الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اصوات المرجعية والهمة الصدرية

عباس ساجت الغزي

2016 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


اصوات المرجعية والهمة الصدرية
تراكم الازمات واستفحال الاخفاقات في الشأن العراقي دفع المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف الى مخاطبة الحكومة العراقية بلسان الشعب بضرورة الاصلاح ومحاسبة الفاسدين.
المرجعية الرشيدة في خطابها حكمت العقل برياسة وكياسة ومسؤولية كبيرة, لكنها غيبت المنطق في مخاطبة الاخر ظننا منها بان الحكومة التي باركتها وناصرتها وايدتها سابقاً هي حكومة ملائكية.
خطاب اليأس في عبارة (بحت الاصوات) وما تبعها من خطوات من تحجيم الخطبة السياسية ورفعها لشعار غير معلوم, ولد ردت فعل قوية لدى الجماهير العراقية الغاضبة من سوء الاداء الحكومي, مما دفع الجماهير للبحث عن همَّة عالية في التصدي بعيداً عن اسلوب المناداة التي لا تجدي نفعاً مع من استفحل الافساد وانتشر المرض الخطير في جسده.
التيارات المدنية ركبت موجة الاصلاح وسرعان ما بان عجزها عن المجاراة, فقد كانت فاقدة لمقومات قيادتها بعد ان صبغ قادتها بالصبغة المذهبية واغرقوا انفسهم وقواعدهم في دوامة الطائفية تناغماً مع لهجة الاحزاب الاسلامية, البقاء والمطاولة في الساحة السياسية للأقوياء, فالعاهر (السياسة) تتغزل بصاحب العضلات المفتولة وتعشق ان يمرغ انفها برائحة الرذيلة التي تفوح من النفس الدنيئة العاشقة للدنيا ومطامعها.
علامات اليأس من الخلاص كانت تتفشى وتستفحل بين اوساط الجماهير كالهشيم في النار, لعظم المصاب وشدة البلاء وغياب بصيص الامل في نفق الحياة المظلم, ما اشبه اليوم بـ البارحة فالظلم والجور واحد والحرمان نهج ثابت في تاريخ الحكومات المتعاقبة, فكان الجميع يدور بجسده وبصره يشدد قوة السمع بحثاً عن كلمة انقاذ وشخص منقذ.
القواعد الشعبية تعتبر عنوان الخلاص للخروج من الازمات, لم تكن هناك من قواعد منظمة ذات عقيدة وروح مواطنة عالية سوى التيار الصدري الذي يحوي بين اضلاعه الوطنيون الشرفاء والمظلومين والمحرومين من ابناء الشعب العراقي الصابر على ابتلاءات الحكومات المتعاقبة التي لا تفقه من ادارة البلاد قيد انملة.
المقتدى نطفة الرحمن وبذرة الجهاد في شجرة الدعوة المحمدية لإنقاذ الناس من المظلومية, كان لها بالمرصاد (دعوة المرجعية) ليتلقفها بثبات المواقف الجهادية المشرفة التي اسس لها المجاهدون من الاجداد, فكان الندى لقواعد الانصار والجماهير الوالهة العاشقة لعبق نسيم الحرية, بالخروج للتظاهر السلمي والمطالبة بالإصلاح ومحاسبة الفاسدين, وامهل الحكومة فسحة من الوقت لإجراء تلك الاصلاحات ومحاسبة الفاسدين.
وتماشياً مع الذين كان في اذانهم وقراً عن سماع صوت المرجعية الذي بح واصوات الجماهير التي تتعالى للمطالبة بالإصلاح, كان لزاماً الدعوة الى الاعتصامات السلمية والمرابطة امام العروش العاجية لكسر طوق المظلومية وايصال صوت المرجعية, ورسم هذا الاعتصام اجمل وابهى صور التلاحم بين الجماهير المطالبة والقوات الامنية المرابطة لحماية الجماهير لا المفسدين لان الجماهير اقوى من الطغاة.
خطوات جريئة ومرحلة صعبة لا تخلوا من المخاطر مع استفحال اصحاب الفتن والقنوات الصفراء ومكر الساسة, لكن الشرف الرفيع لا يسلم من الاذى ان لم يراق على جوانبه الدم.
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس الأمريكي يقر مشروع قانون مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا


.. لازاريني: آمل أن تحصل المجموعة الأخيرة من المانحين على الثقة




.. المبعوث الأمريكي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط: على إسرا


.. آرسنال يطارد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي غاب عن خزائنه




.. استمرار أعمال الإنقاذ والإجلاء في -غوانغدونغ- الصينية