الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجَّار القرن

محمد رفعت الدومي

2015 / 12 / 25
كتابات ساخرة


في الدقائق الأولي من رحيل أحد الأحبة يستفحل عادة ذلك الشعور باقتراب النهاية، عندما يتبخر يدرك كلّ إنسان ضربه الفقد أنه محظوظ، وأن عزيزه لم يرحل، كل ما في الأمر أنه سبق شركاء الطريق في الوصول إلي مساحات الغياب، هذه الدقائق العنيفة جلدت قلبي عدة مرات، أكثرهن غرابة واختلالاً كانت تعقيبًا علي موت غريب عن عالمي مع ذلك حين قرأتُ نبأ رحيله شعرت بأن نبضة من عالمي تهرب، ربما لأن ذاكرة صباي كانت قد خزنت صورته في إطار واحد مع صورة رجل يعني ليَ الكثير، وحتي الآن لا أستطيع فض الاشتباك بين صورة الكابتن "ممدوح فرج" وصورة العم "عبد الباسط" الذهنية!

لم أر في حياتي شخصًا يحب "ممدوح فرج" بقدر ما رأيت العم "عبد الباسط" يحبه، ولم أر في حياتي شخصًا يحرص علي ترقب برنامجه عن "المصارعة الحرة" بقدر ما رأيته يحرص، ولم أر في حياتي رجلاً صعيديًا قليل الحظ من التعليم يحفظ أسماء المصارعين وسيرهم الذاتية كاملة، وينطق نطقاً سليمًا مفردات أجنبية مثل : "سوبلكس"، "مانشيت"، "كلوز لاين"، "سبير" بقدر ما رأيته يفعل!

لذلك، ربما، كان وجه الكابتن "ممدوح فرج" ولا يزال هو الوجه الوحيد الذي بإمكانه أن يستدعي إلي ذاكرتي فورًا وجه العم "عبد الباسط" بكل وضوح، وأن يعوِّم علي سطحها مقولته هذه التي كان يرددها كثيرًا حتي ارتبطت بحضوره في ذاكرة البلدة :

- اتفوووه علي رُبع مليون دولار!

كان المسكين تعيس الحظ وهدفاً دائمًا لإغارات الفقر إلي حد جعلني ذات يوم أعتقد بأنه لو حالفه الحظ مرة واحدة وتمكن من سرقة أحد البنوك سوف لا يكون هذا البنك في النهاية سوي "بنك الدم" أو "بنك المصل واللقاح" أو "بنك الحسنات" الذي قد يستفيد غيره من ودائعه، أما هو فلم يكن بحاجة إلي حسنات، لأن "الفقر حشمة" فعلاُ عندما يتعلق المثل بفقير بلغ من الفقر حدًا يمنعه قسرًا من ارتكاب أفعال غير محتشمة، وهكذا كان العم "عبد الباسط"، فارتكاب السيئات يحتاج نقودًا فائضة عن الحاجة وهذه كانت بالنسبة إليه من الغيبيات، ولربما كان شعوره الحقيقي بتربص السماء به وتعمدها إفقاره وإهانته أمام الناس هو ما جعل علاقته بالعبادات مبتورة تمامًا، هذا جعل بعض الفارغين عندما يملئون في المساءات أوقات فراغهم بإحصاء عدد المواظبين علي الصلوات في البلدة يضعون اسم "عبَّاسط" في صدارة قائمة الذين لم ير أحدٌ أيًا منهم "يركعها" قط، يحدث أحياناً أن يستغرق أحد المسنين في التفكير لدقائق يبوح بعدها بشكه في أنه قد رآه مرة يصلي الجمعة منذ سنين، وفي بلدة لا تنام علي سر، كانت هذه النمائم تصل إلي العم "عبد الباسط" فيأخذها علي محمل السخرية ويستدعي دائمًا منطق العصاة في كل مكان : هات وخد، من قدم السبت يلاقي الحد، ارزقني الأول وأنا ما اطلعش م الجامع، وأقر بأني لم أر حتي الآن أحدًا من عصاة العوام يفوقه اعتدادًا بعصيانه، كأن الأمر كان بالنسبة إليه نزاعًا بين طرفين، هو والسماء، ورفض من جانبه الاستسلام حتي آخر دقة من دقات جرس النهاية، ونحن من يصنع النهايات، ونصنع الآخرين أيضًا، وبالتالي، ما دام الوطن يُراد له ألا يتحلي بعقول تكتنز داخلها وعيًا يسعفها في التمييز بين المزيف والحقيقي، سيظل سجناً يحتفظ بأقفاله الرعاع وصغار القامة، وسيجدون من بين ضحاياهم، برغم ذلك، من لا يري ضآلتهم، لأن غير الملمين بالأبجدية ينظرون إلي الأشياء بعيون مكبرة!

في نهايات الثمانينيات وصيغتها الزمنية الرزينة، كان "ممدوح فرج" لا يزال متزناً، يكتفي بالتعليق علي المباريات بلهجة رياضي أنفق بعضًا من عمره في ممارسة اللعبة لا أكثر ولا أقل، لذلك، ولشعبية مصارعة المحترفين، تواصل زحف اسمه علي مساحات لا بأس بها من جماهير اللعبة دون عوائق، لكنه، في سنوات عمره الأخيرة، عندما نمت شعبيته بشكل تجاوز أحلامه وصل إلي حالةٍ منفرة من الاعتداد الزائف بالنفس والتشبيب بها، وفيما بدا أنه أصيب بكل الأمراض الناجمة عن هالة الضوء المدبر التي طوقت حياته دون أن يستعد ذهنيًا لها، تناسي أن أحدًا من المشاهدين لم يره قط يخوض مباراة حقيقية، وراح يملي عليهم بتهور أنه ليس فقط المصارع الكبير كما يظنون، ولا "مصارع القرن عن قارة افريقيا"، إنما هو عالم قائم بذاته من مصارعة المحترفين بموازاة عالم مصارعة المحترفين، ولا أشك أبدًا في أن إصابته بهذه الأمراض بدأت بقيام مجموعة قنوات "ART" بشراء لقب مصارع القرن الإفريقي له بهدف تلميعه تنفيذاً لوصية منظمات سرية تسيطر منهجيًا علي العالم من القطب إلي القطب، وهو ما حدث مع بعض الدعاة المزيفين وغيرهم أيضًا!

وبصرف النظر عن خرافات العم "عبد الباسط" التي كان ينسجها حول "ممدوح فرج"، عندما كبرت قليلاً عرفت أن أعظم أبطال اتحادات مصارعة المحترفين بكل نسخها وأجيالها وأماكنها، خاصة الاتحاد الأمريكي لمصارعة المحترفين من نسخة البداية وصولاً إلي حقبة ""Wwe، هم كتاب السيناريو والحوار لتلك المشاهد المسرحية التي يؤديها المصارعون علي الحلبة، بالإضافة إلي الريجيسيرات الذين يوزعون الأدوار، ومهندسو إضاءة الصالات، ومديرو المسرح، ومديرو العمليات والإنتاج الذين يحددون الوقت المناسب لمباريات حقيقية أو لتزوير فوز أحدهم وهزيمة خصمه اختياريًا لإعداد شهية الجماهير لجولة الثأر المقبلة، كله حسب الخطة، عمل مؤسسي منظم لا يهدف إلا إلي جني الأموال، معظم عشاق اللعبة هناك يدركون هذا تمامًا لكنهم يتظاهرون بالغفلة ويتفاعلون مع ما يدركون أنها مشاهد مسرحية بمشاعر صادقة، اتفاق غير مكتوب يباع للمتفرج مع تذكرة الدخول، يحدث هذا في السياسة أيضًا بدرجة أكثر عراءًا من أن تتطابق مع مفهوم التمثيل، وبالتالي، لم أعرف فقط أن "ممدوح فرج" لا مصارع قوي ولا حتي متوسط القوة إنما لم يخض طيلة حياته إلا خمس أو ست مباريات ضد مغمورين من مصارعي اتحاد أوروبا، وفي المرة الوحيدة التي واجه خلالها خصومًا حقيقيين وهزم بعضهم كانوا ضيوفاً علي القاهرة بدعوة من أحدهم بمقابل مالي، سبوبة، ومن يري أيًا من مبارياته مع أحدهم سيكتشف علي الفور أنه إنما أمام خشبة مسرح لا حلبة مصارعة، ولقد حاولت أكثر من مرة أن أنقل إلي العم "عبد الباسط" معرفتي الطارئة بحقيقة "ممدوح فرج"، وأن أسفه السرديات المبالغ فيها التي سمعناه يحكيها عنه، وأن أؤكد له أنه هو، العم "عبد الباسط"، ما زال بإمكانه، حتي بعد أن سقط فريسة لعدة أمراض، أن "يعجنه"، لكنه كان صلدًا في الدفاع عن رأيه ما جعلني اكتشف أنه من غير المستبعد أن يصدق أنه سيمتلك ذات يوم 500 جنيه صحيحة، لكن، أن يصدق أن "ممدوح فرج" لم يكن ذات يوم بطلاً للعالم في المصارعة قتل ذات يوم أحدهم علي الحلبة فهذا مستبعد تمامًا!

لا شك في أن صناعة نجم في أي مجال مما تيسر من خام بشري أيًا كانت ردائته في بلاد معظم أهلها من الأميين وأصحاب الحد الأدني أمر ميسور، لا يحتاج أكثر من وضع الهدف تحت شلال من الضوء الممنهج حتي يحقق اسمه انتشارًا مرضيًا، فرجمه في الطريق إلي النجومية بعدة شائعات من تلك التي يصفها الذين أطلقوها أنفسهم بعد أن تحقق أهدافها بالمغرضة، ثم تعزيز كيانه الجديد وتنميته بشراء جائزة أو أكثر من تلك الجوائز التي تواطأ كل المنتمين إلي كل مجال علي إبقاء ما يعرفون عن بيعها بمقابل طي الكتمان، آخر بروتوكولات هذه الصناعة وأهمها هو المحافظة علي مسافة مناسبة بين النجم وجمهوره، وهذا ما عجز "ممدوح فرج" عن فهمه ما جعل منه خاصرة قابلة للطعن من مكان قريب، ومادة مفتوحة علي مصراعيها للتساؤلات، وهدفاً مغريًا بالتنقيب خلفه، برغم ذلك، نجح في الاختباء خلف صورته الذهنية المغلوطة سنين طويلة، وكان من الوارد أن يورِّثها للتاريخ لولا تهوره وإفراطه في التردد علي علب الليل وسيولة شهيته للضوء في السنوات الأخيرة من عمره، تقديم برامج، والتطفل علي تجارب سنيمائية رديئة، وإعلانات براقة تعزز من أفكار الناس السابقة عنه، والتهافت علي قبول ضيافة برامج حوارية يبدو أن كل مقدميها وكل معديها كانوا علي قناعة تامة بصحة تلك الشائعات التي نسجها هو حول نفسه، وأتذكر أن مذيعة سألته ذات مرة سؤالاً بطعم الإجابة:

- وطبعًا أكيد الكابتن "ممدوح" بياكل خروف ع الفطار؟

وهو، من جانبه، بمنطق : "أنا متواضع جدًا .. وما بأحبش أتكلم عن نفسي كتير"، نفي هذا الكلام وأكد أن طعامه كطعام كل المصريين ما أثار دهشة المذيعة، هي علي كل حال أقل "هَبَلاً" من أهلنا في الجنوب الذين كانوا يأخذون أساطير السيرة الهلالية علي محمل الجد، ويصدقون "جابر أبو حسين" أعظم شعرائها علي الإطلاق حين يحكي لهم عن شخصية خيالية من شخصيات السيرة، فيقول نثرًا بين فواصل الأبيات :

- والوحش "برطوم" كان ياكل في اليوم 3 جِمال، يُفطر بجمل ويتغدي بجمل ويتعشي بجمل، وقبل ما ينام كانوا بيجيبوا له خروف لباني اظغير كده يقزقز فيه!!

أقسم أن ظلالاً من الشعور بالخجل تمر الآن بأعماقي لأني تذكرت أني حتي سن التاسعة كنت أصدق هذا الكلام الذي لعب في تغذية معارك الجنوب دورًا لا يقل عن دور شعر الحماسة في الزمان الأول، كلهم كان يحلم بأن يقال عنه "أبوزيد الهلالي" عقب المعركة أو "دياب بن غانم"، وتمضغ سيرته ألسنة النساء والبنات، ما عدا الجد "عبد الرحمن" صاحب المبدأ الذي أبقاه أيامًا طويلة من عمره طريح الفراش وأفقده الكثير من الدم المجاني وحرمه من خوض العديد من معارك العائلة بالأمر المباشر، لقد كان يستحي أن يضرب امرأة معتدية في المعركة، وهذا خُلُق كخلق المؤمنين لولا أن معظم نسائنا أشد كفرًا ونفاقاً من الأعراب، فما إن عرفن فيه هذا الخلق، وتأكدن من عدة تجارب سابقة أن المسكين متمسك بالتحلي به دائمًا، حتي تناقلن الخبر، وكن، بعد ذلك، قبل بداية المعركة، يتفقن معًا علي اعتبار الجد "عبد الرحمن" أول فريسة يجب استهدافها عن قرب بقوالب الطوب والأحجار وضربات الشوم، وتخفيفاً من أعباء القتال عن الرجال لابد أن تنوب إحداهن عن الأخريات وتقول لهم في لهجة تآمرية:

- سيِّبوا لنا "عبدروحمان" وخلِّيكم في التانيين!

من الطبيعي إذاً أن يكون الجد "عبد الرحمن" عادة أول جرحي المعركة، وأول المحمولين علي سواعد الرجال إلي منازلهم أو إلي الوحدة الصحية، حسب درجة الإصابات ومواضعها، وكانت زوجته تهرول خلف موكب جريحها وكأن لسان غيظها المكتوم يخاطب زوجها قائلاً : يا شفوقاً علي اليتامي والمساكين!

بمرور الوقت، قبل إندلاع إحدي المعارك المتوقعة، طلب منه كبار عائلته علي الملأ بلهجة حادة ومشوبة بمظاهر الغضب الحقيقي أن يختار بين التزام بيته حتي تنتهي المعركة تمامًا، أو أن يكون خلال المعركة غشيمًا يضرب "عمياني" دون تمييز بين رجل وامرأة، وحجتهم في ذلك سليمة : ما دام عدد المصابين في الجانبين هو المؤشر الوحيد علي النصر أو الهزيمة، فلماذا يُحسب علي العائلة مُصاب مؤكد في احصائيات معركة اشتراكه فيها لا يؤثر أصلاً في توازناتها؟

في البداية، وقبل أن ينصاع لأمر عائلته ويعتزل رياضة المعارك نهائيًا، احتج بعنف، وصاح في انفعال حقيقي:

- دمي ما يجيبنيش يا ناس نُضرب مَرَه .. ولا نقدر نُقعد في البيت والعيطة شغالة!

ولربما كان الجو المشحون بكل مظاهر التوتر والمخاوف التي تسبق المعركة عادة هو ما دفع شابًا أصغر منه سناً بكثير إلي أن يشهر غضبه بلا خجل ويصيح به في انفعال :

- يعني نعينوا لك ناس تحرسك في العيطة يا عم "عبرحمان"؟ يا راجل مايز علي دمك شوية ده إنتا تاكل عشر رجالة وحدك، راضيك يعني في كل عيطة نجيبوك شايلينك؟

هذا الهجوم العفوي أخجل الجد "عبد الرحمن" حقاً وجعله ينسحب إلي بيته صامتاً، وظلت ذكراه عائقاً لا يستطيع أن يجتازه أبدًا ليواصل الاحتجاج علي قرار عائلته بإقصائه عن معاركها، وأضاع علي العائلات الأخري فرص الفوز بجريح مضمون، ولقد كان من اللائق أن يحذو الكابتن "ممدوح فرج" حذوه ويتقاعد عن أي نشاط يتعلق بالمصارعة بعد علقة "عزبة خير الله"!!

قلت أن "ممدوج فرج" تخلي عن حذره واختزل المسافة بينه وبين الجمهور فصار في مهب العيون مباشرة، مع ذلك، وفيما بدا أنه كان يحفظ قواعد الضوء وأساليب الاشتباك في المعارك الكلامية لا علي الحلبة، حين شن عليه بعض الصحفيين هجومًا عارمًا استطاع بسهولة أن ينسف ما أثاروا حوله من شكوك، كما كان مسكوناً بروح خفيفة الظل من الصعب أن يتحامل عليها أحد، وأنا هنا لا أهينه، إنما أهين رمزيته ورمزية أمثاله الذين اشتركوا في استدراج مصر إلي مشارف المجهول، وجعلوا منها أرضًا حتي الطيور المهاجرة لا تأمن المرور فوقها، ونسوا أو تناسوا مثله أن الماضي جثة أمينة، وأن حصانة الحاضر سريعة التآكل، وأن المستقبل لا يدخله أحدٌ ليبقي فيه إلا بعد اجتياز بوابات الماضي مبرءًا من كل موقفٍ ضد الإنسان، وبوابات الحاضر أيضًا، وأن طعنات المقهورين المكتوبة والمسموعة والمرئية جراحها لا تلتئم أبدًا..

في ذلك الوقت، ربما لأن الحاجة "أم ممدوح" نسيت أن تدعو يومًا كبقية النساء لابنها "ممدوح" أن يكفيه شر الطريق وشر أولاد الحرام وشر النجارين، أو أن يموت قبل ديسمبر 2009، أي قبل اندلاع مشاجرة بين "مصارع القرن" وبين نجار "باب وشباب" من "عزبة خير الله" بحي البساتين يدعي "أحمد حسين" ذكر الإعلام أن سببها هو حصول النجار على مبلغ مالى لتجهيز ما تحتاجه صالة "جيم" أراد "ممدوح فرج" تأسيسها في الدقى من أثاث، إلا أنه لا جهز شيئاً، ولا رضي أن يرد ما حصل عليه من نقود..

وللتاريخ، كانت المشاجرة بين النجار ولا أحد، فما أصيب به "مصارع القرن من منازلهم" من عشرات الجروح والكدمات والسحجات في معظم أنحاء جسده يجعلني لا أصدق أنه كان في المشاجرة أصلاً، لقد كانت إصاباته كثيرة وواضحة وموزعة بعدالة بشكل يجعل إنكارها أو حتي اتهام حادث سير بالتسبب فيها أمرًا صعبًا، باختصار، هذا يعني بلغة "ممدوح فرج" : خَلّلللص عليه!

ما هو أكثر تحريضًا علي خجل جماهيره العريضة من هذه الملهاة أن "ممدوح فرج" لم يكن أعزل، بل كان مسلحًا بصاعق كهربائي كالذي تقتنيه العذاري بهدف الدفاع عن أنفسهن عند الحاجة، نقطة هزلية تكمن دلالتها الدنيا في أن "مصارع القرن" كان يعرف أن قوته الحقيقية لا يمكن أن تسعفه في شجار حقيقي، وتطرح سؤالاً مشروعًا :

- ما الذي كان يمنع "نجار القرن" من أن يكشف مؤخرة "هوجان مصر" ويهين رجولته لولا الصاعق الكهربائي؟

ما أنا متأكد منه أن "ممدوح فرج" بعد هذه الحادثة لم يعد أبدًا كما كان قبلها، صار شديد الحذر عند الكلام عن ماضيه في عالم المصارعة، وصارت ضحكاته شاحبة، وسكنه هاجس بأن كل مديح يوجهه إليه أحدهم يحمل في طياته سخرية مبطنة، كنت أتألم في الحقيقة من أجله، لكنني كنت أتألم أكثر من أجل موت العم "عبد الباسط" قبل هذه الحادثة بعام ونصف، فيا ليته كان انتظر عامًا ونصف العام وحتي أتمكن من أن أنقل إليه الخبر مكتوبًا، وأري كيف يكون رد فعله عندما يكتشف أنه إنما قضي عمره يعبد صنمًا من بسكويت!

رحم الله كل من عبروا وتركونا أهدافاً سهلة للدغات الحنين..

محمد رفعت الدومي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق