الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكر بعد الأوان

ضياء حميو

2016 / 1 / 5
الادب والفن



عندما أهدينا بوصلاتنا للصغار، ضحكوا منّا:
"مانفعها لنا، وقد أضاعتكم!"، فتقاذفوها بالأقدام وهم يضحكون!
لكننا، دوّنا أسماء أحبّتنا على أكفّنا
ثم ودّعنا أدلتنا في الطريق
حيث سقطتْ عكازاتنا!، وقتها، لم يكن بدٌّ من أن نودع عيوننا ونغدو من دونها..
كنا نتوسم البصيرةَ في أشواقِنا
على خطى طاغور فمضينا نصلي
"لنهرٍ جفَّ ولم يجد من يشكره على ماضيه".
نزعنا قباعاتنا وانحنينا على مجدافٍ مكسورٍ نخرته أملاحُ البحر، شكرناه لماضي أمواجه، ولحاضر البحر وحلزوناته الغافية في شقوقه.
ثم بلّتْ دموعنا بقايا عظام غزال، فشكرنا ظبية، قد اتخذتها حامية وأنيسا يوماً.
هكذا،
نفعل مع اللحاء الجاف، عندما يضمّ جذوع الأشجار، ونرهف السمعَ لنقارِ خشبٍ يافع يدوزن موسيقى عشه.
أيها الورق المتساقط.. نشكر ماضي قطرات المطر يتزحلق كالاطفال .
سرنا ونسير ونحن نشكر ونصلي..
إلى أن غادرتنا أصابع أقدامنا واحدة أثر الآخرى.
... وحين ودعنا أقدامنا شاكرين ضياعها ؛ غصنا في الأرض عميقا، فيما الريح تلاطف قهقهات صغار السناجب فوق غبار شكرنا المديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية طيبة
عبد الرضا حمد جاسم ( 2016 / 1 / 6 - 19:49 )
هدية كبيرة في عام خَلَفَ عام اسود ترك كل تلك الرسوم التي ابدعت في وصفها و و وصفُكَ و وصفنا
سل نخيل التنومة الذي لوى عنقه
سل رمان و برتقال ديالى الذي فقد عصيره
سل طائر الدراج الذي فقد مسكنه و حام وهام
سل الغراف الذي يحتار اين يتوجه ب(وشالته)
سل ...و سل ...و سل
لكن ضع خدك على تراب الارض الذي تشقق عطشاً لتشتم نواح جذور الارض التي تبكي اهلها
........................
شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكراً

اخر الافلام

.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق




.. شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا