الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعركة التي بدأت وقراءة في الثوابت والمتغيرات

بكور عاروب

2005 / 11 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لو أردنا أن نبحث في حيثيات العصر الذي نعيشه لوجدنا أن هذا العصر الساقط إنسانيا في ظل الزحف الوحشي الجارف للعولمة وما تفرزه من متغيرات عنيفة تشمل كل مكونات الحياة الإنسانية الثقافية والاقتصادية والمادية لأجمعنا في كل أصقاع الأرض أن العولمة ومتغيراتها المفرزة تسحب حتى الأمريكي من فراشه لتضعه في مواجهة الآخر وما لهذه المواجهة من أثر سيئ عليه وتسحب معه كل البشرية على اختلاف بقاعها وأعراقها وشعوبها عاملة على إسقاط الإنسان لمصلحة اللاإنسانية حيث تستوعب العولمة باتجاهها الوحشي العدو كل الشعارات السيئة تاريخاً من اللاسامية إلى اللا فلسطينية و اللا اشتراكية اللا إسلامية و اللا إفريقية و اللا نمور آسيوية حيث ؟ المتوحش الآخر محاولاً بأمركة العالم وتغريبه قتل الأمريكي نفسه معلناً شعاره الأكثر سوءاً وضراوةً وهو ‹‹ اللاإنسانية ›› في ظل هذا الشعار يكون الصراع بين الذوات المخلتفة حدواً للجميع ويكون الصراع أشد تبايناً و أكثر وضوحاً حسب الأسلحة الحضارية والإنسانية والمقومات الصحيحة لإستمرار وبقاء الأفراد والمجموعات وبالتالي يكون الحوار أو الصراع سمه ما شئت أشد عنفاً وقوة عندما تواجه العولمة منطقة تملك أُساً حضارياً قوياً كما هو كائن في المنطقة العربية والتي نعيش فيها ، هذه المنطقة التي استطاعت بروحها الحضارية الإنسانية استيعاب كل محاولات العولمة منذ العولمة الحثية والفارسية واليونانية والبربرية الصليبية الجرمانية الرومانية والأوربية الحديثة البرجوازية وأخيراً الإمبريالية الأمريكية المتوحشة، ولا شك أن خروج المنطقة وشعبها أكثر إنسانية وأشد قدرة على البقاء عقب كل تجربة يعزز فرص نجاحها في تجاوز التجربة الحالية التي تتساوى فيها منطقتنا مع كل المناطق الدولية والأعراق الإنسانية قاطبة لتتحول المعركة أو الصراع إلى المستوى الإنساني الشامل وإن كانت أشد مناطقه حرارة تقع في بلادنا الجميلة.
في هذه الحالة التي تفرض نفسها علينا نقف جميعاً لنفكر ونعمل على تجاوز هذه الهجمة أو السيل العرم محاولين استنباط واستنهاض كل عوامل النجاح والاستمرار وما يعزز وجودنا واستخراج كل الأسلحة الموجودة في المستودع الحضاري للأمة وترسانتها التاريخية وفي إطار هذه الوقفة أردنا الإشارة إلى بعض الثوابت التي يجب الحرص عليها كما تشكله هذه الثوابت من ضرورة تاريخية وخنادق دفاع أخيرة عن مستقبل أهلنا وبلادنا. وأردنا في هذه العجالة التركيز على ثلاث من أهم الثوابت التي نعتقد ضرورتها وأهميتها فما هي ؟
تتحدد ثوابتنا التي نود الإعلان عنها في ثلاث اتجاهات للمعركة العولمية وخصوصاً في منطقتنا التي تتفرد و لأسباب تاريخية في الخلاف أو الفرق ما بين مفهوم الوطني ومفهوم القومي. وهذه الثوابت هي :
1- الوحدة الوطنية والقومية كخيار إنساني.
2- التنمية والإنسان كمقدمة ومحصلة.
عبر فترة طويلة من الزمن أخذت القطرية والتجزئة عمقاً في بلادنا واتخذت القطرية بعداً قانونياً ودستورياً معترف به ولا يمكن تجاوزه نهائياً وإن كنا نعمل جميعاً على تغييره بشكل تدريجي ولكن إلى حيث حصول هذا التغيير فإن الحقيقة التي تفرض نفسها تقول أن ما هو وطني يختلف نوعاً ما مع ما هو قومي وأن السياسة التي تعمل على استبعاد بعض القطاعات الوطنية لأسباب قومية ؟ متعصبة سياسية عديمة الجدوى وتُفقد الوطن أسلحة قومية في معركة البقاء الحضاري وتصبح ضرورة تعزيز الجبهة الوطنية التقدمية لتكون العنوان الكبير لكل أبناء الوطن وحافظاً سياسياً وتنظيمياً لأحلامهم وطموحاتهم وتوجهاتهم من أهم الضرورات الوطنية والإنسانية التي نعيشها شرط اقتران إرادة الآخرين بإرادة الوطن والحرص عليه واستعادة أراضيه المغتصبة.
إن الوحدة الوطنية هي سبيل ضروري للحفاظ على الشخصية الوطنية في مواجهة الزحف الذي يتجاوز بإرادته سحق القومي إلى سحق الوطني وحتى العناصر الفردية التقليدية لكل قرية وشارع لتحويل الجميع إلى أعضاء في القرية العالمية وتحت سيطرة الشريف صاحب النجمة الكبيرة..
هذه الوحدة الوطنية ؟ ببعدها الإنساني التحرري وليس برضوخها للآخر كائناً من كان ، الوحدة الوطنية بخيارها التنموي الاشتراكي الديمقراطي الحر الذي يحرص على الإنسان ويعمل لمصلحته بعيداً عن الانتماءات المذهبية والعرقية والعشائرية التي تسقط جميعها لمصلحة السوري المتميز الخلاق المتحرر المساهم إنسانياً عبر الأزمنة وفي أشدها ظلمةً ، السوري الذي تسعى اشتراكيته إلى إغناء الفقراء وليس إفقار الأغنياء ويرفض عزل ولو شجرة بطم أو شيح في آخر السهل بل يعمل على استثمارها وضمها إلى باقة الوطن الجميلة.
الوحدة القومية كخيار إنساني شعبي وتاريخي
في ظل التوجهات العالمية نحو التكتل والتوحد والتقوّي تفرض الوحدة كنداء ولون شعبي أصيل مرتبط بالمفاهيم التاريخية والتراثية وحتى الدينية للأمة وتحمل آماله التحررية والاقتصادية والجغرافية وكحركة تاريخية تخترق الفرد والمجتمع والثقافة والاقتصاد وليت تجميعاً كمياً لوحدات مجزأة وهي ارتقاء فوق الرومانسية التاريخية وتحويلها إلى حركة سياسية فاعلة
وإن مما لا شك فيه هو أن الوحدة مفهوم ثقافي تاريخي أساساً ؟ هذا المفهوم جماهيرياً وبشكل يومي في حياة الأمة من خلال استخدام أبناء الأمة في أقطارها لأدوات ثقافية واحدة أو شديدة الشبه ذات جذور وأصول واحدة وتنعكس هذه الممارسات لتشكل تياراً واحداً يُواجه دائماً بأعداد الجماهير العربية الغفيرة وتفرض الشعبية الكادحة نفسها لتكون أكبر قوى المشروع القومي و يكون المشروع القومي لمصلحة الطبقات الفقيرة وأحد عوامل الحفاظ على أبناءها ورعايتهم وتحقيق تواصلهم مع الآخر وليس تخاذلهم و انزياحهم أمام الآخر.
نحن يجب أن نؤسس لواقع عربي متحرر من كل عقد الخوف والتردد والضعف بواقع عملي لهذا المعنى وليس بشكل شعاراتي وبالتالي نستطيع صون الحقوق العربية والزود عن مقدساتنا وكرامتنا وتحقيق إرادتنا في تقرير مستقبلنا ومصيرنا وتأمين غد آمن لأجيالنا المقبلة .
- التنمية والإنسان كمقدمة ومحصلة :
إن الإنسان ولا شك هو أساس أي مشروع مكافح سواء كان المشروع وطنياً أو قومياً، والحرص على الإنسان وعلى عوامل قوته وبقاءه هو الأكثر إلحاحاً في حياة الأمة دائماً وحتى تبرز التنمية بكل أبعادها الاقتصادية والثقافية والتربوية وتوطيد علاقة الفرد بالكل من خلال قدرة الفرد على المساهمة في المشروع الوطني والقومي وبقدر ما يشكل هذا المشروع من فوائد لمصلحته وتصبح المقاومة من أجل الأرض واستردادها والتنمية والديمقراطية والشفافية وتعزيز الثقافة الوطنية أهم عوامل مواجهة الآخر واستيعابه والانتصار عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي