الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعديل الحكومي في الجزائر واجب وطني

جمال الصغير

2016 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الفكر الصحيح هو الذي يجلب القدرة على العيش بامتياز بدون ضغوطات الحياة ، والفكر الفاسد هو الذي يخدم المصلحة الفردية ويغرق معه المجتمع بكل وقاحة ، لدلك نجاح الأمة يكمل في تفكيرها الصحيح المرتبط مع الدين ومع خدمة المجتمع والسهر على راحته ، وليس من العيب أن نفشل مرة أو مرتين لكن من العار أن نستمر في الفشل لأن الاستمرار يؤدي بنا إلى الكوارث الكبيرة لا قدر الله .
ليس من العيب أن تبقى حكومة سلال 04 مرات لكن العار استمرارها بعد الدستور لأسباب عديدة وكثيرة أبرزها أن الجمهورية الثانية التي يتكلمون عليها بعد المصادقة على الدستور الجديد، ميلادها يجب أن يكون بتجديد دماء الحكومة وإعطاء الفعالية والحيوية بين قطاعات الدولة ، لم تحقق الحكومة إنجازات كبيرة بل شاهدت أحداث غريبة من انهيار أسعار النفط ودخول مرحلة التقشف وبداية الاحتجاجات وفضائح في الوزارات كل هذا والحكومة مازالت باقية .
أليس من الغريب بقاء هدى فرعون على قطاع البريد وفضائح شركة دجيزي طرقت أبوابها وحركت رأي العام ، و أليس من الغريب بقاء عمار غول لسنين من وزارة إلى وزارة وهو لم يقدم شيء ينفع ، و أليس من الغريب علينا ترك أمور شؤوننا الدينية في يد محمد عيسى،عشنا لسنوات ولم نرى اثر عمل الحكومة على الشعب ، استمر الظلم واستمر قمع الحريات و استمر معه الاحتجاج لسنوات على السكن وعلى المطالبة بالعيش المحترم ، حكومة سلال 04 مثلها مثل باقي الحكومات لا تفكير في التقدم ولا تحسين الوضعية ولا رفع من شؤون العامة إلى مستوى أحسن ، فكيف نفكر في إطالة الأمر ببقائها ونحن نخترق الدستور الجديد .
بين الأرندي وجبهة التحرير منافسة كبيرة على من يكون رئيس الحكومة ، لكن هل هذه المنافسة هيا قائمة على خدمة الشعب ؟ كل الوعود الكبيرة ومازالت الطبقات الشعبية مهمشة ، الحكومة في طريق الاستدانة تعني أنها ستكون تابعة لأي ضغوطات دولية لا تستطيع أن تقاوم فعالية من يساعد الدولة على الخروج من الأزمات ،كل هذا ومازال صراع بين سعيداني و أويحي يأخذ منطق أخر من كلام ، هل ضرورة استقالة الحكومة كلها أمر إيجابي يرجع على الجزائر بفائدة كبيرة ، أم أنها مجرد فتح مشاكل كبيرة على البلاد ، فكريا الحكومة لم تقدم شيء يجعل مطرقة التعديل تبتعد عنها ، لكن واقعيا يستطيع الرئيس أن يغير بعض الوزراء بدون الاقتراب من رئيس الحكومة لينهي صراع الدائم بين جبهة التحرير الوطني والأرندي .
العمل في الحكومة هو وظيفة شرعية تأخذ القوة من الشعب لخدمة الأرض و تسيير البلاد على الألفية الحديثة ، لكن طالما حصرنا في باب ضيق حول الحروب الطاحنة في ليبيا وسوريا واليمن ،والعرب كلهم ليسوا بقوة تسمح لهم كي يجتمعوا ، سنشهد بقاء السياسة الداخلية لدولة الجزائرية ، إدا حاولت حركة المجتمع المدني التغيير ستواجه تهمة لها بالخيانة وتعاون مع أجندة خارجية لتدمير الوطن ، يقال أن تغير وسيلة للاستعانة بعقول أخرى بدل التي فشلت على إعطاء دافع معنوي لرفع من مستوى المعيشي والاجتماعي لشعب الجزائري ،لدلك التغيير المفروض يكون مرتبط بالشخصية السياسية النزيهة والشريفة التي تحدد رحيلها حين تفشل لتفتح الباب لعقول أخرى تحل مكانها على أمل تقدم أفضل منها ، لكن في الجزائر عكس السير المفضوح ، دهنيات المسير عندنا هيا عبارة بقاء في منصب دون تقديم الشيء الملموس والفائدة إلى العامة ، ممكن الظاهر والواضح للأمة كلها أن أي مسير حكومي في الجزائر يخدم الفرد على 40 مليون جزائري .

من واجب أن يندمج التغير مع استقالة الوزراء من الحكومة ، إدا أعطى الدستور الجديد الصلاحيات المطلقة لرئيس في بقاء الحكومة أو رحيلها ، على ممثلين الشعب في غرفة الأولى والثانية إقناع الرئاسة بفشل هؤلاء الوزراء في تقديم المطلوب منهم لتغيير الضروري ، لو نحلل المنصب الحكومي ومن له القدرة على النجاح فيه هو وزير يجمع بين طرفين أن يكون من بيئة تعرف أوضاع الشعب جيدا ومحيطه قائم على العلم والدراسة وسيرته الذاتية منطقية معروفة بالنزاهة ، وأن يكون عاملا لشعب مقدر لمشاكله معطي الحلول دائما ، من يأتي من صالونات المكيفة والسيارات الكبيرة لا يخدم الشعب قدر ما يخدم محيطه .
يحتاج قطاع التربية إلى تفكيك عالي الدقة لرفع مستواه المتدهور في زمان كل وزير مر عليه ، قطاع الشؤون الدينية أصبح ضجة إعلامية بفضل مسؤوله الأول الذي يدافع باسم لدستور لا الدين ،السياحة المعدومة والتي تقدم الدولة لها أموال بدون نتائج طيبة وزيرها مسير إداري فقط وليس له خبرة في مجالها ، قطاع التضامن لا يعرف صلاحياته وأعماله لحد الآن كل شيء متشابك مع بعضه البعض ،عدة قطاعات هيا عديمة وغير قادرة على تطور ومشكلتها الأولى في التسيير الأولي من بعد الوزراء.
الجزائر تحتاج إلى مرحلة جدية وفكر جيد من رجال لهم الوطن والوطنية ، ولم يتبرعوا بالوطنية للفقراء ويأخذوا الوطن معهم إلى الهاوية بل يشاركون الوطنية مع الشعب للحفاظ على الجزائر والخروج بها من دارئة الظلمات التي بدأها انخفاض النفط وقتلها التقشف المحتوم ، هدا ما جعلنا نقول أن التعديل الحكومي بعد الجمهورية الثانية هو واجب وطني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدين عفيون الشعوب
دزيري عاصمي ( 2016 / 3 / 8 - 19:11 )
مشكلتنا ليست في الاشخاص سلال اوسعداني او غيرهما بل تكمن المشكلة في الايدلوجيا الدينية المعشعشة في عقول غالبية شعبنا فقد علمتهم الخنوع والتواكل والكسل والعنف وقتلت فيهم روح الابداع والتحضر فما دام رجال الدين وهم على نوعين لا ثالث لهما النوع الاول يبرؤن للناس ما هم فيه من حالهم التعيس بادعائهم ان كل شيئ مقدر من الله وان عليهم السمع والطاعة وان يحتسبوا كل ما يقع لهم من كوارث لله والنوع الثاني وهم الاخطر يحرضون الشباب على الارهاب والعنف .وجل اماني شعبنا ان يحجوا ويعتمروا لذلك البيت الخرب والحلم باقامة الخلافة الاسلامية فعن اي امل اومستقبل تحدثوننا

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن