تقديم محاضرة من نوع آخر
ثم ألا ترى أنه هناك عشرات المواضيع التي طرحت وتطرح موضوع الإندثار الممنهج للمسيحيين في الدول الإسلامية ؟ فلماذا لا نقدم مواضيعاً مُختلفة ومتنوعة ولا يكون كل تركيزنا على ما إقترحته أنت وهو متداول جداً في الكثير من المقالات والتعليقات اليومية !؟
التنوع مفيد وضرورة مُلحة، وموضوع السيد حبيب حنونا نادراً ما تم طرحه مؤخراً، وقد لا تتصور مدى نجاح الأمسية التي تم فيها تقديم المحاضرة ومدى تعطش الجمهور لها
تحياتي، طلعت ميشو


15 - المسوخ التي أطفأت شمس العطاء
الحكيم البابلي ( 2015 / 12 / 19 - 23:31 )
الزميل العزيز زهير دعيم .. تحية
شكراً على إطلالتك الحلوة بعد غياب طويل وإنقطاع عن رفد مقالاتنا بأريج ثقافتك وشذى أخلاقك الجميلة التي هي عنوان شخصيتك
مع الأسف يا صاحبي العزيز أن نكون نحنُ بناة أول حضارة في العالم مٌشردين عن وطننا التأريخي ومرقد أبائنا وأجدادنا الذين نُبِشَت وستُنبَشُ الكثير من قبورهم على أيدي الغزاة الذين دمروا شمسنا المعطاءة وجعلونا نقف كالشحاذين على بوابات سفارات الدول التي كانت من ضمن الرقعة الجغرافية لأوطاننا الوطنية التأريخية القديمة
لك وللعائلة الكريمة نقدم أجمل التمنيات بعيد سعيد وسنة جديدة مُباركة
طلعت ميشو


16 - لم يعد العيد مُفرحاً وساحراً كما كان ذات يوم
الحكيم البابلي ( 2015 / 12 / 19 - 23:58 )
عزيزي الأخ الفاضل عبد الرضا حمد جاسم .. تحية
الف شكر على التعليق والكلمات الطيبة، وعلى تذكيري بمقالك القديم ( دمعة وإبتسامة عيد الميلاد ) في الرابط المُرسل مع التعليق، والذي كنتَ قد كَتَبتَهُ بعد تأثرك بمقالي ( عيد الميبلاد بين دمعة وإبتسامة )، وها هي السنين تمضي أخي الجميل والعمر يعدو ويثب بنا ولا زالت جراح السيد العراق هي هي لم تتغير إلا بمقدار توسع جراحه وتعددها لدرجة لم يعد يقوى فيها الوطن الذبيح هذا حتى على الوقوف على قدميه للأسف ويا لشديد الأسف
صدقني كلما إقترب موعد الأعياد كل سنة أحس بطعم الدم والفجيعة في فمي، لم يعد العيد يؤنسني ويُطربني ويسحرني كما كان في أيام الزمن الجميل
شكراً عبد الرضا .. أيها الإنسان الذي كنتُ أتمنى لو كان جميع العراقيين يحملون أخلاقياته وقلبه الكبير
عيد سعيد وسنة مباركة لك وللعائلة الكريمة. على المحبة نلتقي دائماً
طلعت ميشو


17 - سيدي الكريم طلعت
نيسان سمو الهوزي ( 2015 / 12 / 20 - 09:03 )
انا من الاشخاص الذين يكرهون التاريخ والغوص فيه وذلك لسبب بسيط هو لأنه تاريخ لا يمكن التوافق عليه بشكل حقيقي ونفس الوقت لأنه ماضي ( يعني عدنا وقت حتى نستريح ونعود بتفكيرنا ومعاركنا الى آلاف السنين الخالية ) ! ...
ولكن اتسائل دائماً متى سيتم حل هذه العقدة بين الكلدان والآشور ! متى سيتم التوافق على تاريخ يحترمه الطرفين ! متى سيتم التخلص من هذا النكد المرير والذي كان السبب في الإندثار الحديث !
سيدي الكريم كل الشعوب تناثرت وتجددت وتتطورت وتشابكت مع قوميات اخرى وانصهرت في بودقات جديدة وهذا حال كل القوميات على مر التاريخ ولكن هناك فرق بين مَن انتهى من ذلك العبء وبين مَن لازال عالقاً ومتعلقاً ومتشقلباً بذلك الغُصن ..
اتمنى ان ينتهي هذا الخصام المرير والذي لا منفعة فيه للحفاظ على الاقل على العشرة الباقيين هناك ...العودة الى حفر التاريخ سوف لا يأتي منه غير الرائحة النتة لأن التاريخ مليء بالنتوء فدعوا ذلك الجُحر وانظروا حولكم وما يجري من تحت اقدامكم ..
انا كلداني وزجتي ىشورية وابني آشوري وانتي كلدانية ولكننا عائلة واحدة وحبهم لا يضع التاريخ أمام عيوني .
كل عام وانت والعائلة بألف خير وسلام .


18 - اني دايخ
شيخ صفوك ( 2015 / 12 / 20 - 10:48 )
اخويا طلعت رحمة والديك اني شنو
ابويا الله يرحمة و يرحم امواتكم جان يكول احنا اصلنا من ايرفان الروسية
وبعدين ابو جدي الله يرحمة ويرحم امواتكم تحول و صار يعقوبي
و بعدين جدي الله يرحمة و يرحم امواتكم تحول الي كلداني كوثوليكي
واني هسه ورا ما قريت هاي المقالة
راسي كام يفتر
اخويا طلعت هسه احنا وين و شني السالفة
ومنو هجم علي منو وليش
وجازاكم الله الف خير
و اطعمنا الله و اياكم الجنة و نعيمها


19 - مرحبا يا صديقي
امين يونس ( 2015 / 12 / 20 - 15:07 )
صديقي العزيز ميشو الحكيم
أنا الذي لاأطيق المقالات الطويلة ... وجدتُ نفسي أقرأ مقالك مرتَين ! .. لما فيهِ من معلومات مفيدة وحقائق ، ساعدتْني على تصويب ماكنتُ أعتقده صحيحاً من خلال قراءاتي
جزيل الشكر والتقدير
عيد ميلاد مجيد .. ورأس سنة ممتع
وعلى كَولتَك : المجد للإنسان
امين يونس


20 - العزيز طلعت ميشو
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 12 / 20 - 18:27 )
اكرر التحية
ورد في كتاب من وحي الثمانين/علي الوردي / جمع و تعليق سلام الشماع ص17 هامش النص التالي
(1) هي محلة تقع في منطقة الكاظمية على مقربة من المرقد الكاظمي الشريف و اشتهرت بالكنيسة التي كانت قائمة هناك قبل الاسلام و التي تطورت حتى اصبحت مجمعاً كنسياً أو ديراً كبيراً و قد جاء وصفها لدى المسعودي و ذكرها ياقوت الحموي واصفاً اياها ب(حسن العمارة .كثير الرهبان و له هيكل في نهاية العلو) و على تخومه (موقعه اليوم مدينة الحرية) كانت (بيعة سونايا) ثم صار يدعي (بالدير العتيقة) انتهى
................................
كان يتكلم عن محلة (البَحّية)


21 - كل الشعوب المتجاورة لها ضغائن ومعارك تأريخية حية
الحكيم البابلي ( 2015 / 12 / 20 - 20:15 )
العزيز سمو الهوزي .. تحية
شكراً على التعليق والمؤازرة
لا الأخ المُحاضر حبيب حنونا ولا أنا أيضاً من المعروفين بلهاثنا من أجل القومية، وأعني بالضبط لسنا (قومجية)، ولكن .. هو شيء جميل برأيي أن نعرف التأريخ ونستطيع أن نحاجج الأطراف الأخرى حين يتطلب الأمر ذلك، وما هذه المحاضرة إلا حُجة وإثبات للطرف الآخر في أن القومية الكلدانية لا زالت على قيد الوجود، وهو حق من حقوقنا، لكننا لم ولن نكذب أو نُزَوِر أو ندعي أو نهاجم الطرف الآخر الآشوري على وجه التحديد، صدقني لو كُنا نُريد ذلك لكُنا دبجنا ونشرنا مئات المحاضرات والمقالات والبحوث والإثباتات
من خلال المحاضرة تستطيع أن تستشف أنه لم يكن هناك هجوم على الطرف الآخر، فقط أردنا التوضيح بطريقة مُسالمة ونظيفة ونزيهة وتعتمد التأريخ الموثق، وهذا ليس معناه إننا نحاول إحياء الرمم كما قد تتصور

أما عن (النكد) بين الكلدان والآشوريين، فهو أمر طبيعي جداً لإي شعبين متجاورين، ولو راقبت وبحثت أخبار بقية الشعوب والأمم، لوجدت أن هناك نكداً تأريخياً أكبر حجماً بكثير مما بيننا يدور بين تلك الأمم المتلاصقة جغرافياً
لا تنسى أن الموضوع ككل تأريخ مفيد
عيد سعيد وسنة مباركة


22 - إسألوا ال ( دي أن أي ) عن جذورنا وستتعجبون ؟
الحكيم البابلي ( 2015 / 12 / 20 - 20:42 )
صديقنا العزيز شيخ صفوك .. مرحبة أغاتي
ورب الكعبة كل إللي جاء في تعليقك صحيح مية بالمية
لا أحد يعرف اليوم ما هي جذوره الأصلية، ومن خلال كل الحروب والغزوات والإجتياحات والتدمير وسبي النساء الذي وقع على كل شعوب العالم تأريخياً لم يعد أي منا يعرف من أين جاء ومن هُم أجداده الأوائل .. يعني صارت هوسة يريمة، أو كما يقول المثل: ظلمة ودولمة ومعدان، وما بعد نكدر نعرف حماهة من رَجِلهة
عندي مقال سأنشره قريباً حول موضوع الأنساب والجذور وبحسب وما يقوله العلم اليوم من خلال ال ( دي أن أي )، وهي حقائق مُذهلة لنا جميعاً ولكن .. ولعن الله لكن هذه، فهي دائماً تحشر نفسها بين الحروف والجُمَل ومقاطع الكلمات، وكما قال السيد المُحاضر حبيب حنونا: [ النقاء العرقي أمرٌ غير وارد إطلاقاً، ولكن من حق كل إنسان أن يعتبر نفسه ما يظن أنه هو، وهذه واحدة من حقوق الإنسان المُعاصر، وهي حق ( حرية الإختيار) ]، إنتهى
وعلى سبيل المثال .. فأنا أعتبر نفسي كلداني عراقي، وبعض الأصدقاء يعتبرون أنفسهم أميركان أقحاح!، وواحدة من بناتي تقول بأنها إنسان فقط وطُز بكل الإنتمائات الهامشية، وهي جميعاً مسألة قناعات
عيد ميلاد سعيد وسنة مباركة


23 - التأريخ ثم التأريخ ثم التأريخ
الحكيم البابلي ( 2015 / 12 / 20 - 20:58 )
الصديق والزميل أمين يونس .. تحية
شكراً على التعليق، أفرح كلما أجد من يهتم ويُطالع ويُنخبش في التأريخ، التأريخ بكل تفاصيله مهم جداً لكل مثقف أو مدعي ثقافة أو حتى نصف متعلم، ومن لا يعرف التأريخ -ولو تأريخ منطقته التي يعيش فيها على أضعف الإيمان- فهو كذلك الذي يعيش في غرفة صغيرة ويجهل بقية أجزاء المنزل ولا يعرف أي شيء عن المدينة التي تقع فيها الغرفة داخل المنزل !، يعني بالضبط أطرش في الزفة، مع كل إحترامي لمن يجهل التأريخ ومع هذا يتكلم في السياسة الدولية ولا يدري أن كل سياسة ترتبط بالتأريخ بصورة من الصور
أقرا التأريخ منذ صغري، وأغلب كتب مكتبتي هي في التأريخ والتراث، ومع هذا أجد نفسي غشيماً كلما قرأتُ كتاباً جديداً في الـتأريخ يُعَلِمُني ما كنتُ أجهل، وربما سأموت يوماً وأنا جاهل بكل ما لا أعرف من التأريخ الذي يستحيل إستيعابه في حياة واحدة

أقرأ كل مفالاتك، وأتعجب من سرعة وحجم ما تنشر، عادةً من ينشر كل يومين أو ثلاثة تكون كتاباته ليست ذات تأثير، بل مجرد شخابيط، ولكن هذا لا يسري عليك وعلى قلة قليلة من كتاب المتمدن الذين ينشرون كل يومين أو ثلاثة
عيد سعيد وسنة مباركة لك وللعائلة ولكل الطيبين


24 - المعذرة صديقي عبد الرضا .. لم التقط المعنى
الحكيم البابلي ( 2015 / 12 / 20 - 21:11 )
صديقي العزيز عبد الرضا حمد جاسم .. تحية
شكراً على تعليقك تسلسل # 20 حول الكنيسة العتيقة التي ورد ذكرها في كتاب الراحل د. علي الوردي ( من وحي الثمانين ) ص 17. لكني عزيزي أبو علي لم أفهم ما أردتَ أن تقوله لي من خِلال تعليقك
ثم أخرجتُ الكتاب من مكتبتي وراجعت الصفحة المذكورة، ورغم ذلك لم أستطع إلتقاط ما أردتَ أن تقوله أو توصله لي!، المعذرة عزيزي، وأرجو أن توضح لي القصد من ذكر تلك الكنيسة
عدى ذلك أطلب لك وللعائلة الكريمة أعياد ميلاد سعيدة وسنة مباركة، لكم ولنا ولجميع الطيبين، وللناس الذين بهم المسرة، وللوطن العراقي المُثخن الجراح
محبتي دائماً ….. طلعت ميشو


25 - عزيزي طلعت الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 12 / 21 - 09:04 )
اكرر التحية و التهاني
كان عليَّ ان اشير الى الطبعة الثانية من الكتاب/اصدار مركز الحضارة الثقافية بيروت
اردت القول ان هناك مركز مهم للمسيحية قبل الاسلام في ضواحي بغداد و هو كما يبدو مركز كبير و مهم و لم اقرأ عنه سابقاً
///////////////////////////
عيد مجيد و ايام جميلة


26 - بغداد كانت مسكونة بالمسيحيين قبل أن تصبح عاصمة
الحكيم البابلي ( 2015 / 12 / 21 - 22:45 )
الأخ العزيز عبد الرضا حمد جاسم .. تحية
بغداد كانت مسكونة ومأهولة بالمسيحيين وبعشرات من أديرتهم ورهبانهم قبل أن يختارها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور لتكون عاصمة الخلافة العباسية الإسلامية
وحين وقف المنصور على أرضها أعجبته بمناخها وبموقعها الجغرافي على نهر دجلة ، وراح يسأل رهبان الأديرة المسيحية هناك عن إعتدال مناخها وتربتها وأشجارها ونهرها وأشياء كثيرة مهمة، وحين أخذ كل الحقائق عنها وأعجبته من خلال كلام الرهبان هؤلاء، قرر أن تكون عاصمة الخلافة الإسلامية .. فكانت
كثير من هذه المعلومات ذَكَرتُها في مقالي المعنون (( حول لهجات مسيحييي ويهود بغداد، ولهجات أهل الموصل وأهل تكريت ))، والذي نشرته قبل أشهر قليلة، وبإمكانك مراجعته لجني المعلومة
كذلك أقول لك بأنه حتى تسمية بغداد ليست عربية أو إسلامية أو أن المنصور هو الذي أوجدها أو إبتكرها، وحول هذا الإسم التأريخي القديم (بغداد)!، فعندي مقال جميل جداً ومعرفي سأنشره حين يحين وقته، حيث عندي مواضيع كثيرة كعادتي وهي تنتظر دورها للنشر
تحياتي أخي الكريم عبد الرضا، مع أطيب التمنيات بأوقات وأيام سعيدة خلال أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة
طلعت ميشو


27 - ما لا يقل عن 25 قوماً تعاقبوا على العراق بشكل ما
الحكيم البابلي ( 2015 / 12 / 21 - 23:21 )
ولدي العزيز مكي عبد الوهاب .. تحية
شكراً على التعليق المعرفي الجميل جداً والذي أضاف معرفة أخرى لمقالي
الحق -وليست مجاملة- أتوقف في كل مرة عند تعليقاتك التي ترسم لي صورتك وثقافتك وملامح شخصيتك رغم صغر سنك، لتقول لي بأنك عراقي أصيل، وكم أتمنى لو كان كل شباب العراق على نفس نمطك حين يتعلق الأمر بالتفتح الذهني المعرفي الذي لا يهرول كغالبية العقول خلف الخرافة والمقدس المزعوم واللا معقول

نعم .. لقد تعاقبت على عراقنا تأريخياً أقوام كثيرة جداً، لكنها كانت في النهاية تذوب وتضمحل في عمق حضارة وثقافة البلد وعراقته. وفي مقال مستقبلي ليس بالبعيد سأتطرق إلى الأقوام التي توالت على العراق منذ (العبيديين)، وهم سكنة العراق الأصليين حتى قبل السومريين، والذين تم إكتشاف مخلفاتهم وآثارهم في المنطقة التي سماها الإثاريون ب (تل العبيد)، وحتى السومريين أخذوا الكثير منهم ومن لغتهم ومفرداتهم وحضارتهم وطريقة عيشهم، لكنهم لم يُخلَدوا في التاريخ لإنه لم تكن لهم حضارة مكتوبة كالسومريين الذين كانوا رواد الحضارة وإكتشاف اللغة
العراق كان مهد شمس وحضارات العالم، ولهذا مؤلم جداً أن نراه يحتضر اليوم
تحياتي، طلعت ميشو


28 - كل عام ونتم بخير
عصام المالح ( 2016 / 1 / 5 - 13:48 )
ألاخ العزيز طلعت ميشو
كل عام والانسانية بالف خير

ما ورد في مقالك من معلومات تاريخية فيها الصحيح وفيها العكس. عندما نتحدث عن كلدان اليوم وانا واحدا منهم ليس لنا علاقة بالبابليين . في بابل كانت قبائل كلدية وليست كلدانية حكمت قبل الميلاد تحديدا في عهد الملك نبوخذنصر واسقطت تلك الامبراطورية على يد الملك الاخميني كورش وتحولوا الكلديين الى الاسلام واصبحوا عرب . اما كلدان اليوم فهم اشوريين في القرن الخامس عشر وبتحريض من كنيسة روما تحولوا الى المذهب الكاثوليكي واطلق عليهم التسمية الكلدانيةقبل هذا الوقت كانوا جزء من الكنيسة النسطورية المشرقية. والبطريرك مار ساكوا اعترف بلسانه بهذه الحقيقة في فرنسا قبل شهرين اثناء التقائه بالجالية هناك. واليك الرابط للاثاري المرموق المرحوم بهنام ابو الصوف الذي هو الاخر يبين هذه الحقيقة
مع تحياتي لك وتمنياتي بتحقيق الاماني بحلول العام الجديد

عصام المالح


29 - لقد وضعت الرابط ولا اعرف لماذا لم يظهر
عصام المالح ( 2016 / 1 / 5 - 16:14 )
https://www.youtube.com/watch?v=rPTdBQU2VBo&feature=youtu.be


30 - المعلق نسف وجود الكلدان بجرة قلم واحدة !!!!!؟
الحكيم البابلي ( 2016 / 1 / 7 - 21:52 )
عزيزي الأخ عصام المالح .. تحية
جميلٌ التواصل معك بعد أن إنقطعت أخبارك عني حين تركتُ الكتابة في موقع عنكاوة أما عن ما جاء في تعليقك فأقول لك بأن الحياة قناعات، ومن الأمور التي لم يذكرها جنابكم في العليق هي أن الآشوريين نفسهم محط تساؤل عن مدى إنتمائهم الحقيقي للآشوريين الأوائل!، وهناك الكثير من المؤرخين الذين كتبوا عن ذلك.
أما بهنام أبو الصوف فله إجتهاداته الخاصة، وربما أنت لا تعرف حجم الغضوط التي وضعها البعض على بهنام أبو الصوف والبعض غيره من أجل تحريف بعض الأمور
أما بطريرك الكلدان الحالي (ساكو) فهو ليس بأخصائي في علوم التأريخ، وكونه بتركاً لن يجعل منه عالماً، ولن تكون كلمته هي الأخيرة في أي موضوع حياتي، فهو رئيس ديني وليس بوصلة لتوجيه أفكار الناس وآرائهم وقناعاتهم
وعن قولك بأن كل الكلدان قد أسلموا وتحولوا إلى عرب !!!!، فهذه فتوى لم أكن أتوقعها من مثقف من طرازك !!. هذا نفي وإستئصال وقلع للكلدان من جذورهم، ولا أعتقد أن العقل والمنطق سيكونون في جانبك!، وأراك نسفت أي إمكانية للتحاور، شوية على كيفك يمعود … شنو القصة!!؟
محبتي وتحياتي وأرجو تواصلك معي دائماً
سنة سعيدة مباركة. طلعت ميشو


31 - لم تقرأ تعليقي جيدا
عصام المالح ( 2016 / 1 / 8 - 13:15 )
عزيزي الاخ طلعت ميشو

شكرا على ردك ، ويبدو انك لم تقرأ تعليقي جيدا ، فأنا لم أنكر وجود الكلدان ابدا وانما قلت أن الكلديين وليس الكلدانيين هم من تحولوا الى الاسلام بعد الفتوحات واصبحوا عربا وهم من شعبنا العراقي في الجنوب من السومريين والبابليين والاكديين وغيرهم والا ليس من المنطق ان يكون كل اهل الجنوب العراقي قد جائوا من الجزيرة العربية وسكنوا هنا . فالاغلبية هم بالاصل من اهل المنطقة . اما الكلدان وهذا هو موضوع مقالتك هم من اتباع الكنيسة الكلدانية ولا علاقة لهم بالبابليين. في القرن السادس عشر تحديدا في 1552 بعد اعتناقهم المذهب الكاثوليكي اطلق عليهم بابا روما اسم الكلدان وهم بالاصل اشوريين. وعلى سبيل المثال عنكاوة وارموطة وشقلاوة قد تحولوا الى المذهب الكاثوليكي في سنة 1797 منذ ذلك التاريخ اصبحوا كلدان . ارجو العودة الى كتاب تاريخ عنكاوة للمرحوم عزيز عبدالاحد كيكا. مع تحياتي الحارة


32 - اضافة
عصام المالح ( 2016 / 1 / 8 - 13:50 )
ومع ذلك من يريد أن يكون كلدانيا او سومريا او اكديا او اي شيئا اخر فليكن لا يملك اي شخص الحق في منع الاخرين ان يكونوا ما يريدون.. ولكن الحقائق التاريخية لا ينبغي تجاهلها او التجاوز عليها. اما الاثاري بهنام ابو الصوف فهو ملم جدا بتاريخنا وهو ايضا من ابناء الطائفة الكلدانية ولا تسمح مكانته العلمية من مجاملة اي شخص على حساب الحقيقة التاريخية. وما يخص البطريرك مار ساكو فليس هو الوحيد الذي يقر بهذه الحقيقة فالمرحوم مار دلي في اطروحته للدكتوراه قد ذكر هذه الحقيقية في عام 1958. ايضا لبطريرك مار روفائيل بيداويد قد سمعتها منه شخصيا عدة مرات حين كان مطرانا في بيروت وكنت حينها هناك وكانت علاقتي به متينة ايضا المطران سرهد جمو يذكر هذه الحقيقة في 1996 ولكن لاسباب مجهولة غير موقفه. ومع ذلك فكل شخص حر في قناعاته . تحياتي


33 - لم تقرأ المقال بصورة دقيقة أخي عصام
الحكيم البابلي ( 2016 / 1 / 8 - 15:36 )
عزيزي الصديق عصام المالح .. تحية
شخصياً لم أنكر تحول بعض مسيحيي العراق من المذهب النسطوري إلى المذهب الكاثوليكي، وأعرف كيف أطلق عليهم البابا لقب الكلدان في القرن 16، لكنك وكما يظهر لم تقرأ المقال حول محاضرة السيد حبيب حنونا بصورة دقيقة، وكيف قال وأكد على الهجرة والتهجير للكلدان والبابليين إلى شمال العراق منذ زمن الدولة الآشورية!. وتغيير منطقة السكن لا يجعل تلك الأقوام المهاجرة آشوريين بالضرورة. وقد سبق لي الكتابة عن تحول غالبية مسيحيي جنوب العراق إلى الإسلام والعربية بعد الغزو الإسلامي، من خلال مقالي (أسباب هجرة مسيحيي العراق) لذلك أعيد وأقول: هل حقاً تحول كل الكلديين أو البابليين أو سمهم ما تشاء إلى الإسلام والعروبة وهم كانوا تسعة ملايين نسمة؟ وهل تبخرت تلك الملايين!؟
لا استطيع طرح كل أفكاري عن الموضوع في هذه العجالة ومن خلال تعليقات قصيرة، ولكن .. إن كنت تحسب أن ألأقوام التي عاشت في شمال العراق منذ سقوط الدولة الآشورية ومروراً بالغزو الإسلامي كلها من الآشوريين !، فأنت على خطأ مبين!، حيث يُشكك الكثير من المؤرخين والباحثين حتى بحقيقة آشورية الأخوة الذين يدعون الآشورية اليوم
طلعت ميشو

اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك