الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصبحت ابحث عن الشباب ولم أجد إلا شيوخ

جمال الصغير

2016 / 3 / 11
كتابات ساخرة


أحاول أن أتكلم نيابة عن أرض الجزائر التي تعيشون فيها ، وعن الشعب الجزائري الذي خرجتم منه ، نحن معشر الشباب الجزائري تتراوح أعمارنا بين عشرين سنة . واحد عشرين سنة وحتى تسعة وعشرون سنة نحاول أن نعمل الفارق في بلادنا ، شباب الغرب وشباب الجنوب وشباب الشرق ، وشباب الشمال وأنا أود أن أقول لكم يا حكومة بلادنا لقد قطعنا سنوات من دراسة والعلم بدون فائدة حتى قررنا أن نتكلم معكم مباشرة .
لنخبركم : أيها البالغين عليكم تغيير منهجكم ونهجكم ، أنا أكتب اليوم في هدا المقال وليس لي جدول أعمال ولا مواعيد عمل ، ولا لقاءات مع شخصيات حكومية لكنني فقط أحارب من أجل مستقبلي . خسارة مستقبلي ليس كالخسارة في الانتخابات أو خسارة بعض الأسهم في سوق البورصة ، أنا لا أكتب لنفسي ولا أتحدث عن نفسي وإنما عن كل الأجيال القادمة ، أنا هنا لأتحدث عن الأطفال المهمشين في الجنوب والتي أصبحت كلمتهم غير مسموعة ولا ندائهم مرغوب فيه ، أنا أتحدث عن مرضى سرطان في مستشفيات الجزائر الدين أصبح خبر موتهم لا يشغل الرأي العام ولا الخاص لأنهم لم يجدوا مكان يجعلهم يقضون على هدا الداء .
أنا الآن وبكل صراحة أخاف دخول إلى مستشفى في سيدي بلعباس خوفا من العداوة أو انتقال المرض من شخص ما إلى جسدي ، أنا الآن أخاف أن أدفع ملفي إلى مؤسسة إدارية لطلب عمل لأنني لا أعلم مادا سيواجهني ما هيا نية المسئول الأول .حينما يسألني ما هو عمل والدي ؟ لقد اعتدت الذهاب مع عائلتي إلى جنوب الجزائر لسياحة لكن بعض أيام بدأت تظهر رائحة كريهة بحث عنها حتى وجدت جماعة من الخليج يأتون لصيد الغزال ، مجزرة كبيرة تكفي للانقراض الحيوانات من الجنوب ، الآن ويوميا نسمع أخبار عن حوادث المرور كل يوم قتيل أو 20 قتيل كل يوم نسمع عن سرقات البنوك وإفلاس شركات واحتجاجات النقابات وكل هدا نقول أنه حق وأصحابه يطلبون به ، لكن عندما أفتح التلفزيون لأجد رئيس الحكومة يتكلم عن تقشف الصمت يقتلني .
لقد حلمت طوال حياتي أن أرى إخوتي الجزائريين الشباب في مراكز حساسة في دولة ، أو على اقل عمل قيم يفيدون به البلاد ويحقق لهم أحلامهم التي كانوا يطمحون إليها ،طموح خدمة البلاد أفضل من سفر إلى وطن أخر ، وكما قال أحد المفكرين أكبر صادرات الجزائر نحو العالم الأدمغة الجزائرية لكن كل هذا يجعلني أتسأل هل سيتحقق حلم الشباب وأن أرى معظمهم في مؤسسات الدولة يحاولون بكل جهد أن يطوروا البلاد إلى الأحسن .
لكن لي سؤال على حكومة الجزائرية هل كنتم قلقون على البلاد حينما كنتم في عمري ؟ هل رئيس الحكومة الجزائرية في شبابه كان قلق على شأن البلاد ؟ مثل ما يفعل الشباب الآن ، هل كنتم قلقون حول الأشياء التي ذكرتها لكم ؟ كل هذه مشاكل تحدث أمام أعينانا لكننا لا نزال نتصرف وكأنه شيء لم يحدث . مازال نتصرف وكأنه لدينا الوقت الكافي لعلاج هده الأمور وحلها بأبسط الأشياء هل أمور سهلة لهذه الدرجة عند الحكومة ؟ أنا مجرد مواطن وليس لدي حلول لمشاكل البلاد لكنني أريدكم أن تدركوا أنكم لا تعلمون كيفية معالجة مشاكل البلاد التي لا تنتهي ، أنتم لا تعلمون كيف تجدون حل لمشاكل قطاع التربية ، أنتم لا تعلمون كيف تجعلون أهل غرادية إخوة مع بعضهم البعض ، لا يمكنكم إعادة شركات التي أسسها النظام القديم وكانت فتحة خير على الشعب الجزائري لأنها قللت من نسبة البطالة .إن كنتم لا تعرفون كيفية إعادتها ، من فضلكم توقفوا عن تقديم الحلول والوعود الكاذبة عن الشعب .
في كل اجتماع تلتقون بوفود حكوماتكم ، رجال الأعمال ، الوزراء ، الولاة ، وجميع السياسيين لكن المشكلة أين تلتقون بهم في صالونات مكيفة ومكان نظيف ، كيف للعقل المرتاح أن يفكر بحل كبير لمشاكل البلاد وهو في وضعية جيدة جربتم أن تجتمعوا مثلا في واد سوف أو أدرار أو تبسة أو مسيلة أنا واثق أنكم ستجدون الحل الأنسب إلى البلاد .
أعلم أننا جميعا جزء من عائلة مكونة بأكثر من 40 مليون شخص ، في الواقع الناس تعيش في الفقر وعدم الاهتمام والإهمال الكبير ولا تستطيع الحكومة أن تغير هذا لأنه ملف كبير وثقيل عليها مهما فعلت لم تبرر فشلها ، ليعلم الجميع أننا كلنا متورطين في هذا جميعا ، وعلينا أن نعمل على يد واحدة شريفة لخدمة البلاد والاهتمام بشعبها لتحقيق هدف واحد وهو الخروج بالجزائر من الفقر المحتوم ، في غضبي أنا هادئ وفي خوفي أصبح شجاع لكي أخبر حكومتي بلادي بما أشعر به .
في الجزائر نحن نتسوق كثيرا ، نشتري المرغوب ثم يصبح غير مطلوب فنرميه ، وسلسلة دائما هكذا مستمرة ، ومع دلك الحكومة لم تطلق أي مبادرة أو قانون يحمي البيئة من تطفل الشعب ومن غطرسة الحكومة نفسها ، لأن الحكومة تحب أن يبقى الوضع على ما هو وتدخلها في نهاية عبارة عن حزمة قوانين مثبتة أسبوع ومرمية شهر وتطبق على ابن المسكين ويمر عليها ابن الوزير ..
في سيدي بلعباس لقد عشت حياة فيها رائعة ، كثرة الطعام واللباس ، والتسوق والخروج ليلا نهارا والمياه وكل شيء رائع موجود فيها لدينا كل ما نحتاج . لكن مند شهر فقط لقد صدمت شخصيا بعد قضاء الوقت مع بعض أطفال إليزي بعضهم يعيش في الشارع وقد أخبرني طفل بعد أن قدمت له سؤال مادا تتمنى من الحياة ؟ قال أتمنى لو أكون غنيا لأنني سأشتري لكل أصدقائي في الشارع من بدو رحل الطعام والماء واللباس وأن نذهب إلى مدرسة مع بعض وزيادة على دلك الحب والحنان والعاطفة الكبيرة .
إدا كان هدا الطفل الذي يعيش في الشارع ، ليس لديه شيء في الحياة سوى رغبة أن يهتم به من هو أكبر منه وأغنى لمادا هؤلاء الدين لا يملكون كل شيء ؟ لكنهم لازالوا طامعين لا يمكنني التوقف عن تفكير في الأطفال وفي الشباب الدين هم مثلي ، ممكن في أي لحظة أكون كالأطفال الدين يعيشون في الشارع ، هل تريد مني أكون مثل أطفال توقرت بعيدا عن العاصمة ولا يصلني شيء إلا بعد سنين ، أو كأطفال الذين يعيشون في قرى ولاية بشار يصلهم دواء بعد الطلب الكثير والمستمر ، أو ضحية رشوة في جامعات الجزائرية ، أو تلتقطني كاميرات النهار في فضيحة فاسد في إحدى الجامعات ، أنا أعلم جيدا لو تنفق أموال التي تحت أيدي الكبار من رجال الأعمال في البلاد سيتم القضاء على مشاكل هده البلاد .
في المدرسة تعلموننا ألا نتشاجر مع بعضنا البعض وفي الابتدائي أن نتعاون ونحترم بعضنا البعض ، وفي المتوسطة أن نزيل الفوضى ، وألا نؤدي المخلوقات الأخرى وفي الثانوية أن نتشارك مع بعض وأن لا نكون طماعين ادن لما تخرجون يوميا إلى الجزائر وتفعلون هده الأشياء التي تطلبون منا عدم فعلها ؟ لا تنسوا سبب وجودكم على رأس الحكومة ولمادا أنتم وزراء ورؤساء ونواب برلمان أنتم تحددون نوع الجزائر الغد التي نحلم بها فلا تخرجوا عن نهجكم من فضلكم يقول القدماء : المرء بأفعاله وليس بكلامه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في


.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/




.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي