الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
خمرة الحب
جان برو
2015 / 12 / 28الادب والفن
خَمْرَةُ الحُبِّ
إِنِّي سَكْرَانٌ..
بِرَحِيقِ خَمْرٍ مُعَتَّقٍ،
بِسَمْرَاءٍ لَعَمْرِي،
أَبْهَى وَأَحْلَا مِنْ أَجْمَلِ جَمِيلَةٍ،
مِنْ حُورِ العِينِ،
إِنِّي سَكْرَانٌ بِكِ يَا مَوْلَاتِي،
وَلْهَانٌ بِكِ، سَهْيَانٌ بِكِ،
أَتَسَكَّعُ بَيْنَ أَرْوِقَةِ ذِكْرَاكِ،
وَطُقُوسِ حَنِينِي،
خُذِينِي..
بَيْنَ أَحْضَانِكِ خُذِينِي،
بَيْنَ شِفَاهِكِ المُعَطَّرَةِ بِالرَّيَاحِينِ،
بَيْنَ ذِرَاعَيْكِ ضُمِّينِي،
يَا زَهْرَ البَسَاتِينِ،
يَا أَيْقُونَةَ أَحْلَامِي،
يَا عَبَقَ السِّنِينِ،
إِنِّي بِعَيْنَيْكِ مَفْتُونٌ،
مَسْحُورٌ، مَخْمُورٌ،
فَأَرْجُوكِ يَا سَيِّدَتِي،
إِلَى وَعْيي لَا تَرُدِّينِي،
إِنِّي سَكْرَانٌ بِحُمْرَةِ شَفَتَيْكِ،
وَيَا لَيْتَ سُكْرِي فِي جُذُورِ الدَّهْرِ يَتَغَلْغَلُ،
حَتَّى الدَّهْرُ إِلَى شَفَتَيْكِ يَنْفِينِي،
حَتَّى أَرَى إِسْمَكِ مُطَرَّزٌ بِلَوْنِ البَحْرِ،
بِلَوْنِ الشَّمْسِ،
بِلَوْنِ القَمَرِ فِي شَرَاينِي،
حُبُّكِ يَا صَغِيرَتِي بَحْرٌ،
نَهْرٌ مِنْ خَمْرٍ،
كُلُّ كَأْسٍ مِنْهُ،
اَلكَأْسَ السَّابِقَ يُنْسِينِي،
حُبُّكِ زَهْرٌ، سِحْرٌ، جَمْرٌ،
كُلَّمَا غَفَتْ تَحْتَ رَمَادِهَا السَّعِيرُ،
تَعْصِفُ بِهَا رِيَاحُ الشَّوْقِ،
فَتَغْضَبُ النَّارُ.. فَتَكْوِينِي،
حُبُّكِ يَنْبُوعٌ فِي أَحْضَانِ الرَّبِيْعِ،
كُلَّمَا عَطِشْتُ،
أُسْرِعُ إِلَيْهِ لِيَرْوِينِي،
لِيُحْينِي، لِيَبْنِينِي، لِيَشْفِينِي،
لِيُسْكِرْنِي لِمَرَّةٍ آُخْرَى بِخَمْرَةِ شَفَتَيْكِ،
وَنَبِيذِ الحُبِّ يُسْقِينِي،
حُبُّكِ يَا خَلِيلَتِي..
أُسْطُورَةٌ مِنْ غَيَاهِبِ التَّارِيخِ،
مَعْجُونَةٌ بِعُطُورِ اليُونَانِ،
بِالمِسْكِ الأَسْوَدِ،
بِبَخُّوُرِ الهِنْدِ وَالصِّينِ،
حُبُّكِ يَا شُحْرَورَةَ الصَّبَاحِ،
تُرَاثِي، وَفِكْرِي، وَدِينِي،
خُذِينِي.. ضُمِّينِي،
يَا عَاصِفَةَ اليَاسَمِينِ،
إِضْرِبِي حِصَارِكِ الصَّارِمَ حَوْلَ بَدَنِي،
وَكَمَا تُعْصَرُ الورْدَةُ.. إِعْصُرِينِي،
حَطِّمِينِي، دَوِّخِينِي، جَنِّنِينِي،
فَأَنَا مُنْذُ أَنْ عَرَفْتُ عَيْنَيْكِ،
لَمْ يُغْرِنِي حَدِيثٌ قَطٌ،
كَحَدِيثِ المَجَانِينِ،
وَأَنَا مُنْذُ أَنْ تَذَوَّقْتُ خَمْرَةَ شَفَتَيْكِ،
غَيْرَ السُّكْرِ فِي أَحْضَانِكِ،
لَا شَيْئَ عَلَى الإِطْلَاقِ يُغْرِينِي.
جان برو
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا
.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني
.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم
.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي
.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع