الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
البحث العلمي
هاني عبيد
2005 / 11 / 16الطب , والعلوم
كل قول يتطلب مستمعا وكل بحث يتطلب تطبيقا
ببساطة هل نحن بحاجة إلى بحث علمي؟ وإذا كان الجواب نعم، فما هو البحث العلمي الذي نريد. بعيدا عن الدراسات التي تصف نفسها بالجادة (لا أجد غير أصحابها يطلقون عليا بالجادة) وبعيدا عن الأرقام التي تبين كم نخصص نحن للبحوث وكم هم يخصصون، نقول نعم نحن بحاجة إلى بحوث علمية وجادة ولكن بشرط أن تكون مفيدة. إن الفائدة التي نقصد هي ما يجنيه المجتمع من اثر اقتصادي واضح وليست الفائدة التي يجنيها الباحث نفسه من استخدام البحث لأغراض الترقية الأكاديمية في الجامعات. فكل بحث لا يقدم أثرا يلمسه المجتمع ولا يحقق فائدة اقتصادية يعتبر مضيعة للوقت وهدرا للجهد.
لقد كتب الكثير عن أهمية البحث العلمي ودوره، وعقدت المؤتمرات والندوات والتي كانت في اغلبها تسرد على مسامع الحضور قصص النجاح في العالم الصناعي والدعم المادي المخصص للبحوث، ليتم القول بأننا في العالم الثالث لا نقدم ما فيه الكفاية وان ما ينقصنا هو الدعم المالي، فلو توفر هذا الدعم المالي لضاهينا الغرب في تقدمه. وهذه مغالطة كبيرة، لانها تهمل مجمل الظروف الذاتية والموضوعية. هناك فجوة بين مجموعة القيم السائدة في مجتمعاتنا وبين ثقافة العمل ومستوى تطور القوى المنتجة.
عندما أطلق الاتحاد السوفياتي أول قمر صناعي وهو سبوتنيك-1، أدرك الامريكيون مدى تخلفهم في هذا المجال، وفورا تم اتخاذ الخطوات التالية:
1. تم تأسيس وكالة الفضاء الامريكية-ناسا.
2. تم اعتماد برنامج الرياضيات الجديد في المدارس.
3. تم تأسيس مشروع ميركوري (1959-1963) والهدف منه وضع انسان في مدار حول الارض.
إن دراسة تجارب الشعوب السابقة مفيد في هذا المجال. ان التخطيط السليم هو الذي مكن الولايات المتحدة الامريكية من ان يكون اول رائدي فضاء يهبطان على سطح القمر هما امريكيان، وتم ذلك في 20 تموز 1969، اي بعد ثماني سنوات من خطاب الرئيس الامريكي جون كنيدي في 27 ايار 1961 حول ايمانه بان الامة الامريكية قد التزمت بتحقيق هدف ارسال انسان الى القمر قبل انتهاء عقد الستينات.
إن الحقيقة الواضحة لكل ذي شان تتمثل في أن زيادة ارتباط الجامعات بالمجتمع وقطاع الإنتاج والصناعة تؤدي بالضرورة إلى ان تصبح بحوثنا اكثر فائدة وتحقق عائدا اقتصاديا، ودون ذلك يصبح البحث العلمي عبئا على المجتمع ونصبح كمن يبحث في الصحراء عن الماء وفي يده كاس ماء. أرجو أن لا يفهم ذلك على انه تحامل على الجامعات أو التقليل من دورها، بل ما أريد قوله هو زيادة ارتباط الجامعات بالاقتصاد بحيث تتكامل البحوث العلمية مع متطلبات التطور والإنتاج. وما لم يقدم البحث فائدة اقتصادية وما لم يثبت الباحث أن ما قام به يستخدم في الصناعة وله تطبيق عملي، وما لم ترتبط البحوث مع الحاجات الضرورية ومتطلبات التنمية والتقدم، فسنظل نصعد النخلة حفاة لنجمع الثمر، وسنظل نلعن الشمس الحارقة في الصحراء ونهجرها إلى مدن الظلال والغيوم وسنظل نهدر مواردنا المالية والبشرية دون طائل. إن الخطوة الأولي والتي تتطلب شجاعة وحكمة تكمن في تغيير التشريعات التي تحكم عمل الجامعات وكذلك متطلبات التعيين والترقية في الجامعات وطريقة تقويم بحوث أعضاء هيئة التدريس، والاهم ان تتم الترقيات حسب الارتباط الوثيق مع الصناعة بحيث تتم معادلة الخبرات العملية المميزة وكأنها بحوث علمية بل أكثر أهمية منها لانها انبثقت من الحياة العملية والانتاجية وتم اثبات جدواها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مصادر طبية: وفاة طفل في مستشفى كمال عدوان بسبب سوء التغذية
.. وزيرة الاتصالات العراقية تدعو إلى حجب المواقع الإباحية وإحدى
.. الميدانية | الاحتلال يحوّل مجمع الشفاء الطبي إلى محور لعمليا
.. تسريبات استخباراتية عن تورط شركة أدوية صينية في قرصنة بيانات
.. التحرر المالي بالعمر الصغير من خلال منصات التواصل الاجتماعي: