الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة السعودية بين مطرقة الدين وسندان المشايخ

خليفة عبدالله القصيمي

2016 / 3 / 3
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي


الأديان كلها وخاصة ما تعرف في منطقتنا العربية بالأديان السماوية الثلاثة تحفل بالكثير من النصوص المقدسة التي تنتقص من قدر وقيمة المرأة ؛
ولعل الأديان والمعتقدات في الأزمنة الغابرة وقت ظهورها سايرت محيطها وطبيعة بيئتها ؛
وغازلت الرجل وتقربت إليه على حساب المرأة ؛
امتدادا لتأريخ أسود أقدم من اضطهاد المرأة وانتقاص قدرها كان ولازال متوارثا منذ تأريخ البشرية السحيق والموغل في القدم ؛

ولازال اضطهاد المرأة لأسباب دينية مستمرا في كل مجتمعاتنا العربية والإسلامية حتى اليوم ؛


إلا أن الملفت للنظر أن المرأة لم تعد سلعة للجنس في نظر المشايخ في السعودية ممن عشقوا زواج المسيار كلذتهم بأطيب الطعام ؛
بل حدث تطور خطير في استغلال المرأة باسم الدين والجهاد ؛
وقد برع شياطين الإنس من المشايخ في إقناع العديد من النساء بالإنضمام إلى التنظيمات المتطرفة والمسلحة ؛
ووجدوا ضالتهم في حديث رسول الإسلام المعروف أيتها النساء اني رأيتكن أكثر أهل النار ؛
كما برعوا أيضا في أدلجة وتوظيف نصوص الولاء والبراء والحب والبغض في الله ؛
كما أنهم أيضا تفننوا وبخبث في توظيف أكثر المشاكل العائلية والنفسية عند بعض النسوة ؛

إلا أن المؤسف له في العربية السعودية اليوم بشأن المرأة هو تغول هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتوحشها بشكل غير مسبوق تجاه المرأة ؛
وفاق حجم الإيذاء الضرب للنساء لدرجة السحل والتعرية ونزع الجلباب والعباءة في الشارع وأمام جمع كبير من المارة والمتسوقين ؛
وفي مشهد لم يحدث من ذي قبل كما حدث مع فتاة مول النخيل في العاصمة الرياض قبل فترة قصيرة ؛
والحكومة لم تحرك ساكنا ؛
بل وأعتقد أنها باركت مثل هذه الوحشية في سحب الفتاة ؛
وبدليل أن صانع القرار في العربية السعودية قام في بداية العهد السلماني الحالي بإقالة اول نائب وزير امرأة ؛
كما أنه أحال على التقاعد كثيرا من القيادات النسائية اللواتي كن بمنصب مدير عام إدارة أو مصلحة تعنى بخدمة وشؤون المرأة ؛ وحل في مناصبهن رجالا ؛
وأيضا تعرض بعض النساء من الأديبات والشاعرات إلى التوبيخ العلني وحملات إعلامية تحريضية وبمباركة مستشار الملك أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل ؛

المرأة في السعودية مضطهدة من الجميع ؛
ولازال المجتمع ينظر إليها نظرة دونية ؛ نظرة متخلفة تظهر أي ثقافة هي يتوارثها المجتمع بمباركة الحكومة وبمعية سياط الدين والمشايخ ؛

لكن أيضا ومع هذا فإنه من الضرورة بمكان أن نشيد بنضال المرأة في السعودية وسعيها بعزم وبقوة لكسر حاجز الخوف وزجاج الموروث ؛
بل إن العديد من النساء الناشطات والمناضلات في العربية السعودية تم اعتقالهن ومنعهن من السفر أو القيام بأي نشاط حقوقي خاص بالمرأة ؛
ومنهن الأستاذة سمر بدوي زوجة الناشط الحقوقي الأستاذ رائف بدوي وشقيقة الأستاذ المحامي وليد أبو الخير ؛
وللأسف الاثنان يقبعان في سجون المباحث في السعودية ومنذ سنوات ؛


تحية للأستاذة سمر بدوي ولكل النساء الناشطات في السعودية تحية احترام وتقدير وفخر وإجلال استحقنه بجدارة .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى