الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الموارد فى التنمية مقارنة بين البلدان العربية وبلدان جنوب شرق آسيا 4 م 4

فتحى سيد فرج

2016 / 1 / 20
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ويمكن تحديد أسباب عجز الدول العربية عن استغلال مواردها الطبيعية بكفاءة، وتخلفها الاقتصادى والحضارى، وتأخر تشكيل تكتلها أو إقامة اتحادات حقيقة، وبطئ مسايرتها لركب التقدم العالمى المتسارع باختصار فى الآتى :
• الثقافة السائدة فى البلدان العربية ضد البحث فى الطبيعة وأستثمار الموارد .
• دور الاقتصاد الريعى .
• ندرة الاقتصاد الأستثمارى المعتمد على العمل الاجتماعى المنتج .
• نظم الحكم غير الرشيدة المتمثلة : فى سيادة الاستبداد . أستشراء الفساد . غياب الديمقراطية .
مـلامـح الـثـقـافـة السـائـدة
• الكون معطى كامل يتحرك بفعل الأرادة اللألهية، ولا حاجة للبحث فى كيفية تحركه أو أكتشاف قوانين الطبيعة .
• الإنسان مصير : فمنذ سيادة المذهب الأشعرى على يد ( أبو حامد الغزالى) الذى يرى أن الإنسان لا يملك أى أرادة فكل شئ مسير بأمر الـله (الحياة والموت، الرزق والثروة، الصحة والمرض، حركة الكواكب .. إلخ) .
• كما قفل باب الاجتهاد وتحريم التفكير. فالفلسفة هرطقة وكل مفكر يتحول إلى معارض لنظم الحكم واستبداد السلطة، وفى الغالب يتهم بالكفر من قبل رجال الدين لأنه كثير التساءل ولا يقبل بالمسلمات، المبدع ضال (كل مستحدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار) .
• العقل غير قادر للوصول للحقيقة، فهو قاصر عن معرفة أسرار الحياة والموت،والمستقبل والمصير .
• الفتوى المستمدة من ثوابت الشريعة هى المرجع والحكم فى كل أمور الحياة ( الاقتصاد، السياسة، شئون الحياة العامة .. إلخ) .
• الثقافة البدوية والحضارة الزراعية تقوم على "الاتكالية" وأنتشار الخرافة وتصل إلى كراهية العلم والعلماء، فلا حاجة لهم، فكل شئ موجود فى النصوص المقدس (مصطفى محمود، زغلول النجار يدعون أن كل النظريات العلمية التى اكتشفت والتى لم تكتشف موجودة فى النصوص اللألهية .
لذلك فإننى أرى أن تحقيق ”نهضة“ حقيقة ناجزه يستوجب 3 شروط بشكل متوازى .
الشرط الأول : الانتقال من اقتصاد الريع إلى نمط الاقتصاد " الاستثمارى المنتج" من خلال فتح مجالات العمل والتملك لكافة أفراد الشعب وتوفير بيئة قانونية تحفزهم على إقامة مشروعات بنظام "العمل الاجتماعى المنتج" .
الشرط الثانى : لقد أصبح التراث بما يحمله من تقديس لأقوال وأفعال وشخصيات وحكام وفقهاء ووعاظ قيدا على المجتمع المعاصر فى السياسة والاقتصاد وكل مجالات الحياة، وما نراه من صور العنف والقتل والتخريب جذره الحقيقى فى نصوص يرى تيار الإسلام السياسى أنها مقدسة وتمثل حقائق مطلقة فوق النقد لأنها تستمد سندها من شريعة تخصهم - جوهر الدين منها براء - ليس أمامنا إلا إعادة النظر فى هذا الإرث بتفكيكه ونقده للتخلص من ما به من معوقات لمسيرة النهضة والتقدم، وعلى رجال الدين السمح أن يكونوا رواد لهذا النقد، وعلى مؤسسات التعليم والتوعية والثقافة نشر نتائج هذا النقد بحيث يكون كل مواطن على علم بصحيح الدين بعد تخليصه من التراث المعوق، أنه شرط ضرورى لنجاح أى نهضة .
الشرط الثالث : بعد أن سادت الديكتاتورية والفساد فى أغلب البلدان العربية لعصور طويلة نرى أنه لا يمكن استكمال بناء نهضة حقيقة إلا بإتاحة أكبر قدر من المشاركة عن طريق تطبيق ديمقراطية متكاملة، ليس الاكتفاء باليتها فى صناديق الانتخابات بل باستكمال جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، بمنح أكبر قدر من حرية التعبير والتنظيم للوصول إلى مصادر صنع وتنفيذ القرار، وتحقيق أعلى قدر من استقلال الارادة الوطنية، والعدالة فى توزيع الثروة، والاستفادة من إنجازات التنمية، ونشر الثقافة الداعمة للتقدم بالتعليم الجيد والإعلام المتفتح للتخلص من ركام عصور التخلف، والعمل على تمكين الجميع كلا حسب كفاءته من تولى المناصب الرسمية والخاصة، وفتح مجالات العمل والتملك للمصريين ليبدع الجميع كلا فى المجال الذى يتناسب مع قدراته ومعارفه .
أن تشكيل اقتصاد رأسمالي منتج هو المدخل الوحيد للتخلص من حالة التردي الحضاري، والجمود السياسي، والانحطاط الثقافي الذي سوف يظل مستمرا ويعاد إنتاجه في ظل استمرار نمط الاقتصاد الريعي، كما أن اللعدالة الاجتماعية لن تتحقق إلا بعد نضوج واكتمال نمط الاقتصاد الاستثمارى المنتج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن