الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
وجهة نظر ....... في الاسلام هو الحل
الحلاج الحكيم
2005 / 11 / 15العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وجهة نظر ... في الإسلام هو الحل
لبداية التاريخ بالتقويم الهجري دلالة عميقة .
فقد ابتدأ بهجرة جماعة صغيرة من المسلمين من مكة إلى المدينة حيث برز ت شخصية مهمة هي النبي محمد على راس جماعة دنيوية تشكل منها المسلمون في حينها .
ففي السنوات التي قضاها النبي محمد في مكة مهد الدين الجديد كانت رسالته على ارتباط وثيق بالأفكار التي تقول بالعلاقة الكلية بين الإنسان وبين الله الخالق والعادل .
أما الدنيا بحد ذاتها فقد ظهرت من خلال هذه الرسالة أمرا لا شان له .
وبعد الهجرة بدأ الاهتمام بالدنيا وسعى الرسول إلى خلق شكل جديد لها . ويمكن اعتبار هذا الانغماس في الدنيا التزاما أليما اقتضته الضرورة حتى يتسنى للجماعة أن تؤمن لنفسها وجودا يمكن تحمله .
انعطف النبي محمد باتجاه الدنيا معترفا بها وجاعلا احد واجباته إعادة تنظيمها بوحي .
وهكذا أصبحت الدولة الإسلامية إحدى المؤسسات الاجتماعية .
إنها التجسيد الأول للدين الإسلامي .
لقد خلقت الوقائع ظرفا يختلف تمام الاختلاف عما كانت عليه المسيحية في بداية نشأتها .
ذلك أن المسيحية لم ترتبط بتأسيس دولة إلا بعد مضي ما يزيد على الثلاثة قرون من ظهورها .
لقد كان بامكان المسيح أن يفصل بين الدولة والدين .
لقد كان باستطاعته أن يعطي ما لقيصر لقيصر وان يعطي لله ما كان لله .
أما المسلم فلم يكن باستطاعته تقبل هذا الفصل .
صحيح إننا نجد في الإسلام تلك النزعة الرافضة للعالم . النزعة الساعية للتخلص من هذه الدنيا الفانية .
بل إننا نجد أن هذه النزعة قد اجتذبت وفي بعض العصور فئات عريضة من جماعات المسلمين . ونحن نعلم أن لا هيئة معينة في الإسلام لتحكم على ما كان مماشيا للسنة أو ما كان خروجا عليها أو بدعة وهر طقه .
ومع ذلك فقد عرف الإسلام حقلا وسطا . وهو ما يمكننا أن نطلق عليه صفة السنة . إذ انه استطاع ومع مر الأيام أن يستقطب غالبية المسلمين .
وتميز هذا الاتجاه السني على التأكيد بالزهد في الدنيا والابتعاد عنها . ودافع عن رأيه مستخدما حججا فقهية قوية ومتماسكة .
لقد أوجد الإسلام شريعة لا بد أن يصار إلى تحقيقها في هذا العالم . ولا بد من تنظيم العالم تبعا لمبادئها
ومن لا يقدر ذلك أو من لا يراه فقد ابتعد عن ارض الدين الإسلامي بالشكل الذي أرساه الرسول .
عبر الغزالي احد اكبر فقهاء الإسلام في كتاباته عن هذا الخط الوسط واصفا الأيمان بضرورة السلطة بعبارات تضيء طريق المسلم .
إذ ربط بين سلطة الدولة والدنيا. والدين والحياة السعيدة في الاخره. فالسلطة ضرورية لانتظام الدنيا وانتظام الدنيا ضروري لانتظام الدين وانتظام الدين ضروري لتحقيق السعادة في الاخره .*
لقد وقع الإسلام وانطلاقا من واجبه في تحقيق وقيادة دوله تتطابق ومبادىء الدين في مأزق من نوع خاص .
تنتمي الدولة التي يراد قيامها إلى مملكة المثل .التي لا يرى منها الإنسان في هذا العالم إلا الظلال .
ولن يكون قادرا على تحقيق تلك المثل .
لقد استقى المؤمنون المسلمون من ديانتهم مهمة سياسية تتجاوز قدراتهم . ولا يمكن لفكرهم أن يوفق بين ازدواجية مستحيلة .
فالقران الكريم لم يتضمن أي مشروع دستوري .كما انه لم يكن لدى علماء الدين الأوائل وعلماء الفقه الأوائل أي إدراك لكيفية صياغة بنية الدولة بشكل منظم .
تحاول الشريعة تنظيم العلاقات التي تربط بين أفراد البشر بعضهم ببعض والعلاقات بين هؤلاء وبين الله .وبالتالي فان مجال القانون العام قد ظل أول الأمر مجالا لم يصر إلى التطرق إليه .
والأفكار التي تناولت كيفية تنظيم الدولة قد تطورت ضمن وتيرة مضطردة توزعت في إطار الطابع العام ومن ضمن ما تتطلبه الديانة من جانب وفي إطار التطور التاريخي من جانب آخر .
فشلت تلك المزاوجة المستحيلة عبر التاريخ الإسلامي .بين نصوص شرعية . وحاجة البشر للتطور وبالتالي .لم تنتج إلا الاستبداد المشرع فقهيا .. .
وما شعار الإسلام هو الحل .
إلا اجترار لاستبداد تاريخي عانت منه الشعوب العربية والإسلامية . وضعها خارج الحضارة الانسانيه المعاصرة .
*الغزالي كتاب الاقتصاد في الاعتقاد انقره 1962
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مدينة القيروان في تونس تستعيد ألقها الروحي خلال شهر رمضان |
.. صلاة التراويح فى الكنيسة الإنجيلية بالمنيا .. نصف المغفرة من
.. نجوي كرم تتحدث عن رؤيتها للسيد المسيح 13 مرة في ليلة واحدة
.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في لبنان تمطر مستوطنة كريات ش
.. الدكتور عبد الحليم محمود.. رحلة في حياة شيخ الأزهر الأسبق