الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين الشيخين سمير قنطار وزهران علوش: القتلة وجوه لعملة واحدة

عبد الله أبو راشد

2015 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ما بين الشيخين سمير قنطار وزهران علوش:
القتلة وجوه لعملة واحدة
عبد الله أبو راشد*
بعيدا عن المماحكات السياسية ومناطق الهوى والرغبات ومنزلقات الطائفية البغيضة التي غمرت الجغرافية السورية, وأمست ساحة مريحة للعابرين والمتدربين والمرتزقة من كل صنف ولون وبلد. وأصبحت مناطق اختبار للقدرات العسكرية والاقتصادية والسياسية الموصولة بشكل ما أو بآخر بتوحش أصحاب رأس المال الربوي العالمي بزعامة وقيادة الإدارة الأمريكية الخالصة ومن يسير في دائرة نفوذها علانية وخفية من الطغاة العرب المتصهينين حكاماً ومحكومين.
يمكن القول: أن حادثي الاغتيال لكل من الشيخ (سمير قنطار) اللبناني والشيخ (زهران علوش) السوري تُشيران بوضوح تام وبلا أدنى تفكير من أن الفاعل أي القاتل له استنسابية واحدة وإن اختلفت المسميات الظاهرة والبائنة وأشبه بوجوه لعملة واحدة. الأول روسي والثاني صهيوني, بالرغم من صمت الأجهزة الأمنية والعسكرية والسياسية والإعلامية في كلا الجانبين.
وما الضجيج الإعلامي الفظ والبغيض والمُغذى لثقافة الكراهية وتشويه صورة الآخر والذي لا ينتمي للمهنية, وأعني بذلك منابر وقنوات حزب الله اللبناني الإعلامية وشريك النظام السوري في ذبح السوريين وتهجيرهم وتدمير بلدهم. إلا تفصيل صغير ومقدمات لمزيد من إراقة الدماء على الأرض السورية ومزيد من فضح وكشف المستور الموصول بمحور الممانعة.
الشيخ "سمير قنطار" الذي ذهب حسب رواية حزب الله اغتيالاً بسلاح الجو الصهيوني, بينما الشيخ " زهران علوش" الذى قضى - حسب مصادر إعلامية شتى - بسلاح الجو الروسي. وهي مفارقة لا عجب فيها, ولا فرق في التسمية فسماء سورية بأكملها كما هو معلوم مُستباحة لكل منهما, ومرتبطة باتفاقيات علنية صهيو- روسية, وقيادة متسقة وتنسيق كامل لغرف عمليات موحدة في إدارة الصراع على سورية وفق منطق مصالحهم الخاصة, ووجودهما ضرورة حيوية لديمومة النظام السوري. وبالتالي استباحة الدم والأرض السورية بكل ما فيها من حجر وشجر وبشر, وصب جام حممهم طائراتهم القاتلة والمدمرة على بيوت ورؤوس الشعب السوري وبتغطية أممية ورعاية أمريكية كاملة المواصفات. وإحياء وجدولة لأولويات الصراع والتي تبقي للأسد ونظامه جميع مقومات استمراره باعتبارهم شماعة مفيدة لديمومة لعبة الدول والمصالح.
ولعل اغتيال "القنطار" يدخل في معابر اللعبة الروسية في صراعها الخفي مع القيادة الإيرانية في تقاسم المصالح ومساحات النفوذ, وبالتالي هي أشبه بحالات فرك الأذن للإدارة الإيرانية ووضعها في مواجهة صريحة ومكشوفة مع سياسة وصبيانية بوتين وتابعه لابروف, كما هي حاله في حماقاته السلوكية مع تركيا. وارضاء لحليفها الصهيوني نتنياهو للإفادة من الوقت الضائع لتاريخ سورية ووجودها لمصلحة كل منهما وعلى طريقته. وهي بالتالي - حسب رواية حزب الله أن القاتل هو الطيران الصهيوني- كنوع من القصاص الذي لا بدّ منه لرجل حاربها ذات يوم في عمليته المشهودة في ريعان شبابه, وهو المتناسل من بني معروف ولديه ميول يسارية فاقعة من أجل فلسطين وتحريرها بكامل أرضها التاريخية, وبما في ذلك الجولان السوري المُغتصب. والتي كلفته تلك المسيرة النضالية من حياته نحو ثلاثة عقود من عمره سجينا في أقبية سجونها الصهيونية. وانتهت وللأسف حياته الفدائية وسمعته وتاريخه بخطأ تاريخي وسلوكي منهجي من خلال الانتقال من أقسى اليسار العروبي إلى أقصى اليمين الطائفي القبيح في مسارات ولاية الفقيه, والانقلاب التام على قيمه ومبادئه التي تربى عليها, ليقاتل جنبا إلى جنب مع مرتزقة النظام السوري من مجموعات ولاية الفقيه الطائفية الإيرانية المسماة بحزب الله. وساهم معهم كأداة أو مرتزق في تدمير سورية وقتل السوريين.
أما اغتيال" زهران علوش" مربوطة في مواقفه الأخيرة والمعلنة في قمة الرياض لفصائل المعارضة السورية, وتصريحاته التي شكلت حالة من القلق البالغ ما بين رعاة ذلك التحالف العربي, والتي وجدت فيه خروجا ً عن أجندتها السياسية المعروفة بما يخص المسألة السورية. والتي ستجعلها في لحظة من اللحظات في ظلال الحقيقة الفاقعة والكاشفة للدور الرخيص لها والداعم حقيقة وخفية عن أعين الرقباء لنظام الأسد وديمومته. ولقد عُرف عنه من خلال استعراض يوميات سجله الشخصي وميوله وتوجهاته الاعتقادية منذ أن كان طالبا في كلية الشريعة بجامعة دمشق وحتى لحظة اغتياله. انسجامه التام مع قناعاته ذات الميول والتوجهات السلفية الجهادية الموصولة بشكل ما أو بآخر مع التوجهات الخليجية القطرية حيناً والسعودية في كثير من الأحيان. وسوريته الموصوفة والذي عانى بدوره من ملاحقة السلطات السورية ومخابراتها متعددة الفروع وإيداعه في سجن صيدنايا بعض الوقت ومحاولة تدجينه لأهداف مبيته ومقصودة لدى النظام السوري. واطلاق سراحه مع بداية الحراك السلمي في سورية والخروج عن طوعها وتشكيل كتائب عسكرية وانحيازه لخيار الثورة السورية المسلحة لمحاربة النظام ومحاولة إسقاطه. وما أمسى عليه كقائد لأكبر قوة معارضة في سورية عموماً ودمشق على وجه الخصوص, وبمحاربته لداعش في مناطق نفوذه. ومحاولة النظام المستدامة تحميله مسؤوليات قتل بعض السوريين ووضعه في حالات شبهة وتوريط وتهم عديدة مثل التعامل مع النظام السوري وغيرها من الأكاذيب. وما اغتياله وفرحة النظام وحزب الله وجمهوره وداعش بموته ومن معه تُسقط جميع تلك الأوهام التي حاولت النيل من شخصه. وبغض النظر عن الألية والسلاح المستخدم لاغتياله لا يخرج عن بازار الحسبة العربية وطريقتها في التعاطي مع يوميات الثورة السورية والمعروفة لجميع متابعيها ومتعقبي مسيرته الوجودية والتاريخية في الغوطة وجميع المناطق السورية. وجاهزية المرتزقة الروس والصهاينة ومن ماثلهم في غيهم للقيام بكذا مهمات قذرة مدفوعة الأجر.
ولعل اغتياله يفتح البوابة لمزيد من الاغتيالات بصفوف المعارضة السورية العسكرية خصوصاً وبما ينسجم وطبيعة الدور والوظيفة لأصدقاء الشعب السوري من النظم العربية الرسمية, وهو بمثابة مسمار عربي متصهين في نعش المعارضة السياسية السورية, كمقدمة منطقية للتخلص من أوراق ضغط سورية معارضة مسلحة, وعدم إحراج للمحور العربي المساند للمعارضة السورية ظاهرياً والمشارك في مارتون وأد فكرة الثورة والدخول في مسارا التسوية الأمريكية التي تبقي المجال للمناورة السياسية مفتوحا أمام بقاء الأسد في رأس السلطة كشماعة مفيدة لديمومة مصالحها الحيوية في المنطقة بأقل تكلفة وأكبر مكاسب. لأن وجود قيادات رافضة لذلك المسار قد تًكلف محور الدعم العربي " الخلبي" للثورة السورية أثماناً باهظة لا تنسجم وأدوارهم في المخططات الأمريكية لعموم المنطقة العربية وسورية بشكل خاص وخشية ان تكون ثورة الكرامة السورية بانتصارها رأس الحربة في عمليات التغيير بالمنطقة العربية بعد رحيل نظام الأسد سياسيا أو اسقاطه عسكرياً. وتترك المهمات القذرة وعلى قدم المساواة بحسب إدارة الألعاب الأمريكية المتسقة فوق الأرض السورية والموزعة ما بين قوات النظام السوري والإيراني ومن والاهم على الأرض من جهة, والكيان الصهيوني والروسي المجال الجوي في تنفيذ أجندات سرية متفق عليها ما بين الدول ذات المنافع الأعجمية المتبادلة من جهة مقابلة.
في كلا الاغتيالين القتلة متوحدين روس وصهاينة وعرب متصهينين ونظام وأعاجم شرقين وغربين وأمريكان وأمم متحدة. وسورية الوطن والتاريخ والجغرافيا في أبعادها الوجودية والحضارية وشعبها هم فقط الخاسرين.
• كاتب فلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا




.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل


.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية




.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را