الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأثير الإرهاب على السياحة في الوطن العربي .

حسن عطا الرضيع
باحث في الشأن الاقتصادي وكاتب محتوى نقدي ساخر

(Hasan Atta Al Radee)

2016 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تأثير الإرهاب على السياحة في الوطن العربي .
بداية تلعب السياحة دوراً هاماً في تحفيز النشاط الاقتصادي والإسراع بالنمو الاقتصادي للعديد من البلدان العربية وأهمها جمهورية مصر العربية, حيث تُعتبر السياحة مورداُ مهما لزيادة الاحتياطات من العملات الصعبة وتوفير فرص العمل وارتفاع الدخل القومي , وتعتبر مصر من أبرز الدول العربية تأثراُ بالإرهاب وخصوصا تدهور الأوضاع الراهنة بسيناء والأحداث الإرهابية التي ضربت إيلات وسيناء وطابا خلال الأعوام الأخيرة وتحديداً منذ بداية التسعينات والتي شهدت نمواً في ظاهرة الإرهاب, وتدهور الأوضاع الأمنية وحالة التيه السياسي والاقتصادي التي تعاني منها مصر حالياً ووجود خطر الإرهاب وتنامي نفوذ جماعة الإخوان وتضارب المصالح أدى إلى تراجع حصيلة الدولة المصرية من النقد الأجنبي , حيث تساهم السياحة بحوالي 11 % من إجمالي الناتج المحلي و12% من نسبة القوي العاملة وحوالي 10% من قيمة النقد الأجنبي , وبهذا المعنى فإن استمرار الإرهاب وسقوط الطائرة الروسية رافقه تراجع عدد السياح وانخفاض المردود المصري من العملات الصعبة وارتفاع عدد العاطلين عن العمل وكل ذلك يساهم بارتفاع العجز في الموازنة العامة المصرية ويؤدي إلى تفاقم وارتفاع الدين العام وتراجع استقرار الجنيه وضعفه أمام الدولار, وكل ذلك سينعكس سلباُ على الأداء الاقتصادي المصري من خلال ارتفاع الأسعار المحلية وتراجع حجم الصادرات وارتفاع وتيرة الاستيراد مما يُفاقم من العجز والتباطؤ الاقتصادي, وبهذا ستواجه إدارة السيسي صعوبات اقتصادية كبيرة مما يستدعي بضرورة محاربة الإرهاب وخصوصا تجفيف منابعه في سيناء _ والتي تُعتبر مكان حيوي لأنشطة المخابرات العالمية الباحثة عن إفقار الدول العربية وجعلها متخلفة عبر إيجاد أنظمة ضعيفة ومنع حدوث أي تطور في الوعي العربي المُناهض للرأسمالية الاحتكارية والتي تسعى للسيطرة على الأسواق والمنافذ المهمة وأهمها السوق العربي الذي يتسم بالاستهلاك وتراجع الإنتاج والتقليد ومحاكاة الغرب_ , هذا سيؤدي إلى مزيداً من الإجراءات المصرية بحق قطاع غزة من خلال إغلاق الأنفاق وزيادة المساحات الأمنية وتشديد الرقابة , في إسرائيل أدت الهبة الجماهيرية والتي انطلقت في بداية شهر أكتوبر للعام 2015 إلى إحداث إرباك في الاقتصاد الإسرائيلي حيث تشكل السياحة 7% من الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل والبالغ سنويا 291 مليار دولار , فاستمرار تلك الهبة وتصاعدها يُلقي بظلاله على الاقتصاد حيث تتراجع عائدات السياحة وتنخفض الاحتياطيات من الدولار وهذا ينعكس بالسلب على مجمل الأداء الاقتصادي وخصوصا في مدينة القدس العربية والتي تتميز بالسياحة الدينية مثل السعودية.
تاريخياً تُعتبر المنطقة العربية من أكثر المناطق في العالم استقراراً في الأوضاع المناخية حيث تمتلك إضافة للموارد الطبيعية كالنفط والغاز وغيرها , فلا زالت تمتلك مناخ جيداً ومناسباً ومستقر في كافة المواسم , وبسبب المناخ الجيد كانت هجمات التتار سابقا , حيث أن السبب الرئيسي لحملات التتار على البلاد العربية هي وجود مناخ جيد, هذا المناخ الجيد والطبيعة الخلابة ووجود مناطق أثرية بمصر كالأهرامات والسيدة زينب والغردقة والجيزة , وكذلك الآثار الكثيرة في بلاد الشام والعراق ومصر والمغرب العربي ووجود الأماكن الدينية ( اسلامية- مسيحية – يهودية) ساهمت بتسارع أهمية السياحة وقدرتها على خلق نمواً اقتصادياً وخصوصا في العقدين الأخيرين.
بالنسبة للسعودية فإن ما جرى من تدافع للحجيج في منى ومقتل قرابة أل 4000 شخص ووجود شبهات إرهابية في العملية ( نسبة كبيرة من القتلى هم إيرانيين ) , وفي حال استمرار الصراع الدائر ذات الطبيعة المذهبية وخصوصا في سوريا والعراق واليمن سيترتب عليه تراجع موسم الحج وربما تأجيله لأعوام وهذا يعتمد على ما ستؤول إليه الأمور في المناطق الساخنة عربياً, موسم الحج مهم جداً للاقتصاد السعودي حيث يحقق عدة مليارات من الدولارات سنوياً ومنها مثلاً إن الرسوم الإدارية لكل حاج تقترب من 140 دولار وسنويا قرابة 5 مليون حاج يدخل السعودية أي أن الاستفادة السعودية تساوي 7 مليار دولار سنويا ً وهذا دون المكاسب الأخرى المرافقة لموسم الحج حيث أرباح التجارة والخدمات الفندقية وغيرها.
إن طبيعة الصراع الدائر في سوريا واليمن والعراق ستؤثر سلباً على الاقتصاد السعودي , حيث أن هذه الملفات واستمرار التدخل العسكري السعودي في اليمن قد يرافقه تنامي العمليات الإرهابية واستهداف الأماكن الإستراتيجية في السعودية وسيزيد ذلك من الأعباء الاقتصادية للسعودية حيث ارتفاع تكاليف الأمن وارتفاع العجز في الموازنة العامة, وسيؤدي إلى تراجع عدد السياح والحجيج لموسم العام القادم .
السبب الرئيسي لتراجع السياحة هو الإرهاب وتنامي الصراعات وحالات عدم الاستقرار السياسي من جهة والأزمات المالية والاقتصادية العالمية من جهة أخرى, أما قضية الفشل في إدارة الملف السياحي والصعوبات المرافقة للجان الإرشاد السياحي فله دور في تراجع السياحة ولكن بنسب أقل من الإرهاب .
أم عن تكلفة الإرهاب فغالباً تُفقد الاقتصاد المعني 2% من ناتجه سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر , وكذلك يخسر الاقتصاد بسبب الإرهاب سنوياً 5% من فرص خلق وظائف عمل جديدة.
وللإرهاب مكاسب ومنافع اقتصادية للعديد من الاقتصاديات التي تستخدمه كأداة ووسيلة للضغط الاقتصادي على شعوب أخرى ومحاولة استنزاف ونهب مقدراتها مما يعني أن الإرهاب كظاهرة مرتبطة اليوم بالتغيرات الكبيرة في طبيعة الرأسمالية , حيث أنه وفي ظل الأزمات الاقتصادية تنشأ رأسمالية الكوارث والصدمات والتي تهدف لإيجاد بؤر توتر , ومن خلال تلك البؤر غير المستقرة يمكن استنزاف المقدرات الاقتصادية حتى لو على حساب عائدات السياحة, ومن وسائل ذلك إنشاء العديد من الحركات المتطرفة وخلق بيئات خصبة للصراعات على أساس ديني ومذهبي وطائفي , حيث أن السعودية والولايات المتحدة الأمريكية دعمت في الثمانينات القوي الراديكالية في أفغانستان لمحاربة المد الشيوعي من جهة واستخدامها كأدوات تحركها وقتما شاءت في منطقة الشرق الأوسط الأكثر أهمية في العالم حيث ثلثي الموارد الطبيعية العالمية والسوق الاستهلاكي الضخم والفوائض المالية الكبيرة التي لا زالت الداعم الأقوى للدولار الأمريكي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة