الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استقلال عن المركز أم انقسام على الذات؟؟؟؟

مصطفى بالي

2016 / 2 / 9
القضية الكردية


أكذوبة الاستفتاء،لماذا في المنعطفات؟؟
في ظل فقاعة الأزمة المالية،والأزمة الإدارية السياسية و الاجتماعية الحقيقية التي يمر بها أقليم جنوب كردستان،يطلق زعماء حزب(PDK)كعادتهم دائما فقاعة الاستفتاء على استقلال كردستان،وكأنها عصا موسى التي يهشون بها على الغنم و لهم بها مآرب أخرى،متناسين تماما موجة الهجرة الكبيرة من الأقليم تجاه الغرب و كذلك موجة الاستيطان(السني)في مدن و قصبات الجنوب حتى تحولت الكثير من البلدات إلى بلدات ذات غالبية عربية.
لا يخفى على المتتبع السياسي،أن الاستقلال،الاستفتاءات على الاستقلال،التهديد بالاستقلال،ليس عملا كيديا بين المراكز و أقاليمها،إنما هو اتفاق مسبق بين الطرفين وفق جداول زمنية متفق عليها،و برعاية و ضمانة دستورية تحفظ حقوق كلا الطرفين،وما عدا ذلك لا يعدو كونه زوبعة فنجان فارغ،لا يغني و لا يسمن،أضف إلى ذلك أن الزوبعة الكردية ذي النكهة البرزانية،لا تهب في الفنجان إلا في المنعطفات الكردية الأليمة،حينما يكون طرفا كرديا ما في جزء آخر معرضا للمجازر،و الإرهاب لتشتيت ذهنية الإنسان الكردي عن أي تلاحم محتمل و وإشغال رأيه العام عن تلك المجازر إلى الالتفات لفقاعة الاستقلال التي ما هي إلا حمل كاذب خارج رحم المنطق و المصداقية،بالإضافة إلى تناغم هذه الزوبعة عادة مع سياسة التعتيم الإعلامي و التعمية الممنهجة عن تلك المجازر و مرتكبيها.
مَنْ سيقوم بالاستفتاء؟؟؟و مَنْ سيستفتي؟؟
سنفترض جدلا أنه سيكون هناك استفتاء على الاستقلال،لكن أليس قرار الاستفتاء يجب أن يصدر عن جهة رسمية؟؟ و بناء عليه،أين البرلمان الذي سيدعوا إلى الاستفتاء؟؟وأين الحكومة التي ستشرف على ذلك الاستفتاء؟؟وكيف لمواطن يثق ببرلمان لم يستطع أن يحمي نفسه أمام رغبة شخص ترجل من سيارته الفارهة ذات النوافذ السوداء،ورفس باب البرلمان بقدميه صارخا في البرلمانيين بأن يذهبوا إلى بيوتهم لأنه قرر إغلاق البرلمان،وكيف لمواطن أن يثق بإشراف حكومة على استفتاء مصيري و هي لم تستطع أن تشرف على مكاتبها التي تم إغلاقها لمجرد أن المواطنون طالبوا برواتبهم(طالبوا بالرواتب و ليس بالإصلاحات،أو الشعب يريد إسقاط النظام)،لا شك إن بلدا يغلق فيه ما يسمى بالبرلمان من قبل شخص و كأنها حانوت شخصي،ويطرد فيها الوزراء من مكاتبهم و كأنهم فراشون لدى صاحب الحكومة،فإن الادعاء أو الدعوة إلى استفتاء كهذا يصبح ضرباً من الاستغباء ،والإمعان في إهانة الشعب حتى النخاع.
ثم قبل كل هذا،من سيستفتي،أقصد أي مواطن سيستفتي،وأقليم جنوب كردستان يتعرض لتغيير ممنهج في بنيته الديمغرافية؟؟والهجرة الجماعية من أقليم جنوب كردستان يسجل معدلات ارتفاع لم يبلغها إبان القصف الكيمياوي و الأنفال،وكذلك هجرة العرب السنة إلى داخل الأقليم تحولت إلى كابوس حقيقي يجلب معه مخاطر ظهور الإرهاب السني في قلب أقليم كردستان و يهدد الكرد وجوديا كأغلبية قومية في أقليمهم.
استقلال أم تشظي؟؟
لا يخفى على أحد الأزمة المالية المفتعلة في أقليم كردستان،وما استتبعها من تململ شعبي من هذه الأزمة،وفي الوقت الذي يرفل فيها أبناء العائلة الحاكمة بخيرات البترودولار،ويتنقلون بين قصورهم المنتشرة في أصقاع العالم،يخوض الكرد مخاطر البحار وعصابات التهريب تتاجر بهم كسلع رخيصة على مرمى أفواه حيتان البحار و حيتان المال السلطوي،بينما تضمحل أكذوبة الاستفتاء كسراب صيف قائظ أمام حقيقة التشظي الداخلي ومخاوف من نشوب صراع داخلي يؤدي إلى زيادة الهوة و الشرخ المجتمعي و السياسي والمناطقي داخل الأقليم.
فهولير المتمسكة بزمام المبادرة المالية،والمتربعة على عرش تجارة البترول،قطعت المخصصات المالية للسليمانية لإدخالها معها دوامة الأزمة المالية،وممارسة الضغط على أحزابها السياسية للرضوخ لإملاءات العائلة الحاكمة في هولير.
قطع المخصصات المالية هذه أظهر إلى السطح عمق الشرخ الذي كان مسكوتا عنه،وأصبحنا نسمع أحاديثا عن رغبة شعبية كبيرة في مناطق السليمانية بإعلان إدارتها الذاتية وكذلك توجه شنكال بخطى حثيثة لتنظيم شؤونها الخاصة بعيدا عن المركزية العائلية الهوليرية،وفي ظل التململ الشعبي العام،التشظي المجتمعي و المناطقي،يصبح الحديث عن الاستقلال هي الفقاعة الكاذبة التي يريد أساطين المال أن يخفوا بها سرقاتهم الكبيرة،وكذلك تعاونهم مع إدارة الأزمة التركية و التعتيم على مجازرها في شمال كردستان.
هل هناك أزمة مالية حقيقية؟؟؟
في ظل ما أسموه بالأزمة المالية في جنوب كردستان،تم قطع رواتب الموظفين و العسكريين منذ اكثر من خمسة أشهر،والتجاذبات بين بغداد و هولير كلها تصب في خانة واحدة،ألا وهي أنه لا أزمة مالية،وعائدات البترول كافية لدفع الرواتب لسنوات قادمة،إلا أن التقارير المالية لتلك العائدات مجهولة،ولا تدخل ميزانية الأقليم،في إعادة فوتوكوبية للأيدي الأمينة للنظام السوري الذي كان يخفي عائدات نفطه كذلك.
لكن السؤال الأهم الذي يطرحه البعض،هو من أين يقبض ما يسمى بيشمركة روج آفا رواتبهم،ومن أين يقبض الحرس العائلي الخاص المسمى بقوات زيرفاني رواتبهم؟؟
ما يتعلق بما يسمى بيشمركة روج آفا هناك احتمالان لا ثالث لهما،إما أنهم يقبضون رواتبهم من آل البرزاني،وبمعزل عن مناكفات الأقليم الداخلية،مما يعني أنهم متطفلون على قوت و لقمة عيش سكان الأقليم،وبالتالي هم جزء من جريمة التهجير و التغيير الديمغرافي الحاصلة،وبالتالي على سكان الأقليم وضع حد لهذه الظاهرة الاستغلالية قبل كل شيء،وإما هم يحصلون على رواتبهم من دائرة الحرب الخاصة التركية(وهو المرجح)وبالتالي هي حلقة أخرى في سلسلة الارتزاق و العمالة الكردية المزمنة.
في الوقت الذي يثاتل فيها البيشمركة على جبهات القتال و وائلهم تضور جوعا في المدن و القرى،يأتي هؤلاء المرتزقةبثيابهم المكوية و الأنيقة،وعلى أعينهم نظاراتهم الشمسية السوداء ليقبضوا رواتبهم و هم جالسون في أحضان الشعب في أقليم كردستان،في وقاحة شاذة حتى عن أبسط المشاعر الإنسانية.
عموما فقاعة الاستفتاء كسابقاتها من الفقاعات سيتبين انها كذبة،ولن تستطيع التعتيم على مجازر الدولة التركية ضد الكرد،ولن تكون مسكنا للألم كما كل مرة،فالأزمة في جنوب كردستان بحاجة لمعالجة جذرية،وإلا فالأقليم يسير بخطة وئيدة نحو الأنهيار و خيبة الأمل،فمن يرد أن يستفتي على خلاففاته مع المركز عليه أولا أن يستفتي على خلافاته الداخلية و يضع لها الحلول ثم يوحد الرؤية تجاه المركز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟