الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجربة الأردنية في ظل الربيع العربي

هاشم العيسمي
كاتب سياسي

(Hashem Aysami)

2016 / 2 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في ظل الثورات والحراكات الاحتجاجية و التحولات الاجتماعية التي تمر بها المنطقة العربية ابتداءً من تونس إلى مصر وليبيا والعراق واليمن وسوريا والبحرين , و لأن الأردن يقع في وسط المنطقة الملتهبة وتشتعل الثورات من حوله سوف نعرض في هذا المقال الأثر الذي خلَّفه الربيع العربي على التجربة الأردنية .
وتعرَّف الحركات الاحتجاجية في الأردن بأنها مجموعات من الأفراد ذات توجهات اجتماعية وسياسية وثقافية معينة , تلعب دوراً في المجتمع في بناء وصياغة فلسفة سياسية واقتصادية واجتماعية من خلال ممارسة ضغوط مطلبية على دوائر صنع القرار الأردني لتحقيق مطالب مختلفة من الحوار و المشاركة الفعالة بين مختلف عناصر النظام السياسي في إيجاد حلول لمشاكل المجتمع , وتقدَّر الحراكات الاردنية عددياً بأربعة آلاف حراك للعام 2011 , و1318 حراكاً للعام 2012 .
وبهدف كشف تأثير حراكات الربيع العربي على الحراكات الأردنية ارتأيتُ عرض الاختلافات والتشابه بين التجربتين العربية والأردنية ---;---
ويتّمثل التوافق أولاً بالمطالب الأولية على اعتبار أن الحراكات العربية والحراكات الأردنية خرجت للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية , وثانياً التماهي والتماثل والمقصود هنا هو الأثر التشجيعي الذي تركته التجربة العربية على نفوس الأردنيين الذي حثهم على الخروج للمطالبة بحقوقهم , وثالثاً التوافق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الدعوات لتنظيم الاحتجاجات وتحديد مواعيد اللقاءات والشعارات وغيرها .
أما الاختلافات فنعرضها بعدد من النقاط , وأولها هو مستوى العنف الذي وصلت إليه الحراكات العربية والذي تعدى حدود القتل والخطف والتشريد والتهجير القسري بالإضافة إلى التقسيم الطائفي المقيت في بعض الحالات , بينما بقيت الحراكات في الاردن على مستوى جيد من السلمية واللاعنفية , أما الاختلاف الثاني فهو تنظيم الحراكات الشعبية حيث قادها في العالم العربي مجموعة من الشباب اللامنتمي , بينما قادها في الأردن مجموعة من الشخصيات المعروفة والأحزاب والنقابات , وثالث الاختلافات هو في المطالب النهائية لِكلا الحراكين العربي والاردني حيث تصّعدت المطالب العربية لحد المطالبة بتغيير جذري للنظام السياسي , والنظام الاجتماعي ومنظومة القيَّم السائدة في بعض الحالات , بينما ظلت الحراكات
الأردنية ملتزمة بالمطالب الإصلاحية التي طالبت بها في البداية , والاختلاف الرابع هو في استجابة النظام السياسي الأردني على الحراكات , حيث استفادَ من تجربة النظم العربية ليطّورَ آلية جديدة في التعامل مع الاحتجاجات واحتوائها وتفريغها من محتواها , أما الاختلاف الخامس فيتمثَّل بالمشاركة الشعبية , حيث شهدت الحراكات العربية مشاركة شعبية واسعة ومتعددة الأطياف بينما اقتصرت المشاركة الشعبية في الأردن على بعض المهتمين بالشأن الداخلي والمتأثرين بقضايا ومشاكل معينة , أما الاختلاف الأخير تمثل بغلبة الطابع الاجتماعي العشائري على الطابع السياسي في الحراكات الأردنية ووجود مؤسسات عَمِلت كأدوات ضبط للحراكات , على عكس المنطقة العربية التي افتقرت لتلك المؤسسات وغَلب الطابع السياسي على حراكاتها .
والجدير بالذكر أن الاختلافات بين الحراكات الشعبية العربية والأردنية قد ساهم في تشكلها عاملَيّن أساسين ---;--- الأول هو معادلة رضا الشعب الأردني بحكم الهاشميين والتخوف من التغيير , أما الثاني فهو الخوف من الخوض في التجربة العنفية وحالة عدم الاستقرار التي شهدتها المنطقة العربية .
وهنا نصل إلى تحديد الأثر الذي خلَّفه الربيع العربي على التجربة الأردنية والذي يتمَثّل بمنحيين ---;---
الأول هو المنحى الإيجابي و يتمثّل باستفادة الحراكات الأردنية من طُرق التواصل المجتمعية التي بلورت طريقة عملها الحراكات العربية وأهمها المصرية , بالإضافة إلى مساهمتها في بلورة رؤية جديدة للمطالبات الأردنية ممثلة بالإصلاح ومكافحة الفساد وإيجاد آلية جديدة لتداول السلطة والخروج من مبدأ تكلس النخب و تداور المناصب في فئة قليلة .
والثاني هو المنحى السلبي , فقد أثبط الربيع العربي من عزيمة قطاع واسع من الشعب الأردني من المطالبة بحقوقه تخوفاً من الخوض في التجربة العنفية وحالة عدم الاستقرار التي خاضتها الحراكات العربية المختلفة على اختلاف حدتها .
وبعد هذا نؤكد أن الأردن يمر بخطى إصلاحية على نفس مسار الربيع العربي , ولو ظهر بحلّة مختلفة فهذا نتيجة العوامل السابقة الذكر , ولو بدت الحراكات الشعبية في مقتبلها إلى أنها مقبلة على بلورة تنظيمية ثورية سلمية أكبر تحقق إنجازات شبيهة بالتي سوف تحققها الحراكات العربية مستقبلاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي