الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انهيار أسعار النفط يهدد بإشعال ازمة مالية جديدة

فهمي الكتوت

2016 / 1 / 24
الادارة و الاقتصاد


ودع العالم عامًا ثقيلا وحزينا؛ حمل الكثير من الآلام والكوارث والمآسي على الشعوب العربية خاصة، وشعوب العالم عامة، ويمكن وصفه بعام "الإرهاب الأسود" بفضل الممارسات الفاشية التي نفذتها الحركات الإرهابية في عدد من الأقطار العربية والأجنبية، وكان لهذه الممارسات تداعيات خطيرة من قتل وتدمير وتشريد لأوساط واسعة من الشعب السوري على وجه الخصوص. ولم تعد خافية العلاقة بين ما يجري في الوطن العربي، وحروب النفط التي أدت إلى انهيار سعر البرميل إلى ما دون الثلاثين دولارًا، والأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي مازالت من سمات المرحلة.
ومع إطلالة العام الجديد؛ احتلت التنبؤات المخيبة للآمال حول النمو الاقتصادي العالمي، مركز الصدارة، فقد كشف تقرير جديد للبنك الدولي أنّ تقديرات النمو الاقتصادي للعام 2016 حوالي 2.9% محذرًا من مخاطر كبيرة على الاقتصاد العالمي. على الرغم من أنّ صندوق النقد الدولي يتحدث عن معدل 3.4%، وقد عزز هذه المخاوف انهيار أسعار النفط، وحالة الذعر التي أصابت أسواق الأسهم. خاصة وأن عام 2015 رحّل العديد من الأزمات، فقد أوقفت الإدارة الأمريكية برنامج التيسير الكمي، وهو عبارة عن دعم مباشر لتحفيز الاقتصاد، من خلال الإعفاءات الضريبية على بعض السلع، وضخ الأموال للبنوك، وشراء القروض المتعثرة، مما أدى إلى نقص السيولة في الأسواق. كما رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الفائدة في الشهر الأخير من العام الماضي، للمرة الأولى منذ أكثر من تسع سنوات من الفائدة الصفرية. وهي أيضًا من الحوافز التي استخدمت لإخراج الاقتصاد الأمريكي من حالة الركود، وقد تسبب ذلك في ارتفاع سعر الدولار الأمريكي، وانهيار أسواق الأسهم والعقارات، كما أسهم في خفض أسعار النفط، وإن كان الأخير يعود لأسباب عدة.
ورغم تقلبات أسواق المال وتباطؤ النشاط الاقتصادي، أبقى صندوق النقد توقعاته بمعدلات نمو 6.3% للصين مقارنة مع 6.7 في عام 2015 وذلك بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي، وتراجع التجارة، وتسبب ذلك بتراجع تدفقات الاستثمار الأجنبي في الأسواق الصينية، حيث شهدت حركة رأس المال تراجعا في مجال الاستثمار. ومع ذلك ما زالت الصين تتمتع بمعدلات نمو مرتفعة في ظل مستويات متواضعة في العالم، فقد بلغ معدل النمو في الاقتصاد الأمريكي 2.6% ومنطقة اليورو بنسبة 1.5%، واليابان 0.7% وانكمش الاقتصاد الروسي بنسبة 1%، حيث يواجه صعوبات كبيرة، بسبب انهيار أسعار النفط العالمي، وقد شهد العام الماضي 2015 انهيار سعر الروبل، ومع ذلك صمد الاقتصاد الروسي بفضل زيادة إيرادات المنتجات غير النفطية.
وقد أسهمت التوترات الجيوسياسية والصراعات الدائرة في الشرق الأوسط، وتقلص المشاريع التنموية لصالح الإنفاق العسكري، وانهيار أسعار النفط بتراجع النمو الاقتصادي في السعودية إلى 1.2%، وهذا ينطبق على معظم الدول الخليجية، وتقول كريستين لاغارد رئيسة صندوق النقد أنّ الانخفاض في أسعار النفط منذ منتصف 2014 أدى إلى خفض الإيرادات النفطية لبلدان الخليج بقيمة 275 مليار دولار.
ومن غير المتوقع أن يشهد العام الحالي انفراجًا في الأزمات السياسية والاقتصادية الإقليميّة والدوليّة، فما زال الاقتصاد العالمي محكوما بعوامله الداخلية التي تولد أزماته، وسيعاني الاقتصاد من تباطؤ النمو، وأن خدمات المديونية المرتفعة في مجموعة اليورو ستبقى عبئا ثقيلا على النمو الاقتصادي، فقد خلفت سياسات التقشف تراجعا في مستويات الطلب الكلي، الناجم أساسا عن تقليص الإنفاق الحكومي وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين. وستبقى قدرة أمريكا على احتواء أزماتها مرهونة ببقاء الدولار كاحتياطي للعملات الأجنبية، وطباعة الأوراق الخضراء، إن لم تتوفر مناخات سياسية واقتصادية دولية تسهم بطرح سياسات نقدية جديدة في العالم، وهذا لا يمنع انفجار أزمات مالية واقتصادية كما جرى في 2008، وتبقى الصين والهند قاطرة النمو العالمي، وخاصة مع التوجهات الصينية الجديدة في زيادة الاعتماد على السوق المحلي.
أمّا الدول النفطيّة بما فيها روسيا وإيران وفنزويلا فستواجه أزمات حادة إن لم تتخذ إجراءات ملموسة نحو تخفيض الاعتماد على عائدات النفط، وإن نتائج هذه الإجراءات ستظهر تدريجيًا في السنوات القادمة في حال اتخاذها، خاصة وأنّ سوق النفط سيشهد منافسة حادة، بعد ما رفع الحصار عن إيران، وعودتها إلى السوق وهي تملك رابع أعلى مخزون للنفط العالمي، وفي ظل خلاف إيراني سعودي حول عدد من القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط، التي لا تسمح بالوصول لاتفاق حول تحديد حصص الدول المنتجة. الأمر الذي يدفع أسعار النفط نحو مزيد من التراجع.
وتشير المعلومات أنّ إيران رفعت مستوى تخفيضات الخام الخفيف لشمال غرب أوروبا تسليم شهر فبراير من 4.30 دولار للبرميل إلى 4.85 للبرميل عن متوسط السعر المرجح لخام القياس العالمي مزيج "برنت"، بما يتطابق مع تخفيضات أسعار النفط السعودي "أراب لايت" تسليم شهر فبراير. وجاءت هذه التخفيضات متزامنة مع القرار الإيراني بزيادة إنتاجها النفطي بمعدل نصف مليون برميل يوميًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ديلي ميل: أميركا تمول مختبراً صينياً لإنتاج سلالات قاتلة من


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - بايدن يعلن إنتاج الولايات المتحدة




.. قبل المغرب والجزائر.. مصر تحتل المرتبة الا?ولى اإفريقيًا بقا


.. ميتا- تعلق -ثريدز- في تركيا بعد قرار من هيئة المنافسة التركي




.. إنتاج مصر من القمح يكفي لسد 50 % من احتياجاته السنوية | #مرا