الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بِبساطَة حول تُونِس

السموأل راجي

2016 / 1 / 28
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الشّباب التُّونسيّ وخاصّةً منهُ من لَم يستقِلّ مراكِب المَوت للضفّة الشّمالِيّة للمُتوسِّط ، ومن عُــصِــم علميًّا وفكريًّا وثقافِيًّا من الخَلَ العقلِيّ اليمِينِيّ الظّلامِيّ يُرَدِّد من خِلال انتِفاضته :
لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلاَدٌ بأَهْـلِـهَـا …. ولكنَّ أَخلاقَ الرِّجـالِ تَـضـيقُ
بِهُدُوءٍ وبعِيدًا عن جَعجعاتٍ لفظِيّة بائِسَة وبِدُون تلبِيسٍ للواقِع ما لم يلبِسهُ ، فَــــمُنذُ مُدّةٍ ومن تحت ضَوْء الإعلام وحاليًّا بِنُورٍ أسْطَع من الشّمس ،تكَاد ترتَسِم ملاَمح مرْحلَة جدِيدة ومُنعَطَف نِهائِيّ فِي عُمُر الثّورة التُّونسيّة التِي صَوّرها الإعلاَم بدُون قِيادة خِدْمَةً لأهدافٍ أصبحَت اليَوْم معرُوفة ، شرَارة التحرُّكات التِي هَـــمَّت 8 مُحافَظَات حالِيًّا ووارِد جِدًّا توسُّعها ، وإذا ما توقَّفَت لِسبب أو لآخَر ، فبِالضّرُورة لن تكُون تُونس مرّةً أخرَى لُعبَةً فِي أيادِي أصحَاب اليَمِين بوجَهَـــيْه اليمِينِيّ اللِّيبرالِيّ والظّلامِيّ والذِين فعلِيًّا تموقَعُوا فِي مراكِز خِيانِيّة بكُل ما في الكلمَة من معنَى، وقَد تمّ رَدّ الإعتِبار نِضالِيًّا وميدانِيًّا للشّعارَات الحقِيقِيّة وعمُودها الفِقَرِيّ الـــتَّــشْــغِيل والعدَالة الإجتِماعِيّة والكرامة الوطنِيّة التِي أهدرَها رِدْفَيْ اليمِين الحاكِم

وفَضَح كُلّ من كان حامِلاً قدرًا من الغَـــــبَاء جعلَهُ يُــقِيـم خِـيَـاره بين ثُــنائــيّة الطّاعُون اللِّــيبرالِــيّ والكُولِــيرا الظّلامِــــيَّــة فوَقعُ كمَا كان محتُومًا بينهُــما
كُنتُ قد قُلت مُنذ سنَة 2012 فِي نصٍّ بعنوان الوَضع في تُونس ما يلِي:
الأزمَة في القاعِدَة (الـمُستوى الشّعبِيّ) بَـيِّنَة ومظاهِرها تتعدّد ، والأزمَة في القِمَّة جَـلِـيَّـة خاصّة مع تصدُّع العلاقَة دَاخِل مَشْرُوع إحيَاء بن عليّ الــمُسَمَّى نِداء تُونِس من ناحِيَة ودَاخِل الإئْتِلاف الحاكِم الجَامع بين النّهضَة وأردَاف اليمِين اللِّيبرالِيّ وباختصَار تفَكُّك كُلّ من لم يُشارِك في الثّورة ، الأزمَة على حالِهَا مادام الشَّلَلُ السِّمَة الأبرَز لأيّ حُكُومَة لا تضَع التّشغِيل وإيقاف لَـهِيب الأسعَار أوْلَوِيَّةً لَهَا ؛ معَ التّراخِي في مُعالـجة ملفّ دُيُون الفلاّحِين الصِّغَار وتمكِين الـمُزارعِين الفُقراء من أراضِي الدَّوْلَة وقمع إحتجاجاتِـهِم عوَضًا عن ذلك، مع استِمرارِيّة اللاّمُبالاَة فِي فَضّ ملفّ المُعطّلِين عن العمَل الذِين تحوّلُوا لِوقُودٍ حقِيقِيّ للثّورة كُلّها مُؤشّرات جِـدّيّة تُحِيل إلى لحظة ثورِيَّة قد تُطلِق العِنان لإنتِفاضَة إستكمَال مهامّ الثّورة تحت أيّ حافِز أو تبرِير مَهْمَا كان صغِيرًا وهُو ما حَدَث فعلاً وهُنا دور مُكوّنات الجبهة الشّعبِيَّة وفصِيلُهَا الرّئِيسِيّ حزب العُمّال وجاء في أرضِيّتِها السّياسِيَّة :" بلادنا تعيش أزمة حقيقية ولا مخرج لها إلا بمواصلة الشعب التونسي لمسيرته النضالية بأبعادها الوطنية والديمقراطية والاجتماعية والثقافية والبيئيّة حتى تحقيق أهداف الثورة كاملة وإرساء سلطة الشعب. ولن يكون ذلك ممكنا إلا بالقطع مع تشتت القوى الثورية والوطنية والديمقراطية والتقدمية أحزابا وجمعيات ومنظمات وشبابا وشخصيات مستقلة وتحالفها معا صلب جبهة شعبية تشكل بديل حكم حقيقي وتتجاوز الاستقطاب الثنائي المغشوش الذي يقابل بين "قطبين" والحال أنهما يلتقيان في الحفاظ على نفس التوجهات الاقتصادية الليبرالية المرتهنة للدوائر الأجنبية وإن تغلف أحدهما بغلاف "ديني" والأخر بغلاف "حداثوي" ممّا يدفع باتجاه طمس التناقض الحقيقي بين القوى المتمسكة بتحقيق أهداف الثورة والقوى التي تعمل على الالتفاف عليها" وهذَا ما قالتهُ مُنذ 2012.
الحِراك الشّبابِي وانتِفاضة المُهَمّشِين والمُفقّرِين بِفِعل الإجرام اليَمِينِيّ ليبرالي وظلامِيّ ، ومع إعلانِه هُدنةً موقُوتة في سُلُوك مسؤُوليّة عالِيَة ووطنيّة يفتقدها اليمِين أرسَل رِسالةً مُدويَّة أن لَـــــــــــــــــــن يَنْفَع حُكُومة التّحَالُف العُضوِيّ في تُونِس ، بين فرع التّنظِيم الدُّوَلِيّ للإخوَان ورَجُل مافِيات الوِلايات المُتّحِدَة وعِصابَات الإلِيزِيه البَاجِي ومُشتقّاتُه ، إذا ما غَيَّرَت وُزَراء أو حتّى رئِيس الحُكُومة نفسه ، فالأزمَة إحْتَدَّت واحتدَمَت المُواجهَة بينهَا وبين أوسَع ما يُمكِن من جمَاهِير لم يبقَى لهَا فِعْلِيًّا ما تخْسَره بِسبب سِياسَاتٍ غبِيّةٍ رعنَاء مافيُوزِيّة مُمْلاَة من الخَارِج دَمّرَت ما بقِي من البُنَى الإقتِصادِيّة ، وجَعَلت من بِلاَدٍ قامَ شعبها بِثورةٍ منزُوعة السّيادَة الوطنِيّة رهِينةً لإعلاناتٍ تأتِي من الحلف الأطلسيّ الإرهابِيّ ومن خارجِيّة آل سعُود وتركَت الأرْضَ قاعِدةً لتدمِير لِيبيا مرّةً أخرَى، آن أوان مُحاكمة الباجِي وأحلافُه الإخوانجِيّة وأشباههم بجرِيمة الخِيانة العُظمَى وبالمُناسبَة ، لِــــنُذَكِّر بما قُلنَاه حول هذَا الشّخص و ردًّا على الإرْهابِيّ راشِد الخرِيجِي الغنُّوشِي عُضو مكتَب الإرشَاد للتّنِظِيم الدُّولِيّ ورئِيس حرَكة النَّهْضَة التُّونسِيّة،بعد أن صَرّح ونَفَثَ سُمُومه كالعَادَة مُهاجِمًا اليسَار التُّونسِيّ، وإعْتِبَارًا لتورُّط الخرِيجِي الغنُّوشِي فِي أعمَال تفجِير وقَتْل فِي الثّانِي من أغسطُس/آب 1987 بِمُدُن سُوسَة والمُنَسْتِير إضَافةً للحرق والقَتْل فِي 1991 فِي ما يُعْرَف أحدَاث باب سوِيقَة ، وبالنّظَر لِفَتْوَاه الشّهِيرَة بإهدَار دم 25 شَخْصِيّة في أواخِر الثّمانِينَات وإرتِباطِه بأيمَن الظّواهرِي وأسامَة بن لادِن خِلال إقامتِه القصِيرَة في السُّودَان بعد إنقِلاب البشِير وتحالُفِه مع حَسَن التُّرابِيّ ، ولأنّهُ إعْتَبَر أنْصَار الشّرِيعَة أبنَاءً لهُ يُذَكِّرُونَه بِشبابِهِ الذِي كَان فِيهِ مُرْشِدًا للجمَاعة الإسلاَمِيّة المُقاتِلَة،ولأنّهُ كانَ يتَقَاظَى أجْرًا من الـــمكتَب السّادِس للإستِخْبارات البرِيطانِيَّة خِلال إقامتِه في لندن ،واعتِبارًا لتورُّطه فِي إرسَال مُقاتِلِين لسُورِيا عبر تُركِيا إثر تدرِيبِهِم في ليبِيا مُستغِلاًّ علاقاته مع رِياض الأسعَد وزَهْران علُّوش الإرهابِيَّيْن ، فأعتقِد أنّهُ من اللاّئِق المُطالبَة بِمُحاكمته على قاعِدَة التّخابُر مع أجهِزة استِخبارِيّة أجنبِيّة والإضرَار بالأمن الوطنِيّ والقومِيّ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا