الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير ...... ... قصة قصيرة

محمد مهاجر

2016 / 1 / 19
الادب والفن




التغيير ...... ... قصة قصيرة


-


حين وافقت زوجته على إقتراح التغيير شعر بان نعيم الدنيا عينه قد جعل يتسرب إلى كل ذرة من جسمه، فأصبح في سريره كمن ألمت به فجأة حمي الرومانسية المفرطة. وكان موسى يحبها حبا خرافيا حظي بشهرة شملت قريته وكل القرى المجاورة. وكانت الزوجة كثيرة الشكوى في السنوات الأخيرة، ليس بسب عدم الانجاب لكنها أحست بانها أصبحت أكثر تمدنا وان نمط حياتها يجب أن يتغير



وكان والد جاموسة عاملاً حرا طموحا، جرب كثيرا فحصل أخيرا على وظيفة عامل في شركة أجنبية كبيرة لقطع الأخشاب افتتحت لها فرعاً في القرية. ومنذ لحظة تعيين الرجل أصبح موسى يستمع إلى نصائحه كلها. وكانت النصائح و الأفكار الجديدة التي يستعيرها الرجل من زملائه تطرق على أذني موسى بإستمرار فتدفعه دفعا قويا نحو التجديد. كان موسى شديد الحماس لكنه لم يك واعياً تماما بكل النتائج المتوقعة من جراء تطبيق تلك الأفكار على أرض الواقع





خرجا معا بعد تناول وجبة الصباح، أو الصبوح كما تسميها، وافترقا في منتصف الطريق. هي ذهبت إلى بيت أبيها حسب إقتراحه، وهو مضى في طريقة إلى مكان عمله . كان بناء ماهراً ساعده جسمه الضخم القوي على تحمل مشاق العمل . وبعد أن ابتعدت جاموسة عدة أمتار استدارت لكي تمعن النظر في عنقه الضخم وكتفه العريض ورجليه البدينتين المتباعدتين. ومنذ أن خرجا وحتى لحظة وصولهما إلى أخر نقطة في فناء الدار كانت تغازله بشكل مفضوح وتضرب على فخذيه باستمرار. يقولون أنها استطاعت أن تصنع معجزة حين أصبحت تهيم به كل الهيام بعد أن كانت معتدة بنفسها إلى حد الغرور ويهابها شباب القرية. وبدوره أدهش موسى كل الناس حين إستطاع أن يتحمل مزاجها المتقلب ونزوعها إلى حسم المشاكل بإستخدام العنف . وبعد أربعة سنوات من الزواج تحدث رجال القرية عن الزوج باعجاب شديد ومدحوه لانه إستطاع ترويض المرأة الشرسة



كان لديه عرم صارم لكنه أمسك بزمام الرغبة وشد عليه حتى جثت النية. نهض فجمع صلاتي المغرب والعشاء ثم توجه إلى السرير. وأغمض عينيه ثم إستسلم إلى حبل أفكار طويل قاده إلى النوم. صحي فتذكر أن عليه أن ينجز أمرا ما فقام من سريره فاضاء الغرفة ثم وقف أمام المرأة. ذهبت أفكاره مذاهب شتى فجعل ينظر إلى صدره وإلى الوشم الذي كانت زوجته تقبله كثيرا وتجعل تلك العضلة تنحشر بين شفتيها. وضع يده على الوشم في المراة ثم قبل أصابعه. والوشم عبارة عن رأس وطواط أغر ليس به فم، والرأس مرسوم على خلفية تشبه سحابة بيضاء داكنة اللون، والسحابة تأخذ شكلا تقريبياً لنصف دائرة، ويقع الوشم على بعد اصبعين تحت عظم الترقوة الأيسر. وحاول موسى أن يضع شفتيه على صدره ولما فشل وضع أصابع يده اليمنى على الوشم، وكان في تلك اللحظة يحدق في المراة، أخيرا ضغط بالاصابع على شفتيه. وحين سمع صوت القبلة إلتفت ذات اليمين وذات الشمال ثم إبتسم قبل أن يوؤب عائدا إلى السرير



كانت جاموسة تعدو سريعا وهي متجهة صوبه. لاحظ أنها كانت مثل ألة ردم طريق القرية الرئيسي التي تزيل كل شيء يعترض طريقها. وكانت جاموسة كذلك تجرف الأشياء وتستخدم في ذلك يديها وساقيها وفخذها الضخم. وصلت فوجدته فاردا ذراعيه، كان يريد أن يحتضنها وهي كانت تريد ذلك وتتبسم وتديم النظر إليه. وهو ظل ينظر إلى عينيها الواسعتين السوداوين، وبمرور الوقت أصبحت رغبته تزداد. وحين اقتربت كثيرا جدا منه حلت بالمكان سحابة رمادية داكنة فحجبتها عنه. كان في ذلك الوقت مغمض العينين ويحرك رأسه يمنة ويسرة



في الخارج كانت جاموسة تمشي بسرعة مجنونة ورجليها متباعدتان، وتقذف بيديها بالتوالي إلى الخلف كانها تريد أن تسدد ضربات قوية إلى كل من يسير خلفها . فتحت باب الحديد الكبير ثم ركلته إلى الخلف بقدمها الأيمن حتى سمع صوت الضربة من مسافة بعيدة. زوجها كذلك تعود أن يمشي بسرعة وهو يباعد بين رجليه، لكن يديه لا تكونان إلا ثابتين. مباشرة دخلت إلى غرفة النوم فوجدتها مضاءة. كان موسى نائما على ظهره ويحاول أن يحرك يديه. فتح فمه واسعا وبعد دقائق قال : هيييه . تاكدت من أنه كان يهذي فالقت حملها على الأرض ثم احضرت ماء ومسحت وجهه بقطعة مبللة. حين إستيقظ سألها إن كان صرخ فاجابت بالنفي. تبسم فأحنت ظهرها وقبلته. شرب الكثير من الماء . ذهبت فبدلت ملابسها ثم عادت إليه



لاحظ أنها كانت تلبس فستان نوم أحمر قصير وشفاف كله بإستثناء منطقتين. كذلك كان شعرها الأسود الناعم قصيرا جدا إلى درجة أنه صار لا يكاد يلامس الكتف. أخبرته أن من أنجز المهمة مصففة شعر وفدت حديثا إلى القرية. كان محتارا في أمر الدائرة الجرداء فوق الاذن اليمنى وكذلك الأخرى فوق اليسرى. وأصبح ينظر إليها بدهشة ورغبة في الضحك لكنها لم تمهله كثيرا فقفزت إلى السرير وباعدت بين فخذيه ثم ضغطت عليهما بساقيها الممتلئتين . وضعت يدها اليمنى على يده اليسرى فأصبح لا يقدر على الحركة. أخرجت فأسا صغيرة ولعقتها بطرف لسانها وحين رفعتها إلى أعلى أغمض عينيه. في البدء كان متضايقا ويتنفس بسرعة كبيرة، لكنه أخيرا همد . قامت بسرعة وجلبت كل ما من شأنه أن يساعده علي إسترداد وعيه. وحين أفاق وجدها ترقد بجواره وهي تشهق بالبكاء وتنتحب . جذب طرف الملاءة وجفف دموعها . اعتذرت وأخبرته أن الفاس من المطاط



كان جالسا ثم رقد مسندا خده على يده واكد لها من جديد إنه قبل اعتذارها. وبعد فترة إنفجر بالضحك حين وجدها ترقص بالفأس بطريقة بهلوانية. كانت هي كذالك تضحك وتنظر باعجاب إلى أسنانه المفرقة ولسانه العريض الضخم ، وكانت تضع الفأس أحيانا بين نهديها وأحيانا أخرى كانت تعض عليها بنواجذها. وحين اطمأنت إلى رضاه عنها اعطته الفاس وطلبت منه أن يلعقها، وعندما رفض اتهمته بالرياء. وزادت على ذلك أنه كان منافقا حين سماها حمامة، وذكرته بانه كان يعلم أن تسمية المرأة البدينة بالجاموسة أو البقرة شيء عادي جدا عند السودانيين، بل يدخل في باب الغزل الراقي عند الرعاة . وحاول بكل وسيلة أن يوضح لها حسن نيته لكنه فشل. ولما صمت قالت



- هل أعجبك التغيير

- يعني ...

- منافق



لبس جلبابه وخرج بسرعة، كان يريد أن يعطيها فرصة لكي تراجع نفسها وتتدبر الأمور. وعاد فجلس على مقعد خشبي صغير منسوجة عليه حبال من سعف النخيل، كان يحدق في خشب السقف. بعد دقائق أشعل سجارة وجعل يدخن بشراهة. ولانها تعلم يقينا بانه قد ترك التدخين من زمن المراهقة ، فقد أحست بأن عليها أن تحاول إقناعه من جديد بحسن اختيارها للمظهر الجديد


-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا