الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صحراءُ الشؤم

محيي هادي

2005 / 11 / 19
الادب والفن


في الغربِ صحراءُ الشُّـؤمِ
جاء منها كل اللؤمِ
رشاشاتٌ بور سعيد
و سلاحٌ يُشحن للغدر.ِ
و عاصفةٌ تَحملُ بالرملِ
تُؤذي في العينِ و البصرِ

و اليومَ من نفسِ الصحرا
الجوُّ يأتي محترقا
بالإرهاب و التقتيل
بالإجرامِ و كلِّ الخَطَر.ِ

مع صدّامِ العوجـهْ
لعب القزم بالنيرانِ،
في الحربِ ضدَّ الجيرانِ.
و في الأرضِ راحَ منتشياً
كمعاوية،ِ الأنثى للكلبِ
تشمُّ في ريحِ الذّكرِ

حملت لي رياحُ الصحرا
من بلدِ الغورِ أخبارا
إرهابيٌّ فجَّرَ عُرسا
قَتَلَ خمسيناً بل أكثرَ
و بِخسَّتهِ فقد انتحرَ
و إلى الجحيم لقد انحدرَ.
فأذاقَ الحاكِمَ في عمّان
مِن علقمِهِ كلَّ المُرِّ
و أراه من شرِّ الخَبَرِ

يا حفارُ البئَرَ لغيرِك
لا تٌعمَّق فيها المساحي
الدهرُ سينقلبَ ضدّك
و تقع أنت الحافرُ فيها
و تنهشُ في استُك الأفاعي.
هذا هُوَ حُكمُ الدهرِ
من يحفُر بئراً للغيرِ
فيها يقعُ قبل البشرِ
من يزرع شوكاً للقتلِِ
يلقي منه وخزُ الطعن
بالسيفِ، و بكلِّ الأُبَـرِ.

أُجبرتُ اليوم على العيشِ
في عِزِّ الظُلمةِ و القهرِ
لكنِّي أحلم أن أنظرَ
لشعاعِ النجمِ و القَـمَرِ
أدعو في أيّامِ القحطِ
للهِ، و لكلِّ الخلقِ
بشُمولِ الخيرِ على الناسِ
ووصولِ الغيمِ بالمطرِ

في الماضي كانَ الهتافُ،
هتافُ صِدقِ،
يسخُطُ سخطَـهْ:
"بالروح و بالدّمِ أفديكِ يا فلسطيني،
يا كلُّ ما عنديَ من دينِ"
و في الأمس سمعتُ بالكِذبِ،
يصرخُ صرخـهْ:
"بالروحِ نفديك بو شِفَّـهْ،
و العنقَ ننحرُ للبعثِ،
و نريقُ الدَّم لابن صبحـهْ"
و اليومَ صار الكِذب بكُفرِ،
كالعفطةِ في شِفَّةِ سخلـهْ:
"بالروح، بالدم نفديك عبد اللاتِ،
الذاهبُ منّا و الآتي"
و هنا ضاعت كلُّ الأرضِ،
مع السلامهْ،
و إلى اللقاءِ يا غزَّه.
يضحكُ مُرتزقٌ في الضِّفـهْ،
و يبقى فيها سوءُ القدرِ

في قرنِنا الحاديَ و العشرونْ
أريدُ أن أعيشَ في عقلٍ حرٍّ
بدونِ مافي الدِّينِ من جُنونْ.
و أزيدُ في حُبِّي للجَمالِ.
بِلا جاهليةِ البدوي الأولى
و بِلا ظلامِ القرونِ الوسطى.
أريدُ أن أعيشَ في السلامِ الدائمِ
تُغطيني بِهِ الحياةُ
بدونِ جنونِ الحربِ
تتناثرُ فيها الأموات
في الحقل، و على طولِ الدربِ
و أكرهُ تَفكيرَ البدوي
في النهبِ في كلِّ غزوِ.
أريدُ أن أعيشَ في أهنأ سعدِ
لا تقربني أيَّة شرور
و يحيطني كلُّ السرور
أنعمُ دوماً بالدفء
لا يحرقني حرُّ الصيفِ
و لا يقتلني قرصُ البردِ.
لا أُحبُّ ركوبَ الجِمالِ
و لا العيشَ في خِيامِ الوبرِ

يا ساكن في شرقي الأُردُن
يا الطائع لحفيدِ لُنْدُن
عبد اللاتِ أقسمَ في وعدِ
صهيون يبقى في البلدِ
بالقُربِ منكَ و على البُعدِ
تُرفرفُ فوقكَ أعلامُـهْ
و يسممُ عقلكَ إعلامُـهْ
هل تبقى تسجدُ في الأرضِ
عبداً للمفسدِ في القريَـهْ
و الذّالِ لعزةِ أهلِـك؟
قد خُطَّتْ هذا أقلامُـهْ،
و هذا ما كُتِبَ في السُورِ.

يا ساكنَ في غربِ بلادي
في شرقِ الأُردنِ أم في الغورِ
في عُمقِ الجُحرِ أو في بطن الحُفَر:
هلْ تزرعُ نبتاً للخيرِ،
نجني منهُ حُلوَ الثمرِ؟
أم تُغرِسُ لي شوكَ العُهرِ،
تَحصلُ منهُ طَعنَ الخِنجَرِ،
و تضيعُ أمانيكَ في قهري،
ويغطيك شرٌ القَـدرِ؟
ألاّ تَعرف عملَ الخيرِ،
كرمَ الفِكرِ و بُعدَ النَّظرِ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من شارموفرز إلى نجم سينمائي.. أحمد بهاء وصل للعالمية بأول في


.. أنت جامد بس.. رسالة منى الشاذلي لـ عصام عمر بعد أدائه في فيل




.. عصام عمر وركين سعد من كواليس فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد


.. أون سيت - لقاء مع الفنان أحمد مجدي | الجمعة 27 سبتمبر 2024




.. أون سيت - فيلم -عاشق- لـ أحمد حاتم يتصدر شباك التذاكر