الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الحكيم بشار،الوجه الحليق الأمرد للإرهاب الأشعث

مصطفى بالي

2016 / 3 / 8
القضية الكردية


وجه المدعو عبد الحكيم بشار نداء إلى الشعب السوري بصفته نائب رئيس لما يسمى بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية،شغل صفحات التواصل الاجتماعي،وأثار موجة من السخط و الاستنكار لما وصل إليه من الدرك المتدني في لغة الخطاب الارتزاقي،ولما يمكن أن يصل إليه الإنسان في التملق لأولياء نعمته واستكساب رضاهم،لكن وللأسف أن الكل اهتم بمضمون ما ورد في الرسالة ولم يقرأ أحد لغة الرسالة و كينونتها و للعصر الذي تنتمي إليه هكذا لغة،أو العلاقة بين الرسالة و المتلقي،ومدى الإهانة التي تحملها مضامين الرسالة للمتلقي بغض النظر عن انتماءه أو عرقه.
الرسالة تبدأ بتلك الجمل الحماسية الرنانة التي تنتمي إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي و ثقافة المذياع الرسمي الذي كانت وظيفته الرئيسية تلاوة البيانات و البلاغات العسكرية التي تلي المارشات العسكرية تلك التي سخر منها سعيد صالح و عادل إمام في مدرستهم المشاغبة،حيث المتلقي عبارة عن قطيع ما عليه سوى الاستماع،و وضع آلية التفكير في براد تجفيف،ذلك أنه مصادر بضمائر التملك المتورمة في اللغة العربية،حيث الجماهير،هي جماهير شعب صاحب البلاغ،والإباء و البطولة،والمقاومة ما كانت لتكون إلا لأنهم خراف في قطيع (البطل المغوار)كاتب البلاغ المرقم و المذاع في مذياع (الثورة المجيدة).
لا أعلم لماذا تذكرت خطاب المقبور صدام حسين،وهو يوجه رسالة إلى الجيش العراقي أثناء الغزو الأمريكي للعراق،وأنا أقرأ رسالة عبد الحكيم بشار،حيث كان يقول بلغته الحماسية(بأبي أنتم و أمي أيها المغاوير الأبطال)،لكن ما أعرفه هو أن الفارق بين الرجلين أن صدام حسين كان يقود دولة و جيشا حقيقيا و هناك بالفعل مؤسسات تمتثل لشهواته و رعناته،أضف إلى ذلك أن أبناءه كانوا من ضمن من يتلقون تلك الرسالة ولم يكونوا هاربين خارج العراق،وهو ما يسجل إيجاباً لطاغية قل مثيله في التاريخ،بينما عبد الحكيم بشار،يحلم بذلك،أو إذا شئتم الدقة فهو يحتلم لا أكثر،مع فارق أنه هرَّب أبناءه من خنادق(أبناء شعبه السوري الصامد)إلى أوربا ليحرمهم من فضيلة الجهاد وحرمهم من الحلم مبقيا لهم الاحتلام.
عائلة عبد الحكيم بشار خارج شرائحه
السيد عبد الحكيم بشار يبدأ كلامه متقمصا ثوب جمال عبد الناصر،أو ياسر عرفات،أو حتى الرئيس السوري السابق حافظ الأسد عندما كانت الجموع تحشد في الساحات لتطل عليهم القامة البهية للقائد الضرورة،ويطرق أسماعهم أزجاره من مقام(يا أبناء شعبنا الثائر،أيها المقاومون الأبطال،...إلخ)ويحدد في رسالته(بلاغه رقم واحد)ثلاث شرائح لمتلقي هذا البلاغ،حيث المهجرون قسرا أو المهاجرون هربا من القصف و الجوع هي الشريحة الأولى،لكن الرجل يتجاهل تصنيف نفسه و عائلته،ولم يحدد هل هو و أبناءه مهجرون قسرا أم مهاجرون من القصف و الجوع،كما أنه لم يشر إلى المحاصرين(بكسر الصاد)،ولم نعرف من سياق بلاغه إن كانت عفرين تعتبر محاصرة أم تدفع جزاء عنادها في رفض مفاخذة أسياد حكيم بشار،وهل كوباني كانت محاصرة منذ ثلاث سنوات أم أنها تجازى على تعنتها الجيني في عدم الاندماج في ثقافة المناكحة لأولياء نعمة حكيم بشار.
الشريحة الثانية لمتلقي البلاغ البشاري،هم الصامدون من أبناء (شعبه)في (الخنادق و جبهات العزة ،ولا أعلم عن أي خندق و أي جبهة يتحدث هذا المعتوه،هل عن عبدالله المحيسني الذي طبلوا و زمروا له و استلطفوه لعله يسمح له و لو بزيارة شكلية إلى أدلب و رفض الرجل ذلك؟؟أم خندق الإرهابي زهران علوش الذي وضع الناس في الأقفاص لارتكابهم جرم أنهم علويون،أم يقصد الإرهابي المقبور عبد القادر الصالح(حجي مارع)لص و سارق أبقار الكرد و منازلهم في قرى الشريط الفراتي،أو خندق الإرهابي المقبور خالد حياني لص معامل الشيخ نجار و ناهب حلب الأكبر،أو لعله يقصد خندق ذلك الإرهابي الذي أكل جثة جندي سوري قتيل في تعبير صارخ عما يمكن أن يصل إليه الإنسان من شحنات الحقد و التوحش.
الشريحة الثالثة من المتلقي هم الجياع المقاومون للتركيع،ومرة أخرى يطرح السؤال نفسه،هل أطفال عفرين و كوباني المحاصرون هم جزء من المعنيين بالخطاب،أم هم موتورون يليق بهم التجويع و الحصار و تنتظرهم الأقفاص.
السؤال الأساسي الذي يفرض نفسه بزجر على المسامع هو هل هناك أحد من أصول أو فروع عبد الحكيم بشار معني بهذا البلاغ؟؟في المهجر أو المحاصر أو الجائع،هل هناك ولد أو تلد لعبد الحكيم بشار؟؟ ثم يستتبعه السؤال التالي،ما كينونة هذه الثورة التي تقسم المجتمع إلى فسطاطين،ودارين،فسطاط الإيمان أو الكفر،دار النجاة أو الوقوع في وادي الويل.
السلاح النوعي ممن ولمن؟؟
ثم بعد أن يحول السوريين إلى قطيع بهيمي في مقدمة بلاغه ينتقل بشار إلى تسطيح وعي هذا الشعب بوعود إسقاط النظام و تقديمه للمحاكمة،ولكن بعد تأمين السلاح النوعي لمقاوميه(مجاهديه)،وكذلك تأمين المأكل لجموع (شعبه المقاوم)وكأنه يخاطب قطيعا من الخراف يعدها بتأمين أشهى الأعلاف و أفضل المعالف.
وكأن الرجل يعيش في كهف مخدعه الأثير،أو أن السوريين وما بقي منهم ينتظرون بفارغ الصبر أكاذيب من فتحوا فوهة الخنادق و نوافير الدم في خاصرة سوريا،أو كأن السلاح النوعي عبارة عن بطاطا مرمية في سوق مهمل للخضرة تنتظر السيد بشار و أولياءه لينقلوها إلى (ثوارهم/مجاهديهم)ثم تبدأ الهجمة كرجل واحد ويزيلوا النظام و يتعقلوا رموزه ويقدموهم للمحاكمة و تبدأ الأفراح و الليالي الملاح،ويتزوج المجاهدون بالمجاهدات و يعيشوا في ثبات و نبات و يخلفوا صبيانا و بنات،وتتحول سوريا إلى فردوس منتظر.
ثم يستطرد الرجل في احتلامه ليقول بأنهم لن يكونوا مسؤولين على الثوار و الشعب بل ممثلين عنه،ناسيا أن أكذوبة المئة و العشرين دولة التي كانت تعترف بالمعارضة ممثلا للسوريين لم تستطع أن تأمن بندقية لهم،فمن أين سيؤمن السلاح النوعي و مئة وستون فصيلاً من فصائله مصنفة في قوائم إرهاب أمريكية باقتراح أردني،وما كان يسمى بأصدقاء المعارضة السورية يضمحلون كاضمحلال كرة ثلج أمام شعاع الشمس،وأن العالم راح يبحث عن الحلول عبر اتفاقات مع القوى الحقيقية على الأرض،وأن سيدهم الباب العالي قد لاذ بالإيوان ليبيع خراف معلفه بعد أن سمنوا.
المؤكد في هذا الفصل من البلاغ،أن عبد الحكيم بشار صادق في جزئية كونه ممثل لما أسماهم ثواراً،فهو الوجه الحليق الأمرد لوجه هذه الفوضى الشعثاء،إذ يرتزق على أدران لحاهم،ويسوق لهم في البازار السياسي لعله يحظى بعظمة يقتاتها ذات إفطار،جاهلاً أن العالم ما عاد يتسوق البضائع الفاسدة أو ما عاد يستبضع لدى مندوبي المبيعات،بل يتوجهون مباشرة إلى صاحب البضاعة،هذا إن رغب أحد ما بشراء هذه البضاعة.
المقاتلون الشرفاء؟؟
في القسم الثاني من بلاغه يتوجه حكيم بشار إلى مقاتلي وحدات حماية الشعب،ويحدد الشرفاء منهم،ولسان حاله يقول أن هناك شرفاء و غير شرفاء بين هذه القوات،لكنه كان عليه أن يوضح مفهومه للشرف لكي لا يشكل الأمر على المتلقي،فالشرف بحد ذاته مفهوم فضفاض و حمال للأوجه،ويختلف تعريفه من شخص لآخر حسب منظومة القيم التي يؤمن بها الشخص أو المجتمع،فمثلا قد يكون مقياس الشرف لدى عبد الحكيم بشار أن تعمل زوجته الجميلة سمساراً لاستخراج جوازات السفر السورية(المزورة و غير المزورة)للسوريين (مهاجري و مهجري عبد الحكيم بشار الذين يتباكى عليهم)الراغبين في الانزياح نحو جنة أوربا،أو أن يكون مفهوم الشرف لديه أن تكون نفس زوجته تلك عرَّابا له لدى فاضل ميراني و المتنفذين في الأقليم لإبقاءه في واجهة حزبه،أو قد يكون الشرف عنده أن تهدي العائلة المالكة في جنوب كردستان مطعما للوجبات السريعة لزوجته الحسناء ذاتها يتناولون فيها بعض الفطائر إثر زياراتهم الخاطفة لها و التي تتعلق بترسيخ قيم (الشرف) التي يؤمن بها حكيم بشار أصلا.
النظام ظلم الكرد،وماذا عن (ثوارك؟؟)
يستذكر عبدالحكيم بشار ممارسات النظام ويتحدث عن الإحصاء الاستثنائي و الحزام العربي دون ان يسميه التسمية المتعارف عليها،ليتحاشى استفزاز سادته في المعارضة الإسلامية العروبية التي هو جزء منها،كما أنه لا يطلب هذه المرة بتهجير عرب الغمر كما درجت العادة في أحاديثه باللغة الكردية،ليصل إلى التذكير بمنع النظام اللغة الكردية من التداول،متناسا مظاهراته(المليونية)ضد إقرار اللغة الكردية و مناهجها في روج آفا بحجة أن هذه المناهج غير معترف بها من قبل النظام او المعارضة وبالتالي فهو و (جحافله الشعبية)لن يقبلوا باللغة الكردية.
بعد ذلك يتحدث عن اعتبار النظام للكرد بأنهم (نور و قرباط)،ومع الاحترام لهذه الشريحة التي هم بشر قبل أي اعتبار آخر،فالرجل ينسى،أو أغلب الظن يتناسى بأن سيده هيثم المالح(الثوري الخَرِف)هو الذي أطلق هذه التسمية على الكرد،كما ان يغض الطرف عن تشبيه الكرد بالمهاجرين الزنوج في جنوب فرنسا،أو بماسحي الأحذية كما وردت بالحرف على لساني سيديه برهان غليون و عبد الرزاق عيد،وقائمة الأوصاف و الشتائم تطول إن أفردنا لها مساحة في هذا الحيز.
يحاول عبد الحكيم بشار أن يظهر هذه القوى الإرهابية بأنها الضامنة لحقوق الشعب الكردي و يزيح الأبصار عن تصريحاتهم الشوفينية التي يزاودون بها على النظام في رفض إلغاء صفة العروبة عن اسم الجمهورية السورية،ورفضهم لكل ما يمكن أن يوحي بأنهم يحترمون حقوق الإنسان في أدنى احتمالاتها،وأول تصريح لأنس العبدة رئيس هذا الائتلاف خلا من أي إشارة إلى الديمقراطية أو حقوق الإنسان أو القوميات،إنما كان خطه العريض الواضح هو الحفاظ على وحدة سوريا أرضا و شعبا،ورفض أي شكل من أشكال الفيدرالية،تلك التي قلت عنها يوما إن لم يتم تأمينها فعلى الشعب أن يشنقوك بربطة عنقك.
بعد ذلك يطلب بشار من المقاتلين أن ينضموا إلى(جيشه السوري الحر)،الكذوبة الكبرى في تاريخ سوريا،والجيش الافتراضي الذي لم يراه أحد،ولا أعلم على سبيل المثال لا الحصر لماذا لم ينضم أحد من أبناء حكيم بشار لهذا(الجيش الحر مثلا)،ولماذا على أبناءه هو ومن على شاكلته(كردا و عربا)أن يعيشوا في العواصم الغربية ريثما ينخرط أبناء الفقراء ممن لم تسمح لهم الظروف بالنزوح في رحى هذه الحرب الإرهابية.
كل السوريين معنا؟؟؟
ويختتم بشار بلاغه،مخاطبا الكرد ومقاتليهم،بأن (كل السوريين معهم) فيما إذا ألغوا كل مكتسباتهم،وعادوا إلى حاضنة العروبة و الإسلاموية الجهادية التي يروج لها بشار،وكأني به يقول،إن النظام الذي لم تتنازلوا له أو ترضخوا يوماً أبقى لكم فقط الوظائف المتدنية فيما خصوم النظام قد رفعوني إلى مرتبة نائب رئيس لأني رضخت،وقبلت كل الذل الذي يسيمونه لي.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه،من من السوريين الذين يتحدث عنهم بشار سيكون مع الكرد؟؟هل أولئك الذين رفضوا حضور ما يسميه بشار ببيشمركة روج آفا مؤتمر الرياض لأنهم كرد؟؟أم أولئك الذين منعوا حضور ما يسمى بالمجلس الوطني الكردي ككتلة في الوفض التفاوضي للمعارضة؟؟أم (الثوار/المجاهدون)الائتلافيون الذين رفضوا إدراج القضية الكردية على جدول اعمال مؤتمر جنيف؟؟
لا شك بأن من يقصدهم بشار بالسوريين الذين سيكونون مع الكرد،سيكونو كذلك فيما إذا تخلى الكرد عن لغتهم،وفتحوا أبواب قراهم و مدنهم أمام جحافل الإرهاب بكل أطيافه تجتاح حياتهم،وإن لم يفعلوا فها هو عبد الحكيم بشار و أسياده من جلاوذة الإرهاب تعاقب الكرد في الشيخ مقصود و تمارس أبشع أنواع التطهير العرقي،بالتزامن مع الأخبار التي تتحدث عن وصول ما يسمى بمرتزقة ما يسمى بيشمركة روج آفا إلى إعزاز و مشاركتهم لجبهة النصرة و كتائب الإرهاب في محاربة الشعب الكردي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. مجلس الأمن الدولي يفشل في منح العضوية الكاملة لفلسطين


.. رياض أطفال بمبادرات شخصية بمدينة رفح تسعى لإنقاذ صغار النازح




.. مندوب السعودية بمجلس الأمن: حصول فلسطين على عضوية كاملة في ا


.. فيتو أمريكي يسقط مشروع قرارا بمجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية




.. السلطات الإسرائيلية تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من سجن