الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دواعش السعودية من أين ينسلون ؟!

خليفة عبدالله القصيمي

2016 / 2 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما يتجرد شخص من إنسانيته ويتجرد من كل خلق وشفقة ؛
ثم بخسة وغدر ودناءة وغيلة يقوم باستدراج ابن عمه ويخدعه ليذبحه كالشاة قربانا لخليفته المزعوم فنحن أمام فاجعة إنسانية كبرى ؛
نحن أمام كارثة أخلاقية بكل ما تعنيه الكلمة ؛
نحن أمام وحش بشري كاسر ؛
أمام ذئب بشري في الواقع ؛
أمر لا يصدق ؛
وجريمة بشعة ؛
وللأسف تتكرر بين فينة وأخرى في العربية السعودية ؛

اغتيال شاب في القصيم وعلى ايد بني عمومته وأقرب الناس إليه ؛
ليس لجرم اقترفه وإنما لأنه جندي في إحدى قطاعات وزارة الداخلية ؛

في العربية السعودية انقلب السحر على الساحر ؛

وذات الكتب والمناهج التعليمية الشرعية كلها التي تدرس فيها اعتمدها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في جميع المدارس الواقعة في مناطق نفوذه ؛
وذات الفكر المتزمت والمتشدد من الإقصاء الشائع في العربية السعودية سائد في دار خلافة البغدادي ؛
وبالطبع المحاكم الشرعية ورجال الحسبة وديوان المظالم وغير ذلك ؛

لا فرق بين العربية السعودية على أرض الواقع والممارسة وبين دار خلافة البغدادي ؛
ذات الراية تقريبا ؛
وذات الشعارات الدينية المعروفة ؛
وذات الفكر والطرح والمنهج والممارسة ؛

إلا أن دواعش العربية السعودية أكثر نفوذا وغنى وتأثيرا ومنعة ؛
وأكثر جرأة في الاحتساب المزعوم ؛

دواعش العربية السعودية ملكوا منظومة القضاء كله ؛
ومنظومة الاحتساب والحسبة كلها ؛
وملكوا المؤسسات الدينية الحكومية كلها الدعوية وغيرها ؛
ملكوا المناهج والمنابر والإعلام ؛
ملكوا شؤون حياة المجتمع كلها ؛
فعم شرهم المجتمع كله ؛

وللأسف بتواطىء ومباركة وتأييد من السلطة الحاكمة في العربية السعودية والتي تزعم محاربة الدواعش في الخارج ودواعش الداخل من كل حدب ينسبون ؛

العربية السعودية دولة دينية ظلامية فاشية قمعية تحكم بعقلية القرون الوسطى ؛
وهذه العقلية الظلامية أكثر ضررا من تنظيم داعش ؛
داعش تعلنها صراحة ! قتال المخالف ؛
أما السلطة في العربية السعودية فتفعل ممارسات داعش وأشد ؛
وبذات الوقت تزعم محاربة داعش ؛

فأي نفاق اقذر من هذا ؟!! ؛

ذات الفكر والمنظومات الدينية المختلفة في العربية السعودية التي فرخت الدواعش داخليا هي ذاتها التي فرخت دواعش دار خلافة أبي بكر البغدادي ودواعش الغرب ؛

وللأسف السلطة الحاكمة في العربية السعودية لن تعلن نفسها دولة مدنية حديثة كالتي تصطنع طلبها للسوريين ؛

بل ونفاقا يتفاخر حكام العربية السعودية بأن مملكتهم مملكة دينية ؛

ولهذا لا يلام من تجرد من إنسانيته وذبح ابن عمه في منطقة القصيم ؛

بل من يلام أولا وأخيرا الحاكم باسمه وباسم الشريعة في العربية السعودية ؛

وسيستمر القتل ويتصاعد إن لم يتدارك الأمر سريعا ويتخلى الحاكم عن اسطوانة الدولة الدينية والشريعة الإسلامية ؛

ويتجه إلى بناء الدولة المدنية الحديثة ويحجم دور الدين والمتاجرين باسمه .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح