الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم العالمي للمرأة _ شعلة وضاءة وجمر متقد..!(*)

باقر الفضلي

2016 / 3 / 8
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



اليوم العالمي للمرأة _ شعلة وضاءة وجمر متقد..!(*)

باقر الفضلي
أرى تحت الرماد وميض جمر
ويوشك أن يكون له ضرام

الثامن من آذار من كل عام، تلك الشعلة المتقدة، والأمل المتجدد ، اليوم الذي إعتادت المرأة الإحتفال به بإعتباره يوماً خالداً في حياتها، ولكن للحقيقة القول؛ بأنه ما مر مثل هذا اليوم من كل عام، إلا وكانت المعاناة بالنسبة للمرأة في منطقة الشرق الأوسط ، إلا وكان مثالاً للعام السابق، أو أسوأ منه، ولا من مؤشرات جديدة تدلل على تقدم بإتجاه تحسين أوضاع المرأة في بلدان المنطقة، لا على صعيد المتغيرات القانونية ، ولا على صعيد الواقع الإجتماعي، وتبدو حالة المرأة وكانها ماء راكد، سواء على صعيد العادات أو التقاليد، ناهيك عن حقوقها السياسية أو الإجتماعية..!؟

وكثيراً ما تُحَمًلْ المرأة وزر الحال الذي تعيشه في ظل مجتمعات دول الشرق الأوسط، وفي كنف العادات والتقاليد التي إعتادها المجتمع الذي يتربع فيه أخاها الرجل، دست قيادة السفينة، وهي تشعر نفسها وكأنها من الرعية التي إعتادت السير في مؤخرة الموكب، أو أن أغلبية من أمثالها، قد إعتادت العيش تحت ظل ظروف من التخلف وشيوع الأمية، والإنقطاع عن الحضارة، حتى في مظاهرها الشكلية..!

قد يبدو الثامن من شهر آذار من كل عام ، يوماً جديداً بالنسبة للكثيرين، من أبناء المجتمع الذي تعيش في كنفه المرأة، ولكن في عين الوقت فإن الأغلبية من النساء في ذلك المجتمع في بلدان المنطقة، لا تملك أي صورة عما يعنيه هذا اليوم، خاصة أولاء النسوة من اللائي يعشن في ظل ظروف العزلة والإبتعاد عن الحضارة، كما هو الحال بالنسبة لسكنة الأرياف، على سبيل المثال..!

كل ما تقدم يوصلنا الى التعرف على حقيقة الواقع الذي تعيشه شعوب المنطقة، وموقع المرأة في هذه الشعوب، ونسبية دورها في عملية تطور المجتمعات في بلدان المنطقة، الأمر الذي يدفع الباحث للتأمل في مستقبل تلك البلدان، طالما ظلت المرأة مغيبة عن أداء دورها الحيوي، بإعتبارها تشكل ما يقرب من النصف الحقيقي للمجتمع، وبالتالي، فإن أدائها سيكون له أهمية إستثنائية في مستقبل عملية التطور الإجتماعي والحضاري في تلك البلدان..!

إن ما يكبل حرية المرأة في قيامها بذلك الدور الإستثنائي، إنما يكمن في محدودية حركتها في مجال الساحة الإجتماعية للمجتمع، وإختصار هذا الدور، في دوائر مغلقة، تأتي في مقدمتها دائرة المنزل ودائرة السهر على تربية الأطفال، سواء في الريف أو المدينة، وجميع ذلك مرتبط، بإنصياعها أو بصورة أدق بخضوعها لأحكام العادات والتقاليد في المجتمع، التي تحول بينها وبين تمتعها بحرية الحركة في الدوائر والمجالات الأخرى، التي تحكمها إنظمة وقوانين خاصة، ممن تنظم تلك الحركة لحساب الرجل على حسابها، وبالتالي تحيلها الى قيود يمنحها المجتمع بركته، لتصبح من المفاهيم، التي ينبغي الدفاع عنها، بإعتبارها من الموروثات التقليدية للمجتمع، إن لم تؤطرها بأطر ذات طابع ديني تأريخي، ناهيك ما يعكسه ذلك بالنسبة لبعض الشرائح الإجتماعية في المناطق المنعزلة من حكايات وقصص تأريخية، اقرب ما تكون شبيهة بالحكايات الخرافية المتداولة، وكأنها نصوص منزلة، ينبغي الإلتزام بها، منذ الطفولة..!؟

إن الثامن من آذار من كل عام، يظل على المستوى العالمي، يوما فريداً في نوعه، لما يمثله من تأريخي نضال سطرته المرأة على المستوى العالمي، من أجل الإعتراف بحقوقها السياسية والإجتماعية، ولا يغيب اليوم إلا ونضالات المرأة على جميع الأصعدة تظل تلك النضالات شعلة في أفق الحضارة العالمية..!(1)


لا يسع المرء في هذه المناسبة العالمية إلا أن يحيي نضال المرأة حيثما يكون، ويتقدم للمرأة حيثما تكون بأزكى التحيات والتهاني بهذه المناسبة المجيدة، ويحيي نضالاتها في سبيل حقوقها السياسية والإجتماعية، وكذلك يحيي نضالها ضد العنف الإسري والإجتماعي..!
باقر الفضلي/2016/3/18
________________________________________________________
(*) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=458385
(1) http://www.ahewar.org/news/s.asp?nid=2320857










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواية النصف الحي


.. زواج القاصرات كابوس يلاحق النساء والفتيات




.. خيرات فصل الربيع تخفف من معاناة نساء كوباني


.. ناشطة حقوقية العمل على تغيير العقليات والسياسات بات ضرورة مل




.. أول مسابقة ملكة جمال في العالم لنساء الذكاء الاصطناعي