الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التخطيط لأدارة الأزمات الواقع الطموح

سفيان منذر صالح

2016 / 2 / 10
التربية والتعليم والبحث العلمي


د. سفيان منذر صالح
إن جوهر عملية التخطيط ، هو تخمين الأزمات المحتمل مواجهتها، وأطرافهــا، والظروف المحيطة بها، والتحديد الدقيق للأسس الإستراتيجية الواجب اتِّباعهــا، في مراحل الأزمة المختلفة، سواء كان ذلك في مرحلة اتخاذ إجراءات الحدّ منها،أو في مرحلة مواجهتها، أو في مرحلة ما بعدها. وتتضمن عملية التخطيــــــــط الإجراءات كافة، المُزْمَع تنفيذها، والتعبير عنها في وثيقة الخطة، التي تهـــدف أساساًإلى منع الأزمة، والإعداد الدقيق لإدارتها، في حالة نشوبها ، وتشمــــــــل أهداف الخطة، والأخطار والتهديدات، التي حفزت إليها؛ والمفاهيم والمعاييــــــر، التي رُوْعِيَت في إعدادها؛ فضلاً عن مكونات الخطة، والإستراتيجية المتبعــــة لمواجهة الأزمة، والفريق المكلف بتنفيذها؛ إضافة إلى تحديد مصادر المعلومات وكيفية العِلم بها، والنظُم الفنية المتكاملة لتبادل المعلومات، وأساليــــــــــــــــــب التدريب المستمرة على تنفيذ الخطة.
نلاحظ اليوم في بلد عريق مثل العراق يمتلك كل مقومات بناء الفكر العلمي والمعرفي للأنسان بشتى انواعة ، ضعف وجود ستراتيجية موحدة لأدارة الازمات لمواجهة المشاكل التي تواجة المحافظات اليوم مثل ( أزمة سد الموصل ) باعتبارها ذات قضية مشتركة للبلد ومهمة ذات مساس مباشر بحياة الانسان هدف العملية التنموية التي تحاول كل دول العالم وضع الأستراتيجيات القصيرة والبعيدة الأمد للمحافظة على هذا المورد المهم ( الأنسان) ، تعبر الازمة في حقيقتها عن فشل اداري لمتخذ القرار نتيجة لحدوث خلل اداري معين او ناتج معين او ناتج عن عدم خبرة او معرفة لذلك تحتاج البلدان التي تدور في دوامة الازمات التي تخلقها الصراعات السياسية الى ادارة علمية رشيدة تقوم على البحث والحصول على المعرفة ويقينها بان امتلاك ناصية العلم والتقانه المعلوماتية طريق الى حل شفرة الازمات والتعامل معها ، حيث لايمكن معالجة اي ازمة او التعامل معها من خلال العجز والقصور في مفردة التفكير العلمي الاستراتيجي والحاجة الى الاستعداد والوفره الكافية والمناسبة للتدخل لمقاومة العجز في الفهم الكامل لطبيعه الازمة في ترجمة اسبابها وابعادها وتأطير الموقف الازموي الذي يواجة الكيان المادي ككل مهما اختلفت المسميات ، مما سبق على القائمين في أتخاذ القرار فهم وجهات النظر المختلفة ووجهات النظر التقليدية والمعاصرة في ادارة الازمة، فالنظرة التقليدية تعتمد منهج مكافحة ومعالجة الازمة (الخطر او المشكلة) عند وقوعها ، ويحتاج التعامل مع الازمة الى ادارة علمية ذات توجهات إستراتجية تأخذ بعين الاعتبار التفكير المنطقي في التعاملات مع خطوات الازمة وتوفير المعلومات الساندة التي يرتكز عليها في رسم حدود الازمة ، ثم اتخاذ القرار المناسب لنوع تلك الأزمة وفق مصفوفة الأزمة المراد وضع الحلول لها ، ووتتضمن استراتيجية صناعة القرار واتخاذه عدد من الخطوات التي تناولها الكثير من الباحثين للتوصل إلى امكانية وضع الحلول اللازمة لتقييم الأستراتيجيات المقترحة واختيار المناسب منها نابعة من المشاكل التي يعاني منها الانسان والموقف لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية ، والتي يمكن اجمالها بما يلي :-
1. مرحلة التشخيص / Diagnosis Step
2. مرحلة تحديد البدائل / Alternative Identify Step
3. مرحلة التقييم / Evaluation Step
أن طموح اليوم لحل الأزمات في كل بقاع العالم ، يتجة الى العقل البشري الذي استخدم واستغل التقنيات الألكترونية الحديثة المكتشفة والمطورة يومآ بعد يوم والتي حاكت وحلت الأزمات وبشتى انواعها ، ويأتي دور هذه التقنيات الحديثة في معالجة العديد من الأزمات والمخاطر في كافة مناحي الحياة ، وفي جميع المجالات المختلة ، والتقليل من الكوارث الطبيعية ، والتي ضربت أنحاء متفرقة من العالم ، بما في ذلك زلزال تسونامي الذي ضرب جنوب شرق القارة الآسيوية ، والذي أودي بحياة أكثر من مئة ألف نسمة والذي ما زال يتجدد ، وزلزال هاييتي وإعصار كاترينا في القارة الأمريكية ، وأيضاً مظاهر الجفاف والمجاعات في أفريقيا ، وكذلك الأمراض والأوبئة التي انتشرت في جميع أنحاء العالم مثل السارس والانثراكس وجنون البقر وأنفلونزا الطيور والخنازير .. وغيرها . والكوارث غير الطبيعية والتي هي من صنع الإنسان نتيجة قرارات واستخداماته الخاطئة ان صح التعبير ، ينبغي علينا اليوم استخدام و تناول التقنية الألكترونية وتكنلوجيا المعلومات ، لمساعدة متخذي القرار في اتخاذ القرار الصائب المبني على الاسس السليمة والدراسة المرحلية (مرحلة السيناريوهات) ، والمتمثل بأستخدام انظمة وتقانة المعلومات التي تساند عمليه صناعة واتخاذ القرار ، مثل نظـــــام (DSS) نظم دعم القرارات و (ES) الانظمة الخبيرة التي تقوم بتقدير موقف المشكلة ثم تحليلها وبأستخدام المعالجات الأحصائية الذكية (SPSS) ، ثم ايجاد البدائل المقترحة التي تقدم لمتخذ القرار لاعانته على اختيار البديل الافضل ، وغيرها من النظم الذكية لا يسع المقام لذكرها الان ، للوصول الى الانجاز المطلوب لحل تلك الازمة ، أخيرآ يلعب البناء المعرفى للأفراد دوراً هامة فى حدوث التخطيط الفعال والتغيير فإذا كانت خبرات الأفراد كبيرة ومتفاعلة ومتناغمة تكون عاملاً مؤثراً فى سلوك الأفراد تجاه التغيير. وتلعب القيم والمبادئ والتعليم والمجتمع والإعلام دوراً هاماً فى تكوين البناء المعرفى السليم الذى يكوّن خبرات فاعلة ومؤثرة فى التخطيط ، لا يكون التخطيط لحل الأزمة منظومياً وشاملاً فى أى نظام إذا أغفلنا محدد أو أكثر من محددات التخطيط المراد لحل أي أزمة ، فلا يمكن للتخطيط المراد منه حل أي أزمة أن يكون بناءاً فى أى نظام إذا كان قصير المدى محدود المساحة لأنه فى هذه الحالة يركز على عدد محدود من المتغيرات اللازمة كما يغفل التفاعل والتناغم فيما بينها، كذلك لا يمكن حدوث التخطيط الكفوء والبناء إذا كان سطحياً وزمن حدوثه غير ملائم ومداه ومساحته محدودين ، ولا يأخذ المتغيرات الدورية والعرضية والفجائية بنظر الأعتبار، أن المراجعة الموضوعية للأزمات الماضية والتعلم من الأخطاء ، ومن الأزمات المشابهة وعمل السيناريوهات وفق الأساليب العلمية ، وعقد الندوات واللقاءات والورش اللازمة كفيل بحل الأزمات أين ما تحدث ، من أجل الأعداد السليم لمصفوفة ناجحة من الخطط المستقبلية تناسب الواقع العراقي اليوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اداره الازمة
د. احمد صبحي عبد الهادي ( 2016 / 2 / 10 - 21:41 )
لقد وفق كاتب المقال د. سفيان جزاه الله خير الجزاء على الوصف العلمي المتعدد لقنص مشكلة الازمة ومعالجتها علميآ وبأستخدام الادوات التقنية المطلوبة ولازمة لاتخاذ القرار والذي يشمل حل المشكلة شكرا للموضوع

اخر الافلام

.. استقطاب طلابي في الجامعات الأمريكية بين مؤيد لغزة ومناهض لمع


.. العملية البرية الإسرائيلية في رفح قد تستغرق 6 أسابيع ومسؤولو




.. حزب الله اللبناني استهداف مبنى يتواجد فيه جنود إسرائيليون في


.. مجلس الجامعة العربية يبحث الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والض




.. أوكرانيا.. انفراجة في الدعم الغربي | #الظهيرة