الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تظاهرات (الجمعة ) العراقية بين الوهم والايهام (ج1)

محمد علي الحلاق

2016 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


مدخل :-
التظاهر ، اشتقت من الظهور ، والظهور هو الخروج الى العلن ،ولقد استخدم المؤرخون العرب مصطلح (الخروج) للاشارة الى الثورة .
وبناءاً على ذلك ،قال الامام الثائر الحسين بن علي بن ابي طالب في بيانه الاول عند اعلانه الثورة على الحكم الاموي نهاية عام 60 هـ :"إني لم اخرج أشراً ولا بطراً ، ولا ظالما ولا مفسداً ،إنما خرجت لطلب (الإصلاح ) في امة جدي ".
والاصلاح الذي حدده الحسين بن علي كهدف رئيس لثورته ،كان يعني به التغيير الجذري للاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت سائدة في عهد الامويين ،الذين استطاعوا من السيطرة على الحكم في الدولة الاسلامية في القرن الهجري الاول عام 41هـ ، بثورة ردة وفق صطلحاتنا الحديثة ،كما هو إنقلاب 8 شباط الفاشي – الرجعي .
وقفة رقم 1 : نحن لسنا بصدد الخوض في الصراع الطبقي الذي حصل في الدولة الاسلامية في سنواتها الاولى من القرن الهجري الاول ، والذي تمخض عنه تشكيل التحالفات والاحزاب السياسية (بشكلها الجنيني ) ذات المحتوى والنهج الطبقي والاجتماعي ،وبالخصوص بعد
(فتح مكة) والعفو عن تجار قريش ومنح زعيمهم (ابو سفيان) منزلة اجتماعية وسياسية جديدة تعادل منزلته قبل ذلك الحدث ، ومن ثم تحالفه الطبقي مع تجار المدينة وبقية زعماء القبائل للحد من التحولات الاجتماعية التي دعى اليها الاسلام لصالح الطبقات الفقيرة والمحرومة ومساواته بين الناس كافة بغض النظر عن مراكزهم الاجتماعية او اصولهم العرقية .
ورد فعل تلك الطبقات الفقيرة على ذلك التحالف بقيام ونشوء (حركة التشيع) ،التي لم يكن للامام علي بن ابي طالب دور في تأسيسها ،لكنه اختير بعد ذلك قائداً للدولة بعد انتصار الثورة الاولى للحركة على الخليفة الثالث .
ومن لايصدق ان الصراع الذي ابتدأ في الدولة الاسلامية الوليدة ،كان صراعا طبقيا واجتماعيا محضاً،طبع بطابع ديني وقتها،(ولمَا يزل تجار الدين والسياسة يسوقونه كسلعة رائجة في هذه الايام )،فليرجع الى كتاب (نهج البلاغة لإبن ابي الحديد ابو حامد عز الدين المديني المعتزلي ، ويقرأ نص خطبة (عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي )،احد قادة جيش الامام علي قبل بدأ معركة صفين .
عودة :يتضح فيما سبق ،ان الاصلاح في التأريخ الاسلامي كان يعني الثورة والتغيير الجذري عن طريق العمل المسلح .
اما في الازمنة الحديثة والمعاصرة وابتداءا من انتكاسة الثورة الفرنسية وعودة القوى الطبقية-الاجتماعية الرجعية الى السيطرة على السلطة السياسية بعد هزيمة نابليون بونابرت ،وبعد تحول الطبقة البورجوازية من طبقة ثورية الى محافظة ورجعية بعد(ربيع الشعوب الاوربية ) في عام 1848،والذي اسقط وبشكل نهائي مفهوم (الديمقراطية الليبرالية) .
كما ذكر ذلك المؤرخ البريطاني الكبير ( إيريك هوبزبوم ) في كتابه الثاني من رباعيته الرائعة ( عصر رأس المال ).
ومن بعد ظهور الطبقة العاملة ،كطبقة وليدة عن النظام الرأسمالي ،وثورية وبداية تشكيل تنظيماتها السياسية ونظريتها الثورية (البيان الشيوعي )،وتأسيس (الاشتراكية الديمقراطية) وما سمي بـ (الاممية الاولى).
وبعد اخفاق وانتكاسة (كومونة باريس) في عام 1771،وتحول شريحة من الطبقة العاملة والذين سموا بـ ( ذوي الياقات البيض) بعد رشوتهم الى صفوف الاعداء الطبقيين سياسياً.
والانقسام الخطير الذي حصل في صفوف الحركة والاحزاب الاشتراكية التي كانت تديرها (الاممية الثانية) بزعامة كاوتسكي،اثر الحرب العالمية الاولى عام 1914 الذي بلغ ذروته بعد انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى في عام 1917 وتأسيس (الاممية الثالثة) من قبل قادة البلاشفة وعلى رأسهم قائد الثورة (فلادمير إيلتش لينين)،حيث صار هناك طريقان،طريق البلاشفة (الاممية الثالثة ) الذي يدعو الى التغيير الثوري عن طريق (العمل المسلح) ،والطريق الثاني هو طريق(الاممية الثانية) او(الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية) الذي كان يدعو الى (الاصلاح) اي التغيير التدريجي عن طريق النضال السلمي وقبوله باللعبة البورجوازية او الديمقراطية الليبرالية وهي (صناديق الانتخاب) .
احتدم الصراع بين الخطين لاكثر من تسعين عاما ،وحتى الانهيار الدراماتيكي المفاجئ حتى للقوى الامبريالية نفسها ، ونعني به انهيار الاتحاد السوفياتي النموذج الاول للخط الثوري (الاممية الثالثة)في عام 1991.
لقد كان ذلك الانهيار بمثابة الانتصار التأريخي الحاسم ولحد الآن للخط الاصلاحي (الاممية الثانية).
حصل ذلك في اوربا الرأسمالية و(رأسمالية الدولة) ،وليس في آسيا وافريقيا واميركا اللاتينية ،تلك القارات التي صارت وفق التقسيم الدولي للعمل الذي قررته الرأسمالية العالمية ،دولا تابعة ومستعمرة (مستنزفة ) منذ القرن السادس عشر الميلادي .
لكن المفارقة كانت هي في صمود النماذج الثورية التي قامت في قارات العالم الثالث مع بعض التغييرات الشكلية والهيكلية .
وقبل ان نختم هذا المدخل ،يتوجب علينا ان نوضح مسألة في غاية الاهمية فيما يخص موضوعة الاصلاح ، في اي بلد كان ولأية قارة ينتمي وفي أية مرحلة من مراحل التطور التأريخي يكون ، وهي : ان المصلح او القائم بالاصلاح يجب ان يكون من خارج المؤسسة الحاكمة التي تتحكم بالقرار السياسي ، كما وان المصلح يجب ان يتمتع بحرية اتخاذ القرار ،واستقلال وقوة الارادة السياسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية