الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس بالفايسبوك يُقًيمُ الانسان

وردة بية

2016 / 2 / 4
الادب والفن


حدثني أحدهم عن موقع فايسبوك خاص بالحيوان يعرض (الصور، الفيديوهات، المعلومات..) ، أراد صاحبه أن ينطلق انطلاقة قوية ، لينقل للمتصفح ، عابر السبيل ، المعجب والصديق أنه في الريادة أو كما يقال في مثل هذه الحالات، أن هذا الموقع "ولد كبيرا" ..!!
صاحب الموقع ضخ ما قيمته 50 مليون سنتيم بالعملة الصعبة للترويج الفايسبوكي من خلال الاعلانات الممولة ولمدة 10 أيام فقط ..أتدرون ما كانت النتيجة ؟ لقد حصد الموقع خلال هذه المدة القصيرة ما يزيد عن ستة ملايين معجب بالإضافة الى 10 ملايين متابع دفعة واحدة ..!!
هذه سياسة معروفة للفايسبوك يعتمدها مع المتعاملين "المرفهين"، أو المهوسين بالشهرة ، خصوصا لمن يريد أن يقفز قفزة نوعية بكبسة زر واحدة ، فما عليه الا أن يدفع لإدارة الفايسبوك .. وسيجد نفسه بين عشية وضحاها نجم النجوم..
هذه الطريقة تقوم بها - في الغالب- مواقع الفضائيات والجرائد وبعض الشخصيات المعروفة لتصل منشوراتهم الى جمهورهم الافتراضي في زمن قصير...وأعرف مواقع تخصص مبالغ مالية معتبرة من ميزانيتها لهذا الأمر..
هذا ليس عيبا أو انتقاصا من قيمة المروج، ولكنه لا يعتبر مقياسا أساسيا أو دقيقا ليُنطلق منه ، ويقال فلان أكثر قيمة أو شهرة أو أداء من فلان لأن صفحته بالفايسبوك أكثر معجبين من فلان ...!!
أقول هذا الكلام ، لأذكر بما قاله وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الأسبوع الماضي عن الكاتبة والروائية الجزائرية الكبيرة أحلام مستغانمي عندما انتفض مدافعا عنها (وهي أهل لذلك على كل حال) ، ومستنكرا ما يروج عنها من أقاويل للتهكم والتقليل من شأنها ، مشيرا إلى أن هذا الهجوم يصدر من تيارات “حاقدة “ بانتقاداتهم غير المؤسسة...
ما قاله الوزير كلام طيب ، فلا يمكن أن يقلل من كتابات الأديبة الروائية أحلام مستغانمي الا حاقد حسود ..
ولكنني أقف عند كلامه حول صفحتها بالفايسبوك ، حيث قال ميهوبي نصا:" أنها تجاوزت عتبة الـ 9 مليون معجب، وهو رقم لم يصل إليه أي روائي أو كاتب عربي"..!! ، لأقول له : لا تتعجب يا معالي الوزير، ولا تُقم وزنا لهذا الفايسبوك ، فجميع من يعتبرون أبواقا اعلامية ينفقون الملايين لأجل الحصول على أعداد هائلة من المعجبين والمتابعين، وفي أوقات قياسية مثلما أشرت في بداية المقال؟؟ ..
والمفارقة أن هناك شخصيات عامة كبيرة وكبيرة جدا ، أثرت في الناس ، وأثارت جدلا واسعا في الأوساط السياسية والعلمية والدينية ، وتقدم في صفحاتها كل جميل وخيَر وانساني ، ولم تتجاوز صفحاتهم عتبة 30 ألف معجب، وبالمقابل نجد صفحات أخرى ممولة لإعلاميين ودعاة دهاة ، حفاة عراة ينشرون الفتنة ويشوهون الاعلام والدين والأوطان ، ورغم هذا تعج صفحاتهم بملايين المعجبين والداعمين؟؟.. الى درجة أن يكتب أحدهم دعاء أو عبارة "استغفر الله "مثلا ، لتجد الملايين "المُملينة" معجبة ومتعجبة من العبارة ، وكأنهم سمعوها لأول مرة، أو أنهم أمام معجزة عصا موسى أو كلام المسيح وهو في المهد صبيا...
ألا يدعونا هذا للتساؤل حول السياسة المعتمدة للفايسبوك التي لا تخلو من العمل الاستخباراتي و يراد منها توجيه العوام نحو الرداءة والسذاجة وعمق التفاهة، ليقولوا في الأخير أن الناس هم من يريدون هذه البضاعة ؟؟؟ .
على العموم تلك احصائيات مثيرة للريبة ، وعلى الوزير أن يعيد النظر في تقديراته الفايسبوكية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على


.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا




.. فوق السلطة 385 – ردّ إيران مسرحية أم بداية حرب؟


.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز




.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن