الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جانفي 1978... – جانفي 2016 : الوقائع تؤكد أن الصراع الطبقي هو محرك التاريخ وليس الحوار الوطني .

الديمقراطية الجديدة(النشرة الشهرية)

2016 / 1 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


جانفي 1978... – جانفي 2016 : الوقائع تؤكد أن الصراع الطبقي هو محرك التاريخ وليس الحوار الوطني .

تمرّ اليوم 38 سنة على الإضراب العام الذي شنه الاتحاد العام التونسي للشغل يوم الخميس 26 جانفي 1978 والذي تحول إلى عصيان مدني واجهته السلطة بإطلاق النار على المتظاهرين مما تسبب في سقوط العديد من الضحايا وسجن المئات من النقابيين. و عرف جانفي 1980 عملية قفصة المسلحة التي رجّت أركان النظام و جعلته يفرج عن قيادة اتحاد الشغل و من سجن معها من رموز اليسار. كما مرت 32 سنة تقريبا على انتفاضة الخبز 1984 التي انطلقت من الجنوب الغربي لتعم كامل القطر وجند النظام جيوشه لقمع المنتفضين متسببا في قتل العديد منهم ومحاكمة الكثير من المتظاهرين لكنه أُجبر في النهاية على التراجع في ترفيع سعر الخبز ثم ضرب الحركة النقابية من جديد سنة 1985.
وشهد شهر جانفي كذلك شتى التحركات الجماهيرية للتعبير عن مساندة نضال الشعب العربي في فلسطين أو تنديدا بالهمجية الصهيونية كما عرف انتفاضة الحوض المنجمي 5 جانفي-جوان 2008 التي قدمت شهداء امثال هشام العلايمي بن جدو و الحفناوي المغزاوي- و عبدالخالق العمايدي و نبيل شقرة .
وتوجت هذه التحركات الجماهيرية بانتفاضة 17 ديسمبر – 14 جانفي التي تمكنت من الاطاحة براس السلطة في حين ظل النظام قائما . و تمكن من ترميم صفوفه وتغيير الوجوه عبر انتخابات المال السياسي التي دعّمت أركان سلطته من جديد ورغم وعوده بتحقيق بعض مطالب الانتفاضة فقد ظلت الاوضاع على حالها ورغم تعاقب الحكومات والوزراء فقد عادت الجماهير الى الشارع لتحتج من جديد على تدهور اوضاعها على كل المستويات واندلعت شرارة الانتفاضة من القصرين اثر انتحار رضا اليحياوي لتعمّ كل الجهات تقريبا رافعة شعارات انتفاضة 17 ديسمبر فالتجأ النظام الى اعلان حظر التجوّل بتعلة اندساس مخربين في المسيرات السلمية وعناصر ارهابية حسب رواية السلطة - علما وان العديد من الانظمة تلجأ الى مثل هذه الحجج لتبرير حالة الطوارئ وقد سبق للنظام ان استعمل مليشيات الحزب الحاكم في 26 جانفي لتخريب الحركة الاحتجاجية وتشويهها .

تبين الاحداث ان الشعب هو صانع التاريخ وان نضالاته تجاوزت في اكثر من مناسبة كل الاحزاب والجمعيات والقيادات البيروقراطية التي باسم "الحوار الوطني " تهرول لنجدة النظام والمساهمة في ترميمه بوجوه جديدة وبتقديم اكباش فداء تحملها مسؤولية الاحداث .
ونظرا لواقع موازين القوى محليا وعربيا وعالميا فانه من الطبيعي ان تتمكن الرجعية من استعادة زمام المبادرة باعتماد العديد من المناورات و اطلاق العديد من الوعود في ظل غياب قوى ثورية منظمة -فهي في الحقيقة تواجه في اغلب الاحيان حركات عفوية و انفجارات شعبية دون برامج استراتيجية وخطط واضحة بل مجرد مطالب جزئية قد يحققها النظام فيتراجع عن ترفيع سعر الخبز مثلا او يقبل بإطلاق سراح بعض المساجين او الغاء هذا القانون او ذاك والسماح بتقنين الاحزاب او الترفيع في الاجور ... ويقدم النظام العديد من التنازلات امام تصاعد النضالات وتصبح هذه التنازلات مكاسب قد يصعب على النظام فسخها . تلك هي عملية تطور الصراع الطبقي الذي يشهد حسب الاوضاع حالات من الركود و اخرى من الاحتداد والانفجار الى ان يدرك الشعب بفضل تجربته المباشرة وبمساعدة القوى الثورية ضرورة تبني شعار "الشعب يريد اسقاط النظام "
ان الحركة الشعبية لم تبلغ بعد هذا المستوى من الوعي والتجربة في تنظيم صفوفها لان النظام له مؤسساته من جيش وبوليس وكل انواع الجواسيس واحزاب وجمعيات ونقابات وقضاء و اعلام وثقافة سائدة وتنظيمات في كل مكان في المؤسسات وفي الاحياء و الارياف الخ...لكن الشعب ما يزال اعزل دون تنظيم يدافع عن مصالحه ، دون برنامج سياسي يوضح له المستقبل ، دون قيادة محنكة ...وطالما لم تبلغ الحركة الثورية المستوى المطلوب من النضج السياسي والتنظيمي وطالما لم تبرز جنين سلطة شعبية - سلطة موازية - قادرة على بلورة بديل شعبي يتحول الى سلاح بيد الجماهير فانه من الصعب الحديث عن اسقاط النظام وتعويض الدولة الرجعية بدولة الديمقراطية الشعبية .

لكل ذلك تجد الجماهير المنتفضة بصفة عفوية نفسها كل مرة في نقطة الصفر أي العودة الى النظام السابق بوجوه جديدة وظلت القوى الثورية على هامش الصراع غير قادرة على التأثير الفعلي في مجرى الاحداث بما ان زمام الامور ظل بيد الرجعية العميلة التي وقع تزيين سمعتها من قبل قيادات البرجوازية الصغيرة المتجمعة في الجبهة الشعبية . فهل ستستخلص القوى الثورية الدروس من الانتفاضات السابقة وهل ستقطع نهائيا مع التذبذب والتردد وتعلن القطيعة التامة مع اعداء الشعب والانتهازية ام ستظل تترنح بين قوى ليبرالية وقومية ولى عهدها ولم تعد قادرة على انجاز المهام الوطنية والديمقراطية ؟
يبين تطور الاحداث ان هذه القوى لم تنجح الى حد الان في تشكيل قطب ثوري يواجه الاستقطاب الثنائي ويطرح نفسه بديلا امام الشعب المتطلع للتحرر من نظام الاستعمار الجديد.
لذلك فان خوض الصراع من اجل وحدة القوى الثورية يظل المهمة المركزية لكل الحلقات المبعثرة هنا وهناك ومن واجب القوى الاكثر تمسكا بالوحدة ان تخوض هذا الصراع دون هوادة من اجل عزل الرموز المهترئة ولف مجمل الشباب الثائر حول برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية - الديمقراطية الجديدة - و ايجاد اشكال النضال والتنظيم المناسبة للارتقاء بوعي الكادحين وتوحيد المضطهدين ضد العملاء والانتهازيين السائرين في ركابهم .
الديمقراطية الجديدة (النشرة الشهرية)
جانفي 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا