الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغداد وبربري الثقافة

محمد باني أل فالح

2016 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تغفو بغداد الرشيد على نهر دجلة حالمة بقصائد أبا نؤاس والفرزدق وأبو الطيب المتنبي وينهض الصباح في طرقاتها ثملا يطرز حاراتها بأشعة الشمس في ربيع كانون ولسعات البرد في نافذة عذراء أسرجت أنوثتها لشاعر غجري أستباح أنوثة الشعر ليعزف سيمفونية عشق بريشة فنان طرزها بوحي ألف ليلة وليلة .
تكالبت الاعوام على بغداد بالنبال وكثر فيها الرحيل صوب مدن التيه وراحت النساء تتشح بالسواد رغم أنقضاء عاشوراء وذهاب أبناها رجالا رغم غضاضة عودهم فرسانا على صهوة الموت بينما أغلقت الكنائس أبوابها وغادرها سانت كلوز مهاجرا وتركت الطيور أعشاشها وأضحت الموسيقى صوت يعزف أنغام الحزن على أبواب حاراتها وما عادت العصافير تغرد في فضاءات شوارعها ولا تسمع فيروز من شبابيك شناشيلها حتى أذان الصبح ما عاد يرفع في مآذنها فقد أراد المغول أن يجتاح الموت مدينة السلام بعد أن أحرقوا كتبها بنار الجهل والغباء وقتلوا الحب بنار الحقد وجهاد النكاح واستباحوا الصلاة بالتكفير والسلام بالدمار والأمان بالطائفية وعاد معهم عصر الجاهلية فكانت الأم ثكلى بابنها والأخت مفجوعة بأبيها وما عادت الايام ضاحكة في صباحاتها ولا القمر ينير بضوئه عتمة الليل ولا النهار يعدو لاهثا خلف خيوط الشمس وقصص الحب يكتبها غجري مهنة القتل ويعزف موسيقاها أزيز الرصاص ويكتب كلماتها تجار الحروب ويلحنها شيوخ الفتنة وينشدها مرتزقة الجهل والظلام فكانت الطائفية وبناتها التي أستوطنت حارات ومدن بلاد الرشيد .
صباح بغداد أجمل في قصائد السياب وأعذب في مواويل فيروز كما الحياة أعذب في حنايا أزقتها الدافئة والعشق ألذ في حضن فتياتها وصبايا حاراتها الممشوقة بغزل شهرزاد لشهريار معاول الشر التي شرع بها الارهاب للفتك والقتل تحطمت على ضفاف دجلة حين أبحر أهلها على متن زورق السلام ينشدون دعاء المحبة في حضرة الجوادين ومآذنه التي تعانق سماء بغداد وهي تغازل قبة الامام الاعظم وبينهما جسر من الوصل ما أنقطع يوما منذ زمن الرشيد وحتى ظهور أبو بكر صحابي في صحراء الطائفية وهو يرتدي لباس التتر في زمن الايباد لم تكن بغداد يوما عروسا كما هي حين أصطفت لها أكف الشهداء دفاعا عنها ولم تكن كبغداد عروسا حين زغردت النساء وهي تزف قوافل العز الى ذرى المجد فيما راح عبق وشذى مجدها يكتب للتاريخ صفحات تتصل بحضارة سومر وأشور صفحات لم يكتبها قلم ولا يراع بل كتبته دماء أبناءها حينما سقط عمر وحسين قتلا برصاص بربري في شوارع بغداد الجديدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غرقُ مطارِ -دبي- بمياهِ الأمطارِ يتصدرُ الترند • فرانس 24 /


.. واقعة تفوق الخيال.. برازيلية تصطحب جثة عمها المتوفى إلى مصرف




.. حكايات ناجين من -مقبرة المتوسط-


.. نتنياهو يرفض الدعوات الغربية للتهدئة مع إيران.. وواشنطن مستع




.. مصادر يمنية: الحوثيون يستحدثون 20 معسكرا لتجنيد مقاتلين جدد