الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا وراء التحالف الاسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية؟

اسلام احمد

2015 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


مثّل التحالف الإسلامي السني الذي أعلنت المملكة العربية عن تشكيله الأسبوع الماضي لمحاربة الإرهاب مفاجأة للجميع , مكمن المفاجأة أن المملكة أعلنت عن تشكيله فجأة دون استشارة الدول الأربعة وثلاثين المدرج اسمها فيه , في تجاوز لمجمل الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها!

وبينما أعلنت بعض الدول مثل باكستان وإندونيسيا أنه لم تتم استشارتهما للمشاركة، وكذلك تونس التي صرحت إنها لن تقدم دعما عسكريا له , جاء الموقف المصري صادما إذ أعلنت مصر انضمامها إلى التحالف مباشرة دون أي دراسة كما سارعت بعض مؤسسات الدولة المصرية إلى الترحيب به وعلى رأسها الأزهر!

والحقيقة أن هذا التحالف يثير العديد من الأسئلة أهمها , هل عدنا إلى عصر المماليك حيث يتم تشكيل الجيوش على أسس دينية؟! , ولماذا قامت المملكة بتشكيل هذا التحالف في هذا التوقيت بالذات؟ , وهل هو بديل للقوة العربية المشتركة التي دعت مصر كثيرا إلى تشكيلها وماطلت المملكة في تأييدها أم أنه كيان موازي لها؟ , ولماذا لم تتم استشارة الدول الأعضاء في التحالف قبل الإعلان عنه؟ , ولماذا لم يضم إيران وسوريا والعراق؟ , والأهم ما الهدف من ورائه؟ , هل حقا يهدف إلى محاربة الإرهاب أم هناك أغراض أخرى؟

بافتراض حسن النية لا أعتقد أن التحالف سينجح في محاربة الإرهاب وهو الهدف المعلن لتأسيسه بل أزعم العكس بالضبط , أي أنه سيسهم في إشعال مزيد من الفتن في المنطقة (المشتعلة أصلا) إذ بالنظر إلى الخلفية السنية للتحالف فقد نظرت إليه إيران الشيعية على أنه موجه ضدها في الأساس وهو ما عبرت عنه إيران صراحة , الأمر الذي ينبئ بحدوث مزيد من الانقسام والفتن في المنطقة!

ولذلك لم يكن غريبا أن ترحب الولايات المتحدة بتشكيل هذا التحالف فمن المعلوم أن ثمة مخطط غربي لإعادة تقسيم المنطقة على أسس طائفية ما يلقى بظلال من الشك حول دور المملكة في تنفيذ السياسة الأمريكية في المنطقة!

وفيما يتعلق بأهداف هذا التحالف على المدى القصير فأعتقد أنه يهدف إلى مواجهة المد الشيعي لإيران في المنطقة خاصة في العراق وسوريا واليمن , لاسيما بعد أن بدأت كفة ميزان القوى تميل نحو إيران عقب الاتفاق النووي مع القوى الكبرى الذي تراه
المملكة خطرا عليها فضلا عن التدخل الروسي في سوريا الذي يصب في صالح إيران والنظام السوري

وإذا كانت المملكة جادة حقا في محاربة الإرهاب فلتتوقف أولا عن دعم الجماعات الإسلامية المسلحة في سوريا ثم عليها مواجهة الأسباب التي أنتجته وفي مقدمتها الفكر السلفي المتشدد الذي يشكل البنية الفكرية لعقيدة المملكة فضلا عن الظلم والاستبداد وغياب الديمقراطية والعدالة

أما موقف مصر التي انصاعت إلى تأييد تحالف المملكة بشكل مهين فهو أمر يحتاج إلى وقفة أخرى!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا