الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ازمة الحكومات التي بنيت على اساس الطائفية والمحاصصة
شيركو جمال ماربين
2016 / 2 / 9مواضيع وابحاث سياسية
ازمة الحكومات التي بنيت على أساس الطائفية والمحاصصة
سؤال يطرح نفسه هو : هل من الممكن ان نؤسس حكومة القانون والدستور والبرلمان والمؤسسات في ظل الطائفية والمحاصصة المقيتة ؟
للاجابة على هذا السؤال لابد ان نقول :
بعد تشريد ما يزيد على مليوني مواطن من كوردستان الى تركيا وايران , تم تحقيق تفاعلات في القضية الكوردية والتي ادت الى اعلان منظقة الملاذ الامن في كوردستان العراق , وطرد اجهزة القمع البعثية من كوردستان بفضل انتفاضات الجماهير في ربيع 1991 , وسحب النظام البائد لادارته من غالبية مدن كوردستان وفرض الحصار عليها ....!!
ولكن وللاسف حصل ما لم نتوقعه , حيث دخلنا في معارك مدمرة بين الحزبين ( الاتحاد الوطني الكردستاني و الديمقراطي الكردستاني ) والتي راحت ضحيتها الالاف من ابناء الشعب وتم تخريب ما نجى من انفالات النظام البائد على يد الحزبين ( المتحاربين من اجل السلطة والنفوذ )
وبعد القتال الداخلي الذي استمر لاكثر من 4 سنوات , كان يجب ان تحسم من هو السيد الموقف وعليه تم الاستنجاد بصدام من اجل حسم الموقف لصالح طرف على حساب الطرف الاخر , والذي استنجد بدورة بأيران .
تم تقسيم الاقليم الى دولتين متداخلتين , دولة السليمانية ودولة اربيل , والتي لاتزال اثارها المدمرة شاخصة للعيان , وتم بناء جيشين وحكومتين وميزانيتين , ومن هنا ولدت المحاصصة من رحم الاقتتال الداخلي المدمر وتقسيم موارد الاقليم بين الحزبين .....
وبعد سقوط الصنم ـ حدد ميزانية الاقليم والتي تم استخدامها لمصالح الاحزاب المتنفذة ايضأ ,الى ان صدرنا النفط والغاز ومن خلال تركيا الى اسواق العالم ....
ومن جانب اخر تم خصخصة جميع الواردات والصناعات والمستثمرين وضرب الصناعة الوطنية منها (السجاد ) اضافة الى الزراعة .
لقد تم فتح ابواب السوق السائب والتجارة السائبة على مصرعيها وتم شراء الذمم من اجل الدفاع على مصالح الذين لعبوا بمقدرات الارض والشعب ومن ( الحزبين المتنفذين ) , وبدء التحليق عاليا وتم بناء الدولة على الرمال المتحركة وبدون اسس وثوابت عالمية وبدون دراسة مسبقا لكي نتمكن ان نبقى على قيد الحياة مثل باقي البلدان التي هي اكثر فقرا من العراق وكوردستان .
بدل التقدم والازدهار ـ اصبحنا بلد الازمات والمفاجات المتتالية والتراجع المشين : منها القتال الداخلي , و والمصالحة مع البعث تحت اجنحة مايسمى بالداعش المدعوم من الدول الاقليمية ومنها تركيا والقطر والسعودية وايران وبدعم من المحرك والممول الرئيسي امريكا وبريطانيا , وتم ايضأ جر الاتحاد الاوربي لهذه اللعبة القذرة والمسرحية الفاشلة , وكل هذا فقط من اجل ان يبقى هذا الوطن سائب لكل من هب ودب .
لقد تم الاعتماد الكلي على النفط والغاز , وتم اهمال متعمد لقطاعات مهمة مثل ( الزراع , الصناعة , الثروة المائية و الثرو الحيوانية ) ووصل الحال بنا ان نستورد قناني ماء من الدول الاخرى, في حين نحن بلد المياه ......
وعليه تتراكم معانات المواطنين يوما بعد يوم وليس هناك حلول جدية للخروج من الازمات التي تعصف بالعراق واقليم كردستان ـ منها : المحاصصة المقيتة , المحسوبية والمنسوبية , انعدام الكهرباء والخدمات الرئيسية الاخرى .... اضافة الى الضائقة المعاشية والهجرة , والازمات المصطنعة الاخرى والتي تدفع الشعوب ثمنها ...
خيرا اقول : حتى سوبرمان إبن كوكب "كريبتون" لا يستطيع ان يبني بلد بدون مقومات الدولة , ومن يريد ان يبحث عن حلول جدية للخروج من هذه الازمات التي تعصف بالمواطن المغلوب على امره, يجب اولا : ان ينبذ الطائفية والمحاصصة , ينبذ السوق السائب , ينبذ التغازل مع البلدان الاقليمية والتحالفات الارتجالية وغير المتكافئة , وابعاد الاحزاب عن مؤسسات الدولة وعدم التدخل في شؤون الدولة والمؤسسات والمحاكم والقضاء
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة