الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقد أفلحوا وخِبتم

علي الخليفي

2016 / 3 / 10
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2016 - المرأة والتطرف الديني في العالم العربي



إهداء إلى الصديقة والحبيبة والزوجة والرفيقة .. إلى رشــــــا

إذا كانت النبؤة الصادقة علامة على صدق من تنبأ بها، فهل لنا أن نضع على المحك تلك النبؤة التي تقول : "ما أفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة"، لنتيقن من صدقِ من تنبأ بها ؟

من بلقيس وحتى ماجريت تاتشر ، ومن زنوبيا وحتى ميركل، ومن عليسة وحتى  ديلما روسيف ، ومروراً بقائمة ليست بالطويلة لنساء حكمن قارات بأكملها مثل أنديرا غاندي ، لم يسجل لنا التاريخ لا في الماضي ولا في الحاضر، عدم فلاح أُمة أسلمت قيادها لـ إمـــرأة .

العكس هو الصحيح تماماً، فما من بلاد قادتها إمرأة إلا وشهدت تحولات عظيمة، جعلتها تنهض في جميع مناحي الحياة، لترتقي لمصاف الأمم المُتقدمة.

لم يُسجل لنا التاريخ الإنساني حالة واحدة، حكمت فيها إمرأة بلد ما، فحولته إلى خرابة، لكنه سجل لنا حالات تتعدى الحصر لذكور حكموا، فحولوا البلاد التي حكموها إلى كومة من الخراب . فصدام حسين والقذافي وبشار لم يكونوا نساء، بل كانوا يقطعون عنق من يُشبههم بالنساء ، وياليتهم نالوا هذا الشرف وكانوا نساء.

في كل يوم يخرح عليك أحمق ينعق بما لا يسمع، ليُحدثك عن تكريم الأديان المُسماة بالسماوية للمرأة، ورفعه من شأنها، لكنه يعجز عن ذكر نموذج واحد لهذا التكريم المزعوم، وأتباع تعاليم بدو قريش هم الأكثر إدعاءاً لتلك المزاعم ، ربما لأن فاقد الشيء يُكثر من الحديث عنه، فهم لا ينفكون يصدعون رؤسنا بالحديث عن تكريم تلك التعاليم التي يعتنقونها للمرأة

. فعن أي تكريم يتحدث هؤلاء ؟!!!

نعم لقد كرم الإسلام المرأة أيما تكريم، حتى أن إله الإسلام بجلالة قدره، أفرد لها حيزاً واسعاً في كتابه الفريد المجيد، وجعل من المرأة المحور الأساسي في رسالته الأخيرة للبشر، وأصطفى لتبليغ رسالته الخاتمة رجلاً أفنى حياته مجاهداً في تأمين فرج المرأة وتحصينه ضد أي إختراق .

لقد كان تكريم الشريعة الإسلامية للمرأة ظاهراً جليا، فبفضل هذه الشريعة قفزت المرأة من مرتبة الإلهة التي كانت تحتلها قبل  الإسلام، لتصير شيطان في إقبالها وإدبارها.

وبفضل شريعة الإسلام الغراء تحولت من ملكة تؤسس لأعظم الممالك والحضارات إلى مِلك يمين .

وبفضل ذات الشريعة السمحاء تحول جسدها من أيقونة للجمال والفن تُنحت التماثيل وتُرسم الصور لمحاكات جماله، إلى عــورة مُخزية يجب تكفينها وسترها .

أفضال الإسلام على المرأة أعظم من أن تُعد أو تُحصى، لذا نرى المرأة المُسلمة لم تتوقف ومنذ ألف وأربعمائة عام عن تُفريخ هذه المُجتمعات الراقية والمُتحضرة جداً التي نراها تَعمُر البلاد المُسلمة، ولذا أيضاً كانت المرأة المُسلمة ما هي عليه اليوم، ففي حين لاتزال هذه المرأة المُسلمة تنتظر نتيجة المفاوضات حول مدى أهليتها لقيادة السيارة، تنطلق المرأة في المُجتمعات التي نبذة تعاليم الأديان إلى الفضاء لتؤسس لحياة جديدة خارح هذا الكوكب .
نظرة الإسلام للمرأة والموضع الوضيع الذي حاول أن يضغها فيه هو سبب خيبتكم الثقيلة التي نراكم اليوم تجرونها أمام باقي الأمم .

المُجتمعات الإنسانية على شاكلة نسائها، فالمكانة التي تكون عليها المرأة في المُجتمع، هي ذات المكانة التي يكون عليها مُجتمعها. فالمرأة هي واهبة الحياة، وحال الحياة الموهوبة، يكون تماماً مطابقاً لحال الواهبة .
لذلك تجد من يحطون من قيمة المرأة
تنحط قيمة الحياة عندهم.
ومن يذلون المرأة ، يعيشون حياة ذليلة.
ومن يُهينون المرأة يحيّونَ حياة مُهانة.
ومن حاولوا أن يُفقدوا المرأة قيمتها، عاشوا حياة فاقدة لكل القيم.
ومن وصموها بالنقص، شهدت الدنيا بأكملها على نقصهم ونقائصهم.
والخُلاصة هي أنه من تَكَونَ في رحِم إلهة، لا شك أنه سيكون إله .
ومن كان تكوينه في رحم كائن له صورة شيطان حين يُقبل وحين يُدبر، لا شك أنه سيكون شيطان، وحسبنا بُرهان ما نرى من شياطين داعش والقاعدة وحزب الله، وكل أولئك الشياطين الذين تعج بهم ذاكرة هذه المنطقة منذ ألف وأربعمائة عام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائعة
شام ( 2016 / 3 / 10 - 06:59 )
ابدعت في ما قلت سيد علي ، مقالة رائعة جدا .
دمت بخير


2 - مقالةُّ راءعه
ألأسود العنسي ( 2016 / 3 / 11 - 19:11 )
تحياتي أخي على
مقالُّ رأع انا لا أدري عن أي تكريم للمرأه يتكلم هؤلأ المدلسون


3 - مقالة رائعة عميقة ومؤثرة
ملحد ( 2016 / 3 / 11 - 20:39 )
مقالة رائعة عميقة ومؤثرة
لن ابالغ اذا قلت ان هذه المقالة هي من افضل المقالات التي قرأت حول المرأة
من يبجل ويقدر المراة فهو انسان ذو قامة شامخة وذوق رفيع.....
ومن يزدري المرأة فهو (انسان) منحط وسافل ولا ذوق له.......

تحياتي


4 - الاديان جميعها بلا استثناء سرطانات خبيثة جدا جدا
ملحد ( 2016 / 3 / 11 - 20:43 )
وكذلك فالمقال متوازن وله نفس الموقف تجاه جميع احزاب الاسلام السياسي التي تحط من قيمة المراة
الاقتباس التالي كمثال: ( ومن كان تكوينه في رحم كائن له صورة شيطان حين يُقبل وحين يُدبر، لا شك أنه سيكون شيطان، وحسبنا بُرهان ما نرى من شياطين داعش والقاعدة وحزب الله....)

الاديان جميعها بلا استثناء سرطانات خبيثة جدا جدا

اخي الكاتب, افكارنا متقاربة جدا ....
ونعتذر لكم مرة اخرى عن سؤ الفهم الذي حصل بيننا في مقالكم السابق

تحياتي


5 - الأديان جميعها ؟
انكيدو ( 2016 / 3 / 11 - 21:57 )
نحن نداهن حين نقول الأديان كلها ، وهل بقت أديان على وجه الارض ؟ انها ليست سوى فتافيت أديان ، ماعدا الدين الاسلامي المنيع من كل سوء ،يطل علينا من كل زاوية في حياتنا من نومنا على السرير وحتى دخولنا المرحاض وعلى أساس كان الأوائل لديهم مراحيض ، خلوها سكته ، ومادام كتابنا في لوحٍ محفوظ ، ف أقرؤا علينا السلام وسيظل البدو الاعراب يحكمونا ، وقد سقطت أيقونة الفن والأدب والحضارة مصر الفرعونية ب أيديهم ،وداعاً مصر وزقوم في بطن آل سعود ليتك حبيبتي تكوني ، تباً لك أيها السيسي فاقد الحياء تبيع بلدك ب أبخس الاثمان !

اخر الافلام

.. حزب الله ينتقم لمقتل 3 من قادته وإسرائيل تحشد ألوية عسكرية ع


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يسحب اهتمام الغرب من حرب غزة




.. الأردن يؤكد أن اعتراضه للمقذوفات الإيرانية دفاعا عن سيادته و


.. رئيس وزراء قطر: محادثات وقف إطلاق نار بغزة تمر بمرحلة حساسة




.. تساؤلات حول أهلية -المنظومة الإسرائيلية الحالية- في اتخاذ قر