الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العراق والجلوس على مصطبة الاحتياط..الى متى؟
زيد شحاثة
2016 / 2 / 3مواضيع وابحاث سياسية
العراق والجلوس على مصطبة الاحتياط.. إلى متى؟
المهندس زيد شحاثة
منذ فجر التاريخ, كان العراق مهدا ومقرا, لعدد من الدول والحضارات القوية, التي جعلته يحتل مكانة متميزة, في الإقليم والعالم, وكانت قوة تلك الدول تستند إلى موقع إستراتيجي, ووفرة من الثورات الطبيعية, وقدرات بشرية لها ميزات, تختلف كثيرا بصفاتها عن باقي الأمم, رغم تعددها وتنوعها.
شهدت العصور المتأخرة, إنكفاء لدور العراق حتى أقليميا, وبقي مشغولا بمشاكله الداخلية وأزماته, حتى أصبح مسرحا لحروب الأخرين, ومكانا لتصفية حساباتهم, رغم إزدياد أهميته, لأسباب أخرى حديثة, كطرق التجارة الجديدة, والتوترات السياسية والمشاكل, بين القوى العالمية التي ظهرت مؤخرا, والتي ربما تربطها علاقات بالعراق, تمكنه من لعب دور مهم وتكوين نفوذ له.
معظم الحكومات المتعاقبة, ومنذ العهد الملكي ربما لغاية حكم البعث المتسلط, لم تفعل شيئا بهذا الاتجاه, وكان يتوقع بعد إنهيار النظام السابق وبدء العهد الجديد, أن تطور نظرية إستراتيجية, حول دور أقليمي ومحوري للعراق, وحتى موقع عالمي مؤثر.. وتعمل على تنفيذها, بخطوات مدروسة ومحسوبة, تسندها سياسة داخلية وخارجية, متماسكة ومتوازنة وقوية.
ما حصل أن التراجع أزداد، حتى أصبحت اضعف الدول شانا، سياسيا وإقليميا ,هي من تتدخل بشؤون العراق وتملي أجندتها عليه وعلى وضعه العام.. فهل يفتقر العراق لمقومات هذا الدور ومتطلباته؟ أم أن الوقت لم يحن ليكون لاعبا أساسيا في المنطقة والعالم؟
يمكن للعراق لعب هذا الدور.. فإضافة لإمتلاكه المقومات, معظم اللاعبين الإقليمين, ليسوا بمستوى إمكانياته وقدراته, أو نفس الموقع الجيوسياسي, أو العلاقات المتشعبة مع دول المنطقة, ومختلف قومياتها ومكوناتها ,فأين المشكلة أذن؟
ربما التشخيص الظاهر والواضح, هو في دور قادة العراق الجدد, وأنشغالهم بأمور ومصالح صغيرة وأنية, وعدم إمتلاكهم رؤية واضحة وصحيحة, لإعطاء العراق دوره الحقيقي, أو ربما هي رغبة لإنغلاق العراق على نفسه, تؤيدها وبقوة, بل وبتدخل مباشر, دول أخرى تحاول أن تشغل مقعد العراق, لأنه المرشح الأفضل لشغل الموقع, وتحقيق كثير من التوازنات, ويمكنه تغيير الحسابات, والمعادلات الإقليمية في الأقل...فأين ساستنا من كل ذلك؟
إن وقوف المواطن العراقي, في حدود أي دولة, والمعاناة وطريقة التعامل, تجيب بكل وضوح, وتقدم مقياسا مبسطا, عن مستوى وقوة الدور, التي تلعبه الدولة العراقية في الإقليم, و المكانة التي ينظر بها الأخرون.. إلينا كبلد.
إقتناص كل الفرص, والتعامل مع الأخرين بالمثل, وبناء علاقات إقليمية ودولية متوازنة, وبشكل متزامن مع حل المشاكل الداخلية, وبأسرع وقت ممكن, هو بداية الحل.. وإلا بقينا جلوسا على مسطبة الاحتياط, محكومين بموازنات ومعادلات, لا دور لنا فيها, أو لا نستطيع التحكم بدورنا فيها حتى أو موقعنا.
بقائنا بهذا الحال, سيدخلنا في دوامة من الأزمات المتلاحقة, ولن تكون لنا أفعال, وإنما مجرد ردود أفعال.. إن تمكنا من ذلك!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية في السنغال: باسيرو فاي ينال 54,28% من ال
.. إسبانيا: النيابة العامة تطالب بسجن روبياليس صاحب القبلة القس
.. نتنياهو يأمر بشراء عشرات آلاف الخيم من الصين لإنشاء مخيم في
.. كامالا هاريس تصفق لأغنية إسبانية داعمة لفلسطين خلال زيارتها
.. قناة إسرائيلية: إدارة بايدن طلبت من إسرائيل السماح لضباط أمر