الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانسان العربي والمسلم بين ثقافة الموت والعدمية وثقافة الحياة ورحابتها...

فايز الخواجا

2016 / 3 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الانسان العربي والمسلم بين ثقافة الموت والعدمية وثقافة الحياة ورحابتها...
مجرد مفارقات فقطا للملاحظة والتفكير....
طبيب من النرويج ياتي الى قطاع غزة ليقدم العلاج متطوعا الى اطفال غزة في اثناء العدوان الصهيوني على القطاع... وطبيب من السعودية يقدم االمساعدة بطريقته الخاصة الى اطفال العراق بان يفخخ نفسه ليفجر نفسه فيهم!!! ليذهب الى"الجنة"!!!
وطبيب يقوم بالتجريب للامصال على نفسه بما لها من مخاطر عليه وعلى حياته من اجل ان يقدم علاجا فعالا للانسانية والبشرية,!!! او عالم يركب المخاطر من اجل اكتشاف ودراسة ظاهرة طبيعية كونية وليقدمها للعلم وللانسانية من اجل الاستفادة منها وتسخيرها لخدمة البشرية او للتعامل معها حرصا واحترازا من اهوالها حفاظا على حياة الانسان.... او فنانا يقوم بنحت تمثال لفيلسوف او لشاعر قدم الكثير للانسانية احتراما وتقديرا له... او مركز ابحاث في جامعة يعلم بها الطلبة الرهبنة العلمية والابحاث الجادة للاجابة على الاسئلة المطروحة من جهة او للتغلب على ما يواججه الانسان من معوقات وصعوبات في تطوير حياته والتغلب على مشاكله واشكالياته...
او مفكر يشرح الحياة واهميتها وطرق التعامل معها سابرا اغوارها فكرا وفلسفة لمعرفتها وتقديم فهمها للانسانية, للتعامل معها بطريقة فاعلة وفعالة,ليرسم توقيعه عليها انتصارات وانجازات وحضور ووجود يتعدى الوجود البيولوجي الى حضور انساني يتفوق على نفسه في جميع المجالات والاصعدة....
وفي المقابل: كما قلت سابقا ان طبيبا يفجر نفسه في الابرياء, ومجتمعات تاخذ ثقافتها من كاهن لا يعرف شيئا من الحياة الحديثة وثقافتها, ويعيش على الحكايات والروايات المتضاربة والمضطربة ليقدمها للناس على اعتبار انها"الايمان الصحيح" و"الاسلام الصحيح" ويقدم من الروايات التي لا تنفع اطلاقا وانما هي من وسائل اعتقال العقول واغتيال الانسان وقتل للحياة والتي لا تساوي في نظره شيء!!ّ!! ويستمر في غثائه وثغائه في تجديفات وتنطعات واسقاطات,مسقطا فهمه وفهم من نقل عنهم في تفسيرات النص المقدس من ان الحياة قصيرة وهي"متاع الغرور" دون ان يعرف السياق التاريخي للآية من جهة ودون ان يفهم مجازيات واشارات الآية, فالحياة هي امتداد لانهائي ليس للفرد ولكنها للانسان ولا تقاس الحياة بحياة فرد وانما تقاس ببعدها الانساني الكامل والشامل والممتد عبر لانهائية الزمن, وليأتي آخر من جوقة الكهنة ليكمل القتل للحياة منتقلا الى الحياة الاخرى بعد الموت ويبدأ في التخريفات حول الجنة ومواصفاتها وكانه قد زارها خالطا المعنويات والاشارات والصور في محسوسات تتطابق مع ما هو محروم منه سيكولوجيا من جهة ومستخدما اياها في الترغيب للناس البسطاء والعقول المثقوبة من جهة اخرى,فمن الحواري الى الغلمان الى الانتصاب الدائم الى بقية العدم من الاوصاف ما يشعرك برغبة في التقيؤ والغثيان, مع العلم ان الآخرة قد جاءت في كل الديانات القديمة والتوحيدية بطرق وعرض واشارات وصور مختلفة الا كهنة الاسلام حيث فصلوا ووصفوا وتنطعوا وحلموا على اهوائهم واهواء خيالاتهم وايحاءاتهم وقدموها للناس على انها حقيقة!!! وهي ليس لها من الحقيقة نصيب,لان الحقيقة نسبية وتثبت تجريبيا عقليا ومخبريا فكيف يتم قبول ما يجدفون!!!
والذهاب الى الجنة التي يعرفونها هم ويفهونها هم ويحلمون بها هم لا بد ان تمر من خلال"الجهاد في سبيل الله" واي جهاد يفهمون...؟؟؟ واس سبيل يعرفون؟؟؟ واي اله يعبدون؟؟؟ عندما يكون القتل والذبح والسبي والتدمير هي"تذكرة"الكهنة التي يضحكون بها على الناس ويقومون من خلالها بتوسيخ العقول ومسخها لاناس يعيشون الجهل والامية الكتابية والثقافية بحجة ان القراءة لا تلزم والمعرفة غير ذات ضرورة طالما ان السر والمعرفة عند كاتم الاسرار والخبايا هذا الكاهن المخادع والخادع والكاذب!!! ثم ينتقل هذا الكاهن الى النار وما ادراك ما النار حيث اوصافها فقط عنده وهو لا ينطق بالهوي وهو في الواقع لا يعرف شيئا على الاطلاق سوى تكرار وترديد بدون عقل او فهم للسلف المقدس عنده...!!! نعم هذا هو الفارق بين النمطين السابقين,نمط ثقافة الحياة واحترامها واحترام مكوناتها وامتدادها الانساني والانسان, وبين ثقافة الموت والعدمية والعبثية والفناء من هنا علينا ان ندرك مربط الفرس والعلة في كل ما حديث في تاريخنا ويحدث لنا حاليا.............!!!! ومن هنا الارضية الثقافية التي نملك فلا فكر عروبي قد نجح؟؟ ولا فكر ليبرالي قد عاش؟؟؟ ولا فكر يساري قد كتبت له الحياة؟؟؟ بين ظهرانينا وجميعها سقطت سقوطا مروعا لان هذه الافكار قد جاءت على ثقافة موت وارضية متسخة وافكار وقيم مهترئة معبأه في قاع اللاوعي واللاشعور...!!! ومن هنا اهمية التصدي بقوة لهذه الثقافة العدمية الميتة والقاتلة للحياة والانسان والانسانية على جميع المستويات.. وقد ينفعل ممن تعود عقله على تشرب هذه الثقافة وينام مرتاحا!!! ولكنه في الواقع هو زيف في الوعي وليس وعيا مطابقا للحياة وفهمها واحتياجياتها والحضور فيها اطلاقا... لان فلسفة الخلق الالهية تقوم على التعارف بين بني الانسان وليس على القتل وتقوم على البناء والتعمير للحياة في الدنيا وليس التخريب, وان الانسان هو امتداد للذات الالهية اللانهائية وان الانسان مركز الوجود حاملا رسالته الانسانية بروحها المتسامحة ومحبتها الواسعة لان الله للجميع لان الله خلق الجميع وليس هو لجماعة مصابة بمرض عصابي تحتكر معرفة الله يفهم خاطيء لم يقدموا للبشرية الله الا في صورة قتل وتعذيب في فهمهم المأزوم ولكن الله هو خارج مما يفهمون ويحلمون!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد