الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنوب كردستان،الأزمة الوهمية

مصطفى بالي

2016 / 2 / 8
القضية الكردية


الهجرة نعيب الغراب
في الوقت الذي يتفهم العالم قوافل الهجرة من سوريا عامة جراء ما يعصف بها من حرب دموية،يتساءل المراقبون بفضول و الكرد بذهول و أسى،لماذا قوافل الهجرة هذه من جنوب كردستان،ولماذا تعود جثمانين شبابها في الصناديق من أعالي البحار إلى مقابر قراهم المتخمة بقصص التضحيات و الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم لكي ينعم الأبناء بدفء الوطن و حريته.
لا شك أن الأزمة في جنوب كردستان أعمق من مجرد أزمة مالية تعصف به نتيجة احتكار عائلة البرزاني لكل مقدرات البلاد و مواردها المالية سواء البترودولار أو الاستثمارات المالية و التجارية،والشبكة العائلية المافيوزية التي تسربت إلى أدق الخلايا الشعرية للعلاقات المالية في جنوب كردستان،لكن يبقى لهذه الأزمة نصيبها الوافر لتشكل دافعا إضافيا يؤدي بالناس إلى التفكير بالهجرة و ترك هذه البلاد التي تحولت إلى مزرعة خاصة لتلك العائلة.
آخر ضحايا البحار من جنوب كردستان كانت شقيقة نائب في برلمان أقليم كردستان عن حزب البرزاني نفسه،مما يؤكد أن الهجرة هي ذات أبعد عميقة تتجاوز الحالة المادية،(فالإمارة)التي لا تستطيع إقناع أكثر العوائل المرتبطة بعجلة مصالحها بالبقاء في كنفها هي بالتأكيد غير قادرة على إقناع الفقراء و البسطاء من أبناء هذا الشعب المأسور بالبقاء،وبالتأكيد سيقتحم الجميع أي ثقب تلوح منه بارقة أمل للنزوح،بما ان بوارق الأمل لحياة حرة و كريمة أصبحت شبه معدومة في ظل تحكم مافيات العائلة بكل مقدرات السلطة و الاقتصاد.
الأزمة المالية أكذوبة كبرى:
بالتأكيد الواجب القومي و الأخلاقي يحتم على الجميع أن يقف بجانب الأقليم فيما لو كان فعلا يمر بأزمة مالية،وبالتأكيد الأزمات المالية ليست مبررا للهجرة،فمن ينعم بدفء الوطن عليه أن يتحمل برده أيضا،ومن ينعم بخيرات الوطن عليه أن يتحمل قحطه بنفس الوقت،وكذلك من المؤكد أن التضامن السياسي مع الأقليم واجب قومي فيما إذا تعرض لابتزاز جائر من المركز(بغداد)،لكن أيضا الواجب العلمي و الأخلاقي تحتم على كل مهتم بقضايا شعبه و وطنه أن يكون واضحا إزاء ما تعترضه من قضايا و أن يكون مستعدا لوضع نقاط النور على حروفه المظلمة،وأن لا ينجر خلف العواطف الخلبية(لينصر اخاه ظالما او مظلوما).
هناك أزمة رواتب لم تدفع منذ شهور لأي عامل أو موظف او عسكري في الأقليم الذي ينعم بمالية و ميزانية اتحادية منذ ما يزيد عن العقدين من الزمن،وفي الوقت الذي يستطيع الأقليم أن يعمر آلاف المساجد ويمول مشاريع لبناء جوامع و مساجد في غرب كردستان،وكذلك بترف باذخ يدخل لوحة بآلاف اللألئ لموسوعة غينيس ،يصبح الحديث عن أزمة مالية عبارة عن دجل يبرر لسرقة الناس و محاربتهم في قوت يومهم و رزق أطفالهم.
حيدر العبادي،رئيس حكومة المركز،كان واضحاً وصارماً عندما قال،على الأقليم أن تدفع الرواتب من عائدات البترول التي تبيعها،وبما اننا نتحدث عن أقليم و مركز فمن الطبيعي أن نتفهم طبيعة العلاقة،سواء كان الأقليم اسمه كردستان و المركز هو العراق أو العكس،فالدستور يقول أن يرفع الأقليم تقارير مالية عن عائداته للمركز ز يحول تلك العائدات لميزانية المركز و من ثم يحصل على مخصصاته(المتفق و الموقع عليها بالتراضي)من المركز،وعندما يقطع الأقليم تحويل تلك المبالغ و تقاريرها عن المركز فمن الطبيعي أن يوقف المركز تحويل الرواتب أو الميزانية.
لا شك أن الأقليم(عبر عائلة البرزاني)تبيع النفط،ولا أحد يعلم أين تذهب تلك الواردات،فالنفط و عائداته(في أيدٍ أمينة)،بينما الموظفون الذين تظاهروا طلبا لرواتبهم تحولوا بقدرة قادر إلى(عملاء لإيران،لتركيا،للنظام السوري،غوغاء،أعداء الاستقلال،عملاء لحزب العمال الكردستاني)و ألصقت بهم مختلف التهم لمجر مطالبتهم برواتبهم لا أكثر،فهم لم يطالبوا بإسقاط النظام،أو حتى مجرد المطالبة بإجراء أصلاحات إدارية لم يطالبوا بها،ومع ذلك تم تخوينهم.
إن وطناً يتم فيه تخوين المطالب براتبه بعد عقدين زمنيين من شبه الاستقلال،ويصبح فيه حلم الجميع هو الهجرو لا شيء غيرها،ويتسرب هذا الحلم إلى مفاصل مافيات العائلة الحاكمة،لا شكل أن أزمته تتجاوز الأزمة المالية إلى أزمة الثقة بالوطن ذاته و هي نذير شؤم بدخول هذا الوطن إلى السبات و الغيبوبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة يتظاهرون بأسلوبهم لدعم غزة


.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس




.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في


.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في




.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ