الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمر بن الخطاب والجرح النرجسي الأيراني

حسن اسماعيل

2016 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


عاش الفرس جرحاً نرجسياً جراء فتح بلادهم وفرض الأسلام عليهم بعد انهيار امبراطوريتهم الساسانية على يد العرب. هذه الأمبراطورية التي كانت واحدة من اعظم امبراطوريتين في العالم وقتذاك. وحيث يشكل القوميون الفرس ثقلاً كبيراً ومؤثراً في المجتمع الأيراني فان تأثيرهم يبدو جلياً في نظرة الفرد الأيراني الى العرب باعتبارهم "بدواً وآكلي جراد" على الرغم من انهم اقاموا الحضارة العربية الإسلامية وهي من اعظم الحضارات في تاريخ الانسانية. ولا غرابة في ذلك لمن يفهم سيكولوجيا القومية الفارسية بما عرف عنها من عنجهية وعناد وشعور مرضي بالتفوق فالمثقفون القوميون الفرس مازالوا يعتقدون بانهم لم يهزموا امام الأسكندر المقدوني وجيش الاغريق!!
لم ينكر العرب يوماً مساهمة الفرس في بناء الدولة والحضارة العربية الاسلامية لانه امر حدث. وكان العراق بشكل خاص ميداناً رحباً ابان الخلافة العباسية لعلماء الفرس ومثقفيهم وادبائهم حتى انهم كانوا يكتبون بعض مؤلفاتهم باللغة الفارسية بكل حرية. لكن الجرح النرجسي القومي ظل كامناَ عبر الأجيال وظل يشتغل حتى واتته الفرصة المناسبة بانهيار الامبراطورية العربية الاسلامية ليخترع الفرس مذهباً (او ديناً) جديداً وينقضون السنة النبوية مع بداية القرن السادس عشر حين فرض اسماعيل الصفوي المذهب الشيعي عن طريق العنف والقتل على ابناء جلدته، مستعيناً بالعقل الخرافي الديماغوجي لـ"فيلسوف" الدولة الصفوية ملا محمد باقر المجلسي الذي جمع "حكاياته" في اكثر من مائة مجلد في كتابه "بحار الانوار".
ولئن تم اندحار الامبراطورية الساسانية على يد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب فان هذا الخليفة سيدفع الثمن غالياً في المنظومة الرمزية للعنصرية الفارسية فتحول هذا الخليفة العادل والحازم الذي كان يحظى بدعم واسناد من الأمام علي الى شخص مارق وعدو للامام علي!! ولا ندري كيف يسمح هؤلاء العنصريون لأنفسهم ان ينالوا من خليفة مّن عليهم بالاسلام وهم بذلك يعارضون علياً الذي يدّعون انه امامهم.
اننا نتساءل لماذا تركيز العداء على عمر بن الخطاب تحديداً؟ لانشك لحظة بان الجرح النرجسي القومي هو الذي يشتغل هنا، رغم ان هذا الخليفة كان حريصاً على الإسلام بشهادة الأمام علي وكان لاتأخذه في الحق لومة لائم، كما يقال، واذا ما قارنا سياسته بسياسة عثمان بن عفان ستكون لصالحه حتماً خاصة وانه تصدى لبني امية وعمل على تحجيمهم وكان ضحية لمؤامرتهم حين اغتيل من قبل احد العلوج الأيرانيين الذي ادخل الى المدينة بتدبير الأمويين لغرض قتله، وكان العلوج حينها ممنوعين من دخول المدينة. نقول ماذا يريدون من عمر وهو الذي وهبهم الاسلام بعد ان كانوا وثنيين يعبدون النار؟
لقد نجح الفكر العنصري الفارسي في سلسلة مساعيه للنيل من الخليفة العادل عمر بن الخطاب في خطف الامام علي وزجه في منظمة التشيع الصفوي فيما لم يكن هذا التشيع الا دخيلاً على الامام علي ومبادئه ورؤيته لأدارة الحكم في الدولة الاسلامية اذ انه بايع الشيخين حين وجدهما سائرين عموماً في نهج الاسلام. واختلف مع عثمان ـ دون ان يرفع لواء العداوة او الحرب ـ لانه تساهل مع ابناء عمومته بني امية الطامحين بخطف الدولة الاسلامية وتحويلها الى ملك عضوض كما حصل لاحقاً. كما رفض الخلافة حين عرضها عليه عمر شرط ان ينهج سيرة الشيخين حين رد بقوله (اجتهد برأيي) لأن علي بن ابي طالب كان اماماً اشتراكياً ولا يمكنه ان يميز بين الصحابة وباقي المسلمين او بين المسلمين وغير المسلمين في توزيع العطايا اذ تدفقت الغنائم على الدولة الاسلامية الفتية في زمن الفتوحات.
ان اهل مكة ادرى بشعابها. وهكذا نجد عالم الاجتماع الايراني علي شريعتي، الذي اغتاله السافاك، كيف تصدى لديماغوية التشيع الصفوي لانه لايمت بأي صلة للتشيع العلوي. وهو ما يثبت ان التشيع الصفوي يقوم على قاعدة سياسية قومية تعتمد براغماتية ـ ديماغوجية تسعى لنقض شرعية الدولة الاسلامية ومصادرتها لغرض اعادة بناء الأمبراطورية القومية الفارسية التي قوضّها العرب المسلمون .













عمر بن الخطاب والجرح النرجسي الأيراني
حسين قاسم
عاش الفرس جرحاً نرجسياً جراء فتح بلادهم وفرض الأسلام عليهم بعد انهيار امبراطوريتهم الساسانية على يد العرب. هذه الأمبراطورية التي كانت واحدة من اعظم امبراطوريتين في العالم وقتذاك. وحيث يشكل القوميون الفرس ثقلاً كبيراً ومؤثراً في المجتمع الأيراني فان تأثيرهم يبدو جلياً في نظرة الفرد الأيراني الى العرب باعتبارهم "بدواً وآكلي جراد" على الرغم من انهم اقاموا الحضارة العربية الإسلامية وهي من اعظم الحضارات في تاريخ الانسانية. ولا غرابة في ذلك لمن يفهم سيكولوجيا القومية الفارسية بما عرف عنها من عنجهية وعناد وشعور مرضي بالتفوق فالمثقفون القوميون الفرس مازالوا يعتقدون بانهم لم يهزموا امام الأسكندر المقدوني وجيش الاغريق!!
لم ينكر العرب يوماً مساهمة الفرس في بناء الدولة والحضارة العربية الاسلامية لانه امر حدث. وكان العراق بشكل خاص ميداناً رحباً ابان الخلافة العباسية لعلماء الفرس ومثقفيهم وادبائهم حتى انهم كانوا يكتبون بعض مؤلفاتهم باللغة الفارسية بكل حرية. لكن الجرح النرجسي القومي ظل كامناَ عبر الأجيال وظل يشتغل حتى واتته الفرصة المناسبة بانهيار الامبراطورية العربية الاسلامية ليخترع الفرس مذهباً (او ديناً) جديداً وينقضون السنة النبوية مع بداية القرن السادس عشر حين فرض اسماعيل الصفوي المذهب الشيعي عن طريق العنف والقتل على ابناء جلدته، مستعيناً بالعقل الخرافي الديماغوجي لـ"فيلسوف" الدولة الصفوية ملا محمد باقر المجلسي الذي جمع "حكاياته" في اكثر من مائة مجلد في كتابه "بحار الانوار".
ولئن تم اندحار الامبراطورية الساسانية على يد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب فان هذا الخليفة سيدفع الثمن غالياً في المنظومة الرمزية للعنصرية الفارسية فتحول هذا الخليفة العادل والحازم الذي كان يحظى بدعم واسناد من الأمام علي الى شخص مارق وعدو للامام علي!! ولا ندري كيف يسمح هؤلاء العنصريون لأنفسهم ان ينالوا من خليفة مّن عليهم بالاسلام وهم بذلك يعارضون علياً الذي يدّعون انه امامهم.
اننا نتساءل لماذا تركيز العداء على عمر بن الخطاب تحديداً؟ لانشك لحظة بان الجرح النرجسي القومي هو الذي يشتغل هنا، رغم ان هذا الخليفة كان حريصاً على الإسلام بشهادة الأمام علي وكان لاتأخذه في الحق لومة لائم، كما يقال، واذا ما قارنا سياسته بسياسة عثمان بن عفان ستكون لصالحه حتماً خاصة وانه تصدى لبني امية وعمل على تحجيمهم وكان ضحية لمؤامرتهم حين اغتيل من قبل احد العلوج الأيرانيين الذي ادخل الى المدينة بتدبير الأمويين لغرض قتله، وكان العلوج حينها ممنوعين من دخول المدينة. نقول ماذا يريدون من عمر وهو الذي وهبهم الاسلام بعد ان كانوا وثنيين يعبدون النار؟
لقد نجح الفكر العنصري الفارسي في سلسلة مساعيه للنيل من الخليفة العادل عمر بن الخطاب في خطف الامام علي وزجه في منظمة التشيع الصفوي فيما لم يكن هذا التشيع الا دخيلاً على الامام علي ومبادئه ورؤيته لأدارة الحكم في الدولة الاسلامية اذ انه بايع الشيخين حين وجدهما سائرين عموماً في نهج الاسلام. واختلف مع عثمان ـ دون ان يرفع لواء العداوة او الحرب ـ لانه تساهل مع ابناء عمومته بني امية الطامحين بخطف الدولة الاسلامية وتحويلها الى ملك عضوض كما حصل لاحقاً. كما رفض الخلافة حين عرضها عليه عمر شرط ان ينهج سيرة الشيخين حين رد بقوله (اجتهد برأيي) لأن علي بن ابي طالب كان اماماً اشتراكياً ولا يمكنه ان يميز بين الصحابة وباقي المسلمين او بين المسلمين وغير المسلمين في توزيع العطايا اذ تدفقت الغنائم على الدولة الاسلامية الفتية في زمن الفتوحات.
ان اهل مكة ادرى بشعابها. وهكذا نجد عالم الاجتماع الايراني علي شريعتي، الذي اغتاله السافاك، كيف تصدى لديماغوية التشيع الصفوي لانه لايمت بأي صلة للتشيع العلوي. وهو ما يثبت ان التشيع الصفوي يقوم على قاعدة سياسية قومية تعتمد براغماتية ـ ديماغوجية تسعى لنقض شرعية الدولة الاسلامية ومصادرتها لغرض اعادة بناء الأمبراطورية القومية الفارسية التي قوضّها العرب المسلمون .
















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح