الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المرأة في النضال الوطني والاجتماعي

فهمي الكتوت

2016 / 3 / 6
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


مُنذ أكثر من مائة عام، والإنسانية تحتفل في الثامن من اذار بعيد المرأة العالمي؛ يأخذ الاحتفال بهذه المناسبة طابعا تكريميا للمرأة، لكنه في الوقت ذاته مناسبة وطنية لإجراء مراجعة لدور المرأة، والوقوف على أهم المنجزات التي حققتها، ولتجديد النضال من أجل تحقيق الأهداف الوطنية والاجتماعية والإنسانية، وحقها بالمساواة. فالمرأة العربية تقف إلى جانب الرجل في النضال من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في مختلف الميادين، فتشهد الأراضي المحتلة، دورا مميزا للمرأة الفلسطينية، حيث تشارك المرأة في النضال الوطني، جنبًا إلى جنب مع الرجل في مواجهة الاحتلال، وقد شاهد العالم أجمع عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، بالصوت والصورة تصدي المرأة الفلسطينية لجحافل قوات الاحتلال، ومشاركتها في النضال من أجل كنس المحتلين، فقد شاركت الفلسطينيات بشكل مباشر في الانتفاضة، وضد الاستيطان ومصادرة الأراضي وجدار الفصل العنصري، ونشاهد في هذه الأيام نساء فلسطين يواجهن جنود الاحتلال بالسكاكين والحجارة، ويهتفن ضد المحتلين الصهاينة، ويتعرضن للسجون والاعتقال، كما قدمن كوكبة من الشهداء في سبيل الحرية والاستقلال.
وقد شهدت الساحات العربية دورا مميزا للمرأة العربية؛ ففي الجنوب اللبناني خاضت المرأة اللبنانية معركة التحرير مع أبطال المقاومة، كما تصدت في سوريا والعراق وغيرهما من الأقطار العربية للإرهاب. وخاضت المرأة التونسية والمصرية والأردنية وغيرها من الأقطار العربية نضالا جسورا من أجل حقوقها السياسية والمدنية خلال السنوات الأخيرة بمشاركتها انتفاضة الشعوب العربية من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ففي البلدان النامية وفي عدادها البلدان العربية تعاني المرأة من اضطهاد مزدوج، فهي جزء من مجتمع يعاني من التخلف الاقتصادي والاجتماعي، ومن الفقر والبطالة، ومصادرة الحريات العامة وحق المواطنين عامة في التعبير، وحرمانهم من اختيار ممثليهم بالسلطات التشريعية والتنفيذية.
كما أنَّ المجتمع العربي بحكم التقاليد والعادات الموروثة والمفاهيم الثقافية المتخلفة التي تسللت للعقل العربي في ظل مجتمع ذكوري، حرم المرأة جزءا مهمًّا من حقوقها، لا بل أكثر من ذلك عرضها للاضطهاد في كثير من الأحيان. وأنَّ دخول المرأة سوق العمل، وتمكنها من الحصول على التعليم والتمتع بالخبرات والكفاءات، مكن جزءا مهمًّا من النساء في الوطن العربي من انتزاع حقوقهن، والمقاربة بالعمل والأجر والحقوق، فإن تحرر المرأة ماديا واقتصاديا يفتح الباب أمام انتزاع حقوقها الاجتماعية والإنسانية، فأهمية العمل ليس فقط توفير الاعالة، فالعلاقة جدلية بين الواقع الاجتماعي والوعي الاجتماعي، فالثقافة السائدة في المجتمعات التي تسود فيها تطور القوى المنتجة، تختلف تماما عن المجتمعات الأقل تطورا، كما أن تطور القوى المنتجة سهّل مهمة دخول المرأة سوق العمل.
ورغم أشكال الحرمان المتعددة التي تعاني منها الشعوب العربية عامة، فالمرأة محرومة من أبسط حقوقها في العديد من الأقطار العربية، حقوقها المدنية والسياسية، حقها في التعليم والعمل والأجر المتساوي للعمل المساوي، حقها في الترشيح والانتخاب في المجالس المحلية والنيابية. كما أن المرأة في عدد من الدول العربية محرومة من أبسط الحقوق، لعله من المفارقات الغريبة أن المرأة التي حققت إنجازات لا حدود لها عالميا، في المجالات السياسية والاجتماعية والمدنية والقانونية وفي مجالات العلوم والتكنولوجيا وقيادة دول متقدمة وأخرى نامية، ما زالت محرومة من أبسط حقوقها في بعض الأقطار العربية، مثل حقها في قيادة السيارة، أو الحرمان من الترشح أو الانتخاب في مجالس نيابية، في حال وجود هذه المجالس في بعض الأقطار العربية. والتمييز ضد المرأة يأخذ أشكالا وصورا مختلفة.
لعلَّ ما شهدناه من مشاركة للمرأة في نشاطات إرهابية في بعض الأقطار العربية، سواء في عمليات انتحارية نفذتها نساء أو مساندة لوجستية؛ يثير الفزع والاشمئزاز، لكن هذه الظاهرة ينبغي ألا تخرج عن سياقها الاجتماعي، فالمرأة كائن حي؛ تؤثر وتتأثر بالثقافات السائدة في المجتمع كالرجل؛ عندما تنشأ في المجتمع مناخات سياسية واجتماعية حاضنة للإرهاب والأفكار الظلامية التكفيرية فإن مفاعيل هذه المناخات تنعكس على المرأة والرجل. ومع ذلك، قد تكون المرأة عرضة للتأثر بالمفاهيم العائلية والاسرية، بحكم عدم استقلاليتها اقتصاديا، وكثيرا من الحالات تخضع المرأة غير العاملة لتبعية ذهنية او سياسية للرجل، وكما للمرأة والرجل دور نضالي في مواجهة الاحتلال الأجنبي والثقافات المتخلفة، والنظم الديكتاتورية والاستغلال الطبقي والحرمان من العمل والتعليم والرعاية الصحية، والنضال من أجل الحرية والديمقراطية، فهي تنزع أيضا في حالات أخرى كالرجل للتطرف والتأثر بالأفكار الظلامية والتكفيرية.
وينبغي البحث عن أسباب التطرف ضمن رؤية اجتماعية، خاصة قضايا الفقر والبطالة والظلم والقهر الطبقي والاجتماعي والكبت والإرهاب، فهي أسباب كافية للاحتقانات الاجتماعية التي تشكل أساسا موضوعيا لظاهرتين؛ الأولى: الثورة في وجه الظلم والطغيان في حال وجود حركة سياسية ناظمة للمظلومين والمقهورين، قادرة على إتقان فن إدارة الصراع في مواجهة الاستبداد. أما الظاهرة الثانية فهي تشكل حاضنة ومناخا سياسيا لتفريخ الإرهاب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مها أبو رسلان شقيقة شاب توفي تحت التعذيب


.. معرض --We Can صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة




.. معلمات السويداء تشاركن في الصفوف الأولى للاحتجاجات


.. المحتجة إلهام ريدان




.. المعلمة المتقاعدة عفاف أبو إسماعيل