الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عكاشة شو

وردة بية

2016 / 3 / 2
كتابات ساخرة


تصرف شخصي، سقطة كبرى، صدمة ، فضيحة ، عمل انتحاري ، دعارة سياسية .. تلكم هي ردود أفعال النخبة السياسية والاعلامية الغاضبة في مصر على ما قام به النائب والاعلامي توفيق عكاشة بعد استضافته لحاييم كورن السفير الاسرائيلي في القاهرة ،محاولا افتعال ثغرة في جدار الرفض الشعبي للتطبيع مع الصهيوني..
الصدمة البرلمانية والشعبية لم تتوقف عند الطرد والضرب بالحذاء وتعليق العضوية في البرلمان، وانما أظهرت لنا ما كان غائبا عن أذهاننا.. من أن كامب ديفيد لم تفلح في فتح المجال أمام الشعب المصري للتطبيع ، وأن قرار المعاهدة مقتصر على السلطة لا الشعب.. ليتبين أن ما قام به عكاشة ، خرق خطير لمعاهدة الشعب المصري مع الشعب الفلسطيني..
وبالرغم من أن الأرض قد اهتزت في مصر لهذه الواقعة ، الا أن هناك نوابا واعلاميين دعموا ما قام به عكاشة وقالوا أن السيد لم يخالف القانون ولن تقوم أي جهة بمحاسبته على الفعل الذى قام به، وأن احالته للتحقيق داخل البرلمان أمر غير منطقي في ظل التنسيق بين مصر واسرائيل ، ووجود سفارة يرفرف عليها العلم الاسرائيلي في قلب القاهرة .
ومن جملة ما جاء على لسان النواب الغاضبين ، ما قاله الصحفي مصطفى بكري وهو أن ما فعله عكاشة فضيحة وعار، موضحا أنه استغل عضويته لينسق مع الاسرائيلي في قضايا سياسية وتبادل معلومات دون الرجوع الى المجلس. كما أكد ناجي الشهابي أن ما قام به عكاشة تصرف صادم للنخبة الوطنية وأن هذا العمل انتحار، وسينهي مستقبله السياسي والاعلامي. وقالت السياسية وفاء عكة في ردة فعل قوية، أن ما فعله أسقطه شعبيًا وصار في مربع "الحظر الشعبي" ، لأن مشكلته ليست مع شخص ، وإنما مع الشعب المصري.. وقالت لا يجب إعطاؤه فرصة النجاة، بتسليط الأضواء عليه، لأنه صار بلا رمزية. وأضاف أحمد سليم عطا، أن اللقاء جاء في إطار مناقشة كتاب عكاشة الجديد : "دولة الرب" وهدفه "الشو الإعلامي" ليس أكثر.منوها إلى أن مضمون اللقاء غير واضح ومبرراته غير مقنعة ..
كل تلك التصريحات الغاضبة رد عليها عكاشة ببرودة دم قائلا: من ينتقدني، عليه بإلغاء معاهدة كامب ديفيد..!
الكثير ممن ينظرون الى عكاشة على أنه "بهلوان" ، قد يغيرون موقفهم عند اماطة اللثام على بعض الأمور الغريبة والمشبوهة والمتشابهة ، التي تجعلنا نقف عندها ونتساءل حولها..؟؟
فمنذ أن أنشأ قناة الفراعين ، تَصدر المشهد الاعلامي المسرحي ، وجعل من نفسه منافسا شرسا لعادل امام وسعيد صالح ، وبقية الشلة، وكانت تصريحاته تتناقلها مختلف وسائل الاعلام من باب التهكم والطرفة ، في حين كان هو يشيد بها ويتحدث عنها وعما خلفته من جماهيرية واسعة له ، ليبدو وكأنه لا يفرق بين من يضحك عليه وبين من يشكره...
جعل من نفسه شخصية ألمعية ، وخصص البرنامج اليومي "مصر اليوم" الذي يدوم ساعات ، ليتحدث مباشرة مع المواطن المصري بلغة البهوات أحيانا ، ولغة الفلاح أحيانا أخرى، البسيط والمكابر ، الذكي و"العبيط "..يتكلم ثلاثة أرباع الحصة عن نفسه، فأحيانا يقول بأنه ابن فلاح وأحيانا ابن باشا ، وأحيانا يتحدث عن ظروف العمل القاهرة في ظل شح الاشهار، ومرة يتحدث عن شُققه وفيلاته في ألمانيا والقاهرة و..
رد على رسالة من أحد أهالي دائرته قال : "أنا أضعف من المواجهة.. وسأخذل كل من يعلق آماله بي" ورغم ذلك فأهل دائرته لايفوتون فرصة الانتخابات ليزكوه كنائب لهم في مجلس الشعب..
ونُقل عن طليقته ، أنه كان ينوي أن يرشح نفسه لرئاسة مصر لولا أن ظروفا ما حالت دون ذلك..
الغريب في أمره ، أنه شديد التعلق بالنظام السعودي ، وقد لا يفوت حلقة واحدة الا ويذكر فيها المملكة بلغة "الشحات، الشيات" ، وضُبط متلبسا في مؤتمر المانحين بمصر العام الماضي وهو يقبل أيادي أمراء الخليج في اشارة لمنحه المال ، فهو الذي يبيع ويشتري ويقول على المباشر: نحن مع من يدفع..!
ما أقدم على فعله عكاشة لم يكن غريبا بالمرة ، والضجة التي وقعت في مصر والتي انتهت باستصدار قرار تعليق عضويته أمس ، لم تكن بحجم الضجة التي لم يُسمع حسها في السعودية ، عندما أقدم الجنرال السعودي المتقاعد والمقرب من العائلة المالكة أنور عشقي على لقاء المدير العام لوزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، دوري غولد في العاصمة الأمريكية في صيف 2015 ، حيث أخرج هذا اللقاء العلاقات السعودية الاسرائيلية من دائرة السر الى العلن، ولم نسمع حسا لعلماء البلاط الوهابيين ، ولا حتى نخبهم ، أو الشعب المغيب ، ومرت الصفقة بسلام ، في بلاد التشدد الديني، لتشير أن هناك ما هو أعظم وأكبر يُدبر بليل..! فلا تندهشوا أو تصدموا من الآن فصعدا ، مما يقوم به "قاراقوزات" الساسة والسلاطين ، ولا نقوى في مثل هذه الحالات الا أن نقول : دعوها فإنها مأمورة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا


.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني




.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع