الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحزاب الرئيسية الحاكمة وقياداتها ومسؤوليها ابطال الفساد في الاقليم

قاسم محمد علي

2016 / 2 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


صرح السيد ملا بختيار قبل ايام أنه "يطلب من البرلمان التحقق في اموال حزبه والمسؤولين في الإتحاد الوطني الكوردستاني واضاف لو ثبت تورط اي شخص او حزب بالفساد يجب احالته الى القضاء".

أولاً، كان الاولى بالسيد ملا بختيار لو كان حقاً جاداً فيما يذهب اليه ان يرجع قبل تصريحه الى قاعدته وقيادة حزبه او الى اعلى مسؤول حكومي من حزبه وهو نائب رئيس الوزراء السيد قباد الطالباني، ويسأل الى اين تذهب عائدات الصادرات النفطية وإيرادات المنافذ الحدودية والكمركية والمطارات في إقليم كوردستان والحكومة عاجزة عن دفع الرواتب الشهرية للبيشمركة وللعمال والمعلمين والموظفين، وعاجزة حتى عن تقديم الخدمات الاساسية واليومية للشعب؟ ثانياً، نُذكر السيد الفاضل، لايوجد في إقليم كوردستان لا سلطة قضائية مستقلة ولا سلطة تشريعية ورقابية فاعلة على الاطلاق واعضاء البرلمان مغلوبة على امرهم من قبل احزابكم التي حولت البرلمان الى مؤسسة شكلية فقط، كما كان المجلس الوطني في زمن صدام حسين ومجلس الشعب في زمن بشار الاسد في سوريا وحسني مبارك في مصر، والا كيف يستطع الحزب الديمقراطي الكوردستاني احد احزاب الحكومة الائتلافية، ان يعزل رئيس البرلمان من موقعه وعدد من الوزراء التابعة لحركة التغيير في الحكومة، من دون الرجوع الى البرلمان؟ وبأي قانون يملك حزب معين صلاحية الانقلاب على السلطة التشريعية والتنفيذية والتفرد بالسلطة، دون المعاقبة او المحاسبة القانونية؟ ولا رأينا البرلمان ولمدة 25 عاماً ان يُحاسب اي مسؤول حزبي ام حكومي حول قضايا الفساد المستشري وسرقة المال العام او يتدخل ويحاسب الحزبين الكورديين الرئيسيين في الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني لاشعالهما الاقتتال الداخلي وقيامهما بعمليات الانفال الحقيقية ضد البعض في منتصف تسعينيات القرن الماضي. وبالتالي هذه اللهجة وهذه التصريحات الدعائية التي نسمعها من بعض المسؤولين في هذه الايام انما هي محاولة يائسة منهم للتهرب من مسؤولية الفساد وتقديم براءة الذمة في نهاية المطاف.

ان المسؤولين الحزبيين والحكوميين واعضاء المكتب السياسي والقيادة السياسية للحزبين اصحاب السلطة الحاكمة في الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني على مايبدوا لايفهموا ولا يريدوا ان يفهموا لغة الجماهير ولغة ابناء الشهداء وعوائل البيشمركة والفقراء وغضبهم ونفاذ صبرهم وإحتجاجاتهم وتظاهراتهم وإعتصاماتهم ضد الفقر والجوع وضد الفساد المالي والسياسي والاداري لهؤلاء النخبة السياسية وإحتكارهم لمواقع المسؤولية في إقليم كوردستان، ونهبهم للثروات وخيرات البلد وسرقتهم للمال العام واكلهم لمال الشهيد والفقير واليتيم لمدة 25 عاماً. هذا التصريح وهذه الدعاية الإعلامية لعضو المكتب السياسي ومسؤول الهيئة العاملة في الاتحاد الوطني الكوردستاني، إنما هي إستهزاء بكرامة الجماهير والضحك على سذاجة الناس والإستهتار بعوائل الشهداء والبيشمركة الابطال وعوائل الفقراء ومئات الآلاف من المواطنين والعمال والموظفين والمعلمين الذين لو يستلموا رواتبهم الشهرية والتقاعدية لاكثر من خمسة اشهر، في حين إن إقليم كوردستان يصدر حوالي مليون برميل نفط يومياً، هذا بالإضافة الى إيرادات المنافذ الحدودية والمطارات والتي تقدر بملايين الدولارات في اليوم، الى جانب إستلام الإقليم من المركز نسبة 17 % بين الحين والآخر.
رغم ميزانية إقليم كوردستان الضخمة الا إن خزينة الدولة فارغة والحكومة مفلسة وعاجزة عن صرف الرواتب الشهرية للبيشمركة الابطال وللعمال والمعلمين والموظفين، وعاجزة عن دفع الرواتب التقاعدية لعوائل الشهداء والفقراء لأكثر من خمسة اشهر. هذه المتزانية الضخمة والحكومة عاجزة عن توفير الألبسة لقوات البيشمركة في هذا البرد القارس وهم يسهرون في جبهات القتال لحماية الارض والوطن وكرامة الشعب. هذه الميزانية الضخمة والحكومة عاجزة حتى عن تقديم الخدمات اليومية والاساسية والحيوية للمواطنين، كالماء والكهرباء والنفط والغاز. أين تذهب إذن كل هذه الاموال الهائلة؟ نُعلِمكم سيدي الفاضل، بأن كل ثروات وخيرات البلد وعائدات الغنائم النفطية وإيرادات المنافذ الحدودية والمطارات في إقليم كوردستان توزع بين قيادة حزبك في الاتحاد الوطني الكوردستاني وقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وتستخدم لتمويل شركاتهم الحزبية ومؤسساتهم الحزبية ولبناء إمبراطورياتهم الحزبية ولاثراء قياداتهم الحزبية واعضاء مكاتبهم السياسية ولشراء ولاء الناس من خلال إعالة الشعب وتوفير قوت عيشهم ومصدر رزقهم من قبل الحزبين، خارج إطار الدولة والحكومة. تستخدم هذه الاموال الطائلة لبناء القصور والجنائن المعلقة للمسؤولين الحزبيين ولدفع اجور جيوش حماياتهم وسياراتهم ولتغطية حساباتهم المفتوحة في البنوك العالمية لدفع نفقات سهراتهم ونزواتهم وسفراتهم وجولاتهم ورحلاتهم وابناءهم وعوائلهم الى حيث ما يشاؤون ومتى ما يشاؤون. تستخدم هذه الميزانية الضخمة لإقليم كوردستان لتمويل جيوشكم الحزبية واجهزتكم الإستخباراتية ولاثراء احزابكم التي تعتبر اليوم من الاحزاب الغنية في العالم حسب التقارير الدولية والصحف العالمية ايضاً.

ثروات وخيرات البلد تُنهب والمال العام ومال الشهيد والفقير واليتيم تُسرق من قبل المسؤولين وقيادات الحزبين في الإتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستاني لمدة 25 عاماً واوصلوا إقليم كوردستان وشعوبه الى ادنى درجات الفقر، وتفاجئنا سيدي الفاضل بهذا التصريح والدعاية الإعلامية وتطلب من البرلمان المغلوب على امره بمحاسبة الفاسدين، وانتم في موقع المسؤولية في الحزب، واحزابكم في السلطة هي المصدرالحقيقي للفساد بكل اشكاله المالي والسياسي والاداري، أليس الصحيح استاذ ملا بختيار وأنت في موقع المسؤولية في الحزب وداخل السلطة الحاكمة، ان تبدأ بالاصلاح وبمحاربة الفساد من داخل حزبك الذي يعتبر احدى أبطال واقطاب الفساد بدلاً من ان تذهب بعيداً وتطلب من البرلمان المغلوب على امره للتحقق في حالات الفساد؟ أليس هذا اسمى واعلى درجات الثقافة والممارسة الديمقراطية؟ أم انكم تنتهزون الفرص وتستغلون المناسبات والندوات للحديث عن الديمقراطية للتظاهر بالثقافة الذاتية فقط. وبالتالي إن هذا التصريح هو مجرد دعاية إعلامية للاستهلاك المحلي ولتضليل الجماهير ويجب عدم أخذه على محمل الجد.

تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وحال الشعب المزري في ظل الحكم الكوردي الفاشل في إقليم كوردستان لمدة 25 عاماً، جعل من الشعب ان يتحسر على ايام الماضي، رغم دراية الشعب المطلق بعداء النظام البائد ضد الكورد ومحاولاته لابادة الشعب الكوردي. إذا كان النظام البائد هدم القرى الكوردية، فهدم الحكم الكوردي كرامة المواطن وشخصية المواطن ونفسية المواطن. إذا كان النظام البائد يعتقل الناشط السياسي الكوردي داخل المدن، فتعتقل الاجهزة الاستخباراتية الكوردية وتغتال اصحاب الرأي الآخر وتقوم بالتصفية الجسدية في الشارع وفي وضوح النهار للرأي المغاير واصحاب القلم الحر وكل شخص تعتبره خارج الفضاء الحزبي للسلطة الحاكمة. إذا كان النظام البائد اقدم على انفال الشعب الكوردي، فأقدم الحكم الكوردي على انفال الشعب لاكثر من مرة، تارةً من خلال الإقتتال الداخلي وقتل ابناء الشعب وابناء الفقراء من البيشمركة الابطال لطرفي النزاع في منتصف تسعينيات القرن الماضي والتهجير القسري للعوائل الكوردية المحسوبة على الطرف الآخر في مناطق نفوذ اطراف النزاع، وتارةً من خلال اجبار الحكومة شباب الكورد وعوائل البيشمركة وابناء الفقراء الهجرة الى اوربا ويجازفون بحياتهم ويفضلون الموت والغرق في بحار العالم على الذل والاهانة والفقر والجوع في ظل الحكم الكوردي الفاشل، وتارةُ اخرى من خلال اتباع الحكومة والقوى السياسية الرئيسية سياسة جياع الشعب وقطع رواتبهم لشهور ومن ثم خفضه الى النصف، والتي ادت الى تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب، مما ادى الى تفكيك كثير من العلاقات الزوجية وتدمير العلاقات العائلية والاجتماعية وتفسخ القيم الاخلاقية في المجتمع.
ولنغلق باب المزايدة علينا في هذا الموضوع، انني من عائلة كوردية مناضلة، وكنا صغاراً وكباراً ضد الحكومات العراقية المتعاقبة وضد الطاغية صدام حسين، ويشهد لنا أهالي خانقين الكرام، وتعرضنا وأجدادي وعمامي وخوالي للملاحقة والإعتقال والتشريد والتهجير القسري الى جنوب وغرب العراق، وتأريخنا مشرف والحمد الله، وايادينا ليست ملطخة بدماء الشعب ولم نكن في يوم من الايام طرفاً في الإقتتال الداخلي الكوردي، بل على العكس شجبنا ووقفنا ضد تلك الإقتتالات الداخلية ومبرراتها المفبركة والمصطنعة من طرفي النزاع في منتصف الثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.

المسؤولية القومية والوطنية والتأريخية والاخلاقية تحتم علينا، وعلى كل مواطن وكل حسب موقعه، فضح اي مسؤول حزبي او حكومي، متورط بالفساد وسرقة المال العام، او الصامت والساكت على الفساد المستشري، من اجل منافعه الشخصية ومواقعه السياسية ومصالحه الحزبية على حساب حقوق الشعب. نكتب ونسجل هذه الحقائق في صفحات التأريخ ونعتبرها امانة على عاتقنا لنقل الصورة الحقيقية للأجيال القادمة عن الحكم الكوردي الفاشل وعن كل مسؤول حزبي وحكومي فاسد، ولنوضح للأجيال القادمة انشغال كافة المسؤولين الحزبيين والحكوميين الذين يقودون هذه المرحلة، بنهب ثروات وخيرات البلد وسرقة المال العام واكل مال الشهيد والفقير واليتيم واحتكارهم للسلطة ولمواقعهم الحزبية وإنزالهم الدمار والويلات على رقاب الشعب وتدميرهم لإقليم كوردستان ارضاً وشعباً وإستهتارهم بمصير ومقدرات الشعب، بدلاً من إنشغالهم بإسترجاع الارض والحقوق القومية والوطنية للشعوب الكوردستانية في العراق الجديد، او إستثمار ثروات وخيرات البلد وعائدات الصادرات النفطية الهائلة لبناء اقتصاد متين نحو تشكيل الدولة الكوردية. ندون هذه الحقائق في صفحات التأريخ ونُطلع الاجيال القادمة على حال الامة اليوم ونكشف لهم بأن المجموعة السياسية، التي تقود إقليم كوردستان في هذه المرحلة السياسية الحساسة والخطيرة والمصيرية بالنسبة الى المستقبل السياسي لإقليم كوردستان تتحمل المسؤولية والسياسية والاخلاقية لضياع الفرصة التاريخية للاستقلال السياسي لإقليم كوردستان وتشكيل الدولة الكوردية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال