الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب (القرآن بين المعقول واللامعقول ) - حرب نووية فيما قبل التاريخ- ج42

نبيل هلال هلال

2016 / 3 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


42
وعندما نتساءل عن حجم الكون , فنحن نقصد بذلك (حجمه الآن), فالضوء لا ينتقل على الفور عبر الكون , مما يعني أننا نرى الأماكن البعيدة على (ما كانت) عليه , وليس على ما هي عليه (الآن) , وعندما نرصد أماكن بعيدة , فنحن ننظر إلى حقبة ماضية في زمن ماض حين كان الكون أصغر حجما, لأن الكون دائم التمدد .وتأمل معي تلك الآية الكريمة التي تفصح لك "برشاقة" عن هذا المعنى- وعذرا لأنني لم أجد وصفا آخر- اسمع إن شئت: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}سبأ9 .تأمل الكلمات :" مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ", أي حاضر وماضي السماء. (ما بين أيديهم) أفهمُ منها (الحاضر), الحاضر المتاح لنا فيه تأمل السماء والأرض على ما هما عليه من حال راهن , و "ما خلفهم" ,أفهمُ منها "ماضي" السماء والأرض , والواقع أن صورة السماء الراهنة هي صورتها في الماضي , وماضي الأرض هو ما كان من أمور ساكنيها فيما مضى , وعلينا البحث عنه في حفائرها بالسير فيها والتنقيب عن آثار السابقين , "قل سيروا في الارض". ولعل الإنسان المعاصر ليس إلا الظل الرباعي الأبعاد لكيان كامل ذي أبعاد عديدة لكن لم تعد فاعلة في حياته- أي الأبعاد- وغابت عنه لطول إهمال استخدامها, وربما أمكن في وقت ما التواصل بها في مناطق لا تحدثنا عنها حواسنا. وعلم الماورائيات ليس عنا ببعيد, لكنه لا يزال بدائيا وهو يبحث في ظواهر التخاطر عن بعد ونقل الأفكار والصور عبر المسافات , وما شابه.
وهناك أشياء لا يمكننا تخيلها, لكن يمكن إدراكها بطريقة رياضية .ومع أن الرياضيات هي النموذج الذي يحاكي سلوك العالم الحقيقي , إلا أن هناك أيضا أشياء لا يمكن وصفها بالأرقام .
إن الكثيرين ممن نطلق عليهم اليوم (بدائيين) ليسوا أثرا أو بقايا من العصر الحجري , لكنهم حطام وبقايا مجتمعات عالية التحضر , لكنهم أُرغموا في ظروف مختلفة مثل الكوارث الطبيعية , أن يعيشوا حياة أكثر بساطة وأقل تحضرا, وربما كانت هذه الكوارث الضخمة هي الفواصل بين "عصر أرضي وعصر أرضي آخر". يقول جوناثان في كتابه: "أسرار الرجال الموتى :"في الألفية الثالثة ق.م حدث فجأة وبدون سابق إنذار تدمير متبادل لمراكز الحضارة العليا عن طريق حرب نووية ولم يتح سوى وقت قصير لإنقاذ أي شيء سوى الضرورات. وبدأت تعيش قلة من مجموعات الناجين في الأحراش والكهوف والغابات والجبال التي لم تتضرر بالإشعاع والدمار, واضطروا لإنتاج احتياجاتهم دون صناعة, وعادوا إلى تحقيق الكفاية الزراعية.ومع أن بعضهم قد حاز بعض المعارف والمهارات , إلا أنهم كانوا أقل من أن يعيدوا إنتاج حضارة , فكل حضارة يلزمها كثافة سكانية ما. وظهرت معا وفي كل العالم , المراكز الزراعية الكبيرة في وقت واحد وفي أماكن مختلفة .فظهرت هذه المراكز في شمال الصين وجنوب آسيا وشمال المكسيك وشمال بيرو وشمال فنزويلا. والأكثر أهمية هو أن هذه المراكز ظهرت بالقر ب من الأماكن التي تضررت من محارق نارية , أي في المراكز الحضارية مثل منطقة "غوبي" gobi في الهند, وأطلال وادي الموت في "كاليفورنيا", والوادي المنصهر "لساكسايهومان" في أمريكا الوسطى , والحطام المنصهر المتحول إلى زجاج أخضر في الغابة البرازيلية.ويفسر البعض تَجاور المناطق الزراعية مع المناطق المدمرة بفرار الناجين من تلك الكوارث إلى مواقع جديدة.
إن الذائع المشهور من العلم التقليدي يقول إن المخلوق البدائي كائن غبي أبله غير قادر على الإنجاز, لكننا نجد له إنجازات مذهلة من قبل خمسة آلاف سنة , إنجازات منشؤها علوم متطورة , والمؤسسات العلمية الأكاديمية تناضل لنفي ذلك. وإلا ما القول –مثلا-في محاولات الأقدمين لطلب الخلود والبقاء, فقام المصريون القدماء بتحنيط جثامين موتاهم , وربما كانت هناك مساعي تاريخية أخرى لحفظ أبدان الموتى بطرق اصطناعية على غرار ما يحدث الآن في بلاد الغرب , إذ توجد معامل متخصصة لتبريد الجثامين في النيتروجين السائل ريثما يحين وقت إمكان إعادة الحياة إليها. اسمع معي :"وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ" الشعراء129. يتبع - بتصرف من كتابنا (القرآن بين المعقول واللامعقول) - نبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا


.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني




.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


.. يهود أمريكا: نحن مرعوبون من إدارة بايدن في دعم إسرائيل




.. مجلس الشؤون الإسلامية في أمريكا: الرد القاسي على الاحتجاج ال