الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المدارس الطينية في العراق وصمة عار في جبين وزارة التربية العراقية

امل كاظم الطائي
(Amal Kathem Altaay)

2016 / 1 / 17
التربية والتعليم والبحث العلمي



قد يستغرب القارئ الكريم من عنوان هذه المقالة لكنها حقيقة مرة رغم اننا في القرن الحادي والعشرين ,نحن في عصر العولمة والمعلوماتية في عصر انتقال المعلومة في جزء من الثانية ,وابناء الرافدين يتلقون تعليمهم وتخط اناملهم الرقيقة حروفنا الجميلة في مدارس طينية ومدارس قصب؟؟؟
هل يعقل ان العراق الذي يعوم على بحيرة من النفط وله ثروات ان بدأت بسردها لن انتهي واطفاله يتعلمون في بيئة مدرسية ليست فقط طاردة للاطفال بل هي عنوان في البؤس والتدهور ,انها بيئة منبوذة وغير صحية ,بيئة ملوثة هل يعقل ذلك اين نحن من دول الجوار والدول المتطورة التي بادرت باستخدام الكومبيوتر بدلا من الكتب والدفاتر وربطت تلاميذ الصف الواحد بشبكة مع مجمل المعلمين والقائمين على العملية التربوية والتعليمية ؟؟؟
مما لاشك وجود فرق شاسع بيننا وبينهم ,نحن لا نطلب المستحيل نطلب فقط فك الازدواج المدرسي وان ياخذ التليمذ حقه من التعليم بشكل سوي وفي بناية بسيطة وصحية ,لكن القائمين على التعليم وبالذات وزارة التربية لم تسهم ببناء بيئة مدرسية قويمة على الاقل تكون نظيفة وصحية وعجزت عن بناء مدرسة واحدة في عموم العراق باستثناء الاقليم.
هل من الضمير اعطاء مناقصة بناء المدارس لشركة تضع الهيكل فقط وتستلم ستون بالمئة من الكلفة الاجمالية لبناء المدارس ويهرب المقاول الثانوي والشركة ويتركوا الهياكل ؟
تذهب ملايين الدولارات في جيوبهم ويفترش اطفالنا الارض ؟
كان الاجدر بوزارة التربية ان تعطي نسبة عشرة بالمئة فقط لبدء العمل وكلما اكمل المقاول او الشركة جزء من البناء تعطيه سلفة لحين الانتهاء من بناء المدارس.
مدارسنا الموجودة قديمة جدا بنيت معظمها في القرن الماضي واخر بناء للمدارس تم في ثمانينيات القرن الماضي وتوقف بعدها البناء لانشغال العراق بحرب ايران التي لم نجني منها سوى الدمار وشهداء ومزيد من الارامل والايتام .عقبها حرب الكويت ثم الحصار ثم احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية والتصويت على دستور دمر الوطن وشتته ومجئ اناس للسلطة ما انزل الله بعلمهم من سلطان.
لا ادري اين تذهب الميزانية المخصصة لوزارة التربية وعلى ماذا تصرف؟
اليوم معظم المدارس الحكومية لاتتوافر على دورات مياه صحية خصوصا في مدارس البنات وان وجدت فهي قذرة ومتآكلة ناهيك عن عدم كفاية الصفوف للطلاب ,والحيطان عفنة وقذرة ,تفتك الامراض بالاطفال من سوء البيئة المدرسية جملة وتفصيل بدءا بالبنايات وانتهاءا بالمناهج واساليب التعليم القديمة والتي تعتمد عل تلقين الطالب دون المشاركة بالنقاش ولايوجد اي نشاط لاصفي لضيق الوقت في المدارس المزدوجة والثلاثية.
لايمكن رعاية مواهب الاطفال وليس للمعلم وقت لاكتشاف مواهبهم اصلا ,كأن الطفل في سجن , الرياضة والفنية والرسم ملغية من معظم المدارس ولاتحتوي المدارس على مختبرات او وسائل ايضاح ,يفترش الطلاب الارض لعدم وجود رحلات للجلوس عليها واحيانا يتبرع الاهالي بكراسي قديمة كي يجلس الطالب عليها,
بؤسا لكم هل ترتضوا ان يتعلم ابناءكم في هذه المدارس؟
انها ازمة اخلاق قبل ان تكون ازمة تعليم.
المدارس الاهلية مرتفعة التكاليف ولا يستطيع اولياء الامور من ذوات الدخول المنخفضة ان يسجلوا ابناءهم ولكن كبيئة مدرسية هي اصلح بكثير من المدارس المجانية وتتوافر على وسائل ايضاح ومختبر كومبيوتر وقد يكون مستوى التعليم فيها جيد ويستطيع المعلم متابعة تلاميذه لقلة عددهم ,ولكن ليس كل المدارس الاهلية بنفس المستوى بالنسبة للتعليم توجد بعض منها ذات مستوى متميز واخرى مستوى تعليمها هابط لكن على العموم البيئة المدرسية للمدارس الاهلية جيدة فالمدرسة نظيفة ومقبولة من الناحية الصحية.
تولي الكثير من دول العالم المتحضر أهمية قصوى لمدارس ورياض الاطفال لانها اللبنة الاولى لتعليمهم وصقل شخصياتهم واكتشاف مهاراتهم وعبقرياتهم لرعايتها بشكل صحيح ,اما نحن فنساهم في كره الطالب للمدرسة ونحثه على الهروب من هذه البيئة المأفونة البالية وله كل الحق ان تهرب.
الدول المتقدمة ودول الجوار تولي التعليم اهمية خاصة وتجعله في اولويات اهتمامها من الناحية المالية تغدق عليه ,ومن الناحية العلمية والتربوية تهتم ايما اهتمام في ابتكار طرق جديدة للتعليم وتطوير المناهج بما يتلاءم وعلم العصر ونحن نعود الى العصور الحجرية ...
ضمن آخر استبيان للتعليم لم يحصل العراق على نقطة واحدة , بينما كان في سبعينيات القرن الماضي يعتبر من احسن الدول في التعليم بالنسبة لرقعته الجغرافية .
فمبروك لوزارة التربية انجازاتها الرائعة التي قل نظيرها في العالم ,آن الاوان للثورة على هذا الواقع البائس الذي ضر باطفالنا وببيئتنا المدرسية وليفهم القائمون على العنلية التربوية بوجوب اخراج وزارة التربية من المحاصصة الطائفية البغيضة التي اودت بالعراق الى الهاوية
ونقول رفقا ببراعم العراق ...
المهندسة امل الطائي
17/1/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث