الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
يوم أن قررنا التمرد على الماضي
عبدالحليم حفينة
2016 / 1 / 25الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بعد خمس سنوات من إندلاع أعظم ثورة شعبية في تاريخ مصر الحديث، يدخل البعض في جدال حول ما إذا كانت ثورة أم مؤامرة، في رأيي أن هذا الجدال سيبقى مجرد سفسطة لا ترقى حتى لأن تناقش، ذلك لأنه ببساطة دون مستوى الحقائق التي فرضها الواقع، فثورة يناير ليست مجرد مادة للنقاش في جلسات السمر، لكنها ثورة قادها الشباب وساندها الشعب وامتثل لإرادتها الجيش، ثورة أسقطت طاغية نال بعدها على حكم نهائي بالحبس في جريمة سرقة، ثورة كشفت جماعة لم تتورع يومًا عن طعن الثورة في قلبها، وبعد إنكسارها تتمسح الآن في ذكراها!!
ربما كان سقف آمالنا أعلى بكثير مما حصلنا عليه الآن، ولكن دائمًا في اللحظات العاطفية - كلحظة الثورة - تكون الطموحات أمواج عاتية سرعان ما تتبدد على شاطئ الواقع، وهذا لا يعني أن الثورة لم تحصد أي مكاسب، بل على العكس من ذلك أدعو كل من شارك في العمل السياسي قبل إندلاع الثورة أن يتذكر بيان الجمعية للتغيير بمطالبه السبعة؛ ١-;-- إنهاء حالة الطوارئ. ٢-;-- تمكين القضاء من الاشراف الكامل على الانتخابات. ٣-;-- الرقابة على الانتخابات من قبل منظمات المجتمع المدني المحلي والدول. ٤-;-- توفير فرصة متكافئة في وسائل الإعلام لكافة المرشحين وخاصة في الانتخابات الرئاسية. ٥-;-- تمكين المصريين في الخارج من ممارسة حقهم في التصويت بالسفارات والقنصليات المصرية. ٦-;-- كفالة حق الترشح في النتخابات الرئاسية دون شروط تعسفية ٧-;-- التصويت في الانتخابات بالرقم القومي ، تصويت المصريين في الخارج.
بالطبع مطالب بيان التغيير لم تكن إعتباطية، ولكن كان الهدف من تحقيقها فتح نوافذ لدعاة التغيير، يستطيعوا من خلالها أن يمارسوا السياسة بقواعد أقرب للعدل منها إلى التعسف، وقد تحققت تلك المطالب بالثورة والدم بعد أن رفضها نظام مبارك، وبدون الخوض في التفاصيل التي وصلنا من خلالها إلى اللحظة التي يحكم فيها مصر الرئيس السيسي، وإذا إعتبر البعض أن هذا الوضع إنتكاسة للثورة، ربما أتفق معه في أنه إنتكاسة لأحلام أعقبت الثورة، وكنا نحن السبب الرئيسي لإنتكاسة أحلامنا، لأنه كما هو متعارف عليه بعد وضع القواعد تأتي الممارسة، نحن إبتعدنا عن الممارسة وبقينا قابعين في عالم موازي بعيدًا عن الناس ومشاكلهم اليومية، وكما هو مألوف أيضًا، أن الدول لا تحكمها إلا التنظيمات والأحزاب القوية، ولم تفرز الثورة غير حزب الإخوان المسلمين الذي ابتلع الثورة ليدخل في صراع مع الجيش، إنتهى الصراع بانتصار الجيش، وأغلبنا مازال بعيدًا عن الممارسة.
ستظل عظمة الثورة في أن أجيالنا الشابة أعلنت لأجيال العجائز أننا نرفض سلطويتكم، نرفض طريقتكم في إدارة الحياة وتعاطيكم مع السياسة على أنها نجاسة، نرفض نظرتكم نحو العالم على أنه متآمر، نرفض أفكاركم لأنها هي التي خذلتنا، فضيعت طفولتنا وشبابنا، بعد أن وصل حال البلد لهذا المستوى من التردي في كل القطاعات، وتودون الآن لو تقتلوا مستقبل أبنائنا وتعيدونا للمربع صفر، لكن هذا لن يحدث على أي حال، فقطار الثورة والتغيير إنطلق وإن تعطل في محطة سنتمكن من إصلاحه واستكمال طريق ثورتنا حتى نهايتها، وهذا لا يعني أن كل أجيال العجائز كانت في المعسكر المضاد للثورة، بل على العكس كان هناك الكثير من ملهمي الثورة من تلك الأجيال، لكن العبرة بالمجموع، وأستطيع أن أقول أن هذه الثورة في جوهرها كانت تمرد على الماضي بكل سيئاته، ولهذا الأمل معقود على أن عودة الشباب إلى ساحة السياسة ويبنّوا على ما اكتسبته الثورة وتحديدًا النوافذ التي فتحها تحقيق مطالب التغيير السبعة السالف ذكرها، وقتها لن نرى في مجلس نواب الشعب أمثال مرتضى منصور ومصطفى بكري وعبد الرحيم علي وغيرهم من الوجوه الكريهة التي هي من إرث الماضي، حينها فقط سيتحقق ما حلمنا به ورجوناه أثناء أعظم لحظات مرت في تاريخ مصر الحديث ألا وهي أيام ثورة يناير العظيمة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. Read the Socialist issue 1268
.. Socialism the podcast episode 130 The fight for worker’s pol
.. المحكمة الابتدائية في تونس تقضي بإعدام 4 أشخاص أدينوا باغتيا
.. حكم بإعدام 4 مدنيين والمؤبد لشخصين بقضية اغتيال شكري بلعيد ف
.. شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني