الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتمية انقلاب المليشيات على الدولة

آيه المنشداوي

2016 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


حتمية انقلاب المليشيات على الدولة

آية المنشداوي

تمر بعض الدول في فترات عصبية على مستوى الامن الداخلي او الخارجي خصوصا تلك الدول التي يكون فيها النظام السياسي حديثا او فضفاضا. وتلجأ الدولة ، في بعض الاحيان ، من اجل السيطرة على الامن بالاستعانة بالمليشيات المتواجدة على الارض والتي غالبا ماتكون مدعومة من الخارج. ان ايدلوجية معظم المليشيات تستند على الغطاء الديني والمذهبي وان كانت الشعارات المرفوعة تصب على الانتماء الوطني دون تمييز ، لكنها في اغلب الاحيان تخضع لاجندة خارجيه نتيجة لارتباطها بالعقيدة والتمويل . ونطرة فاحصة على الواقع العراقي تدهشك حجم هذه المليشيات واعدادها وتعدد تبعياتها ، لكن ايران لها حصة الاسد مقارنة بالسعودية وتركيا والامارات وقطر . ولاتوجد احصائية دقيقة لها لكن مصدر في وزراة الدفاع العراقية اشار الى ان عدد المليشيات بلغ 53 ميليشيا اواخر عام 2014 ، وتقدر اعدادهم باكثر من 150 الف مقاتل، معظمها يتلقى السلاح والمال على مرأى من الحكومة العراقية . وبالرغم من ان بعض هذه المليشيات استطاعت ان توقف تقدم داعش وان تسترد قرى ومدن مهمة في تكريت وصلاح الدين والرمادي وهيت وغيرها من المناطق التي استطاع داعش السيطرة عليها ، الا ان ازدياد عمليات الاختطاف والاغتيال في الفترة الاخيرة ومنها اختطاف الامريكيين في منطقة الدورة ببغداد ، واختطاف الصياديين القطرين في بادية السماوة ، واحتجاز نائب رئيس الوزراء بهاء الاعرجي من قبل كتلته ، وتهديد عصائب الحق للمستشارين الامريكين ، يثير مخاوف حول انقلاب هذه المليشيات على الدولة ومحاولة فرض اجندتها على سياسة الدولة . وحدا ببعض المليشيات ان هددت بالفعل الحكومة بصورة مباشرة فيما لو سمحت للجيش الامريكي بالمشاركة في تحرير الموصل . وهذا مؤشر خطير على ان هذه المليشيات لاتلتزم بقوانين وقرارات الدولة مالم توافق معتقداتها واجندتها . بل اكثر من ذلك ان بعض المليشيات هددت انها ستضرب المصالح الغربية في العراق اذا ما تعرضت ايران لهجوم ، واخرى هددت بالانتقام اذا تعرض حزب الله اللبناني لقصف اسرائيلي . هذا كله يثير مخاوف جمة على استقرار وامن البلاد
وان كانت الامور تبدو هادئه الان مادام هذه المليشيات مشغولة في المعارك مع داعش ، ولكن ماذا بعد انتهاء المعارك ؟ بالتأكيد سيبدأ فصل جديد في الصراع على النفوذ والمكاسب السياسية والمالية ، واحداث الشعلة خير دليل على ذلك عندما تصادمت عصائب الحق مع سرايا السلام وخلفت عدد من القتلى والاصابات .
ان غياب الدولة في تحييد الشباب وايجاد فرص عمل لهم ، قد استغل من قبل المليشيات في تجنيد هؤلاء الشباب تحت ولاءات معينة وشعارات ذات صبغة دينية او مذهبية ومقابل مادي . وباتت هيبة المليشيات اقوى من هيبة الدولة ، بل ان القوات الامنية اصبحت تتحاشى الاحتكاك بهذه المليشيات او محاسبتها . وهذا يبدو جليا من خلال مرور سيارات المليشيات بالسيطرات دون تفتيش او سؤال . كما يبدو صوت المرجعية غير مسموعا عندما تدعو الى حصر السلاح بيد الدولة وسيادة القانون . ان نظرة استقرائية للمستقبل تكشف بوضوح ان المليشيات والدولة على طرفي نقيض ، ولا يمكن لهما ان يكونا ضمن مسار واحد ، اذ احدهما يمثل اجندة خارجية ويعتمد على تمويلهم بينما يمثل الطرف الثاني سيادة القانون والانتماء الوطني .

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي