الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمين في امريكا ..ورقة رابحة

هاشم العيسمي
كاتب سياسي

(Hashem Aysami)

2016 / 3 / 10
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


يرجع تاريخ دخول المسلمين إلى أمريكا إلى ولادة الدولة الأمريكية الحديثة ,حيث تؤكد المراجع التاريخية أن المسلمين دخلوا امريكا بدايةً مع العبيد اللذين تم استقدامهم من إفريقيا بهدف الاسترقاق , و في هذا المقال سنرى كيف يكون المسلمون ورقة رابحة في أقوى نظام سياسي في العالم .
أولاً: يتراوح عدد المسلمين في امريكا بين 2 إلى 3 مليون نسمة مما يجعل المسلمين أقلية ذات وزن سياسي يمكنها من الوقوف للدفاع عن مصالح المسلمين و المشاركة بتغيير النظام السياسي مما يحقق الهدف الأول للديمقراطية و هو إيجاد المجتمع الأفضل , ناهيك عن أن الكتلة المسلمة في امريكا تضم أكبر تنوع عرقي موجود في كتلة واحدة
ثانياً: استطاع المسلمين في امريكا إيجاد عدد من المؤسسات مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية و التحالف الإسلامي الأمريكي و المجلس الإسلامي الأمريكي ومجلس الشؤون العامة الإسلامي لتنظيم أنفسهم لاختيار مرشح واحد للتصويت له ويتم ذلك من خلال المجلس التنسيقي المشترك بين المنظمات الإسلامية سالفة الذكر و هو ما جعل لهم تأثير ملحوظ و خصوصاً في الانتخابات الرئاسية حيث قاموا بالتصويت من خلال كتلة واحدة أثرت في تغليب الميزان الانتخابي ومثال ذلك في انتخابات عام 2000 حيث صوت المسلمون لجورج دبليو بوش و انتخابات 2008 حيث صوت المسلمون لباراك أوباما مما كان لهم دور جيد و ملحوظ في نجاح المرشحان و جعل المرشحين الانتخابيين يلاحظوا وجودهم و يهتمون بأصواتهم .
ثالثاً: إن الإسلام و المسلمين في امريكا و خارج امريكا يشغلون أهمية لدى الساسة الأمريكيين فهذه قضية شائكة يتنافس فيها المرشحين للانتخابات فمنهم من يحاول كسب تأييد المسلمين –كأقلية- وخصوصاً الديمقراطيين و منهم من يحاول كسب الفئات اليهودية و المسيحية المتشددة من خلال إبراز معاداته للمسلمين , و أبرز مثال على ذلك المرحلة التمهيدية للانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية حيث نجد بيرني ساندرز المرشح الديمقراطي صرّح في إحدى المناظرات مع نظيرته هيلاري كلينتون بأنه يهودي و يفتخر بأنه كذلك ,في محاولة لكسب الناخبين و المتبرعين اليهود و الناخبين المسيحيين المتعاطفين مع اليهود و إسرائيل ,بينما اكتفت كلينتون بالقول بأنها تصلي رداً على سؤال مدير المناظرة لكسب أصوات الأقليات و منهم الأقلية المسلمة ,و بالانتقال إلى المرشحين الجمهوريين فنجد أبرزهم دونالد ترامب الذي صرّح بالعداء العلني للمسلمين في محاولة صريحة لكسب الناخبين الجمهوريين على اعتبار الحزب الجمهوري أغلبه من المسيحيين المحافظين و اللذين يملكون نزعة عدائية اقصائية نوعاً ما للأقليات أو المستجدين في امريكا و خصوصاً بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م , و رغم أن تصريحاته هي مجرد كلام واهي و دعاية انتخابية لأن تصريحاته تتعارض مع الدستور الأمريكي و لأن الولايات المتحدة دولة مؤسسات لا يستطيع رجل واحد حتى الرئيس أن يفرض رؤيته على رعايا الدولة و لأن الولايات المتحدة دولة عالمية تسعى لموازنة القوى بين دول العالم و بالإضافة أنها ترتبط بعلاقات وثيقة مع الدول الإسلامية , و عليه استطاع ترامب أن يحقق نسبة تأييد عالية على حساب مرشحيه تيد كروز و ماركو روبيرو المرشحان التاليان لترامب في الاستطلاعات الأمريكية المبكرة , و يجدر بنا هنا الإشارة إلى عاملين مهمين في الانتخابات الأمريكية, الأول أن السلوك التصويتي للمسلمين الأمريكيين يعتمد على برنامج السياسة الداخلية للمرشح من إصلاحات في التعليم و الصحة و محاربة التمييز و الخ .. رغم أن انتخابات 2016 سيكون لبرنامج المرشح للسياسة الخارجية عامل أوفر حظاً لترجيح كفة المرشح للفوز , و الثاني أن الناخبين المسلمين ليس لهم دولة معينة توجه تصويتهم نحو مرشح معين أي ليس لديهم لوبي في أورقة النظام السياسي الأمريكي كما يوجد لدى اليهود اللوبي الصهيوني الذي يوجه أصوات الناخبين اليهود و المتعاطفين مع إسرائيل من المسيحيين للتصويت للمرشح الذي يحقق مصالح إسرائيل , لذا فالسلوك التصويتي للمسلمين ليس له قاعدة معينة سوى تحقيق مصالحهم كمواطنين أمريكيين .
و من هنا و بالنظر إلى ماّلات الانتخابات الأمريكية الرئاسية , نرى أن المرشحين الأوفر حظاً لتولي كرسي الرئاسة هما ,
هيلاري كلينتون التي حافظت على علاقة جيدة مع الناخبين من كافة الفئات , و من بينهم المسلمين الأمريكيين ,بالإضافة إلى مسلمي العالم و خصوصاً في الشرق الأوسط على اعتبار كلينتون ذات باع طويل في السياسة الخارجية لتوليها وزارة الخارجية الأمريكية في دورة أوباما الأولى و لأن الشرق الأوسط لا زال يشكل أولوية للسياسة الأمريكية كان على كلينتون المحافظة على التوازن بين العلاقات بين الجميع .
دونالد ترامب الذي أظهر عدائه للمسلمين منذ الوهلة الأولى , و استطاع بذلك أن يكسب تأييد الجزء الكبير من أعضاء الحزب الجمهوري و إيضاح الكثير من المسائل في سياسته للتعامل مع فئات المجتمع و مع أن الكثير من كلامه مجرد دعاية انتخابية و ما يؤكد هذا الكلام حصول ترامب على تأييد11 % من قبل الناخبين المسلمين الأمريكيين وفقاً لاستطلاعات مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) .
و بهذا نجد أن المسلمين في النظام السياسي الأمريكي سواء من خلال معاداتهم أو من خلال كسب تأييدهم هم عبارة عن ورقة رابحة, و يجب على الساسة المسلمين في امريكا و العالم الاستفادة من هذه الميزة للتأثير في السياسة الداخلية و الخارجية للولايات المتحدة .
هاشم العيسمي 11/3/2016….








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل