الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب وشعبولا ونظرية المؤامرة

أديب حسن محمد

2005 / 11 / 18
كتابات ساخرة


لا أود في هذه العجالة التنظير لظاهرة الإرهاب المقيتة التي بدأت تتغلغل أكثر فأكثر في مجتمعاتنا،ولكن سأحاول التعرض لبعض الأسباب الذاتية التي أضرمت النار في هشيم الإرهاب وساهمت في دعمه بل وشرعنته والتعاطف معه والتباكي على انتحارييه،فقد لعب الإعلام العربي منذ الأربعينات دوراً مركزياً في خلق بنية فكرية متخلفة للمواطن العربي من خلال تصوير إسرائيل على أنها الشمشون المارد الذي لا يشق له غبار وهو القادر على كل ما يخطر وما لايخطر في بال،ومن هنا لم نعد نستغرب من المواطن أن يحمل إسرائيل والإمبريالية العالمية التي تدعمها مسؤولية وجود ذبابة في زجاجة كازوز وطنية مغشوشة،أو أن تلقى بالنائبة على إسرائيل في عندما يعطس المواطن أو عندما يصاب بوعكة صحية أو عندما يتخاصم مع زوجته أو مع حماته،فإسرائيل هي السبب وراء كل مصائب الأمتين العربية والإسلامية....طيب تخيلو معي لو أن إسرائيل زالت من الوجود سواء ببمحاة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد،أو بدعوات الأئمة الأطهار خطباء الجمع التي تدعو إلى إحراق غرسهم وزوال نسلهم،أو بشعارات الصمود والتصدي...الخ
ماذا سيحدث وقتها للهيئات والمديريات والمرافق والمؤتمرات والشعارات التي صممت خصيصاً للكيان المغتصب لأرضنا؟؟
ماذا سيعمل شعبولا بأغنيته الرائجة"بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل"؟؟
ترى من سيكره شعبولا بعد زوال إسرائيل؟
وكثمرة لهذا الخطاب الإعلامي فقد خرج إلى الوجود جيل من الأميين سياسياً الذين لا يمتلكون معرفياً سوى ما تقذفه لهم وسائل الإعلام من خطابات وشعارات بعيدة عن الحقائق بعد السماء عن الأرض،ولذلك لم استغرب عندما بادرني أحد المراجعين لعيادتي بتعليق سخيف على تفجيرات عمان الإرهابية فأكد أن الفنادق كانت ممتلئة باليهود،ولا أدري لماذا استحضرتني فوراً صورة المخرج الشهيد مصطفى العقاد وصور الأطفال المسلمين الذين تقطعت أجسادهم الطرية بفعل تلك الأحزمة الناسفة التي تلف الأجساد القذرة للإرهابيين،مثل هذا الشخص يعتبر حالة من ملايين الحالات الناتجة عن خطاب ممسوخ وفج لا يخاطب العقل بقدر ما يخاطب العواطف ويدغدغ الغيبيات اللاهوتية،الأمر الذي يخلق إنساناً أجوف لا يستعمل عقله حتى في المناسبات.

ولعل من تابع اعترافات زوجة أحد الإرهابيين الذين فجروا أنفسهم في عمان لا بد وأن يستغرب كيف تقدم إنسانة أمية لا تعرف القراءة والكتابة ولا تعرف شيئاً يذكر عن الدين على تفجير نفسها؟؟
بل ولإصرار على كونها غير نادمة
وعندما سألها المذيع ألا تعتبر عملها هذا مثيراً للفتنة؟؟
سألته عن معنى كلمة فتنة؟؟
فلله در مدرسة الزرقاوي التي تخرج لنا أجساداً خاوية من العقول،وأناساً سفلة وغير مكرمين،ما داموا غير معنيين باستعمال عقولهم التي هي جوهر التكريم الإلهي للإنسان،وسر تميزه عن البهائم والدواب.
مشكلة هذا الخطاب الإعلامي ومعه الخطاب الديني السائد
أنهما قد خلقا لنا أعداداً هائلة من البشر الجوف الذين يكرهون العقل ولا يعترفون بلغة العقل
وبالتالي هم يكرهون سبب الخلق وهو إعمال العقل في مخلوقات الله وفي عمارة الكون
وغني عن القول أنهم في النهاية لا يحاربون أعداء الله
بل يحاربون رسالة الله على الأرض.
ملاحظة:
نشر جزء من الموضوع مبتوراً تحت عنوان الإرهاب ونظرية المؤامرة في الحوار المتمدن وذلك لأسباب تقنية،وهذا هو النص الكامل للمقال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3


.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى




.. أنا كنت فاكر الصفار في البيض بس????...المعلم هزأ دياب بالأدب


.. شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً




.. عوام في بحر الكلام - الفن والتجارة .. أبنة الشاعر حسين السيد