الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة الكون والإنسان ح2 أسرار الإنفجار العظيم

محمد الحداد

2016 / 1 / 14
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


هناك مليارات المجرات في الكون الواسع جدا الذي لا نعرف نهاية له لحد الآن، حيث يقدر وجود 400 مليار مجرة، كل مجرة تحوي من 100 مليار نجم للصغيرة منها، إلى أكثر من 400 مليار نجم لمجرة مثل مجرتنا درب التبانة، وربما أكثر من ذلك.
هذا الكون الواسع جدا والهائل، وبه هذه الأعداد المهولة من النجوم والكواكب والأقمار والكويكبات كان قبل أكثر من 14مليار سنة غير موجود.
فهو ليس كما اعتقد سابقا أن الكون أزلي، بل لم يكن موجودأ في وقت ما بالماضي حسب نظرية الإنفجار العظيم، ولم تكن هذه المليارات من المجرات موجودة، ولم تكن هذه المليارات من النجوم موجودة، فلم يكن هناك شيء، بل ولم يكن هناك زمن حتى نقول قبل الإنفجار العظيم، لأن الزمن وجد بلحظة حصول الإنفجار.
هناك أسئلة عديدة تطرح على أصحاب هذه النظرية كي يجيبوا عليها، فليس كل ما يطرح يكون قابلا للتصديق دون أن تدعمه أدلة، وحتى تكون نظرية الإنفجار العظيم علمية، يجب أن تكون خاضعة للتجربة، وأن أدلتها لا يمكن دحضها، فإطلاق الفرضيات والنظريات سهل جدا على كل من يعطي مجالا لعقله بالتمحيص والتدقيق والتفكير، خاصة إذا ملك الدراسة والتأهيل العملي والعلمي لذلك، ولكن كي تكون الفرضية أو النظرية مقبولة علميا، عليها ان تتجاوز جملة من التجارب والنقد والتشريح، وعليها أن تجتازها كلها بنجاح.
لنرى الآن كيف الحال مع نظرية الإنفجار العظيم، فهل يمكنها الإجابة على كل هذه الطروحات، وهل يمكنها الصمود أمام النقد العلمي، وهل يمكن إخضاعها للتجربة.
تقول النظرية أن بداية الزمن وبداية المكان بأبعاده الثلاثة كانت من لحظة الإنفجار، فهل ممكن أن تثبت ذلك!
علينا أن نقوم برحلة الى الماضي السحيق، إلى لحظة الإنفجار العظيم نفسها لنرى ذلك، ولن يتم لنا ذلك دون وجود مناظير قوية جدا نرى من خلالها الفضاء، ونعود بها لماضي الزمن، فكيف يكون ذلك!
عندما ننظر الى نجم يبعد عنا خمس سنين ضوئية، فهذا معناه أننا عدنا بالزمن خمس سنين، كيف!
النجم يبعد خمس سنين ضوئية، نفرض انه في هذه اللحظة حصل إنفجار في ذلك النجم، فالضوء الخارج منه سيحمل صورة لذلك الإنفجار، وسيسير الضوء بالفضاء لمدة خمس سنين حتى يصلنا، أي أنه سيصلنا عام 2021 ميلادية، فحينها أي في عام 2021 سنرى حدوث إنفجار في ذلك النجم، ومن معرفتنا لبعده عنا، سنعرف أن الإنفجار قد حدث فعلا في عام 2016 وليس في عام 2021 الذي رايناه فيه، هذا معناه اننا برؤيتنا للنجم ذاك، إنما نرى ماضيه، ولا نرى حاضره الفعلي الآن، فحاضره سنراه في المستقبل وليس الآن.
من هذا نفهم أن رؤيتنا للسماء في هذه الليلة مثلا هي لا تمثل ما موجود في السماء بنفس اللحظة في كل الأجرام، فهي تمثل مثلا الشمس قبل 8 دقائق، وتمثل النجم ألف قبل 5 سنين، والنجم باء قبل 10سنين، والنجم جيم قبل مئة سنة، والنجم هاء قبل مليون سنة.
فربما أحد هذه النجوم غير موجود الآن بسبب إنفجاره، ولكننا مازلنا نراه، لأن صورة الإنفجار لم تصلنا لحد الآن.
حتى نستطيع الإجابة على عدد من الأسئلة من مثل، لماذا حصل الإنفجار العظيم، وأين حصل هذا الإنفجار، وماذا كان قبل الإنفجار، وماذا حصل بعده، وهل سيحصل إنفجار عظيم جديد في المستقبل، وهل هناك العديد من الإنفجارت كهذه حصلت في الماضي أو تحصل حاليا أو ستحصل في المستقبل، وغيرها كثير جدا من الأسئلة، قام العلماء بشيئين حتى الآن، أولها إطلاق تلسكوب هابل الفضائي، وثانيها بناء جهاز كبير جدا على الأرض يحاول أن يحاكي الإنفجار العظيم( أي أن يقوم بإنفجار مثل الإنفجار العظيم على الأرض) عدا عن توجيه العديد من المراصد لدراسة اقدم الأماكن الممكن النظر إليها في السماء.
لنرى في الحلقة القادمة كيف أجاب العلماء المؤيدين لنظرية الإنفجار العظيم على بعض تلك الأسئلة، وليس كلها بالطبع، فالموضوع ما زال تحت الدراسة والتمحيص، وبعدها نرى رأي المعارضين أو الذين يحملون نظريات جديدة.
تحياتي
محمد الحداد
13 شباط 2016











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استهداف فلسطينيين أثناء تجمعهم حول نقطة للإنترنت في غزة


.. طلبة في تونس يرفعون شعارات مناصرة لفلسطين خلال امتحان البكال




.. الخارجية القطرية: هناك إساءة في استخدام الوساطة وتوظيفها لتح


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش خياري إيران ورفح.. أيهما العاجل




.. سيارة كهربائية تهاجر من بكين إلى واشنطن.. لماذا يخشاها ترمب