الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسألة أولاً وأخيرا هي: سورية حرة ديمقراطية

عبد القادر خالد قدسي

2005 / 11 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ماذا يشاهد السوريون في هذه الأيام؟ عندما يجتمع بعض السوريين المتأثرين من عزة ماضيهم ومن قساوة حاضرهم ومن عداوة مستقبلهم الصلبة تتنزل بينهم روح الوطن فتوحد الحرارة المذابة في ترابه الغالي بين تلك القلوب المتفرقة وتدخلها في خيطٍ روحي كحبات عقدٍ وتسكب فيها مشاعر الوطنية وتضع وراء مرارة شخصياتها ألماً وطنياً مشتركاً. يكون المشهد الواضح أمامهم كما يلي:
- المشهد الداخلي: يبرز مفرزات عقودٍ طويلةٍ من الاستبداد والديماغوجيا عمقت من اغتراب المواطنين عن وطنهم نتيجة ضغط السلطة على المجتمع وتعميم القمع وتزييف إرادة الناس وتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والقضاء على الحريات وتخريب القضاء وتأسيس الفساد والإفساد وسيطرة النموذج الواحد الشمولي القهار.
- المشهد الخارجي: أمريكا قبل الحادي عشر من أيلول وخلال عقود عديدة تتآمر على المواطن العربي, يتجلى ذلك في دعم الأنظمة الاستبدادية في الدول العربية ونهب ثرواتها وتمكين الكيان الصهيوني في فلسطين...إلخ.
أمريكا بعد الحادي عشر من أيلول, سياسة مكشوفة ومعلنة, فلسفتها "الفوضى الخلاقة" ومشاريعها التنفيذية "الشرق الأوسط الكبير" وإعادة صوغ المنطقة من جديد من منظور المصالح الأمريكية والصهيونية بالدرجة الأولى. ومن مفاعيل هذه السياسة المكشوفة حتى الآن جرى احتلال العراق والعمل على تجزئته وصدور قانون محاسبة سورية والقرار 1559 وما تبعه من عملية اغتيال الراحل رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق وتشكيل لجنة تحقيق دولية في هذه الجريمة التي توجت بصدور القرار 1636 .
في ضوء هذا التشخيص المكثف للواقع العربي ولسوريا بشكل خاص ولمجمل الظروف المحيطة بها ولطبيعة الحياة الاجتماعية والسياسية فيها وهو واقع يدعو بمجمله للإحباط والتشاؤم. أمام هذه اللوحة القاتمة ينبغي علينا نحن السوريون أن نعي الأسباب العميقة الداخلية والخارجية الذاتية والموضوعية التي أوصلتنا إلى هذه الحالة.
الحقيقة التي نبدأ منها هي: أننا أمة مهزومة من الخارج وأمة مقهورة من الداخل وكل الهزات الخفيفة أو القوية التي تنذر بالزلزال تنبع من هذه الحقيقة ومهما اتخذت هذه الهزات من تعابير عنيفة وخاطئة ومعتقدات متناقضة وألوان مختلفة
(ربيع دمشق – لجان المجتمع المدني – لجان العمل الوطني – إعلان دمشق – الحراك المجتمعي بمجمله – ردود فعل السلطة بكافة أشكاله السلبية والايجابية) هي في أساسها ومجموعها رفض للتهديد الخارجي والقهر الداخلي معاً فنحن نعيش تناقضاً هائلاً بين واقع الحال الذي هو التهديد الخارجي الذي يستهدف الوطن والقهر الداخلي المتراكم معاً وبين الآمال والأحلام والثقة بإمكانية مواطنينا الوصول إلى مجتمع حر ديمقراطي وفق مفهوم أن الديمقراطية حصيلة تراكمات من التفاعلات الاجتماعية بين جماعات وأفراد وأنظمة لهم مصالح وقيم متبادلة.
نحن العرب السوريون جزء فاعل من أمة يمكنها باختصار أن تعيش الهزيمة ولكن لا يمكنها أن تعترف بها أو تقبلها وأنه لا يوجد في تاريخنا العربي كله معاهدة تسليم واحدة كتلك المعاهدات التي تقبل بها الأمم المهزومة في التاريخ القديم والحديث لأن العربي لا يسلّم وكما قالت العرب قديماً: يعجبني من العربي إذا سيم خطة خسف أن يقول لا بملأ فيه .
وكما أنه من المعروف أن الديمقراطية تعد حلاً عملياً وعقلانياً للإصلاح السياسي لأنها الضمان الجوهري للإصلاح الحقيقي وهو ما يعني إطلاق حرية العمل بقوة لإطلاق عملية رفع القهر الداخلي كذلك إبراز المشروع الوطني للتغيير باتجاه الحرية والديمقراطية وتمييزه عن المشاريع الخارجية مع الإدراك العميق أن ما تريده بعض القوى الخارجية من الديمقراطية ليس سوى البحث عن أشكال جديدة لإدارة مصالحها في المنطقة والتأكيد على التصدي بحزم لهذه المشاريع باستنهاض قوى مجتمعنا الحية من خلال الحوار الشامل مع جميع تعبيراتها السياسية والمدنية والأهلية .
سوريا ليست ملكا لحزب ولا لمجموعة إنها ملك لجميع أبنائها الذين سالت دماؤهم قديما وحديثا دفاعا عنها منذ الاستعمار الفرنسي وحتى الآن إنها الأهم.. والتاريخ لا يرحم وهذه هي المسألة... فلنعمل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط