الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكفاح المسلح ومعركة هور الغموكة

سيف عدنان ارحيم القيسي

2016 / 1 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


الكفاح المسلح ومعركة هور الغموكة
تعرض الحزب الشيوعي العراقي الى انشقاق في صفوفه في 17 ايلول 1967 واصبح تحت جناحين(جناح اللجنة المركزية بقيادة عزيز محمد )و(جناح القيادة المركزية بقيادة عزيز الحاج)لاعتقاد العديد من كوادر الحزب الشيوعي العراقي بأن التخاذل وعدم استخدام العنف سيحول موقف الحزب الى حزب هامشي ويضعف دوره السياسي في العراق وبصورة تدريجية( ).
فتبنت القيادة المركزية الكفاح المسلح اسلوباً لإنهاء الحكم القائم في العراق بينما كان موقف اللجنة المركزية هو مخالف لهذا الشعار وفق معطيات نوع الكفاح المسلح وتقبل الجماهير للفكرة بينما حاولت القيادة المركزية توظيف السخط الشعبي لاسيما بعد الخامس من حزيران 1967 ليكون من اهم الجوانب التي تستند عليها والتشهير باللجنة المركزية فقد عدت موقف اللجنة المركزية من شعار الكفاح المسلح في اجتماع كوادر القيادة المركزية "اسفر هؤلاء عن نواياهم في رسالة مكتبهم السياسي المؤرخة في 29 تشرين الاول 1967 حين شجبوا اي تفكير في خوض الكفاح المسلح بأبسط اساليب الكفاح،تطمس المسألة الأساسية وهي ليست مسألة خوض أو عدم خوض الكفاحات السلمية البسيطة منها،بل مسألة التوجه بصورة رئيسية نحو الكفاحات العنفية الثورية حيثما كانت الشروط متوفرة وإعادة بناء الحزب نفسه وتنظيم طاقته على هذا الاساس( ).
في حين ينسب القيادي في الحزب الشيوعي العراقي عبدالرزاق الصافي الدور الفعال للكفاح المسلح لخالد احمد زكي وليس للقيادة المركزية وان ما حدث"كان جهده الرئيسي وكل ما قدمناه لهم هو عون اعلامي واعتباري ولم نكن متحمسين او راغبين في اشكال الكفاح المسلح التي جرت في الأهوار لذلك لم نطلب من جهازنا الحزبي الالتحاق بها،فهذه التجربة قامت بجهوده المنفردة وليس بجهودنا،ويخطئ من يحمل القيادة المركزية فشل هذه التجربة واذا كان هناك خطئ فيتحمله عزيز الحاج الذي كان ينسق مع خالد خارج محيط عملنا وربما وعدهم بدعم ولكن المؤكد ان خالد ومقاتليه لم يكونوا من تنظيمات الحاج فكيف يجوز لنا ان نعد ما قاموا به احد فعاليات القيادة المركزية( ).
قررت القيادة المركزية خوض الكفاح المسلح لاسيما من اهوار جنوبي العراق وناقشت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بدورها مقومات الكفاح المسلح منتقدة قرار القيادة المركزية في هذا الجانب وهذا الانتقاد جاء في حقيقة الأمر من تسأل وجهه احد قادة الأنصار الشيوعيين لحزبهم فجاء رد اللجنة المركزية"ان الانصار الشيوعيين في كردستان يعملون في ظروف صعبة جدا لأنهم يعملون مع مختلف القوى القومية ويلاقون ضغطاً كبيراً من القوى اليمينية والإقطاعية وكل القوى المعادية للشيوعية التي تعمل على اعاقة عمل ونشاط انصارنا،ان مثل هذه الظروف التي عاشها ويعيشها الانصار الشيوعيين في كردستان سوف لا تواجه رفاقنا في الجنوب لأنهم سيعملون في ظرف متمايز تماماً فهم مستقلون في تنظيم وقيادة فصائلهم والسيطرة على المناطق أي ان الثورة في الجنوب ستكون بقيادتهم المباشرة الا انهم سيواجهون حرباً طبيقة والتي ستكون قاسية لأن العدو لا يمكن ان يرحم في مقاومته لمثل هذه الثورات التي تقضي على مصالحه"( ).
في حين يصف سكرتير الحزب الشيوعي العراقي-اللجنة المركزية عزيز محمد أن اتباع اساليب الكفاح المسلح وهو"الخط الذي خطه لنفسه عزيز الحاج كما خطه جيفار لنفسه فجيفارا نفسه عندما اراد تقليد نفسه وبعد سنوات فشل في ذلك،كذلك مقومات الكفاح المسلح كطبيعة لا تسمح له بذلك"( ).
وما اعطي قوة حقيقية للقيادة المركزية هو المواجهة المسلحة لإنهاء حكم عبدالرحمن عارف فتعد معركة "هور الغموكة" مت أهم المعارك التي حدثت بين الحكومة من جهة وبين القيادة المركزية من جهة اخرى،فيذكر عقيل حبش احد المساهمين في معركة هور الغموكة "أنه بعدر هروبنا من سجن الحلة توجهنا الى مدينتي الناصرية التقيت بعد وصولي بحسين ياسين احد كوادر القيادة المركزية في الناصرية وبين لي ان القيادة المركزية سوف تبدأ بتهيئة مستلزمات الكفاح المسلح في الناصرية وان مجموعة الكفاح المسلح في الناصرية ستبدأ بالالتحاق بتنظيماتنا"( ).
ويواصل عقيل حبش استعدادات القيادة المركزية بعد وصولهم هور الغموكة" بعد استطلاع المنطقة وكانت المجموعة بقيادة حسين ياسين وعند مساء 28 مايس 1968 وعقدنا اجتماع بقيادة احد رفاقنا وهو رفيق خالد احمد زكي(جبار)من اجل دراسة خطة الهجوم وخطة الانسحاب وقمنا بارتداء الملابس العسكرية والرتب ووزعنا ملابس الشرطة على بقية الرفاق استعداداً للمعركة"( ).
وبعد الاستعدادات اعلن البلاغ العسكري رقم(1)والذي سمي بيوم (البداية المجيدة) وجاء فيه"في 28 مايس 1968 اعلن الفصيل الثالث بمساعدة مجموعة استطلاع من الفصيل الثاني من قوات "جبهة الكفاح الشعبي المسلح" بأشعال لهيب حرب الانصار المباركة في اهوار الجنوب،ففي الساعة التاسعة من مساء 28 مايس واستطاعت هاتان المجوعتان احتلال عدد من روابي ومراكز الشرطة في منطقة هور الغموكة والاستيلاء على عدد كبير من الاسلحة وتم اعتقال جميع الشرطة ووضعوا جميعاً في رابية واحدة وانسحبوا بأمان مع الاسلحة التي اغتنموها( ).
ولكن ما حققه الكفاح المسلح ببدايته لاقى المواجهة الحكومية الحاسمة بعد ان طوقت قوات الانصار سقط منهم قائد المجموعة خالد احمد زكي وشلش وكاظم وجرح اثنان واستسلم الباقون،وعزت القيادة المركزية سبب الاخفاق الى"خلل في خطة الانسحاب وهبوب العواصف ليلا،تأخر تسعة من الانصار البواسل عن العبور الى مقراتهم الامنية في الاهوار بعد اشتراكهم مع زملائهم في العمليات البطولية وفي 30/5 مساء شرعوا بمسيرة الزوارق غير انهم بعد ثلاث ساعات فوجئوا بقوة هائلة من الشرطة وانهال الرصاص على الزوارق الاربعة مما اجبر الانصار على النزول للجانب الثاني وقاوموا العدو حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل وجرح احدهم جريحاً بليغاً وانسحب الانصار حاملين جريحهم وتاركين زوارقهم وفيها امتعتهم وطعامهم وتعذر عليهم العودة للاهوار حيث اغلق العدو عليهم جميع الطرق،واشتبك الانصار الثمانية منذ 31/5 وأسفرت المواجهات عن استشهاد خالد احمد زكي(جبار) والنصيرين شلش وكاظم،وجرح اثنان واستسلم الباقون بعد نفاذ العتاد وخصوصاً ملحمة 3 حزيران هلع ورعب وهستيريا الطغمة الحاكمة وكل الرجعيين والعملاء"( ).
واصدرت القيادة المركزية صحيفة "اللهيب" لتكون لسان حال حال الجبهة الكفاح الشعبي المسلح الجناح العسكري للقيادة المركزية ووصفت بأنه" لن تستطيع قوى الطغيان الفاشي المستكلب ان تطفئ اللهيب المقدس الذي سينشر ويتعاظم ويمتد عبر الالم والتضحية"( ).



وكان من نتائج اعلان الكفاح المسلح في الهوار التي اصبحت نقطة صيد يسير بالنسبة للحكومة فتم القاء القبض في 24 حزيران 1968 على احد عناصر الكفاح المسلح ويشير احد تقارير الامن "بأنه ابلغنا مدير امن الناصرية بأن المقبوض عليه المدعو قاسم جبير خضير(وهو من اهالي مدينة الثورة في بغداد)قد اعترف ان هناك قاعدة شيوعية اخرى لمنظمة الكفاح المسلح تقع في اهوار ناحية عكيكة تتكون من احد عشر عضواً زودنا بأسمائهم وان قطع الاسلحة الثلاثة المعثور عليها بدار قاسم جبر قد اشتريت من المبالغ المرسلة من الحزب الشيوعي العراقي السري وتم القاء القبض على اربعة اعضاء منهم( ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد