الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبيعة الأغاني الفاشية في عهود الناصرية المسئولية كمثال

احمد كمال عباس

2016 / 2 / 8
الادب والفن


لا بنكر احد فينا أهمية الفن في تطوير الشعوب وبالطبع الأغاني وخاصة الوطنية احدي هذه الفنون، وتنتشر الأغاني بحب الوطن وحب الزعيم في الدول ذات الطبيعة الفاشية ( عسكري، ديني، قومي ) عن الدول المسماة متقدمة .
وفي الدول ذات الطبيعة الفاشية تلعب الأغاني الوطنية وخاصة الحماسية منها دورا خطيرا في إعادة رسم وعي الجماهير المؤمن هبه أو التي علي استعداد للإيمان به وفي استمرار هذا الوعي وتدعيمه مهما كانت الظروف.
ولا نستطيع أن نكابر وننكر زعامة عبد الناصر او كارزيمته الشخصية أو انه كان زعيم شعبي و بالمثل كان هتلر كان ذلك، ومعارضتنا له بسبب تدميره للديمقراطية وتعذيبه للمعارضين له واختزاله للدولة في شخص الزعيم وتجيش مصر بنشر ضباطه المسيسين في أجهزة الدولة المختلفة من وزارات ومحافظات وقطاع عام.
وحاول – ونجح – في تحويل أفراد الشعب إلي جنود له يطيعونه ويثقون به ثقة عمياء إلي أن جاءت هزيمة 67 جعلت بعض الناس يفكرون في مصداقية النظام وفي مصداقية الزعيم.
وأغنية المسئولية موضوع المقال مثال علي ذلك فتبدأ الأغنية بان يذكر المطرب المواطن المصري بفضل الدولة عليه والتي اختارته ليصبح عضوا في اللجنة الأساسية للتنظيم السياسي الوحيد المشروع ويهنئه علي ثقة الدولة وقيادته به ولكن الكورس يحذره وكذلك المطرب بأهمية هذا الاختيار.
ويعلمه حليم وينبه عليه بالحفاظ علي "جنة" ثقة الدولة والقيادة به فهذه الثقة اغلي من حياته وأكثر من حريته (إن وجدت) مع استخدامه تشبيه عسكري " ليذكرنا دون وعي منه بطبيعة النظام الفاشية العسكرية" فيحول المواطن إلي جندي في الدولة فيجب عليه الحفاظ علي هذه الثقة أكثر من أهمية السلاح بالنسبة للجندي.
ثم يوضح حليم دور الفرد مع المجموع " فهذه الأنظمة لا تهتم إلا بفرد واحد هو الزعيم فقط " فكانت الجملة في الأغنية " مفيش أنا فيه إحنا يا صاحبي" ولكن ما المطلوب من المجموع الشعبي؟ المطلوب سهل ألا وهو تطبيق الاشتراكية ولكن كيف؟ الإجابة أسهل عند مطرب العواطف الأول في مصر.
ستوفر الدولة الخداع ( أغاني وخطب ) مع توفير الحد الأدني من الأساسيات الضرورية للحياة ( غذاء تعليم مسكن وظيفة ) حتى وان كانت هذه الأساسيات صورية أو غير كافية وستكون مكافأة الدولة لرعيتها الجميلة سوف تتركهم يعيشون أو كما قال حليم " وناس عايشين أدي القضية" .
ثم يسترسل حليم ليضع شرطا للنجاح فبالعلم ( علم الزعيم ) والعزم ( عزم وإرادة القائد ) والفكر ( فكر القائد ) سترفرف نجاحات الزعيم علي كل المدن العربية ( ستتحول الفاشية من محدودة في مصر إلي فاشية قومية في كل الوطن العربي ).
ويأتي شعار المرحلة الناصرية يتغني بها مطرب النظام " حرية واشتراكية ووحدة " فلم تكن الحرية سوي حرية الزعيم يفعل بنا ما يشاء وتحولت رأسمالية الدولة "الاشتراكية الوطنية" إلي نهب منظم من قبل القادة العسكريين حتى وان كان ناصر شريفا علي المستوي الشخصي ولم تنجح أي وحدة خاضها الزعيم بل تجذرت الخلافات والانشقاقات العربية " بالطبع الزعيم كان احد العوامل وليس كل العوامل".
ونعود إلي كوبيله سابق عرف فيها المطرب اشتراكية ناصر "بكلمة حلوة" فيبدأ المطرب خطة خداع وتضليل الجماهير ففي الصناعة سنصنع من الإبرة إلي الصاروخ وستنتشر الملاعب الخضراء كما سنتمتع بالتماثبل الفنية في كل قري مصر ( بالطبع تماثيل الزعيم ) ، أما الأشد خداعا " ونخعا علي طريقة أبو لمعة" فهو وعد المطرب بانتشار دور الأوبرا في كل الفري العربية!!! مع أنهم لم يعيدوا بناء الأوبرا المحروقة.
ولأن المطرب يدرك أن هناك بقايا ناس تفكر فيؤكد أن هذا ليس خداعا " ده مش أماني وكلام أغاني "
ويؤكد المطرب إمكانية تحقيق هذه الأحلام ولكن كيف؟ فقط عندما نتبع عبد النصر فهو الملاح وهو الفلاح وهو........( علي رأي الفنانة الجميلة إسعاد يونس أنت بابا وأنت ماما وأنت أنور وجدي ).
ويستمر مسلسل الخداع فتطلب منا الأغنية ( مثل أي نظام فاشي ) بالعمل وبالإخلاص فيه فهي الواجب المهم علي الفرد دون أي حقوق حتى تخضر الصحراء لنصل إلي بر الأمان، والالتزام والإخلاص في العمل يجب أن يكون تاما حتى ولو كانت المهمة صغيرة " واصغر مهمة برضك مهمة ".
وللثورة في العالم كله تعريف واحد هو الخروج علي الحاكم ونظام حكمه وفي بلدنا العربية " حفظها الله " أضيفت تعريفات أخري فعند نجاح الانقلاب يصبح ثورة "يوليو 52 " وعند حدوث انقلاب قصر تصبح ثورة "مايو 71 " بل عند اعتقال رموز المعارضة تصبح أيضا ثورة " سبتمبر 80 " والأغنية تضيف تعريفا مضحكا للثورة " ده الثورة همة وذمة ودين.. وإنسانية " وذلك لزيادة تضليل وعي الجماهير.
بل يزيد حليم من تضليله فيقسم بالفران والإنجيل وبأهداف الزعيم المباركة والمضحك انه يقسم بالمعركة , مع أن الزعيم لم يفز بأي معركة في حياته ويتمادي حليم فيزور التاريخ فيقسم بالقاهرة التي لم يقهرها احد" فقط في العصور الوسطي والحديثة الأيوبيين الأكراد والمماليك والعثمانيين وأسرة محمد علي الألبانية بالإضافة إلي الانجليز".
ولأن هذه الأنظمة تريد شعبا لا يهتم إلا بعمله ولقمة عيشه يحيي المطرب الأبطال في أعمالهم, الفلاحين " أعطي النظام بعضهم بعض الحقوق" والفن وركز علي دوره في التضليل " الفن اللي بيدينا أمل " وعلي الجنود "؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ".
ثم اقسم بكلام الزعيم وكتابه المقدس " الميثاق " الذي هو أهم كتاب لدي الناصريين فبه فقط سنحقق الحياة الجديدة الجميلة.
وداعب المطرب الحس القومي العربي عند الجماهير فاقسم بكل صبي وصبية عربية وبجمالها, ولكنه عاد سريعا فاقسم بالزعيم ويذكرنا بجرحه في احدي المظاهرات " في وقت كانت مصر كلها تخرج ضد الاحتلال" وكأن الزعيم فقط من سار في المظاهرات ولم يعش المطرب ليري ما يفعله الزعيم الحالي وأعوانه من أمن وإعلام في الأبطال الحقيقيون" الذين فجروا ثورة حقيقية في 25 يناير , منهم من استشهد ومنهم من أصابته عاهة مستديمة والباقي في السجون وحليم يتغني بجرح بسيط في جبهة الزعيم..
وتأتي النهاية بالطلب الأساسي الذي يريده المطرب والنظام من الجماهير ألا وهو أنجاح التنظيم السياسي الوحيد في البلد " الاتحاد الاشتراكي " فهذا التنظيم مبدأنا ورسالتنا ومسئوليتنا خلف الزعيم.
تبقي نقطة أخيرة فبرغم الدور السلبي لهذه الأغاني إلي أن المطرب والكاتب والملحن كانوا في حالة صدق فني فهم مؤمنين بخرافة الزعيم لذلك خرجت الأغنية جميلة من الناحية الفنية ولا أجد عيبا ولا ضررا في الاعتراف بذلك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا